"من يتصدى للمشروع الإيراني في اليمن؟": متابعات الصحف العربية والأجنبية

الأحد 28/نوفمبر/2021 - 11:33 ص
طباعة من يتصدى للمشروع إعداد: فاطمة عبدالغني
 
تقدم بوابة الحركات الاسلامية أبرز ما جاء في الصحف ووكالات الأنباء العربية والعالمية بخصوص الأزمة اليمنية، ومشاورات السويد، والدعم الإيراني للحوثين، بكافة أشكال التناول الصحفي (أخبار – تعليقات – متابعات – تحليلات–  آراء) اليوم 28 نوفمبر 2021.

الاتحاد: طيران التحالف يكثف تدمير ورش «مسيّرات» الحوثي في صنعاء

أعلن تحالف دعم الشرعية في اليمن عن تنفيذ طلعات جوية ضد أهداف مشروعة في العاصمة اليمنية صنعاء، ومحافظة مأرب، شمال شرق البلاد؛ وذلك بالتزامن مع استمرار المواجهات جنوب وغرب مأرب، كما أعلن عن تكبيد مليشيات الحوثي خسائر كبيرة، فيما تواصل القوات المشتركة تقدمها في مديرية مقبنة بالريف الجنوبي لمحافظة تعز.

وذكر بيان للتحالف، أمس السبت، نشرته وكالة الأنباء السعودية (واس) أن التحالف وجه ضربات جوية لأهداف عسكرية مشروعة في صنعاء، ودمر ورش تصنيع طائرات مسيّرة ومخازن أسلحة في معسكر بحي ذهبان في صنعاء.

وأشار إلى أن الضربات حققت أهدافها، والتقييم العملياتي للتهديد يتطلب استمرارها، منوهاً إلى أن التحركات والنشاطات العدائية والقيادات الإرهابية ضمن الأولويات.

وقال بيان التحالف: إن العملية تتوافق مع القانون الدولي الإنساني وقواعده العرفية، و«اتخذنا إجراءات وقائية لتجنيب المدنيين والأعيان المدنية الأضرار الجانبية»، في وقت طلب من المدنيين عدم التجمع أو الاقتراب من المواقع المستهدفة.

وفي بيان آخر، مساء أمس السبت، أفاد التحالف بأنه نفذ 10 عمليات استهداف ضد الميليشيات الحوثية في مأرب، خلال 24 ساعة، وأن الاستهدافات دمرت 7 آليات عسكرية، وقضت على 60 عنصراً إرهابياً.

واستمر طيران التحالف في تنفيذ غارات جوية ليلية على أهداف عسكرية نوعية لميليشيات الحوثي، وازدادت وتيرتها منذ منتصف الأسبوع الفائت، أبرزها أسفرت عن تدمير مخازن أسلحة، وخاصة في معسكر جبل النهدين المطل على دار الرئاسة بصنعاء.

في غضون ذلك، أفاد إعلام الجيش اليمني بأن ميليشيات الحوثي تكبدت خسائر كبيرة في العتاد والأرواح عقب معارك عنيفة مع قوات الجيش الوطني والمقاومة، أمس السبت، في عدة جبهات قتالية بمحافظة مأرب، شمال شرق اليمن.

وذكر موقع «سبتمبر نت» الإخباري، الناطق باسم وزارة الدفاع اليمنية، أن عدة مواقع في الجبهتين الجنوبية والغربية بمحافظة مأرب، شهدت، نهار أمس، معارك عنيفة بين الجيش والمقاومة من جهة والميليشيات الحوثية من جهة أخرى.

وأسفرت المواجهات عن مصرع وإصابة العشرات من عناصر الميليشيات الحوثية وتكبيدها خسائر كبيرة في العتاد.

وتزامنت المعارك مع سلسلة غارات جوية استهدفت عدة مواقع وتعزيزات للميليشيات الحوثية في الجبهتين، كبدتها تدمير عربات إضافة إلى تدمير أطقم قتالية ومصرع جميع من كانوا على متنها.

وعلى صعيد آخر، واصلت القوات المشتركة تقدمها في مديرية مقبنة بريف غرب محافظة تعز، جنوب غرب اليمن. وقال إعلام القوات المشتركة في الساحل الغربي: إن القوات المشتركة واصلت تقدمها في مقبنة وسيطرت على أطراف وادي سقم والعديد من التباب الاستراتيجية منها تبة الجمل شمال مديرية مقبنة، وسط حالة من الانهيار والتخبط في صفوف ميليشيات الحوثي.

وأوضح أن القوات المشتركة سيطرت على أطراف وادي سقم والعديد من التباب الاستراتيجية ومنها تبة الجمل، بعد معارك عنيفة خاضتها ضد الميليشيات الحوثية استخدمت فيها مختلف أنواع الأسلحة المتوسطة والثقيلة.

وأضاف إعلام القوات المشتركة أن ميليشيات الحوثي تكبدت خسائر فادحة في العتاد والأرواح، وسقط العشرات من عناصرها بين قتيل وجريح، إلى جانب تدمير أسلحة من عتاد الميليشيات وسط حالة من التقهقر في صفوفها.

وكانت القوات المشتركة بدأت الجمعة قبل الماضية التقدم في جنوب محافظة الحديدة وامتدت إلى ريف جنوب محافظة تعز.


العربية نت: الإرياني: ميليشيا الحوثي زرعت المنازل والمساجد بالألغام

اتهم وزير الإعلام اليمني معمر الإرياني ميليشيا الحوثي بتحويل منشآت مدنية بينها أحياء ومنازل ومساجد ومدارس إلى "حقول ألغام" راح ضحيتها آلاف النساء والأطفال وكبار السن بين قتيل وجريح.

وأضاف عبر "تويتر" بالعربية والانجليزية، السبت، أن الحوثيين زرعوا شبكة ألغام وعبوات ناسفة بأحد المساجد بقرية القضيبة المحررة مؤخرا بمديرية حيس كانت تكفي لنسف الحي المحيط وقتل مئات الأبرياء.
إلى هذا، قال إن هذا "يكشف مستوى إجرامها ووحشيتها، وتنصلها من كل القيم والضوابط والاعتبارات الدينية والإنسانية والأخلاقية".
وأضاف أن المجتمع الدولي يقف صامتا أمام الجرائم غير المسبوقة التي ترتكبها ميليشيا الحوثي بحق اليمنيين.

كما أكد الوزير اليمني أن المجتمع الدولي والأمم المتحدة والمبعوثين الأممي والأميركي مطالبون بإدانة "جرائم زراعة الألغام المحظورة في الأعيان المدنية"، باعتبارها جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية، والعمل على إدراج جماعة الحوثي في قوائم الإرهاب الدولية.

كان المرصد اليمني للألغام، قد كشف عن توثيق 101 ضحية بسبب ⁧‫الألغام‬⁩ التي زرعتها ميليشيا الحوثي الانقلابية والذخائر غير المتفجرة من مخلفات الحرب في عدد من المحافظات اليمنية خلال النصف الأول من العام الجاري.

البيان: التحالف ينفذ عملية دقيقة شمال صنعاء

دمّرت مقاتلات تحالف دعم الشرعية، مخزناً للأسلحة وصناعة الطائرات المسيرة في شمال صنعاء في عملية دقيقة نفذتها مقاتلات التحالف واستهدفت مخازن سرية.

وقال سكان، إن مقاتلات التحالف استهدفت منطقة ذهبان بغارتين استهدفت مخزناً للأسلحة والطائرات المسيرة في مرتفع الأمن السياسي، وأنّ انفجارات كبيرة أعقبت الاستهداف، إذ استمرت الانفجارات أكثر من ساعة وشوهدت كتل النيران في سماء المنطقة.

بالمقابل، استنفرت ميليشيا الحوثي كل قياداتها في محافظة إب وأمرتهم بالتوجه للحدود مع محافظة الحديدة، بعد تقدم القوات المشتركة في عمق مديرية العدين، بالتزامن مع سحب أعداد كبيرة من عناصرها في أطراف محافظة شبوة والدفع بها لتغطية العجز الكبير في المقاتلين ضمن تحركات رافقتها حملة تجنيد إجبارية في مديريات العدين وشرعب.

وذكرت مصادر محلية، أنّ ميليشيا الحوثي وبعد فشل مشرفيها المحليين في حشد المزيد من المقاتلين من مديريات العدين الثلاث في محافظة إب، أوفدت كبار قادتها لمديريات العدين غرب إب وأوكلت لهم قيادة جهود حشد مقاتلين، في مسعى لإعاقة تقدم القوات المشتركة عبر محافظة الحديدة المجاورة.

سيطرة كاملة

ويأتي استنفار الميليشيا ومحاولات حشد العناصر للقتال في إب وتعز، مع استمرار القوات المشتركة التقدم في عمق المحافظتين، إذ فرضت السيطرة الكاملة على جبل المغرم وعدد من القرى المجاورة والمطلة على سوق سقم الواقع على حدود مديرية شرعب الرونة من الجهة الغربية.

في الأثناء، ذكرت مصادر محلية في محافظة شبوة، أنّ الميليشيا سحبت مجاميع كبيرة من قواتها في مديرية بيحان، ونقلتهم لجبهات القتال في الساحل الغربي، مشيرة إلى أنّ أعداداً كبيرة من عناصر الميليشيا كانت موجودة في بلدة العلياء مركز المديرية، إلّا أنّه لوحظ تناقص أعدادهم خلال اليومين الأخيرين، فضلاً عن قيامهم بإخلاء مواقع ونقاط تفتيش كانوا قد استحدثوها هناك.

اعتقالات

اعتقلت ميليشيا الحوثي، ستة من كبار وجهاء وأعيان مديريات خيران المحرق واسلم والخميسين والدانعي في محافظة حجة، بعد رفضهم مطالب إرسال مقاتلين من أبناء تلك المناطق للجبهات في مأرب والساحل الغربي.

ووفق سكان، فإنّ المشرفين الحوثيين في المحافظة، طلبوا من هؤلاء الوجهاء حشد دفعة جديدة، تمهيداً للدفع بهم لجبهات القتال في محافظتي مأرب والحديدة، إلّا أنّ الوجهاء اعتذروا عن ذلك بعد مقتل العشرات ممن سبق تجنيدهم، ما حدا بالمشرفين الحوثيين لتنفيذ اعتقالات بحق الوجهاء وتهديدهم باستبدالهم بآخرين حال لم ينصاعوا لمطالبهم.

الشرق الأوسط: القوات اليمنية المشتركة تتقدم في غرب تعز والميليشيات تستنفر

واصلت القوات اليمنية المشتركة تقدمها في مديرية مقبنة غرب محافظة تعز وسيطرت على مناطق جديدة في أطراف وادي سقم فيما دفعت ميليشيات الحوثي بكبار مسؤوليها إلى المناطق الحدودية لمحافظة إب ومحافظة تعز لحشد المزيد من المقاتلين بعد فشل المشرفين هناك في إلزام السكان بإرسال أبنائهم إلى معسكرات التدريب، ولجوئهم إلى قطع الطرق التي تربط مناطق سيطرة الشرعية بمديريتي العدين التابعة لمحافظة إب وشرعب الرونة.

وذكر بيان عسكري أن القوات المشتركة سيطرت السبت على أطراف وادي سقم والعديد من المرتفعات الهامة منها تبة الجمل شمال مديرية مقبنة بمحافظة تعز، وسط حالة من الانهيار والتخبط في صفوف ميليشيات الحوثي، بعد معارك عنيفة خاضتها ضد الميليشيات الحوثية استخدمت فيها مختلف أنواع الأسلحة المتوسطة والثقيلة. وأكد المصدر أن القوات المشتركة كبدت الميليشيات الحوثية خسائر فادحة في العتاد والأرواح، وسقط العشرات من عناصرها بين قتيل وجريح، كما تم تدمير كمية من الأسلحة.

وفي غضون ذلك دفعت ميليشيات الحوثي بكل مسؤوليتها في محافظتي إب وتعز إلى تلك المديريات.

استنفرت ميليشيا الحوثي كل قياداتها في محافظتي إب وأمرتهم بالتوجه إلى حدود المحافظتين مع محافظة الحديدة، وعززت تلك القيادات بنائب ما يسمى مجلس النواب ووزير الإدارة المحلية ووزير الخدمة المدنية وأعضاء فيما يسمى مجلس الشورى، في مسعى لحشد مقاتلين من أبناء تلك المناطق الذين رفضوا كل إغراءات وتهديدات مشرفي الميليشيات وفي مسعى لإعاقة تقدم القوات المشتركة في عمق محافظة إب.

ووفق مصادر محلية فإن قائد ميلشيات الحوثي وبعد أن أقدمت عناصره على قطع الطرقات الرابطة بين مديرية جبل رأس مع مديرية العدين وكذا الطريق الرابط بين مديرية مقبنة وشرعب الرونة في محافظة تعز من خلال تفجير الجسور الصغيرة وممرات السيول وزراعة الألغام أمر كل القيادات التي عينها في محافظتي إب وتعز بالتوجه إلى الخطوط الأمامية للإشراف على عملية تجنيد سكان تلك المناطق بعد أن رفض جهازاها الامتثال للمشرفين الحوثيين القادمين من محافظة صعدة وأنه خير هذه القيادات بين النجاح في حملة التجنيد الإجبارية ومراقبة السكان خشية تعاونهم مع القوات الحكومية وبين البقاء في مناصبهم، وأن هذه القيادات أشرفت على استحداث مواقع ونقاط أمنية في منطقتي العوادر وحلية التابعتين لمديرية شرعب الرونة المجاورة لمديرية فرع العدين التابعة لمحافظة إب، كما أرسلت تعزيزات إلى منطقتي الأهمول والعاقبة التابعتين لمديرية فرع العدين، وأن هذه التحركات ترافقت مع مواصلة القوات المشتركة التقدم في عمق المحافظتين حيث فرضت السيطرة الكاملة على جبل المغرم وعدد من القرى المجاورة له والمطلة على سوق سقم الواقعة على حدود مديرية شرعب الرونة من الجهة الغربية، وأنها قامت بنقل مجاميع كبيرة من قواتها التي كانت تتمركز في مديرية بيحان، ونقلتهم إلى جبهات القتال مع القوات المشتركة.

وفي محافظة حجة ذكرت مصادر محلية أن ميليشيات الحوثي أودعت ستة من كبار وجهاء وأعيان مديريات ومناطق خيران المحرق وأسلم والخميسين والدانعي السجن بعد رفضهم أوامر مشرفيها بإرسال مقاتلين من أبناء تلك المناطق إلى الجبهات في محافظة مأرب والساحل الغربيـ وقالت إن السكان يرفضون الدفع بالمزيد من أبنائهم إلى تلك المحارق، بعد أن لقي عدد كبير منهم مصارعهم في جنوب وغرب مأرب، حيث تعد محافظة حجة من أهم المخازن البشرية للميليشيات، حيث تستغل الميليشيات الارتفاع الكبير في معدلات الفقر وتغري المراهقين برواتب شهرية وأسرهن بمساعدات نقدية عبر المنظمات الإغاثية.

وحسب رواية سكان في المحافظة فإن المشرفين الحوثيين وجهوا هؤلاء الوجهاء بحشد دفع جديدة من المقاتلين من مناطقهم، تمهيداً للدفع بهم إلى جبهات القتال المشتعلة خصوصاً في محافظتي مأرب والحديدة، إلا أنهم اعتذروا عن ذلك بعد مصرع العشرات ممن سبق تجنيدهم غير أن ذلك أزعج المشرفين الذين اتهموا الوجهاء بالتراخي وقاموا باعتقالهم، وسط تهديدات باستبدالهم بآخرين إذا لم ينصاعوا لتلك الأوامر.

ملامح من التنكيل الحوثي المذهبي وتهجير الأقليات

منذ ما قبل انقلابها على الحكومة اليمنية الشرعية، انتهجت ميليشيات الحوثي سياسة معادية للمذاهب والديانات الأخرى في اليمن، بدأتها بطرد كل أبناء الطائفة اليهودية في محافظة صعدة بعد سنة ونصف السنة على إعلان تمردها على السلطة المركزية، منتصف عام 2004.

وامتدت إلى التيار السلفي، حيث استهدفت مركزهم التعليمي، في منطقة دماج، حتى طردتهم في رحلة تهجير قسرية لم يعرفها اليمن على الأقل منذ الإطاحة بنظام حكم الأئمة، ووصولاً إلى طرد بقية أتباع الديانة اليهودية وأتباع الديانة البهائية والديانة المسيحية، لتبدأ بعد ذلك مرحلة التغيير المذهبي من خلال المناهج الدراسية والمساجد ووسائل الإعلام العامة.

ومع انتهاء عام 2020، كانت ميليشيات الحوثي قد استكملت طرد كل أتباع الديانة اليهودية من اليمن، وهي الديانة التي وُجدت في البلاد منذ آلاف السنين، وأرغمت آخر الأسر على المغادرة، ومقايضتها بالإفراج عن ابنها المعتقل منذ سبعة أعوام، ومع ذلك، وبعد مرور عام كامل، لا تزال ترفض إطلاق سراح ليبي مرحبي، الذي يعاني من إعاقة نتيجة إصابته بجلطة دماغية، ورغم صدور حكم قضائي من المحكمة التي تديرها الميليشيات ببراءته، كما تأكد ترحيل مجموعة من اليمنيين من أتباع الديانة المسيحية، بمن فيهم القس مشير الخليدي، بعد اعتقال دام عدة أشهر، وقبله تم تهجير رموز الديانة البهائية، التي وجدت في اليمن منذ أربعينيات القرن الماضي.

ووفق تقرير حديث لـ«مركز اكابس الدولي للدراسات»، فإن ميليشيات الحوثي «تطبق منذ عام 2015 تدريجياً سياسات مرتبطة بقمع الممارسات الدينية لبعض الطوائف الإسلامية. وزادت التقارير عن مثل هذه الحوادث بين يوليو (تموز) وسبتمبر (أيلول) الماضيين، حيث تقمع الميليشيات السكان بطريقتين مختلفتين؛ الأولى عن طريق فرض أعراف دينية عامة، بما في ذلك الضرائب والاحتفالات والأعراس والمراكز السلفية وصلاة التراويح. والثانية عن طريق الجبايات المالية بغرض زيادة الإيرادات من خلال جباية الزكاة، وفرض الضرائب على الاحتفالات الدينية وتشجيع الناس على الانضمام إلى القتال من خلال الخطب والرسائل الدينية الأخرى، وبالتالي زيادة عدد المقاتلين والتأكيد على أن «المؤمنين الحقيقيين» هم أولئك الذين ينتمون إلى مذهب الميليشيات، ما يعني أن غير المنتسبين لمذهبهم هم من «الكفار».

ويرصد التقرير «محاولات متعمَّدة لخلق الانقسام بين الناس من مختلف الطوائف الإسلامية»، حيث إن الحوادث المتعلقة بالممارسات الدينية التي تم الإبلاغ عنها، منذ منتصف العام الحالي، مرتبطة بالحوادث السابقة المتعلقة بتحصيل الضرائب، ومنع الموسيقى، وإغلاق المساجد السنية، واستبدال الأئمة السنّة الذين لم يعملوا وفق سياسات الحوثيين، وإجراء تغييرات على المناهج الدراسية، خاصة فيما يتعلق بالتاريخ والدراسات الإسلامية والاجتماعية، لتعزيز المبادئ الأساسية للفكر الطائفي للميليشيات.

بالإضافة إلى ذلك، يتم فرض ضرائب الاحتفال الديني، بين شهري يوليو وسبتمبر، حيث يجري فرض ضرائب إضافية على أصحاب المتاجر خلال المناسبات الدينية، مثل «عيد الغدير» و«المولد النبوي» و«يوم الصرخة» و«أسبوع الشهيد» و«ذكرى ميلاد فاطمة»، وتُحصّل هذه الضرائب من قبل المشرفين الحوثيين، ومَن يرفض الدفع يتعرض لإغلاق محاله أو الاحتجاز أو العنف، الذي يؤدي إلى فقدان مصدر رزقه. وتستخدم الضرائب المحصلة لتغطية تلك الاحتفالات وتوفير رأس المال للمجهود الحربي.

وصعدت الميليشيات منذ العام الماضي من سياساتها المذهبية الإقصائية، حيث تم إغلاق المساجد التابعة لطوائف إسلامية غير الطائفة الحوثية، مثل السلفيين، أو الجماعات السنية الأخرى، أو إعادة توظيف هذه المساجد لصالح توجهاتها، ومنذ يونيو (حزيران)، تم إغلاق نحو 16 مركزاً سلفياً وهدم واحد منها، كما تم اختطاف إمامين اثنين، واحتجازهما في إب لعدم اتباع توجيهات الميليشيات، ورفع شعارها المعروف باسم «الصرخة»، وهو «شعار الثورة الإيرانية» على نظام حكم الشاه، وخلص الباحثون إلى أن القمع الديني الذي تمارسه ميليشيات الحوثي يؤثر على الطوائف الإسلامية والأطفال والنساء والموسيقيين في المناطق الخاضعة لسيطرتها، خاصة أنها ربما المرة الأولى في تاريخ الجمهورية التي يتم فيها تهجير كل أتباع الديانات الأخرى والتضييق على المذاهب الإسلامية وفرض نموذج مذهبي بالقوة في المناهج الدراسية، وفي المساجد ووسائل الإعلام وتحويله إلى سلوك يومي حتى في الشارع.

وفي مسعى لفرض هذا التوجه، عمدت الميليشيات إلى استبدال المعلمين في المدارس، وغيرت المناهج، وحولتها إلى منشورات تمجد الأفكار والرؤى المذهبية التي تقدس سلالة الحوثيين، والترويج لقياداتها، وتبرز هذه الكتب مواضيع تسفّه التاريخ اليمني ورموزه ومثقفيه، وتمجد نظام حكم الأئمة والحق الإلهي بحكم الناس، والحث على الكراهية، وتكفير كل طائفة لا تؤمن برؤى وتوجهات الميليشيات، ويقول عاملون في قطاع التعليم في صنعاء إن الميليشيات يرسلون بين كل فترة وأخرى مفتشين إلى المدارس للتأكد من مدى التزامها بتدريس تلك المواضيع، في ظل مقاومة ورفض واسعين من قبل الطلاب والمعلمين.

وقال سكان في صنعاء لـ«الشرق الأوسط» إن الحوثيين غيروا أئمة مساجد رفضوا الخضوع لتوجهات الميليشيات، كما غيروا الآيات القرانية في المناهج الدراسية، التي تحث على التسامح والتعايش، واستبدلوا بها كل ما له صلة بالحث على القتال، وألزموا المعلمين بحضور دورات مذهبية، وفصلوا الإناث عن الذكور في القاعات الدراسية في الجامعات.

شارك