سرقة الآثار عمل يومي للمليشيات الإرهابية بسوريا

الأحد 14/مايو/2023 - 08:20 م
طباعة سرقة الآثار عمل يومي اعداد : روبير الفارس
 
تتعدد الجرائم الإرهابية التي تقوم بها المليشيات المسلحة في عفرين السورية منها  التعدي الهائل  على الغابات الطبيعية والاصطناعية وعلى حقول الزيتون والأراضي الزراعية التي تُشكل المصدر الرئيسي لعيش السكّان الأصليين بالقطع الواسع والحرائق والرعي الجائر، والذي يرتقي إلى مستوى إبادة البيئة التي تشكِّل جريمة ضد الإنسانية، وكذلك التنقيب عن الآثار وسرقتها على نحوٍ واسع وغير مشروع والتعدي على المواقع التاريخية والمزارات الدينية وتخريبها، كجرائم حرب، ومخالفات جسيمة للقانون الدولي الإنساني والعهود الدولية، وذكر تقرير لمنظمة حقوق الإنسان بعفرين  حول  سرقة الآثار 
أنه لا يُخفى على أحد، أنه منذ احتلال عفرين في 2018م، لم يبقَ – على كثرتها – موقعٍ تاريخي أو مزار ديني إيزيدي وإسلامي إلّا وتعرّض للحفر والنبش على نطاقٍ واسع وباستخدام أجهزة التنقيب والآليات الثقيلة، بحثاً عن الآثار والكنوز الدفينة وسرقتها من قبل الميليشيات  المرتبطة  بالائتلاف السوري الإخواني وأمام أعين سلطات الاحتلال التركي وبمشاركة استخباراتها في الكثير من الحالات، وأنّ تركيا أصبحت ممراً لنقل الآثار المسروقة وبيعها، ولقد تم نشر مئات الصور والتقارير عن هذا الأمر، لا سيّما وأن المقارنة بين صور جوجل  إيرث في سنوات متعاقبة تُظهر بوضوح حجم تلك الاعتداءات التي تُشكل جريمة بحق الممتلكات الثقافية لمنطقة عفرين وسوريا وللحضارة البشرية، ورغم أنها مخالفة جسيمة للقانون الدولي الإنساني والمواثيق الأممية لم تحظَ باهتمام "لجنة التحقيق الدولية المستقلة المعنية بسوريا" وبالتوثيق في تقاريرها الرسمية؛ منها:
- منذ عشرة أيام، تقوم ميليشيات "فيلق الشام" بحفر وتجريف تل "كُوفيجيه -Guvîjê" جنوب شرقي قرية "جلا"- راجو بالآليات الثقيلة، بعد قلع عشرات أشجار الزيتون المزروعة على سفح التل الذي تبلغ مساحته حوالي /1.5/ هكتار.
- استمرار الحفر في قلعة النبي هوري بالآليات الثقيلة، من قبل ميليشيات "جيش النخبة" التي يتزعمها "العقيد معتز رسلان-  ويؤكد على ذلك نشر مقطع فيديو للموقع  من قبل ناشط إعلامي معارض مقيم في عفرين، والذي قال: للأسف تغيرت ملامح المكان بشكل كامل بسبب عمليات الحفر والتنقيب المستمرّة دون توقف!
- بالمقارنة بين صورتين لغوغل إيرث (4 يونيو  2019م، 20  مايو  2022م)، يظهر بوضوح حجم التجريف والحفر الذي تعرّض له تل "ناصر/Nêsir" الواقع مقابل مفرق قرية "عدما/أدمانلي"- راجو ويبعد عن النهر الأسود/الشريط الحدودي مع تركيا بـ/300/م، والذي مساحته حوالي /1.66/ هكتار وكان سفحه مزروعاً بحقول الزيتون والعنب العائدة لأولاد المرحوم "ثوران عدما" وبعض أشجار السنديان المعمّرة، وكذلك الحفر ضمن حقل زيتون بجوار التل جنوباً وبمساحة /0.23/ هكتار؛ وذلك من قبل ميليشيات "فيلق الشام" التي يتزعمها "منذر سراس/أبو عبادة- عضو الهيئة السياسية في الائتلاف السوري" بصفة "القائد العام" و "فضل الله الحجي/أبو يامن" بصفة "القائد العسكري". ومازال قطع الأشجار والبحث عن الآثار عمل يومي للمليشيات

شارك