بعد الهجوم علي كنيسة " سانتا ماريا " تركيا في مرمي داعش

الإثنين 05/فبراير/2024 - 06:59 م
طباعة بعد الهجوم علي كنيسة روبير الفارس
 
سوف يواصل تنظيم داعش  التخطيط لعملياتٍ داخل تركيا في المستقبل القريب . ومع ذلك، لا يزال بإمكان الولايات المتحدة أن تقدم المساعدة لتركيا  في هذا الصدد من خلال توفيرها أي معلومات استخباراتية مهمة. كما عليها النظر في الضغط على الدول الأجنبية لإعادة مواطنيها المتهمين بجرائم مرتبطة بتنظيم "داعش " ليمتثلوا أمام القضاء في بلادهم بدلاً من البقاء في مراكز الاحتجاز التركية. هذا ما طالب به تقرير نشره معهد واشنطن لساسيات الشرق الادني عقب  الهجوم الذى  قام به مسلحان من تنظيم "داعش " علي "كنيسة سانتا ماريا"  الكاثوليكية في اسطنبول، مما أدى إلى مقتل شخص وإصابة آخر. وكانت هذه أول عملية ينجح التنظيم في تنفيذها في تركيا منذ الأول من يناير 2017، عندما قُتل ثلاثةٌ وتسعون شخصاً وأُصيب تسعةٌ وسبعون آخرون بجراح في إطلاق نار في ملهى "رينا" الليلي. وكان يمكن أن تكون حصيلة ضحايا الهجوم على الكنيسة أكبر بكثير لو لم تتعطل أسلحة الجناة، مما حال دون وقوع مأساة أكبر.
وقال الباحث "هارون ي. زيلين " في تقريره  لقد فصلت فترةٌ طويلة نسبياً بين هجومَي "داعش " المذكورين، لكن هذا لا يعني أن التنظيم ظل مكتوف الأيدي خلال تلك الفترة. فقد حاولت شبكات العمليات الخارجية التابعة للتنظيم في سوريا وأفغانستان أن تشن هجماتٍ على تركيا خلال السنوات السبع الماضية، ولكنها فشلت. كما تمكنت السلطات التركية من إحباط العديد من المؤامرات الداخلية. وبالفعل، يكشف حجم هذه المخططات عن قدرة أنقرة على إحباط مساعي التنظيم الرامية إلى تقويض الأمن في تركيا.
واضاف التقرير قائلا بعد أن تم القبض على منفذَي الهجوم على الكنيسة في إسطنبول، كشفت أنقرة أنهما من أصولٍ طاجيكية وروسية، الامر الذى يشير الي  احتمال ارتباطهما بتنظيم "داعش - ولاية خراسان"، وهي شبكة العمليات الخارجية الرئيسية للتنظيم حالياً ومقرها في أفغانستان. ورغم عدم إعلان وزارة الداخلية عن أيّ صلة مؤكدة بهذه الولاية حتى الآن، إلا أن السلطات التركية أحبطت عدة مخططات مرتبطة بتنظيم "داعش - ولاية خراسان" خلال العام الماضي، وكانت غالبية الأجانب الذين تم القبض عليهم في تلك المداهمات من الجنسية الطاجيكية (ثلاثون محتجزاً، وواحد وعشرون معتقلاً) أو الروسية (ستة محتجزين وثلاثة معتقلين). وعلى وجه الخصوص، تم تفكيك مؤامرة مرتبطة بتنظيم "داعش  - ولاية خراسان" كانت تستهدف كنائس ومعابد يهودية في تركيا في أواخر ديسمبر الماضي، مما يشير إلى احتمال أن يكون هجوم هذا الأسبوع جزءاً من مخططٍ أوسع نطاقاً لشبكةٍ إرهابيةٍ أكبر.
علاوةً على ذلك، ليست تركيا الدولة الوحيدة التي تتهم عناصر من الجنسية الطاجيكية بالتورط في الأنشطة الأخيرة لتنظيم "داعش  - ولاية خراسان": حيث رصد التقرير
•    في /أبريل 2020، ألقت السلطات الألمانية القبض على خليةٍ هجومية يقودها أحد عناصر تنظيم "داعش  - ولاية خراسان" من الجنسية الطاجيكية.
•    في أكتوبر 2022، دعمت عناصر من الجنسية الطاجيكية هجوماً لتنظيم "داعش  - ولاية خراسان" على ضريح شاه جراغ في مدينة شيراز الإيرانية.
•    في يناير 2023، أحبطت إيران مؤامرةً إرهابيةً أخرى تورط فيها عنصران طاجيكيان تابعان لتنظيم "داعش - ولاية خراسان".
•    في فبراير 2023، ألقت السلطات التركية القبض على عبدالمصير غولبوييف (المعروف أيضاً باسم محمود الطاجيكي)، الرئيس الطاجيكي المزعوم لقسم بلاد ما وراء النهر التابع لتنظيم "داعش - ولاية خراسان".
•    في يونيو 2023، ألقت السلطات التركية القبض على المواطن الطاجيكي شامل حكمتوف (المعروف أيضاً باسم أبو مسكين) بتهمة تجنيد أشخاص للقتال في صفوف تنظيم "داعش  - ولاية خراسان" في أفغانستان.
•    في أغسطس 2023، شارك عناصر طاجيكيون في هجوم آخر على ضريح شاه جراغ في إيران تبنّاه تنظيم "داعش  - ولاية خراسان".
•    في /ديسمبر 2023، أحبطت النمسا وألمانيا عمليةً خططت لها شبكة تابعة لتنظيم "داعش - ولاية خراسان" لاستهداف كنائسٍ، وضمت الخلية عنصرين طاجيكيين على الأقل.
•    في يناير 2024، شارك مهاجم طاجيكي في تفجير نفّذه تنظيم "داعش- ولاية خراسان" في مدينة كرمان الإيرانية.
وبعيداً عن الروابط العملياتية المحتملة، فإن الذراع الدعائي لتنظيم "داعش - ولاية خراسان"، مؤسسة "العزائم" الإعلامية ومجلتها متعددة اللغات "خراسان غاغ" ("صوت خراسان")، يستهدفان تركيا منذ سنوات. وتعود جذور الكثير من العدائية التي أبداها تنظيم "داعش- ولاية خراسان" في التعاون الدبلوماسي الأخير بين أنقرة وحركة "طالبان". وقد هاجم تنظيم "داعش" أيضاً تركيا في السابق بسبب دستور البلاد العلماني، والديمقراطية، والعلاقات الغربية، والتعاون مع "البشمركة" الكردية في شمال العراق، من بين "خيانات" أخرى مفترضة للقضية الجهادية.

شارك