بالمسيرات والزيارات.. مصر وتركيا تتجهان بخطوات ثابتة نحو المستقبل

الجمعة 09/فبراير/2024 - 01:02 م
طباعة بالمسيرات والزيارات.. أميرة الشريف
 
استمرارًا للجهود الرامية نحو مسار التطبيع التام للعلاقات بين مصر وتركيا وتحقيق التقارب وطي صفحة الخلافات، التي دامت أكثر من 10 سنوات، أفادت تقارير إعلامية بأن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان سيقوم بزيارة رسمية إلي مصر الأسبوع المقبل وبالتحديد الأربعاء 14 فبراير وفق وكالة رويترز.
وفي إشارة قوية تفيد بتطبيع العلاقات بقوة بين البلدين، قالت تركيا إنها وافقت على تزويد مصر بطائرات مسيّرة قتالية.
وتهدف تلك الخطوة إلى تأسيس علاقات طبيعية بين البلدين من جديد، كما تعكس عزمهما المُشترك على العمل نحو تعزيز علاقاتهما الثنائية لمصلحة الشعبين المصري والتركي.
وأعلن وزير الخارجية التركي هاكان فيدان تصريحات إعلامية،  أن "عملية التطبيع اكتملت بشكل كبير، مؤكدًا على أن العلاقات بين البلدين مهمة للأمن والتجارة في المنطقة".
 وأضاف فيدان،  "لقد اتفقنا على تزويد مصر بمسيرات" مؤكداً أنه "يجب أن تربط تركيا علاقة جدية بمصر من أجل الأمن في البحر الأبيض المتوسط ".
وقال فيدان إن الرئيس التركي سيناقش مع الرئيس عبدالفتاح السيسي القضايا الثنائية والإقليمية، ومنها التجارة والطاقة والأمن.
وكانت، بدأت المباحثات بين كبار مسؤولي وزارتي خارجية مصر وتركيا في عام 2021، وتسارعت وتيرة تطبيع العلاقات بين مصر وتركيا بعد مصافحة بين الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي ونظيره التركي رجب طيب أردوغان، في الدوحة، على هامش افتتاح كأس العالم لكرة القدم في نوفمبر 2022.
وفي فبراير 2023، تواصل إردوغان والسيسي هاتفيا بعيد زلزال مدمّر ضرب تركيا وسوريا وأودى بعشرات الآلاف.
كما التقى الرئيسان في سبتمبر الماضي على هامش قمة مجموعة العشرين في العاصمة الهندية نيودلهي.
وفي 29 مايو 2023، اتفق الرئيس السيسي خلال اتصال هاتفي مع نظيره التركي أردوغان، على "البدء الفوري في ترقية العلاقات الدبلوماسية" بين الدولتين ، وفي يوليو من نفس العام، أعلن البلدان إعادة العلاقات الدبلوماسية بينهما الى مستوى السفراء.
وكان توجه سامح شكري وزير الخارجية المصري إلى العاصمة التركية أنقرة بتكليف من الرئيس السيسي يونيو الماضي، لتمثيل مصر في مراسم حفل تنصيب الرئيس التركي.
ووفق بلومبيرج الشرق، قال المستشار في الحكومة التركية محمد يلدرم إن زيارة أردوغان إلى مصر خطوة "في غاية الإيجابية"، لافتاً إلى أن "البلدين يدركان حاجتهما إلى بعضهما البعض".
وأشار يلدرم إلى أن "مصر دولة قوية، وتربطنا معها علاقات تاريخية"، مستدركاً: "بالطبع قد تحصل اختلافات في وجهات النظر، لكن هذا يُمكن إصلاحه بالحوار، وهذا ما جرى بالفعل خلال المباحثات على مدى السنوات الثلاث الماضية".
ومن المتوقع أن تركز المحادثات بين إردوغان والسيسي على شحنات المساعدات للفلسطينيين في غزة والخطوات التي يمكن اتخاذها لإنهاء الحرب.
وسيؤدي تطبيع العلاقات، إلي نتائج إيجابية أيضاً على الوضع  المتأزم في شرق المتوسط، فضلاً عن التوصل لحل عادل وسلمي للأزمة الليبية، الذي أثبت الوضع الراهن في ليبيا بأن الحل بات أكثر صعوبة من ذي قبل، كما يمكن تخفيف حالة عدم الاستقرار الناجمة عن المشاكل القائمة في سوريا ولبنان، وأن تطبيع العلاقات بصورة مرنة سيراعي حلحلة الموقف بشأن غاز شرق المتوسط، بالنسبة إلى تقاسم موارد الطاقة وإيصالها إلى الأسواق العالمية.
وكان الرئيس التركي قال في تصريحات إعلامية سابقة، إن "مصر وكل بلدان الخليج هي دول شقيقة لتركيا"، لافتاً إلى أنه "ليس من الصواب أن نكون نحن وهم مستائين ومتخاصمين، وقد تجاوزنا هذا الوضع، والآن بدأت الزيارات المتبادلة معهم جميعاً".
وتعهد أردوغان أنذاك بنقل هذه العلاقات إلى نقطة متقدمة أكثر عقب الانتخابات الرئاسية.
وتعود آخر زيارة لأردوغان إلى القاهرة إلى نوفمبر 2012، عندما كان رئيسا للوزراء، للقاء الرئيس محمد مرسي آنذاك.
 واستدعى البلدان سفيريهما بعد تولي الرئيس السيسي الحكم في عام 2013 بعد الإطاحة بالرئيس محمد مرسي أنذاك الذي كانت أنقرة من أبرز داعميه.
ومما لا شك فيه أن إعادة تطبيع العلاقات بين مصر وتركيا خطوة في غاية الأهمية، فعلى الصعيد الداخلي أمام معارضي كلا النظامين السياسيين وعلى الصعيد الإقليمي والدولي، فالدولتين بحكم الموقع والتاريخ والثقافة تعتبران مركزا ثقل واستقرار شرق البحر الأبيض المتوسط.
ويرى مراقبون أن المنطقة تشهد إعادة تشكيل على أساس برغماتي بين دول المنطقة، وهو ما قد يسهم في ظهور تحالفات جديدة تبحث بها هذه الدول عن حل للأزمات العميقة التي تعاني منها، وخاصة الأزمات الاقتصادية والسياسية، وخصوصا تلك التي أعقبت الحرب في أوكرانيا.

شارك