بمناسبة يوم مناهضة تجنيد الأطفال الذي يوافق 12 فبراير من كل عام، وثقت 43 منظمة محلية ودولية بعض الانتهاكات التي ارتكبتها جماعة الحوثي ضد آلاف الأطفال، بما في ذلك استمرار تجنيدهم واستخدامهم في جبهات القتال، على الرغم من تعهدها في خطة العمل التي وقعتها مع الأمم المتحدة في أبريل 2022 لوقف هذه الممارسات.

وأشارت المنظمات في بيانها المشترك إلى أن صواريخ الحوثي والهجمات المدفعية العشوائية واستخدام الألغام الأرضية قد أدت إلى سقوط آلاف الضحايا من بين الأطفال. وأفادت المنظمات أيضًا بأن مسلحي الحوثي هاجموا عدة مدارس ومستشفيات واستخدموا المدارس في أغراض عسكرية، بالإضافة إلى تجنيد آلاف الأطفال وإرسالهم إلى جبهات القتال. 

ووفقًا لصحيفة "تلغراف" البريطانية، لا تزال مليشيا الحوثي، المصنفة كمنظمة إرهابية، تواصل تجنيد الأطفال وإجبارهم على المشاركة في القتال ضمن صفوفها، وذلك عبر استغلال الظروف المادية الصعبة التي يواجهها أفراد عائلاتهم.

ومنذ مارس 2015 وحتى سبتمبر 2022، قامت منظمة الأمم المتحدة للطفولة "يونيسف" بتوثيق 3995 حالة تجنيد للأطفال في اليمن للمشاركة في الصراع، على الرغم من أن من المرجح أن تكون الأرقام الفعلية أعلى بكثير.

وبحسب ما أوردته منظمة ميون لحقوق الإنسان، يبلغ عدد الأطفال الذين تم التحقق من قيام جماعة الحوثي بتجنيدهم في الجبهات (2,209) أطفال أي ما نسبته (%98.9)  خلال الفترة من 1 يوليو 2021، حتى 31 ديسمبر 2022.

وأكد تقرير لمنظمة "ميون" تحققه من مقتل (1,309) أطفال أحدهم طفل صومالي الجنسية وإصابة وتشويه (351) طفلاً، من إجمالي الحالات المجندة في صفوف جماعة الحوثي؛ مبينا أن الفئة العمرية للأطفال ما بين سن السادسة عشرة والسابعة عشرة هي الفئة الأكثر تعرضاً لانتهاكات التجنيد والاستخدام كجنود لدى الجماعة، كما وثق بلاغات بتجنيد (25) طفلاً ينتمون إلى عائلات مهاجرين أفارقة تحقق من عدد (4) أطفال في صنعاء وحجة.

ووثق منح جماعة الحوثي لـ (556) طفلاً قتلوا في صفوفها رتبا عسكرية موزعة ما بين ضابط وصف ضابط، ومنحت (753) طفلاً قتيلا صفة جنود في كشوفاتها الرسمية؛ موضحا في هذا الشأن استخدامها إغراءات منح الرتب الوهمية للأطفال بهدف استقطابهم للتجنيد.

وخلص تقرير "ميون" وفقا لنتائج الرصد إلى أن أعلى عشر محافظات استقطبت فيها جماعة الحوثي الأطفال المجندين هي: محافظة صنعاء، حجة، ذمار، صعدة، أمانة العاصمة، عمران، إب، الحديدة، تعز، المحويت.

ورصد التقرير انخفاضا في عدد الضحايا الأطفال الذين جندتهم جماعة الحوثي في صفوفها خلال فترة الهدن الأممية التي بدأت في إبريل 2021، وتم تمديدها إلى مرحلتين، بالمقابل لم تتوقف عن الحشد والتعبئة والاستقطاب خلال تلك الفترة.

واستعرض أدوات ووسائل الاستقطاب لتجنيد الأطفال لدى جماعة الحوثي، حيث كان في صدارتها استغلال الظروف المعيشية والاقتصادية للأطفال وأسرهم، يليها منهجية التلقين العقائدي وخطاب الكراهية عبر الإعلام الرسمي والأهلي ومواقع التواصل الاجتماعي، والسيطرة التامة على المؤسسات التعليمة والمؤسسات الدينية، واستغلال المراكز الصيفية، علاوة على استخدام الحيلة والاختطاف وممارسة الضغوط على زعماء القبائل والمشايخ والأعيان.