ردا على مقتل عسكرين من الإمارات والبحرين.. غارات تستهدف قائد الشباب الارهابية في الصومال

الثلاثاء 13/فبراير/2024 - 04:25 م
طباعة ردا على مقتل عسكرين علي رجب
 

 أسفرت غارة جوية جديدة عن مقتل عدد من مقاتلي حركة الشباب، وذلك بعد ساعات فقط من قيام حركة الشباب بقتل عسكريين من الإمارات والبحرين في أحد معسكرات التدريب في مقديشو، عاصمة الصومال.

وقالت تقارير صومالية إن الغارة الجوية الجديدة تم تفعيلها في بلدة جامامي داخل جوبا السفلى، مما أسفر عن مقتل ما لا يقل عن 20 مقاتلاً كانوا يقومون بأنشطة إرهابية في الصومال، وخاصة في المناطق الجنوبية.

وهذه هي الغارة الجوية الخامسة هذا العام في الصومال مع زيادة كثافة الجيش الأمريكي في القتال ضد حركة الشباب، والتي كانت تضغط من أجل الإطاحة بالحكومة الفيدرالية الصومالية المدعومة من الأمم المتحدة منذ 17 عامًا.

وإلى جانب الجيش الوطني الصومالي، يوفر الجيش الأمريكي عادة المراقبة الجوية والدعم في العمليات ضد مسلحي حركة الشباب، الذين تكبدوا خسائر في أعقاب العمليات الحماسية في الأشهر الأخيرة في جميع أنحاء البلاد.

كما يوجد في المسرحية قوات بعثة الاتحاد الأفريقي الانتقالية في الصومال (ATMIS) التي تقدم الدعم للقوات المحلية في ساحة المعركة.

 بدأت «قوات أتميس» الأفريقية بالخروج بشكل استراتيجي من البلاد بما يتماشى مع خطة الانتقال الصوماي.

وتأتي الغارة الجوية، على الرغم من عدم تأكيدها من قبل القيادة الأمريكية في إفريقيا، بعد مقتل أربعة جنود من الإمارات العربية المتحدة وواحد من البحرين على يد حركة الشباب في قاعدة التدريب العسكري للجنرال جوردون داخل الصومال.

وأصبحت قاعدة الجنرال جوردون العسكرية مسرحاً لهجوم عنيف أثار خوفاً واسع النطاق وأثار تساؤلات جدية حول الثقة في المدربين الأجانب الذين يساعدون الصومال في إعادة بناء قواتها المسلحة وبرامجها التدريبية.

وقد كشف الحادث، الذي أدى إلى مقتل ثلاثة جنود من الإمارات العربية المتحدة وواحد من البحرين، عن القضية المستمرة المتمثلة في تسلل حركة الشباب إلى صفوف الحكومة الصومالية. ويسهل هذا الارتباط وصول الجماعة المتطرفة إلى المنشآت والعمليات العسكرية.

وأشار المنتقدون إلى الرقابة المعتادة للحكومة الصومالية على المخاطر التي تشكلها مثل هذه الهجمات، الأمر الذي يقوض ثقة الشركاء الدوليين في القوات الصومالية التي يقومون بتدريبها.

وتشير مصادر موثوقة إلى أن عملية تجنيد الجنود تعاني من عدم الكفاءة والفساد والتحيز العشائري. في كثير من الأحيان، يتم ضمان المجندين من قبل أعضاء البرلمان والوزراء، مما يؤدي إلى تشكيل جيش يتكون من أفراد لديهم روابط عائلية وليس الجدارة.

ويشكل غياب فحوصات شاملة لخلفية المجندين للتحقق من تاريخ حياتهم ومعتقداتهم خطرا أمنيا كبيرا.

ولم يتسبب الهجوم على قاعدة الجنرال جوردون في إثارة مخاوف أمنية غير مسبوقة فحسب، بل أدى أيضًا إلى زيادة المخاوف بشأن وجود أعضاء سابقين في حركة الشباب ضمن صفوف الجيش الوطني الصومالي، مما يشكل تهديدًا مباشرًا للمدربين الأجانب.

وتواصل دول مثل تركيا والولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي والمملكة المتحدة والإمارات العربية المتحدة توفير التدريب داخل الصومال.

 وتتولى وزارة الدفاع مسؤولية تسجيل الأفراد الراغبين في الانضمام إلى القوات الوطنية.

وفي يوليو 2023، فجّر رجل يرتدي الزي العسكري نفسه في أكاديمية جالي سياد العسكرية في مقديشو، مما أسفر عن مقتل 25 جنديًا وإصابة 70 آخرين.

وأعلنت حركة الشباب مسؤوليتها عن هذا الهجوم. وتعرضت الحكومة لانتقادات لعدم الكشف عن كيفية تمكن المهاجم من دخول المنشأة شديدة الحراسة.

 

وقد حدد خبراء أمنيون خللاً كبيراً في السماح للجنود بحمل الأسلحة المحملة إلى التشكيلات خلال زيارات رفيعة المستوى إلى القواعد العسكرية، الأمر الذي يعرض الرئيس للخطر، الذي يزور هذه المواقع بانتظام.

ونظراً للتحديات الأمنية المستمرة، فإن فشل الحكومة في إجراء التدقيق المناسب للجنود، بما في ذلك التدقيق في ضامناتهم، سواء كانوا سياسيين أو وزراء أو شيوخ تقليديين، يُنظر إليه على أنه نقطة ضعف خطيرة.

وتستخدم حركة الشباب استراتيجيات مختلفة لشن هجماتها، وغالباً بمساعدة من المطلعين داخل الحكومة، مما يسلط الضوء على تسلل الجماعة داخل أجهزة أمن الدولة. يعد هذا التشابك مساهمًا رئيسيًا في القضايا الأمنية في البلاد وسيظل يمثل مشكلة حتى يتم التعامل مع أولئك الذين يدعمون الجماعة داخل الحكومة.

ويسلط استمرار حركة الشباب داخل المؤسسات الحكومية الضوء على التحدي المعقد الذي يواجه الصومال في تأمين البلاد ضد التهديدات الداخلية وأهمية عمليات التجنيد والتدقيق الصارمة لحماية مستقبلها.

وخسر مقاتلو حركة الشباب عدة بلدات استراتيجية خلال العام الماضي بعد أن أعلن الرئيس حسن شيخ محمود حربا شاملة ضدهم.

 وتقوم المجموعة باختلاس الأموال من السكان المحليين من خلال الابتزاز، ولكن تم تحييد تكتيكاتها.

شارك