بعد 12 عامًا من القطيعة.. قمة مصرية - تركية تاريخية في القاهرة

الأربعاء 14/فبراير/2024 - 11:55 ص
طباعة بعد 12 عامًا من القطيعة.. أميرة الشريف
 
تنعقد في القاهرة،  قمة مصرية - تركية تاريخية ، الأربعاء، والتي تأتي وسط وجود العديد من التطورات والمتغيرات الإقليمية والدولية التي تدفع باتجاه تنسيق المواقف بين البلدين، حيث يبدأ الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، اليوم الأربعاء، زيارة رسمية لمصر، بدعوة من الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، في إطار استمرار التقارب بين البلدين بعد قطيعة دامت نحو 12 عاما .

​صرح بذلك المستشار د. أحمد فهمي المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية المصرية، أنه من المقرر أن يعقد الرئيس عبد الفتاح السيسي مباحثات موسعة مع الرئيس أرودغان لدفع الجهود المشتركة لتعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين، والتباحث بشأن العديد من الملفات والتحديات الإقليمية، خاصة وقف إطلاق النار في غزة وإنفاذ المساعدات الإنسانية لأهالي القطاع.

وأعلنت الرئاسة التركية، الأحد، أن أردوغان سيبحث في القاهرة الخطوات التي يمكن اتخاذها لتحسين العلاقات الثنائية وتنشيط آليات التعاون الثنائي رفيعة المستوى، بالإضافة إلى مناقشة القضايا العالمية والإقليمية الراهنة، خاصة الحرب الإسرائيلية في قطاع غزة.
وتعد الزيارة تتويجاً لمسيرة تطبيع العلاقات بين البلدين التي شهدت مصافحة بين أردوغان والسيسي، خلال افتتاح المونديال في قطر عام 2022، ثم لقاؤهما ثانية خلال قمة العشرين بالعاصمة الهندية نيودلهي في سبتمبر من العام الماضي، واتفق الجانبان على تدعيم العلاقات والتعاون ورفع العلاقات الدبلوماسية بين الدولتين وتبادل السفراء.
وتنطوي الزيارة على أهمية كبرى كونها أول زيارة رسمية على مستوى الرؤساء منذ نحو 11 عاما، إذ كانت آخر زيارة لرئيس تركي إلى مصر هي تلك التي أجراها الرئيس السابق عبدالله جول في فبراير عام 2013.
وكانت آخر زيارة لأردوغان إلى القاهرة خلال فترة ولايته رئيساً للوزراء في نوفمبر 2012.
ورفعت وزارتا الخارجية المصرية والتركية العام الماضي التمثيل الدبلوماسي بين البلدين إلى مستوى السفراء لإعادة العلاقات إلى طبيعتها بعد انقطاعها منذ عام 2013.
وأعلن وزير الخارجية التركي هاكان فيدان موافقة بلاده على تزويد القاهرة بمسيّرات قتالية. وجاء هذا الإعلان بعد يومين من اجتماعٍ بين وزير الإنتاج الحربي المصري ونظيره التركي لبحث التعاون في مجال الإنتاج المشترك للذخائر.
وتعد طائرة بيرقدار TB2 التركية من أفضل الطائرات المسيرة في العالم من حيث الاستخدامات المتعددة، بقدرتها على التحليق بحمولة تصل إلى 650 كيلوغراما ومدى يصل إلى 150 كيلومترا وبسرعة تصل إلى 70 عقدة (130 كيلومترا في الساعة)، فضلا عن قدرة على الطيران دون توقف لمدة تصل لأكثر من 24 ساعة.
وسيؤدي تطبيع العلاقات، إلي نتائج إيجابية أيضاً على الوضع  المتأزم في شرق المتوسط، فضلاً عن التوصل لحل عادل وسلمي للأزمة الليبية، الذي أثبت الوضع الراهن في ليبيا بأن الحل بات أكثر صعوبة من ذي قبل، كما يمكن تخفيف حالة عدم الاستقرار الناجمة عن المشاكل القائمة في سوريا ولبنان، وأن تطبيع العلاقات بصورة مرنة سيراعي حلحلة الموقف بشأن غاز شرق المتوسط، بالنسبة إلى تقاسم موارد الطاقة وإيصالها إلى الأسواق العالمية.
وكان الرئيس التركي قال في تصريحات إعلامية سابقة، إن "مصر وكل بلدان الخليج هي دول شقيقة لتركيا"، لافتاً إلى أنه "ليس من الصواب أن نكون نحن وهم مستائين ومتخاصمين، وقد تجاوزنا هذا الوضع، والآن بدأت الزيارات المتبادلة معهم جميعاً".
وتعهد أردوغان أنذاك بنقل هذه العلاقات إلى نقطة متقدمة أكثر عقب الانتخابات الرئاسية.
وتعود آخر زيارة لأردوغان إلى القاهرة إلى نوفمبر 2012، عندما كان رئيسا للوزراء، للقاء الرئيس محمد مرسي آنذاك.
 واستدعى البلدان سفيريهما بعد تولي الرئيس السيسي الحكم في عام 2013 بعد الإطاحة بالرئيس محمد مرسي أنذاك الذي كانت أنقرة من أبرز داعميه.
ومما لا شك فيه أن إعادة تطبيع العلاقات بين مصر وتركيا خطوة في غاية الأهمية، فعلى الصعيد الداخلي أمام معارضي كلا النظامين السياسيين وعلى الصعيد الإقليمي والدولي، فالدولتين بحكم الموقع والتاريخ والثقافة تعتبران مركزا ثقل واستقرار شرق البحر الأبيض المتوسط.
ويرى مراقبون أن المنطقة تشهد إعادة تشكيل على أساس برغماتي بين دول المنطقة، وهو ما قد يسهم في ظهور تحالفات جديدة تبحث بها هذه الدول عن حل للأزمات العميقة التي تعاني منها، وخاصة الأزمات الاقتصادية والسياسية، وخصوصا تلك التي أعقبت الحرب في أوكرانيا.

شارك