ذكرى 25 يناير.. كيف عصفت 14 عاما من الانقسامات بعقل الإخوان؟/«قسد» تحذِّر تركيا من مهاجمة كوباني/إدانة خليجية لاستهداف المستشفى السعودي في الفاشر بالسودان
الأحد 26/يناير/2025 - 11:23 ص
طباعة

تقدم بوابة الحركات الإسلامية أبرز ما جاء في الصحف ووكالات الأنباء العربية، بخصوص جماعات الإسلام السياسي وكل ما يتعلق بتلك التنظيمات، بكافة أشكال التناول الصحفي (أخبار – تعليقات – متابعات – تحليلات) اليوم 26 يناير 2025.
وام: مقتل 4 مسلحين بعملية أمنية في باكستان
قتل 4 مسلحين في عملية أمنية، في منطقة باغ العامة بمقاطعة خيبر بإقليم خيبر بختونخا شمال غرب باكستان.
وأفاد الجيش الباكستاني في بيان، بأنه تم تنفيذ عملية أمنية في منطقة باغ العامة بمقاطعة خيبر بإقليم خيبر بختونخا، ما أسفر عن مقتل 4 مسلحين، وإصابة 2 آخرين.
وأضاف أنه تم أيضاً تنفيذ عملية تطهير في المنطقة، للقضاء على المسلحين، واستعادة الأسلحة والذخيرة منهم.
أخبار ذات صلة
ودأبت قوات الأمن والجيش في باكستان، على تنفيذ عمليات أمنية في مناطق البلاد لمطاردة الجماعات المسلحة.
مقتل 9 جنود من قوات حفظ السلام بالكونغو الديمقراطية
قالت وزارة الدفاع في جنوب إفريقيا، إن 9 من جنودها المشاركين في بعثة حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة، لقوا حتفهم في اشتباكات عنيفة لوقف تقدم متمردي حركة "إم23"، شرقي جمهورية الكونغو الديمقراطية.
وذكرت الوزارة، أن القتال الذي استمر يومين، أسفر عن مقتل اثنين من جنودها العاملين مع بعثة الأمم المتحدة، إضافة إلى سبعة آخرين ضمن قوة الكتلة الإقليمية لجنوب إفريقيا.
الاتحاد: الجيش اللبناني يتّهم إسرائيل بالمماطلة في سحب القوات
اتهم الجيش اللبناني إسرائيل، أمس، بالمماطلة في الانسحاب من مناطق حدودية في جنوب البلاد، غداة تأكيد إسرائيلي بأنها لن تنجز ذلك بحلول اليوم، مع انتهاء مهلة الستين يوماً المدرجة ضمن اتفاق وقف إطلاق النار.
وبموجب الاتفاق، يتوجب على إسرائيل سحب قواتها من جنوب لبنان خلال 60 يوماً، أي بحلول 26 يناير، على أن يترافق ذلك مع تعزيز انتشار الجيش اللبناني وقوات الأمم المتحدة المؤقتة في جنوب لبنان (يونيفيل).
وأكد الجيش اللبناني في بيان أن وحداته تواصل تطبيق خطة عمليات تعزيز الانتشار في منطقة جنوب الليطاني بتكليف من مجلس الوزراء، منذ اليوم الأول لدخول اتفاق وقف إطلاق النار حيز التنفيذ، وفق مراحل متتالية ومحددة، بالتنسيق مع اللجنة الخماسية للإشراف على تطبيق الاتفاق، وقوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان - اليونيفيل.
وأضاف حدث تأخير في عدد من المراحل نتيجة المماطلة في الانسحاب من الجانب الإسرائيلي، ما يعقّد مهمة انتشار الجيش، مع الإشارة إلى أنّه يحافظ على الجهوزيّة لاستكمال انتشاره فور انسحاب القوات الإسرائيلية.
أتى ذلك غداة إعلان مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو، أن الدولة اللبنانية لم تطبق الشروط بشكل كامل، مما يعني استمرار بقاء القوات الإسرائيلية في المنطقة بعد الموعد المحدد، ولم يتم تحديد مدى زمنيا لبقاء قواتها.
إلى ذلك، تقدمت القوات الإسرائيلية فجر أمس، في 5 مناطق في جنوب لبنان، ونفذت تفجيراً، حسبما أعلنت «الوكالة الوطنية للإعلام» اللبنانية الرسمية.
وأفاد مصدر حكومي لبناني بأنه مع بداية الحديث عن احتمال تأجيل الانسحاب الإسرائيلي في مطلع الأسبوع، تواصل رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي مع الإدارة الأميركية الجديدة ونبّه من خطورة محاولة الإسرائيليين الالتفاف على تطبيق وقف إطلاق النار، وأكد ضرورة احترام المهل.
في المقابل، لم يتح لسكان العديد من القرى والبلدات الجنوبية العودة إليها مع تواصل الانتشار العسكري الإسرائيلي. ونقلت الوكالة الوطنية للإعلام الرسمية أن نازحين من المناطق الحدودية تلقوا أمس تحذيرات إسرائيلية بعدم العودة الى بلداتهم حتى إشعار آخر.
ودعا الجيش اللبناني أمس الأهالي إلى التريث في التوجه نحو المناطق الحدودية الجنوبية، نظرا لوجود الألغام والأجسام المشبوهة من مخلفات العدو الإسرائيلي، مؤكدا أن وحداته تعمل على إنجاز المسح الهندسي وفتح الطرقات ومعالجة الذخائر غير المنفجرة.
الخليج: بعد انقضاء مهلة الـ 60 يوماً.. إسرائيل تحذر ولبنان يتهمها بالمماطلة
أطلق الجيش الإسرائيلي، الأحد، مجدداً تحذيراً إلى سكان بلدات جنوبي لبنان من الانتقال إليها «حتى إشعار آخر»، في وقت اتهم الجيش اللبناني إسرائيل بالمماطلة في سحب قواتها من جنوب البلاد
انتهاء هدنة الـ60 يوماً
وتأتي هذه التحذيرات الإسرائيلية بعد ساعات من انقضاء مهلة الـ60 يوماً، التي تقضي بانسحاب إسرائيل من البلدات الجنوبية في وقت تجمع عدد من الأهالي استعداداً للتوجه إلى بعض البلدات الجنوبية. وفي وقت سابق، أغلق الجيش الإسرائيلي بعض مداخل القرى الجنوبية في القطاع الشرقي بالسواتر الترابية، في حين حذر الجيش اللبناني السكان من الاقتراب من المناطق التي ينسحب منها الجيش الإسرائيلي والالتزام بتعليمات الوحدات العسكرية. وشدد الجيش اللبناني على ضرورة الالتزام بتوجيهات القيادة وإرشادات الوحدات العسكرية المنتشرة حفاظاً على سلامتهم.
القرى المحظورة
وجاء في تحذير الجيش الإسرائيلي: «تذكير جديد إلى سكان جنوب لبنان أنه حتى إشعار آخر يحظر عليكم الانتقال جنوباً إلى خط القرى ومحيطها. جيش الدفاع لا ينوي استهدافكم ولذلك يحظر عليكم في هذه المرحلة العودة إلى بيوتكم من هذا الخط جنوباً حتى إشعار آخر. كل من ينتقل جنوب هذا الخط - يعرض نفسه للخطر». وأضاف: «يرجى عدم العودة إلى القرى التالية الضهيرة والطيبة والطيري والناقورة وأبو شاش وأبل السقي والبياضة والجبين والخريبة والخيام وخربة ومطمورة والماري والعديسة والقليعة وأم توته وصليب وآرنون وبنت جبيل وبيت ليف وبليدا وبني حيان والبستان وعين عرب مرجعيون ودبين ودبعال ودير ميماس ودير سريان وحولا وحلتا وحانين وطير حرفا ويحمر ويارون ويارين وكفر حمام وكفر كلا وكفر شوبا والزلوطية ومحيبيب وميس الجبل وميسات ومرجعيون ومروحين ومارون الراس ومركبا وعدشيت القصير وعين أبل وعيناتا وعيتا الشعب وعيترون وعلما الشعب وعرب اللويزة والقوزح ورب ثلاثين ورامية ورميش وراشيا الفخار وشبعا وشيحين وشمع وطلوسة».
نص الاتفاق المبرم
وبموجب الاتفاق المبرم بوساطة أمريكية، يتوجب على إسرائيل سحب قواتها خلال 60 يوماً، أي بحلول 26 كانون الثاني/يناير، وأن يترافق ذلك مع تعزيز انتشار الجيش اللبناني وقوة الأمم المتحدة المؤقتة (يونيفيل). كما يتوجب على الحزب الذي تلقى ضربات موجعة خلال الحرب وفقد العديد من قادته، سحب عناصره وتجهيزاته والتراجع إلى شمال نهر الليطاني الذي يبعد نحو 30 كيلومتراً من الحدود، وتفكيك أي بنى عسكرية متبقية في الجنوب. لكن إسرائيل أكدت الجمعة أن قواتها لن تنجز الانسحاب نظراً لعدم تنفيذ لبنان الاتفاق «بشكل كامل». وأكد بيان لمكتب رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو أن «عملية الانسحاب المرحلي ستتواصل بالتنسيق مع الولايات المتحدة». وشدد على أن الاتفاق نصّ على «انتشار الجيش اللبناني في جنوب لبنان» وفرض «انسحاب حزب الله إلى ما وراء (نهر) الليطاني». وتقديراً منها أن الواقع مخالف للنص، فإن إسرائيل «لن تعرّض بلداتها ومواطنيها للخطر، وستحقق أهداف الحرب في الشمال، بالسماح للسكان بالعودة إلى منازلهم بأمان». من جهته، حمّل الجيش اللبناني إسرائيل مسؤولية عدم استكمال انتشاره. وأكد في بيان أنه يواصل «تطبيق خطة عمليات تعزيز الانتشار في منطقة جنوب الليطاني... منذ اليوم الأول» لوقف إطلاق النار بالتنسيق مع اللجنة الخماسية المشرفة على تطبيقه وقوة الأمم المتحدة المؤقتة (يونيفيل). وأقر بحصول «تأخير في عدد من المراحل نتيجة المماطلة في الانسحاب من جانب العدو الإسرائيلي»، مؤكداً جاهزيته لاستكمال انتشاره «فور انسحاب» الأخير. وأعلنت الرئاسة اللبنانية السبت أن الرئيس جوزاف عون الذي كان قائداً للجيش حتى انتخابه رئيساً للجمهورية في التاسع من كانون الثاني/يناير، أكد للرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون ضرورة إلزام إسرائيل بتطبيق الاتفاق «ووقف انتهاكاتها المتتالية، لا سيما تدمير القرى المحاذية للحدود الجنوبية، وجرف الأراضي، الأمر الذي سيعيق عودة الأهالي إلى مناطقهم».
دبلوماسيون غربيون يتوقعون تخفيف العقوبات الأوروبية عن سوريا
توقّع دبلوماسيون غربيون أن يوافق وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي غداً الاثنين على تخفيف العقوبات المفروضة على سوريا، فيما تستعد إدارة مخيم الهول في شمال شرق سوريا لإعادة 66 أسرة إلى مناطق سورية أخرى.
وقال الدبلوماسيون الغربيون إنه ينبغي أن يعطي وزراء الخارجية الضوء الأخضر في اجتماع في بروكسل لبدء العمل على تعليق بعض التدابير. وصرح دبلوماسي من الاتحاد الأوروبي «هناك إجماع على تعليق العقوبات في قطاعَي الطاقة والنقل»، لكنه لفت إلى عدم وجود اتفاق على رفع العقوبات عن القطاع المصرفي بسبب مخاوف بعض الدول بشأن احتمال «تمويل الإرهاب».
وقال مسؤولون إن أي تخفيف للعقوبات سيكون «قابلاً للعودة عنه» بحيث يسعى الاتحاد الأوروبي إلى مواصلة الضغط على الإدارة السورية الجديدة لتنفيذ وعود الانتقال الشامل للسلطة.
وأشار مسؤول رفيع المستوى في الاتحاد الأوروبي إلى أن «ما نريده هو إعطاء إشارة سياسية قوية بأن العقوبات ستُرفع لأن الوقت حان لإعادة تأهيل البلاد»، مضيفاً «لكن في الوقت نفسه، هناك شكوك كثيرة حول الحكم في سوريا». وأكد دبلوماسيون عدم وجود نقاش حالياً حول رفع تدابير مفروضة أيضاً على شخصيات أخرى من النظام السابق.
من جهة أخرى، ألغت الإدارة السورية الجديدة عقداً مع شركة روسية لإدارة وتشغيل ميناء طرطوس وُقّع في عهد النظام السابق. ونقلت صحيفة الوطن السورية شبه الرسمية عن مدير جمارك طرطوس رياض جودي قوله إن عقد الاستثمار ألغي بعد أن فشلت شركة «إس تي جي سترويترانسجاز» الروسية في الوفاء بشروط الصفقة المبرمة عام 2019 التي تضمنت استثمارات في البنية التحتية. وأكد هذا التقرير ثلاثة رجال أعمال سوريين أحدهم يعمل في ميناء طرطوس.
والشركة الروسية المتخصصة في إنشاءات كبرى كانت مهمتها الاستثمار وتطوير الميناء التجاري في طرطوس، وهو ثاني أكبر ميناء في سوريا بعد ميناء اللاذقية.
وقالت روسيا والإدارة السورية الجديدة إنهما تجريان محادثات بشأن مستقبل الوجود العسكري الروسي في سوريا.
إلى جانب ذلك، قالت جيهان حنان، مديرة مخيم الهول، إن السلطات التي يقودها الأكراد والتي تدير المعسكر المترامي الأطراف للسجناء المرتبطين بتنظيم «داعش» في شمال شرق سوريا، تستعد لأولى رحلات عودة على الإطلاق للمعتقلين إلى المناطق السورية. وأضافت أن الاستعدادات جارية للعودة الطوعية التي تشمل 66 عائلة، حيث يمثل النساء والأطفال الغالبية العظمى من النزلاء. وقالت جيهان إن هناك نحو 16 ألف سوري من بين المقيمين حالياً في المخيم.
وتجري محادثات بوساطة الولايات المتحدة وفرنسا لتحديد مستقبل القوة التي يقودها الأكراد وتسيطر على شمال شرق سوريا. وقالت الإدارة السورية الجديدة إنها ستسعى إلى تأكيد سيطرتها على كامل البلاد.
ويكتظ مخيم الهول بعائلات مرتبطة بتنظيم داعش بعد هزيمة الجماعة الإرهابية في سوريا عام 2019، ويؤوي حالياً نحو 40 ألف شخص. ولطالما طالبت سلطات المخيم بقيادة قوات سوريا الديمقراطية المدعومة من الولايات المتحدة الدول باستعادة مواطنيها الموجودين في المخيم الذي يؤوي آلاف الأجانب. وقال مسؤولون عراقيون إن بلادهم استعادت أكثر من 10 آلاف لكن لم يُبد إلا عدد قليل من الدول الغربية اهتماماً بالسير على خطى العراق.
«الهدنة» تتعزز بنجاح تبادل الدفعة الثانية من الأسرى
استكمل الصليب الأحمر الدولي، أمس السبت، تبادل الدفعة الثانية من المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار في غزة، وتم بموجبه الإفراج عن أربع رهينات إسرائيليات محتجزات في القطاع غزة، مقابل 200 أسير فلسطيني من السجون الإسرائيلية، فيما تجرى مفاوضات للإفراج عن رهينة أخرى، وضعتها تل أبيب شرطاً لعودة مئات آلاف الفلسطينيين إلى شمال قطاع غزة المدمّر.
قال الصليب الأحمر إنه أنهى المرحلة الثانية من عملية إطلاق سراح الرهائن والأسرى في إطار اتفاق وقف إطلاق النار في غزة، إذ نقل أربع رهينات إسرائيليات من القطاع وسهل إطلاق سراح أسرى فلسطينيين من السجون الإسرائيلية، وسط احتفالات في رام الله وتل أبيب.
وأعلن الجيش الإسرائيلي أنه تسلّم الإسرائيليات، وهن أربع مجندات صعدن قبل تسليمهن الى الصليب الأحمر على منصة في إحدى ساحات مدينة غزة وسط تجمهر آلاف الأشخاص وانتشار لعناصر من «كتائب القسام»، الذراع العسكرية لحركة «حماس»، و«سرايا القدس»، الذراع العسكرية لحركة «الجهاد الإسلامي».
وأعلن في بيان لاحق وصول الرهينات دانييل جلبوع وكارينا أرئيف وليري ألباغ ونعمة ليفي الى إسرائيل حيث تم نقلهن على متن مروحية عسكرية إلى مستشفى في بتاح تكفا وسط إسرائيل برفقة أفراد عائلاتهم. وعمّت أجواء الفرح «ساحة الرهائن» في تل أبيب حيث تجمّع حشد من الإسرائيليين.
في المقابل، أفرجت السلطات الإسرائيلية عن 200 أسير فلسطيني تم استقبالهم في رام الله حيث نزل عدد منهم من الحافلات وهم يرتدون ملابس رياضية باللون الرمادي، قبل أن يُحمَل بعضهم على أكتاف المحتفلين الذين تجمعوا رافعين الأعلام الفلسطينية.
وقالت مصلحة السجون الإسرائيلية، في بيان، «بعد الانتهاء من الترتيبات اللازمة في السجون، تم الإفراج عن المعتقلين من سجني عوفر وكتسيعوت»، مشيرة إلى أن عددهم 200.
ووصل 114 من الأسرى الفلسطينيين إلى رام الله، حيث كان آلاف الفلسطينيين في استقبالهم. ووصل الأسرى عبر 3 حافلات تتبع الصليب الأحمر الدولي، بعد مغادرتها سجن عوفر العسكري الإسرائيلي، غرب رام الله بالضفة الغربية المحتلة.
ورغم القيود الإسرائيلية التي تمنع مظاهر الاحتفال بإطلاق سراح الأسرى، احتشد الآلاف من الفلسطينيين في الساحات لاستقبال الأسرى وسط فرحة غامرة حيث قام الفلسطينيون برفعهم على الأعناق.
ووصل 70 أسيراً من هؤلاء إلى مصر على متن حافلات، حسبما أفادت قناة «القاهرة الإخبارية»، مشيرة إلى أنّ الأسرى «المُبعدين» من قبل إسرائيل، سيتمّ نقلهم إلى مستشفيات مصرية لتلقي العلاج.
ووصلت حافلات الأسرى إلى المستشفى الأوروبي في خان يونس، بجنوب قطاع غزة، وعلى متنها 16 أسيراً محرراً، للكشف الطبي عليهم وسط استقبال حافل من المواطنين، فيما تعالت الزغاريد والهتافات خلال استقبال الأسرى المحررين في المدينة المدمرة.
وقال رئيس الهيئة العليا لمتابعة شؤون الأسرى والمحرّرين أمين شومان لوكالة الصحافة الفرنسية إنّ هؤلاء المعتقلين المفرج عنهم سيختارون بعد ذلك «الجزائر أو تركيا أو تونس».
ومن بين الفلسطينيين المفرج عنهم، أمس السبت، هناك 120 معتقلاً يمضون أحكاماً بالسجن مدى الحياة في السجون الإسرائيلية، وفق ما ذكرت مصادر فلسطينية.
وجاءت الدفعة الثانية من التبادل بعد أسبوع على بدء تطبيق اتفاق الهدنة، الذي تمّ برعاية قطرية ومصرية وأمريكية، وشملت الدفعة الأولى الأحد الماضي ثلاث إسرائيليات مقابل قرابة تسعين معتقلاً فلسطينياً.
وينص الاتفاق المؤلف من ثلاث مراحل، على وقف الأعمال القتالية وعلى انسحاب إسرائيل من المناطق المأهولة. وتمتد المرحلة الأولى على ستة أسابيع وتشمل الإفراج عن 33 رهينة من غزة في مقابل نحو 1900 معتقل فلسطيني. كما ينص على أن يتم خلال المرحلة الأولى التفاوض حول المرحلة الثانية.
وأفاد مسؤول في «حماس» بأنّه «فور انتهاء هذه الخطوة تبدأ عودة النازحين من جنوب القطاع إلى شمال القطاع»، مضيفاً أنّ لجنة مصرية قطرية «ستتولى الإشراف الميداني على تنفيذ الاتفاق، ومتابعة ومراقبة تنفيذ عودة النازحين من جنوب القطاع إلى الشمال عبر شارع الرشيد الغربي حيث المفروض أن تنسحب القوات الإسرائيلية من محور نتساريم تطبيقاً للاتفاق».
غير أنّ مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو أكد في بيان، أمس السبت، أنّ تل أبيب «لن تسمح بعبور سكان غزة إلى الجزء الشمالي من قطاع غزة حتى يتم ترتيب الإفراج عن الرهينة المدنية أربيل يهود التي كان من المفترض أن يُفرج عنها أمس».
وقال مصدران في حماس لاحقاً إن يهود «على قيد الحياة وبصحة جيدة»، وسيتم الإفراج عنها السبت المقبل
وقالت الحركة، في بيان لاحق، إن إسرائيل تتلكأ في تنفيذ شروط وقف إطلاق النار بمنع النازحين الفلسطينيين من العودة إلى شمال قطاع غزة، محذرة من أن مثل هذه التأخيرات قد يكون لها «تداعيات» على المراحل اللاحقة من الاتفاق. وكشفت وسائل إعلام فلسطينية، عن أن آليات الاحتلال الإسرائيلي فتحت النار باتجاه نازحين في شارع الرشيد وسط قطاع غزة لمنعهم من الاتجاه شمالاً.
وبموجب الاتفاق، من المفترض أن يبدأ جيش الاحتلال الإسرائيلي «الانسحاب الكامل»، من «محور نتساريم»، وسط القطاع، (أي من شارع الرشيد الساحلي إلى شرق شارع صلاح الدين)، وأن يُتاح للأهالي العودة إلى شمال القطاع، اعتباراً من غد الاثنين. ووفق مسودة الاتفاق، يفترض أن يفكك الاحتلال الإسرائيلي مواقعه ومنشآته العسكرية بمنطقة «محور نتساريم» في عملية «قد تستمر لساعات».
البيان: لبنان.. أيّ معادلة ترتسم بعدما انتهت هدنة الـ60 يوماً؟
فيما كان منتظراً، بموجب اتفاق وقف إطلاق النار الذي بدأ سريانه في 27 نوفمبر الماضي، أن تنسحب إسرائيل كلياً من المناطق التي احتلّتها في جنوب لبنان، فإن المعطيات الميدانيّة تشير إلى أن فجر غد الاثنين سيطلّ على المناطق الحدوديّة من الجنوب مثله مثل الـ60 يوماً التي خلت قبل هذا اليوم.
ذلك أن البيان الذي أصدره رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو، أمس الأول، أطاح الاتفاق بإعلانه أن «عملية انسحاب الجيش الإسرائيلي مشروطة بانتشار الجيش اللبناني في جنوب لبنان وتنفيذ الاتفاق بشكل كامل وفعال، بينما ينسحب حزب الله إلى ما وراء نهر الليطاني».
وبالتوازي، أبلغت إسرائيل الولايات المتحدة نيّتها البقاء في جنوب لبنان لمدة شهر إضافي على الأقلّ.
أما مصادر في الأمم المتحدة، فأشارت إلى أنه لا توجد مؤشرات ميدانية على أن القوات الإسرائيلية ستستكمل انسحابها من لبنان اليوم (الأحد).
وذلك، في غياب التدخل السياسي الدولي، وفي ظلّ المعطيات الميدانية التي تظهر أن إسرائيل تستعدّ للاحتفاظ بنقاط في القطاع الشرقي من جنوب لبنان، بينما كانت انسحبت في وقت سابق من أجزاء واسعة من القطاعين الغربي والأوسط.
وعشيّة انتهاء مهلة الـ60 يوماً للهدنة، وفيما يُفترض أن يكون الجيش الإسرائيلي انسحب من الجنوب، رسا المشهد على عنوانين: إسرائيل تقول إنها لن تنسحب، لأن هناك مراكز ومستودعات لـ«حزب الله» لم يُنجز الانتهاء منها، وإن هذا الأمر كان منوطاً بالجيش اللبناني ولم يقمْ به، والسلطة اللبنانية تقول إن الانسحاب الإسرائيلي يجب أن يتمّ أولاً، وبعدها ينتشر الجيش اللبناني، لأنه لا يمكن أن يلتقي الجيش اللبناني والجيش الإسرائيلي على أرض واحدة.
التذرع والرد
وهكذا، بين التذرّع الإسرائيلي والردّ اللبناني، يدعو أهالي القرى والبلدات التي لا تزال تحتلّها القوات الإسرائيلية إلى «التريث في العودة» و«عدم تعريض حياتهم للخطر»، لأن «الأرض ليست جاهزة، وعمليات المسح وإزالة رواسب الاحتلال ما زالت مستمرة»، وفيما يستعدّ أهالي القرى والبلدات الحدودية للانطلاق في مواكب جماهيرية نحو البلدات المحتلّة، «مهما كان الثمن».
وتشير بعض التسريبات إلى أن الجيش الإسرائيلي سيواصل الانتشار لـ30 يوماً إضافياً، فيما تسريبات أخرى كانت تحدثت عن البقاء لشهرين إضافيين، لا سيما أن الحكومة الإسرائيلية كانت قد حدّدت بداية مارس المقبل موعداً للعودة المفترضة لسكان المستوطنات الشمالية.. فماذا سيكون عليه الوضع في هذه الحال؟ وكيف سيتصرف لبنان، الرسمي والشعبي، تجاه المعطى الجديد؟ ففي حال ردّ «حزب الله»، هل تردّ عليه إسرائيل ويكون لبنان أمام سقوط الهدنة؟ وفي حال سقوطها، هل تندلع الحرب مجدّداً؟
العين: إعلام الإخوان: أسطورة «سيزيف» تتحقق
كنا في هذه المساحة قد تابعنا في مقالات عديدة، بالتصنيف والتحليل، إعلام جماعة الإخوان الموجه من خارج مصر إلى داخلها بمختلف وسائله التقليدية والإلكترونية، سواء كان القائمون عليه من أعضاء الجماعة أو من بعض "الملتحقة" بها لأسباب شتى.
وتأكد تماماً من كل تلك المقالات، أن "جوهر وجود" هذا الإعلام هو التفرغ الكامل لمهاجمة نظام الحكم في مصر والتحريض عليه بكل السبل التي يصل إليها، بغض النظر عن مشروعيتها أو صدقها أو دقتها، سعياً وراء "وهم" التخلص من هذا النظام وعودة الجماعة للاستيلاء عليه، بعد أن أسقطها المصريون منه بثورتهم العظيمة في 30 يونيو 2013.
وفي المقالة الحالية، والتي هي قبل الأخيرة في هذه السلسلة من المقالات، نحلل إعلام الإخوان هذا منظوراً إليه عبر زاويتين: الأولى واحدة من أشهر الأساطير اليونانية وهي أسطورة سيزيف، والثانية هي رواية "صورة دوريان جراي" إحدى أشهر الروايات عالمياً والوحيدة للكاتب والمسرحي الإيرلندي الأشهر، أوسكار وايلد.
فأما سيزيف، فهو في الأسطورة اليونانية الأشهر، أحد أشهر شخصياتها مكراً ودهاءً، وارتكب من جرائم القتل والاغتصاب والسرقة في حق الكثيرين بمن فيهم الأقربون إليه، وامتد خداعه حتى إلى "إله الموت" عند الإغريق. وقد جرب معه "كبير الآلهة زيوس" كل أشكال العقاب، إلا أنها لم تنل منه وتوقف أفعاله الخبيثة الإجرامية، الأمر الذي دفعه إلى ابتكار عقاب جديد له، بعد أن أصبح لا يموت، وهو أن يحمل صخرة ثقيلة يصعد بها من أسفل جبل الأوليمب إلى قمته، وكلما اقترب منها تدحرجت إلى الوادي، فيعاود رفعها إلى القمة، لتتدحرج مرة أخرى، ويظل هكذا إلى الأبد، في عذاب لا ينتهي.
وأصبح اسم سيزيف وكل ما يرتبط به طبقاً لهذه الأسطورة، مرادفاً للحيرة الأبدية والخضوع للعقاب بلا نهاية، والاستمرار في أداء الأفعال والأنشطة التي لا تصل أبداً إلى هدفها، بما يصل بأصحابها إلى حالة وجودية عبثية لا يوجد أي معنى ولا مقصد لها، وأضحى كل ما يوصف بأنه "سيزيفي" تنطبق عليه كل هذه السمات والدلالات.
ويعتقد الكاتب أن العلاقة جلية لا تحتمل اللبس بين إعلام الإخوان، وبين سيزيف وأفعاله وجوهر أسطورته، بكل تلك السمات والدلالات. فنحن إزاء إعلام ظل منذ انطلاقه عام 2013 وحتى اليوم، لا يفعل يومياً سوى ما كان سيزيف يفعله على جبل الأوليمب، حيث يتوهم في كل مرة أنه وصل إلى القمة، ليتفاجأ بأنه ينحدر من جديد مع صخرته بسرعة إلى الأسفل. يتخيل القائمون على هذا الإعلام ومن هم وراءه، أنهم في نهاية كل يوم من بثه، وبعد استخدام كل أدوات ووسائل الدعاية والتقويض الكامل لكل القواعد المهنية والأخلاقية للإعلام الحقيقي، أنهم قد وصلوا لقمة الجبل وتحقيق الهدف، وهو "وهم" التخلص من حكم مصر وعودة الجماعة للاستيلاء عليه. ومع انقضاء الليل وشروق يوم جديد، يعود هؤلاء إلى الواقع، حيث يكتشفون أنه كما هو لم يتغير وأن "وهم" ليلة الأمس لم يتحقق قط، وأنهم قد انهاروا إلى السفح ومعهم صخرتهم، وأن عليهم الصعود بها من جديد في المساء إلى قمة الجبل.
وكما يفعل سيزيف بالضبط، بالإصرار على محاولة الوصول لقمة الجبل بصخرته الثقيلة دون أي جدوى، لم يتوقف إعلام الإخوان لأكثر من عشر سنوات عن استسلامه لقدره المحتوم في الفشل اليومي عن تغيير أي شيء يذكر في مصر يخص نظام الحكم بها. وبالرغم من هذه الحقيقة الدامغة، يواصل هذا الإعلام بكل سماته وملامحه التي أفضنا في تحليلها عبر عشرات المقالات، متلبساً وهم سيزيف واعتقاده المتعجرف بأنه الأكثر ذكاء والأكثر تأثيراً والأقدر فعلاً، لكي يكرر مساء كل يوم ما فعله في المساء السابق من دعاية فجة وتحريض سافر، وليكتشف صباح اليوم التالي أنه قد عاد من حيث بدأ، إلى سفح الجبل.
«محدش نزل».. وعي المصريين يدفن أوهام الإخوان
«محدش نزل»، بهذه الكلمات سخر نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي، من دعوات النشطاء المحسوبين على الإخوان خلال الفترة الماضية، للاحتجاج في ذكرى المناسبة التي قادت التنظيم المصنف إرهابيًا في مصر، إلى السلطة.
فمع انقضاء يوم 25 يناير/كانون الثاني 2025، دون أي ملامح لاحتجاجات، حاول النشطاء المحسوبون على «الإخوان»، الترويج لها خلال الفترة الماضية، بات هاشتاغ «محدش نزل»، الأعلى تداولا في مصر، على منصة «إكس».
هاشتاغ، أمطر فيه ناشطو مواقع التواصل الاجتماعي، تنظيم الإخوان وأذرعه الإعلامية، بالسخرية، مطالبين إياه بضرورة قراءة المشهد، ومعرفة قيمته الحقيقية في وجدان شعب ثار عليه في 30 يونيو/حزيران 2013، فاقتلعه من جذوره، قاطعًا الصلة بينه وبين أي ماض تصدر فيه المشهد.
فماذا قال النشطاء؟
يقول حساب يدعى شيرين عادل، باللهجة العامية المصرية: «أيوة (نعم) أنا من حقي أعرف حاجتين (شيئين): ليه محدش بينزل من 2014 لحد 2025؟ (لماذا لم يتظاهر أحد في تلك الفترة؟) وليه لما الشعب كل سنة مينزلش، مرجعوش هما من برة عشان ينزلوا؟ (ولماذا لم يعد قادة الإخوان من الخارج للتظاهر ما دام الشعب رفض؟).
فيما يقول حساب يدعى «عزت»، مشيدًا بالرئيس المصري الذي وقف حائط صد ضد مطامع الإخوان، قائلا: «سبحان من أعزك وأذل أعداءك.. تمر السنة تلو الأخرى ويناير خلف يناير، وهم يصطرخون من الشتات ومن خلف الجدران، وأنت رايتك مرفوعة وحبك يزداد في قلوب المصريين.. وبغضك في قلوب أعداء مصر يشتعل نارا.. فإن كان الله معك فلا تبالي من عليك»، في إشارة إلى فشل دعوات تنظيم الإخوان المتكررة للاحتجاج في مصر، في ذكرى ثورة 25 يناير/كانون الثاني 2011.
بينما حاول صاحب حساب يدعى سعيد الباهي، الإشارة إلى التناقض بين رؤية الإخوان «الهدامة»، وتلك التي تتبناها الدولة المصرية، بحملات تطويرية في كل بقاع البلد الأفريقي، قائلا: «مين اللي قال إن محدش نزل.. احنا نزلنا عشان بنبني بلدنا»، مرفقًا تغريدته بصور لأعمال تشييد مشاريع عملاقة في مصر.
أما حساب يدعى علي، فأشار إلى وعي المصريين، قائلا في تغريدة عبر حسابه بمنصة «إكس»: الشعب عنده وعي ووعي ونزل.. بس نزل معرض الكتاب.. هي دي ثوره العلم والقراءة وشباب مصر بخير»، في إشارة إلى اكتظاظ قاعات معرض القاهرة الدولي للكتاب، بالمرتادين، في اليوم نفسه الذي دعت فيه أبواق تابعة لتنظيم الإخوان للاحتشاد في ميادين مصر.
هل ما زال هناك تأثير للإخوان؟
يقول عضو مجلس النواب المصري مصطفى بكري، في تغريدة عبر حسابه بمنصة «إكس»: «بالأمس قلت إن أحدا لن يستجيب لدعوات الخونة ويخرج للتظاهر، واليوم ظللت أبحث عن مظاهرة واحده فلم أجد، وتساءلت عن السبب، قيل لي: إما أن الناس نسيت الدعوة، وإما أن حكومتنا اللئيمة تآمرت وحذفت يوم 25 يناير من الأجندة، فاحتار الناس. واتلخبطوا. مساكين جماعة الإخوان وأبواقها الإعلامية.. حالهم يصعب على الكافر».
وأضاف البرلماني المصري: «من يظن أن الشعب المصري مستعد أن يخون بلده ويخربها هم العملاء والمتآمرون. شعب مصر قادر على سحق أي خائن تسول له نفسه التآمر على أم الدنيا. هذه أرضنا المقدسة، هذا وطننا الحبيب.. كما قال الأستاذ هيكل، مصر لن تركع إلا لله سبحانه وتعالى».
هذه الحالة أشار إليها رئيس هيئة الاستعلامات في مصر ضياء رشوان، في مقال بـ«العين الإخبارية»، قائلا: «إننا إزاء إعلام ظل منذ انطلاقه عام 2013 وحتى اليوم، لا يفعل يومياً سوى ما كان سيزيف، أحد شخصيات الأسطورة اليونانية الأشهر، على جبل الأوليمب، حيث يتوهم في كل مرة أنه وصل إلى القمة، ليتفاجأ بأنه ينحدر من جديد مع صخرته بسرعة إلى الأسفل».
وأوضح أن القائمين على هذا الإعلام ومن هم وراءه، يعتقدون أنهم في نهاية كل يوم من بثه، وبعد استخدام كل أدوات ووسائل الدعاية والتقويض الكامل لكل القواعد المهنية والأخلاقية للإعلام الحقيقي، قد وصلوا لقمة الجبل وتحقيق الهدف، وهو "وهم" التخلص من حكم مصر وعودة الجماعة للاستيلاء عليه.
إلا أنه «مع انقضاء الليل وشروق يوم جديد، يعود هؤلاء إلى الواقع، حيث يكتشفون أنه كما هو لم يتغير وأن وهم ليلة الأمس لم يتحقق قط، وأنهم قد انهاروا إلى السفح ومعهم صخرتهم، وأن عليهم الصعود بها من جديد في المساء إلى قمة الجبل»، يضيف رشوان.
وأشار إلى أنه كما يفعل سيزيف بالضبط، بالإصرار على محاولة الوصول لقمة الجبل بصخرته الثقيلة دون أي جدوى، لم يتوقف إعلام الإخوان لأكثر من عشر سنوات عن استسلامه لقدره المحتوم في الفشل اليومي عن تغيير أي شيء يذكر في مصر يخص نظام الحكم بها.
ذكرى 25 يناير.. كيف عصفت 14 عاما من الانقسامات بعقل الإخوان؟
للمرة الأولى منذ 14 عاما، تحل ذكرى 25 يناير/كانون الثاني في مصر وجماعة الإخوان عاجزة حتى عن أن تتبنى موقفا من المناسبة التي قادتها إلى السلطة.
ويعكس التخبط الذي يعتري الجماعة عمق الأزمة التي تعانيها بعدما فقدت صلتها بالواقع المصري، وجرفتها المتغيرات السياسية في المنطقة والعالم.
النشطاء المحسوبون على هامش الإخوان ممن يتصدرون المشهد الإعلامي على شبكات التواصل الاجتماعي فشلوا في إدراك واقع الجماعة، وسارعوا لقراءة المشهد الإقليمي كما لو أنه موات.
ومثل سقوط نظام عائلة الأسد في سوريا بالنسبة لهؤلاء النشطاء فرصة متوهمة على ما قال خبراء لإعادة ضبط عقارب الساعة في مصر على توقيت دمشق.
لكن على ما يبدو أدرك صقور الإخوان أن الأزمة أعمق من الرهان على وهم جديد يعصف بالقليل الباقي لديهم.
وأطلق محسوبون على جماعة الإخوان، أبرزهم خالد السرتي وعمرو عبدالهادي، دعوات لما سموه «ثورة المفاصل»، قائلين إن الهدف من تلك الدعوة هو قياس واختبار الجاهزية للتظاهر في مصر وذلك بعد نحو 11 عامًا من فشل الدعوات الإخوانية للتظاهر.
ووفقًا لأصحاب تلك الدعوات، فإن ما سُمي بثورة المفاصل لن تكون حركة احتجاجية تقليدية، بل مجرد خروج لمؤيدي تلك الدعوات في الشوارع خلال توقيت محدد في ذكرى الثورة المصرية دون رفع شعارات احتجاجية أو تنظيم مظاهرات في أي من مناطق القاهرة.
وخلال الأسابيع الأخيرة، كثّف الداعون لما يُسمى «ثورة المفاصل» من نشاطهم على وسائل التواصل الاجتماعي لخلق حالة من الزخم بهدف خدمة تلك الدعوات وكسب مؤيدين جدد لها، واقترح خالد السرتي أن يتم اختبار مدى الاستجابة لتلك الدعوات.
وبدا أن قادة الجبهات المتناحرة في الإخوان أكثر قدرة على رؤية عبثية الدعوة، بالامتناع عن دعمها أو الدعوة إليها لكي لا يختبروا مجددًا فشلًا جديدًا قديمًا، إذ لم تعلن أي من جبهات جماعة الإخوان المنقسمة (جبهة إسطنبول بقيادة محمود حسين، وجبهة لندن بقيادة صلاح عبدالحق، وجبهة المكتب العام/ تيار التغيير) تبني دعوات التظاهر.
ولم تغب حالة التنافس التنظيمي بين جبهات الجماعة عن سياق الأحداث الأخيرة، فجبهة المكتب العام/ تيار التغيير، والتي تتكون بالأساس من المجموعات المحسوبة على تيار عضو مكتب الإرشاد (سابقًا) محمد كمال، دعت أعضاء جبهتي إسطنبول ولندن للانضمام إليها والعمل ضمن ما وصفته بـ"الرؤية الثورية الاستراتيجية" من أجل تحقيق أهداف جماعة الإخوان، مضيفةً أنها ترحب بجميع أعضاء الجماعة وقادتها للانضمام إليها.
وتكشف تلك الدعوة عن تزايد الانقسام في صفوف جماعة الإخوان، إذ أن جبهة المكتب العام/ تيار التغيير كانت قد تلقت دعوة من قبل قيادات جبهة لندن (صلاح عبدالحق) للانضمام إليها، وخاض الفريقان سلسلة طويلة من المفاوضات للاتفاق على الإطار والآلية التي سيعود بها أعضاء جبهة المكتب العام للجماعة والاندماج في جبهة لندن.
وعول أتباع الجماعة على وصول القائم بأعمال المرشد (جبهة لندن صلاح عبدالحق) لمنصبه الحالي من أجل إنهاء ملف الانقسام وإعادة توحيد الجماعة مرة أخرى، وتلقى أعضاء جبهة المكتب العام وعودًا من رئيس القسم السياسي حلمي الجزار بهذا الشأن، لكن لم يصلا إلى اتفاق بسبب خلافات تنظيمية، وطلب قادة المكتب العام أن يعودوا للجماعة على نفس الدرجة والمرتبة التنظيمية التي خرجوا منها، وهو ما لم يتم الاتفاق عليه.
وبعد فشل التوافق بين جبهتي لندن (صلاح عبد الحق) والمكتب العام/ تيار التغيير، قررت الجبهة الأخيرة أن تعمل بشكل منفرد وتتواصل مع مؤيدي نهجها بما في ذلك بعض الأفراد المتواجدين في سوريا والمنخرطين في صفوف الفصائل المسلحة هناك.
وترى جبهة المكتب العام أن اللحظة الحالية لن تنجح فيها أي دعوات للثورة على غرار 25 يناير/كانون الثاني 2011، بل ستكون مآلاتها سلبية وسيتم إجهاض أي تحركات حال حصولها، وسيكون الحل البديل هو تشكيل تيار سياسي يضم شباب الجماعة وأنصارها ويعمل من أجل تحقيق أهدافها وفق خطة يتم الاستفادة فيها من حالة السيولة الإقليمية والدولية.
وعلى النقيض من التصور الذي تطرحه جبهة المكتب العام، ترفض جبهة إسطنبول (محمود حسين) الانخراط في أي حراك أو تظاهرات في الوقت الحالي وترى ضرورة التركيز على إعادة بناء التنظيم الخاص بها والتأكيد على ثوابته الأيديولوجية. ولذا أطلقت، خلال الفترة الأخيرة، ما سمته "مشروع رسوخ"، الذي يهدف لإعادة التعريف والتأكيد على ثوابت واختيارات الجماعة الأيديولوجية والسياسية.
وسعت جبهة إسطنبول لأن تجذب جزءًا من شباب جماعة الإخوان حتى تتغلب على منافسيها التقليديين من جبهتي لندن (صلاح عبد الحق) والمكتب العام/ تيار التغيير، فأقدمت على تعيين شاب هو أحمد عاطف مسؤولًا لقسم الطلاب بالجماعة ووعدت بتمكين الشباب في مفاصل الجماعة التنظيمية، وهو أسلوب تقليدي تلجأ له قيادة الجماعة في الأزمات التي تمر بها.
أما ثالث الجبهات، وهي جبهة لندن (صلاح عبدالحق)، فلم تتبنَّ علنًا الدعوة للتظاهر في ذكرى 25 يناير، لكنها لم تهاجم أصحاب تلك الدعوات، وذلك لأنها ترى أن أي حراك في الوقت الحالي يمكن أن يخدم أهدافها. إذ سبق أن طرحت مقترحًا للتسوية السياسية أو المصالحة مع الحكومة المصرية، وهو ما رفضته القاهرة، وترى الجبهة أن أي تحرك قد يضغط على الحكومة المصرية ويدفعها للتفكير في مقترح المصالحة مع الإخوان بعد 12 عامًا من الصدام.
ورغم التباين في وجهات النظر والمواقف بين جبهات جماعة الإخوان المختلفة والمتنافسة، فإن قواعد الجماعة التقليدية وما تبقى من أعضائها أبدوا رفضهم لتكرار دعوات التظاهر بين الفينة والأخرى من قبل الجهات والأفراد الموجودين خارج مصر، معتبرين أن ذلك يضر بهم في المقام الأول.
الشرق الأوسط: ترحيب «أوروبي»... وصمت رسمي حيال تعيين مبعوثة جديدة إلى ليبيا
بينما التزمت الأطراف الليبية الرئيسية، اليوم السبت، الصمت حيال تعيين الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، هانا سيروا تيتيه من غانا، ممثلة خاصة له، ورئيسة لبعثة المنظمة الدولية في ليبيا، خلفاً للسنغالي المستقيل عبد الله باتيلي، رحب الاتحاد الأوروبي بهذا التعيين، مؤكداً أنه يدعم جهود بعثة الأمم المتحدة للوساطة بين الأطراف المختلفة في ليبيا، ويؤيد جهودها نحو التوصل إلى حل سياسي دائم عبر حوار شامل بين الليبيين.
وأعرب غوتيريش، مساء الجمعة، عن امتنانه لقيادة باتيلي، ولنائبته ستيفاني خوري، التي قادت البعثة مؤقتاً، بصفتها قائمة بالأعمال. فيما قالت الأمم المتحدة إن تيتيه تتمتع بخبرة تمتد لعقود على المستويات الوطنية والإقليمية والدولية، بما في ذلك توليها أخيراً منصب المبعوثة الخاصة لغوتيريش لمنطقة «القرن الأفريقي» لمدة عامين، كما شغلت منصب ممثلته الخاصة لدى الاتحاد الأفريقي، ورئيسة مكتب الأمم المتحدة لدى الاتحاد الأفريقي بين عامي 2018 و2020، بعد أن تولت سابقاً منصب المدير العام لمكتب الأمم المتحدة في نيروبي. كما كانت عضواً بارزاً في مجلس وزراء حكومة غانا، بصفتها وزيرة للخارجية ما بين 2013 و2017، وعينت ميسرة مشاركة في المنتدى رفيع المستوى لإحياء اتفاقية حل النزاع في جنوب السودان.
ولم يعلق رئيس مجلس النواب الليبي، عقيلة صالح، على هذه التطورات، لكنه قال إنه بحث، السبت، مع عمداء بلديات الأبرق والقيقب والقبة أوضاع البلديات واحتياجاتها. كما بحث مع رئيس اتحاد الغرف التجارية، صالح المبروك، ووفد من غرفة التجارة والصناعة والزراعة بدرنة، كيفية تعويض رجال أعمال ومنتسبي غرفة التجارة والصناعة والزراعة بدرنة الذين تضرروا من «إعصار دانيال»، بالإضافة إلى بعض القضايا.
وأشاد صالح بدور مدينة درنة في كل مراحل بناء الدولة الليبية، مؤكداً أن المرحلة المقبلة هي مرحلة البناء، وعلى الجميع أن يكونوا يداً واحدة.
في غضون ذلك، طالبت البعثة الأممية، السبت، السلطات الليبية بتوقيف آمر جهاز الشرطة القضائية في ليبيا، أسامة نجيم، وبدء التحقيق معه بشأن «خطورة الجرائم المدرجة في مذكرة توقيف المحكمة الجنائية الدولية الصادرة بحقه، التي تشمل جرائم ضد الإنسانية وجرائم حرب».
وقالت البعثة إنها تدعو بعد إعادة المتهم لليبيا، إلى اعتقاله مجدداً، وبدء التحقيق في هذه الجرائم بهدف ضمان المساءلة الكاملة، أو تسليمه إلى «الجنائية الدولية»، بما يتماشى مع إحالة مجلس الأمن للوضع في ليبيا إلى المحكمة.
وكان نجيم قد حظي باستقبال حافل فور وصوله إلى مطار معيتيقة بطرابلس، قادماً من إيطاليا، التي اعتقلته لمدة يومين، عقب اتهامه بـ«انتهاكات حقوق الإنسان».
من جهة أخرى، أعلنت البعثة الأممية، مساء الجمعة، اتفاق أعضاء الفريق الفني التنسيقي المشترك، المكون من ممثلي المؤسسات العسكرية والأمنية في الشرق والغرب، المكلفة تأمين وحماية الحدود ومكافحة الإرهاب و«الهجرة غير المشروعة»، على مشروع تشكيل مركز مشترك للتواصل وتبادل المعلومات، بهدف تيسير عملية التواصل والاتصال، وتبادل المعلومات بين القطاعات والوحدات المكلفة تأمين حدود ليبيا، ومكافحة الإرهاب، والهجرة غير النظامية.
وأوضحت البعثة أنه تم اطلاع ممثلي مجموعة العمل الأمنية لمؤتمر برلين على مشروع تعزيز الجهود الليبية لتأمين حدود البلاد، ومناقشة المركز المشترك، والتحديات الأخرى المتعلقة بالهجرة غير النظامية ومكافحة الإرهاب، وكيفية دعم الشركاء الدوليين للجهود المستمرة لتأمين الحدود.
وذكر مسؤول «شعبة المؤسسات الأمنية» في البعثة الأممية، علي خلخال، أن «المركز المشترك جزء من آلية التنسيق، التي تم إقرارها في اجتماع المجموعة في بنغازي أخيراً»، لافتاً إلى أنه «ليس مجرد آلية، بل شراكة تتيح للمؤسسات العمل معاً من خلال التعاون والتنسيق للتعامل مع القضايا، التي تؤثر على ليبيا والمنطقة بأكملها، مما يجعلها أكثر فاعلية».
وسيضم المركز المشترك ممثلين عن جميع المؤسسات العسكرية والأمنية، المكلفة تأمين حدود ليبيا، بما في ذلك المؤسسات المعنية بمكافحة الإرهاب والهجرة غير النظامية.
إلى ذلك، بحث سفير الاتحاد الأوربي، نيكولا أورلاندو، مساء الجمعة، في بنغازي مع رئيس صندوق التنمية وإعادة إعمار ليبيا، بالقاسم حفتر، دعم برامج الاتحاد الأوروبي لرؤية الصندوق، بما يعود بالنفع على المواطنين الليبيين، لافتاً إلى أن عمليات إعادة الإعمار والتنمية توفر فرصاً هائلة للشركات الأوروبية.
وأعرب أورلاندو عن التزامه بتحويل هذا التآزر إلى شراكة أقوى وأكبر بين الاتحاد الأوروبي وليبيا، مشيداً بالتقدم المحرز في إعادة إعمار درنة والمناطق المحيطة، ودفع عجلة التنمية في بنغازي.
من جهة ثانية، نفت منطقة الساحل الغربي العسكرية، التابعة لحكومة الوحدة «المؤقتة»، معلومات متداولة عن «منح حرس المنشآت النفطية مهلة لقواتها للانسحاب من مصفاة الزاوية»، وأكدت في بيان، مساء الجمعة، «استمرار جنودها في أداء مهامهم وتأمين المصفاة».
تركيا تحث العراق على علاقة إيجابية مع سوريا الجديدة
يقوم وزير الخارجية التركي هاكان فيدان بزيارة رسمية إلى بغداد، الأحد، يُجري خلالها مباحثات مع كبار المسؤولين في العراق حول العلاقات الثنائية والتطورات الإقليمية والدولية.
ويُجري فيدان، خلال زيارته التي تُعد الرابعة للعراق منذ توليه منصبه في يونيو (حزيران) 2023، مباحثات مع نظيره العراقي فؤاد حسين، كما يلتقي رئيس الوزراء، محمد شياع السوداني، ورئيس البرلمان، محمود المشهداني، ورئيس الجمهورية، عبد اللطيف رشيد.
ووفق مصادر في وزارة الخارجية التركية، يتضمن جدول أعمال الاجتماعات موضوعات بارزة تخص العلاقات بين البلدين الجارين، والتي شهدت تطوراً كبيراً في السنوات الثلاث الأخيرة، إلى جانب التطورات الإقليمية الراهنة.
العراق وسوريا الجديدة
ووفق مصادر تركية، سيؤكد فيدان، خلال المباحثات مع المسؤولين العراقيين، عزم تركيا المُضي في تعزيز علاقاتها مع العراق على أساس أجندة إيجابية وفي إطار مؤسسي، مع تأكيد تفعيل آليات التعاون المختلفة التي أُنشئت لهذا الغرض، خلال زيارة الرئيس رجب طيب إردوغان للعراق في 22 أبريل (نيسان) 2024، ومن منطلق إدراك تركيا أن الحفاظ على الاستقرار وبيئة الأمن القائمة في العراق يُشكل أهمية بالغة بالنسبة للمنطقة، ودعمها جهود حكومة بغداد لمنع التأثير السلبي للعدوان الإسرائيلي والتطورات في سوريا على استقرار العراق.
وفي هذا الإطار، سيؤكد فيدان أن إقامة حوار بنّاء وعلاقات حسن جوار بين بغداد والإدارة السورية الجديدة سيكون مفيداً لكلا البلدين والمنطقة بأسرها.
وتُفيد المصادر بأن الوزير التركي سيعكس في بغداد توقعات بلاده من العراق الإعلان رسمياً «حزب العمال الكردستاني» «منظمة إرهابية» وعن الخطوات اللازمة للقضاء على وجود مسلحيه تماماً في أراضيه.
وعن التعاون الأمني وفي مجال مكافحة الإرهاب بين أنقرة وبغداد، قالت المصادر إن فيدان سيؤكد ارتياح تركيا إزاء التفاهم الذي يتم تطويره مع العراق في مجال الأمن ومكافحة الإرهاب، وإعلان بغداد «حزب العمال الكردستاني» «منظمة محظورة»، وأن تركيا سعيدة بالموقف الرسمي من الجانب العراقي، وتنتظر إعلان الحزب منظمة إرهابية، واستئصاله بشكل كامل من أراضيها، وأنها تتوقع ذلك بالفعل من حكومة بغداد، كون الحزب يُشكل تهديداً مشتركاً لتركيا والعراق وسوريا، وأن الدول الإقليمية يجب أن «تعمل معاً ضد سعي هذه المنظمة الإرهابية إلى الشرعية والسيطرة على الأرض».
وتُواصل القوات التركية عمليات ضد مسلحي «العمال الكردستاني» في شمال العراق. واتفقت أنقرة وبغداد على التنسيق ضد الحزب، عبر مذكرة تفاهم للتعاون العسكري والأمني ومكافحة الإرهاب، وقّعها وزير الدفاع التركي يشار غولر ونظيره العراقي ثابت العباسي، في ختام الاجتماع الرابع لآلية التعاون الأمني رفيع المستوى بين البلدين، في أنقرة، أغسطس (آب) الماضي، عدّت جزءاً من استكمال التفاهمات التركية - العراقية، بشأن تثبيت الأمن على الحدود بين البلدين، والتعاون في تحييد «حزب العمال الكردستاني» ومقاتليه.
وقالت المصادر إن فيدان سيؤكد الأهمية التي توليها تركيا لأمن وسلام ورفاهية التركمان، وسينقل توقعات ومخاوف التركمان في كركوك فيما يتعلق بالتمثيل السياسي والأمن وتلبية هذه التوقعات.
التجارة وطريق التنمية
وسيتناول فيدان خلال المباحثات سُبل تعزيز العلاقات التجارية مع العراق، الذي يُعد من أهم الشركاء الاقتصاديين والتجاريين لتركيا بحجم تبادل يبلغ 20 مليار دولار، وإزالة الحواجز المصطنعة أمام التجارة الثنائية، كما سيؤكد استمرار دعم تركيا لمشروع «طريق التنمية» الاستراتيجي، والعمل على تسريعه.
ولفتت المصادر إلى العلاقات التاريخية والثقافية والإنسانية العميقة مع العراق، وإلى التعاون بين البلدين الجارين الذي يشهد تطوراً كبيراً في مختلف المجالات بالآونة الأخيرة.
وزار فيدان بغداد وأربيل في أغسطس 2023 بعد شهرين من توليه منصبه وزيراً للخارجية، ثم زار بغداد في 14 مارس (آذار) 2024؛ حيث شارك في الاجتماع الثالث للآلية الأمنية رفيعة المستوى بين تركيا والعراق، ورافقه وزير الدفاع، يشار غولر، ورئيس المخابرات، إبراهيم كالين.
وفي هذا الاجتماع، تم الاتفاق على تعريف «التهديد المشترك» المُتعلق بـ«حزب العمال الكردستاني»، وأعلنت السلطات العراقية أن مجلس الأمن الوطني العراقي اتخذ قراراً بإعلان الحزب «منظمة محظورة» في العراق.
ورافق فيدان الرئيس رجب طيب إردوغان في زيارته لبغداد وأربيل في أبريل 2024، وشهدت الزيارة توقيع 27 اتفاقية ومذكرة تفاهم في مختلف المجالات بين بغداد وأنقرة، كان أبرزها اتفاقية في مجال المياه.
وعقب الزيارة، تم تشكيل فريق العمل المشترك التركي العراقي برئاسة وزيري خارجية البلدين، وعضوية عدد من الوزارات المعنية لتنفيذ الاتفاقيات ومذكرات التفاهم، وعقد الاجتماع الرابع للآلية الأمنية بين البلدين، برئاسة وزيري خارجية البلدين في أنقرة في أغسطس الماضي.
وبالتوازي، جرى تبادل الزيارات بين الوزراء والمسؤولين المعنيين بمشروع طريق التنمية، فضلاً عن زيارات من وزير الدفاع ومسؤولي الوزارة ومسؤولين من وزارة الداخلية العراقية إلى تركيا، في إطار متابعة تنفيذ ما تم الاتفاق عليه خلال زيارة إردوغان للعراق.
«قسد» تحذِّر تركيا من مهاجمة كوباني
حذَّرت «قوات سوريا الديمقراطية» (قسد) اليوم (الأحد) من أنها ستخوض مقاومة أقوى من تلك التي خاضتها ضد تنظيم «داعش» المتطرف، إذا أقدمت تركيا على مهاجمة مدينة عين العرب (كوباني) في شمال سوريا.
وقالت «قوات سوريا الديمقراطية» في بيان اليوم بمناسبة مرور 10 سنوات على تحرير عين العرب من قبضة «داعش»، إن المدينة «تتعرض الآن لهجمات وحشية متواصلة من قبل الاحتلال التركي... وهي نسخة مكررة من هجمات تنظيم (داعش)».
وأضافت «قوات سوريا الديمقراطية»: «بطبيعة الحال، في حال أقدم الاحتلال التركي على شن أي عدوان على كوباني، فبالتأكيد سنخوض مقاومة أقوى من مثيلتها التي خضناها ضد تنظيم (داعش) في عامي 2014 و2015، و(قوات سوريا الديمقراطية) مصممة على حماية كوباني وأهلها».
وتخوض «قوات سوريا الديمقراطية» التي يقودها الأكراد، واضطلعت مع الولايات المتحدة بدور محوري في مواجهة «داعش»، قتالاً ضد قوات تركية وفصائل مسلحة موالية لها في شمال شرقي سوريا، منذ سقوط الرئيس بشار الأسد الشهر الماضي، وأسفرت المعارك بينهما عن مقتل عشرات من الجانبين.
وتعد تركيا «وحدات حماية الشعب الكردية» التي تهيمن على «قوات سوريا الديمقراطية»، امتداداً لحزب «العمال الكردستاني» المعارض لأنقرة، الذي تصنفه تركيا والولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي في قوائم الإرهاب.
وتسيطر «قوات سوريا الديمقراطية» على ما يقرب من ربع مساحة سوريا.
إدانة خليجية لاستهداف المستشفى السعودي في الفاشر بالسودان
أعربت وزارة الخارجية السعودية عن إدانة المملكة واستنكارها استهداف المستشفى السعودي في مدينة الفاشر السودانية، الذي أسفر عن مقتل وإصابة عدد من الأشخاص «في انتهاكٍ للقانون الدولي والقانون الدولي الإنساني».
وأكدت الخارجية رفض السعودية لهذه الانتهاكات، مشددة على ضرورة توفير الحماية للعاملين في المجالين الصحي والإنساني، وعلى أهمية ضبط النفس، وتجنُّب استهداف المدنيين، وتنفيذ ما تم التوقيع عليه في «إعلان جدة»، من التزام بحماية المدنيين في السودان.
وعبّرت السعودية عن «صادق تعازيها ومواساتها لذوي المتوفين، وتمنياتها للمصابين بالشفاء العاجل».
وكان مني أركو مناوي حاكم إقليم دارفور السوداني صرح، أمس، بأن 70 شخصاً على الأقل قُتلوا في الهجوم على مستشفى في مدينة الفاشر، عاصمة ولاية شمال دارفور.
كما أعرب جاسم محمد البديوي، الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية، عن إدانته واستنكاره الشديدين للاعتداء الذي استهدف المستشفى السعودي في مدينة الفاشر. وأكد الأمين العام، أن هذا الاستهداف يمثل انتهاكاً صارخاً وخطيراً للقوانين والمعاهدات الدولية والقرارات الأممية، التي تلزم بحماية المدنيين والمنشآت المدنية، بما في ذلك المرافق الصحية.
ودعا إلى ضرورة توفير الحماية الكاملة للطواقم الطبية والمنشآت الصحية في السودان، لتمكينهم من أداء واجباتهم الإنسانية على الوجه الأكمل، خاصةً في ظل الظروف القاسية التي يمر بها الشعب السوداني الشقيق.
وشدد البديوي على أهمية احترام القوانين الدولية والإنسانية، وضرورة محاسبة المسؤولين عن هذه الانتهاكات التي تهدد أرواح الأبرياء وتعرقل مساعي الجهود الإنسانية.
من جانبها، أعربت دولة قطر عن إدانتها واستنكارها الشديدين استهداف المستشفى السعودي في مدينة الفاشر. واعتبرت وزارة الخارجية، في بيان اليوم، أن قصف المستشفى يمثل انتهاكا صارخا للقانون الإنساني الدولي، الذي يهدف إلى ضمان سلامة المرضى والطواقم الطبية العاملة في المستشفيات، والحفاظ على المنشآت الصحية في أوقات الحروب، ودعت المجتمع الدولي إلى تحرك عاجل لحماية الأعيان المدنية.
وعبّرت الوزارة عن تعازي دولة قطر لأسر الضحايا وحكومة وشعب جمهورية السودان، وتمنياتها للجرحى بالشفاء العاجل.