تصفية 27 إرهابيا من خاطفي قطار باكستان.. وتحرير عشرات الرهائن

الأربعاء 12/مارس/2025 - 08:28 ص
طباعة تصفية 27 إرهابيا محمد شعت
 
نجحت قوات الأمن الباكستانية في تحرير ما لا يقل عن 155 رهينة والقضاء على 27 إرهابيا اختطفوا قطار جعفر إكسبرس في منطقة بولان في بلوشستان، وتعهدت بمواصلة العملية حتى هزيمة آخر مسلح.
 ونقلت تقارير باكستانية عن قوات الأمن قولها: إن القطار الذي كان يحمل 400 راكب في تسع عربات كان في طريقه من كويتا إلى بيشاور يوم الثلاثاء عندما قام عدد غير معروف من الإرهابيين باحتجاز الركاب رهائن.
 وأفادت مصادر أمنية بأن القوات تواصل عملياتها لإنقاذ الرهائن المتبقين. وكشفت المصادر أن إرهابيين، بعضهم يرتدي سترات ناسفة، كانوا يستخدمون الركاب كدروع بشرية، وأضافت المصادر أنه بسبب وجود رهائن فإن قوات الأمن تتعامل بحذر شديد.

وقال أحد الركاب الذين تم إنقاذهم: "كان هناك إطلاق نار، ولكن بفضل الله تمكن أفراد الجيش وقوة الطوارئ من إخراجنا إلى بر الأمان".
 
في غضون ذلك، أعلن مسؤولو السكك الحديدية عن تعليق خدمات قطاري بولان ميل وجعفر إكسبريس، اللذين يعملان من كويتا إلى مناطق أخرى من البلاد، لمدة ثلاثة أيام. واتُّخذ قرار تعليق خدمات القطارات عقب الهجوم على قطار جعفر إكسبريس في بولان، وفقًا لسلطات السكك الحديدية.
 واشارت تقارير إلى أنه بعد أن شنّت قوات الأمن العملية يوم الثلاثاء، انقسم المسلحون إلى مجموعات صغيرة، وفقًا لمصادر أمنية. ونُقل سبعة عشر راكبًا مصابًا إلى مستشفى قريب لتلقي العلاج الطبي العاجل.
 
وقالت قوات الأمن إنها طوقت المنطقة بعد تلقي نبأ الهجوم وسط تضاريس صعبة، مضيفة أنه على الرغم من الطريق الصعب، فقد وصلت القوات إلى مكان الحادث في منطقة مشقاف في منطقة بولان في بلوشستان لبدء العملية.
 
وكشفت المصادر أن المهاجمين كانوا يستخدمون الهواتف الفضائية للتواصل مع وسطاء دوليين، بما في ذلك العقل المدبر في أفغانستان، وكانوا يستخدمون النساء والأطفال كدروع بشرية، مما اضطرهم إلى توخي الحذر الشديد في العملية.
 وفجر المهاجمون خط السكة الحديد قبل اقتحام القطار وإطلاق النار على القاطرة، ما أدى إلى إصابة السائق. اختُطف القطار، الذي كان متوقفًا قبل نفق، في منطقة جبلية نائية قرب الحدود الأفغانية الإيرانية.
 
وقال المتحدث باسم حكومة بلوشستان شهيد ريند إن الحكومة فرضت إجراءات طارئة وتم تعبئة جميع المؤسسات للتعامل مع الوضع، كما تم إرسال قطار إغاثة وقوات أمنية إلى الموقع، وفي هذه الأثناء، تم فرض حالة الطوارئ في سيبي ومستشفى كويتا المدني.
 
وذكرت إدارة الصحة الإقليمية أنه تم استدعاء جميع الموظفين الطبيين وشبه الطبيين إلى المستشفى المدني وتم إخلاء العديد من الأجنحة للتعامل مع الوضع، وفي أعقاب الحادث، تم إنشاء مكتب معلومات الطوارئ في محطة سكة حديد كويتا.
 وأدان الرئيس آصف علي زرداري ورئيس الوزراء شهباز شريف بشدة الهجوم الإرهابي على قطار جعفر إكسبريس وأشادا بقوات الأمن لاستجابتها الفعالة وفي الوقت المناسب.
 
وأشاد الرئيس بشجاعة قوات الأمن في إنقاذ ركاب جعفر إكسبريس، وقال إن الهجمات على المدنيين الأبرياء والركاب هي أعمال غير إنسانية ومستهجنة، وأضاف أن الشعب البلوشي يعارض بشدة تلك العناصر التي احتجزت ركابا عزلا وشيوخا وأطفالا كرهائن.
 
قال الرئيس زرداري إنّه لا دين ولا مجتمع يسمح بمثل هذه الأعمال الشنيعة. كما دعا بالشفاء العاجل للمصابين خلال الهجوم.
 
في غضون ذلك، قال رئيس الوزراء إن ضباط وأفراد القوات يقضون على الإرهابيين بشجاعة خلال عمليات الرد المستمرة، وأضاف أنه على الرغم من صعوبة التضاريس فإن معنويات قوات الأمن مرتفعة وهم يصدون الإرهابيين الجبناء بعملياتهم في الوقت المناسب.
 
وأعرب رئيس الوزراء شهباز شريف عن أمله في أن تنجح العملية الأمنية قريبًا ويتم القضاء على الإرهابيين، حسبما جاء في بيان صحفي لمكتب رئيس الوزراء.
 
و قال إن الإرهابيين اللاإنسانيين الذين شنّوا الهجوم الجبان على قطار جعفر السريع عند ممر دهار-بولان لا يستحقون أي تنازل. الإرهابيون هم أعداء التقدم والتنمية في إقليم بلوشستان.
 
وقال رئيس الوزراء إن استهداف الركاب الأبرياء في شهر رمضان المبارك يثبت بوضوح أن الإرهابيين ليس لهم علاقة بالإسلام وباكستان وبلوشستان، كما أعرب عن عزمه مواصلة الحرب على الإرهاب حتى القضاء التام على هذا الشبح من البلاد.
 
وقال إن أي مؤامرة لنشر الفوضى والانفلات الأمني في البلاد سيتم إحباطها، مضيفا أنهم لن يسمحوا أبدا لأعداء البلاد بالنجاح في مخططاتهم الخبيثة،
وأدان وزير الداخلية محسن نقفي الهجوم ودعا بالشفاء العاجل للمصابين. وأضاف: "إن الوحوش التي أطلقت النار على الركاب الأبرياء لا تستحق أي تسامح".
 
وقال رئيس حزب الشعب الباكستاني بيلاوال بوتو زرداري إن "الإرهابيين هم التهديد الأكبر لباكستان" أثناء إدانته للهجوم على قطار الركاب، وأضاف أن "استهداف المواطنين الأبرياء من قبل الإرهابيين عمل جبان".
 
كما أدان رئيس وزراء ولاية خيبر بختونخوا علي أمين غاندابور حادث قطار جعفر إكسبريس وأعرب عن قلقه بشأن سلامة ركاب القطار المحتجزين في بلوشستان. وأعرب عن تمنياته لهم بالشفاء العاجل.
 
قال رئيس حزب عوامي الوطني أيمال والي خان إن الهجمات على المواطنين الأبرياء أمر غير مقبول وطالب باتخاذ إجراءات صارمة ضد الإرهابيين.
 
وشهدت البلاد زيادة حادة في الهجمات الإرهابية في يناير 2025، بنسبة 42% مقارنة بالشهر السابق، وفقًا للبيانات الصادرة عن معهد باكستان لدراسات الصراع والأمن (PICSS)، وهو مركز أبحاث.
 
وكشفت البيانات عن تسجيل ما لا يقل عن 74 هجوما مسلحا على مستوى البلاد، أسفرت عن مقتل 91 شخصا، بينهم 35 من أفراد الأمن، و20 مدنيا، و36 مسلحا. كما أصيب 117 شخصا آخرين، بينهم 53 من أفراد قوات الأمن، و54 مدنيا، و10 مسلحين.
 
وشهدت بلوشستان أيضًا زيادة في النشاط المسلح، مع وقوع ما لا يقل عن 24 هجومًا، مما أسفر عن مقتل 26 شخصًا، بما في ذلك 11 من أفراد الأمن، وستة مدنيين، وتسعة مسلحين.

شارك