"من يتصدى للمشروع الإيراني في اليمن؟": متابعات الصحف العربية والأجنبية

السبت 05/أبريل/2025 - 09:47 ص
طباعة من يتصدى للمشروع إعداد: فاطمة عبدالغني
 
تقدم بوابة الحركات الاسلامية أبرز ما جاء في الصحف ووكالات الأنباء العربية والعالمية بخصوص الأزمة اليمنية، ومشاورات السويد، والدعم الإيراني للحوثين، بكافة أشكال الصحفي (أخبار – تعليقات – متابعات – تحليلات– آراء) اليوم 5 أبريل 2025.

الاتحاد: اليمن: أي تهديد «حوثي» للممرات البحرية لن يمر من دون رد حاسم

أعلنت الحكومة اليمنية مقتل 70 عنصراً من ميليشيات الحوثي بغارة جوية أميركية في محافظة الحديدة استهدفت موقعاً كان يُستخدم للتخطيط لهجمات إرهابية ضد السفن وناقلات النفط في البحر الأحمر وباب المندب وخليج عدن، مشيرةً إلى أن أي تهديد للأمن الإقليمي والممرات البحرية لن يمر من دون رد حاسم، جاء ذلك فيما اعتبر خبراء ومحللون في تصريحات خاصة لـ«الاتحاد» أن الأنشطة الأميركية خطوة للتضييق على الميليشيات ووقف ممارساتها العدوانية.
وقال وزير الإعلام اليمني، معمر الإرياني، أمس، إن 70 عنصراً من ميليشيات الحوثي، بينهم قادة ميدانيون بارزون، وخبراء أجانب، لقو مصرعهم في ضربة جوية نفذتها القوات الأميركية، يوم الثلاثاء الماضي، مستهدفةً تجمعاً للميليشيات جنوب منطقة «الفازة» بمحافظة الحديدة.
وأوضح الإرياني في تصريح صحفي نقلته وكالة الإنباء اليمنية «سبأ»، أنه ووفقاً لمصادر ميدانية موثوقة، فإن الضربة استهدفت موقعاً كان يُستخدم للتخطيط لهجمات إرهابية ضد السفن التجارية وناقلات النفط في البحر الأحمر وباب المندب وخليج عدن، ما يشكل تهديداً خطيراً للممرات البحرية الدولية والتجارة العالمية.
وأشار الإرياني إلى أن «سلسلة الضربات الجوية المركزة على مواقع الميليشيات الحوثية خلال الأسبوعين الماضيين، استهدفت منشآت عسكرية وتحصينات ومخازن أسلحة ومنظومات دفاعية في عدد من المحافظات، وحققت أهدافها، مما أدى إلى مقتل المئات من المسلحين بينهم قيادات من الصفوف الأول والثاني والثالث».
وأكد الإرياني أن «العمليات العسكرية الأميركية الأخيرة أحدثت ارتباكاً كبيراً داخل صفوف الحوثيين، رغم مساعي الميليشيات التكتم على خسائرها البشرية، والتقليل من تداعيات الضربات عبر التعتيم الإعلامي ومنع نشر أسماء وصور القتلى»، مشدداً على أن «هذه العمليات تشكل تحولاً كبيراً في مسار المواجهة مع الميليشيات، ورسالة واضحة بأن أي تهديد للأمن الإقليمي والممرات البحرية لن يمر من دون رد حاسم». وشدد خبراء ومحللون يمنيون على أن الإعلان الأميركي عن إعادة إدراج ميليشيات الحوثي على قائمة «المنظمات الإرهابية الأجنبية»، خطوة صحيحة للتضييق على جماعة الحوثي ووقف ممارساتها في اليمن والبحر الأحمر.
واعتبر الباحث السياسي اليمني موسى المقطري، أن القرار إعلان الحرب من الإدارة الأميركية على الحوثيين، يعزز قرار الضغط الدولي على الميليشيات، ويضعها ومن يدعمها أو يوفر لها المساعدة في موقف صعب، وبدوره يُضعف من قدرتهم على الحصول على دعم أو من أطراف متعاطفة معهم.
وقال المقطري في تصريح لـ«الاتحاد» إن «القرار يساعد على تضييق الخناق على عمليات تهريب الأسلحة، ويزيد الضغط على الحوثيين ويعد أحد ضرورات التصعيد العسكري لإسقاط الميليشيات، وقد يساعد في الحد من الهجمات على السفن والموانئ، إذا تم تطبيق إجراءات رقابية وتشديد العقوبات».
وبين أن قرار إدراج الحوثيين على قائمة المنظمات الإرهابية يعكس سياسة ضغط شديدة تجاه الجماعة، وإذا استُخدم القرار كجزء من استراتيجية شاملة، فقد يسهم في إضعافها والضغط عليها للسير في عملية سياسية.
من جانبه، أكد الباحث السياسي اليمني، محمد الجماعي، أن القرار يضع السياسة الأميركية على المسار الصحيح ضد جرائم الميليشيات.
وأوضح الجماعي في تصريح لـ«الاتحاد»، أن جدوى القرار الأميركي مرهون بنية معالجة أخطاء الماضي على ضوء المصالح المشتركة على قاعدة تبادل المصالح وتعاضد الجهود لمواجهة الأخطار التي تهدد شعوب العالم.
وذكر أنه يمكن الآن العودة لتنفيذ قرارات المصرف المركزي اليمني بعدن، والتشاور مع الولايات المتحدة حول استئناف تصدير النفط وإيقاف تهديدات الحوثية إزاء السفن والموانئ النفطية اليمنية.
وفي السياق، شدد المحلل الاقتصادي اليمني، عبد الحميد المساجدي، على أن إعادة إدراج جماعة الحوثي على قائمة «المنظمات الإرهابية الأجنبية»، يحمل تأثيرات متعددة، تتجاوز الرسائل السياسية إلى أبعاد اقتصادية يمكن أن تكون بالغة التأثير على قدرات الجماعة.
وأوضح المساجدي لـ«الاتحاد»، أنه من الناحية الاقتصادية، يؤدي هذا التصنيف إلى تجميد أصول الجماعة وأي حسابات مالية مرتبطة بها في الولايات المتحدة أو عبر المؤسسات المالية التي لها تعاملات بالدولار الأميركي، ويُجبر البنوك والشركات الدولية على إنهاء أي علاقات مالية أو تجارية مع الكيانات المرتبطة بالحوثيين، ما يحد بشكل كبير من قدرتهم على الحصول على الأموال من الخارج، كذلك، ستُفرض قيود على أي كيانات أو دول تتعامل مع الحوثيين، مما يجعل من الصعب عليهم شراء الأسلحة أو تهريب النفط، الذي يُعد أحد مصادر تمويلهم الرئيسة.

العربيىة نت: ترامب ينشر مشاهد لغارة استهدفت تجمعاً للحوثيين غرب اليمن

بث الرئيس الأميركي دونالد ترامب، فجر السبت، مقطع فيديو التقطته طائرة مسيرة غرب اليمن ويظهر استهداف المقاتلات الحربية تجمعاً لحوثيين قال إنهم كانوا يخططون لتنفيذ هجوم على السفن في البحر الأحمر.

وتُظهر صور باللونين الأبيض والأسود التقِطت من الجو عشرات الأشخاص متجمعين في شكل شبه دائري قبل أن يتم قصفهم. ويلي ذلك تصاعد دخان كثيف، ثم لقطات للموقع الذي تعرض للقصف حيث لم يتبق شيء سوى بضع سيارات.

وعلق ترامب على الفيديو الذي نشره على منصة "إكس" قائلاً: "اجتمع هؤلاء الحوثيون لتلقي تعليمات بالهجوم. عفواً، لن يكون هناك هجوم من قبل هؤلاء الحوثيين!".

وأضاف: "لن يغرقوا سفننا مرة أخرى!"، دون الإشارة إلى تاريخ الضربة ومكان الاجتماع الحوثي المستهدف.

وكان وزير الإعلام اليمني معمر الإرياني قال الجمعة إن 70 من عناصر الحوثيين، بينهم قيادات وخبراء من إيران، لقوا مصرعهم في ضربة جوية دقيقة نفذتها القوات الأميركية يوم الثلاثاء الماضي، مستهدفة تجمعاً للجماعة جنوب منطقة الفازة الساحلية بمحافظة الحديدة.

وأوضح الإرياني عبر منصة "إكس" أنه، ووفقاً لمصادر ميدانية، فإن الضربة استهدفت موقعاً كان يُستخدم للتخطيط لهجمات ضد السفن التجارية وناقلات النفط في البحر الأحمر وباب المندب وخليج عدن، ما يشكل تهديداً خطيراً للممرات البحرية الدولية والتجارة العالمية.

وأشار إلى أن سلسلة الضربات الجوية المركزة على مواقع جماعة الحوثي خلال الأسبوعين الماضيين، استهدفت منشآت عسكرية وتحصينات ومخازن أسلحة ومنظومات دفاعية في عدد من المحافظات، وحققت أهدافها بدقة، مما أدى إلى مقتل المئات من العناصر بينهم قيادات من الصفوف الأول والثاني والثالث.

ومنذ منتصف مارس (آذار) تشن الولايات المتحدة غارات على مناطق الحوثيين تقول إنها تستهدف قدرات الجماعة العسكرية وتقتل قادة الحوثيين العسكريين الذين يشنون الهجمات البحرية.

غارات أميركية على مخازن أسلحة للحوثي بمعسكر كهلان شرقي صعدة

شن الطيران الأميركي فجر اليوم السبت غارتين على مخازن أسلحة للحوثيين في معسكر كهلان شرقي صعدة.

يأتي هذا بينما زعمت جماعة الحوثي، مساء الجمعة، أنها نفذت عملية عسكرية استهدفت تل أبيب، بطائرة مسيرة من نوع "يافا".

وقال المتحدث العسكري للجماعة، يحيى سريع، في بيان صحافي، إن "سلاح الجو المسير" التابع للحوثيين "نفذ عملية عسكرية استهدفت هدفاً عسكرياً" إسرائيلياً "في منطقة يافا"، في إشارة لتل أبيب، وذلك بطائرة مسيرة نوعِ "يافا".

كما زعم بأن دفاعات الحوثيين الجوية تمكنت من إسقاط طائرة استطلاعية من نوعِ Giant Shark F360 قال إنها تعمل لصالحِ أميركا وإسرائيل، وذلك أثناء قيامها بتنفيذ مهام في أجواء محافظة صعدة، وذلك "بصاروخٍ أرض جو محلي الصنع".
ولم يعلق الجيش الأميركي على مزاعم الحوثيين حتى اللحظة.

يأتي ذلك بعد ساعات من إعلان جماعة الحوثي إنها استهدفت حاملة الطائرات الأميركية "ترومان" بالبحر الأحمر في اشتباك استمر ساعات.

وقال المتحدث العسكري للجماعة في بيان صحافي إنه تم استهداف القطع الحربية الأميركية في البحر الأحمر بعدد من الصواريخ المجنحة.

وزعم أن قوات جماعته أفشلت هجومين جويين كان الجيش الأميركي يحضر لتنفيذهما ضد مواقع تابعة للجماعة.

يأتي هذا بينما شن الطيران الأميركي خلال الساعات الماضية عدة غارات جوية على محافظة صعدة شمال اليمن.

وقالت وسائل إعلام حوثية إن الطيران الأميركي عاود استهداف منطقة العصائد بمديرية كتاف بمحافظة صعدة. كما أشارت لغارات جوية استهدفت منطقة "كهلان" شرق مدينة صعدة.

وفي وقت سابق من مساء الخميس شنت مقاتلات أميركية غارات جوية على محافظات صعدة وصنعاء والحديدة.

العين الإخبارية: عملية «الفارس الخشن» ضد الحوثي.. بئر بلا قاع؟

على وقع أزيز الطائرات ووهج الصواريخ، تلقى الحوثيون ضرباتٍ جوية غير مسبوقة من قبل الولايات المتحدة، في حملة وُصفت بأنها الأعنف منذ سنوات
وبينما تؤكد إدارة دونالد ترامب أن الحوثيين المدعومين من إيران «تعرضوا للتدمير بسبب الضربات المتواصلة»، تشير التقديرات العسكرية السرية إلى أن البنية القتالية للحوثيين لم تتأثر بالشكل المطلوب.

لكن وراء دخان الانفجارات وصور الطائرات المقاتلة، يتصاعد سؤال سياسي واستراتيجي ضخم: هل تستحق هذه الضربات—التي التهمت أكثر من 200 مليون دولار من الذخائر في ثلاثة أسابيع فقط—كل هذا الثمن؟ وهل اقتربت واشنطن من شلّ قدرة الحوثيين؟

فهل حققت الضربات أهدافها؟
في إحاطات مغلقة في الأيام الأخيرة، أقر مسؤولون في البنتاغون بأن النجاح في تدمير ترسانة الحوثيين الضخمة من الصواريخ والطائرات بدون طيار والقاذفات لم يكن بالشكل المطلوب.

ويقول المسؤولون الذين اطلعوا على تقييمات الأضرار السرية إن القصف كان أثقل باستمرار من الضربات التي نفذتها إدارة جو بايدن، وأكبر بكثير مما وصفته وزارة الدفاع علنًا، بحسب صحيفة «نيويورك تايمز».

إلا أن مسؤولا كبيرا، تحدث أيضًا بشرط عدم الكشف عن هويته لمناقشة المسائل العملياتية، قال إن الغارات الجوية تجاوزت هدفها في المرحلة الأولى من الحملة، مما أدى إلى تعطيل قدرة كبار قادة الحوثيين على التواصل، وحد من استجابة الجماعة لعدد قليل من الضربات المضادة غير الفعالة، ومهّد الطريق لمراحل لاحقة، وهو ما رفض مناقشته. وأضاف المسؤول: «نحن على المسار الصحيح».

وقال مسؤولون أمريكيون إن الضربات ألحقت ضررًا بهيكل القيادة والسيطرة للحوثيين. وصرحت تولسي غابارد، مديرة الاستخبارات الوطنية، في بيان بأن الضربات كانت «فعالة» في قتل كبار قادة الحوثيين، الذين لم تكشف هويتهم، وأضافت أن العملية أعادت فتح حركة الملاحة في البحر الأحمر.

غابارد أضافت: «تؤكد تقييمات أجهزة الاستخبارات أن هذه الضربات قتلت كبار القادة الحوثيين ودمرت العديد من المنشآت التي قد يستخدمها الحوثيون لإنتاج أسلحة تقليدية متقدمة».

وتُشكّل هذه الضربات محورَ فضيحةٍ تورط فيها هيجسيث ومسؤولون كبار آخرون في إدارة ترامب، حيث ناقش هؤلاء المسؤولون تفاصيلَ حساسةً حول الغارات الجوية الأولية في اليمن في 15 مارس/آذار في دردشةٍ جماعيةٍ على تطبيقٍ للمراسلة التجارية. أنشأ مايكل والتز، مستشار الأمن القومي، هذه المجموعة، لكنه أضاف إليها صحفيًا عن طريق الخطأ.

ويقول مسؤولون في إدارة ترامب إن الضربات الجوية والبحرية تهدف إلى الضغط على الحوثيين لوقف الهجمات التي عطلت ممرات الشحن الدولية في البحر الأحمر لأكثر من عام.

ونفذت إدارة بايدن ضربات ضد الحوثيين، لكن على نطاق أضيق، واستهدفت في الغالب البنية التحتية والمواقع العسكرية. ويقول مسؤولون في إدارة ترامب إن الضربات الحالية تهدف أيضًا إلى قتل كبار المسؤولين الحوثيين.

وقال وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو للصحفيين الأسبوع الماضي: «يجب على الجميع أن يدركوا أننا نقدم للعالم خدمة عظيمة بملاحقة هؤلاء الأشخاص، لأن هذا الأمر لا يمكن أن يستمر».

ولم تذكر إدارة ترامب سبب اعتقادها بأن حملتها ضد الجماعة ستنجح بعد أن فشلت جهود إدارة بايدن التي استمرت لمدة عام إلى حد كبير في ردع هجمات الحوثيين، والتي استهدفت إسرائيل أيضًا.

كلفة باهظة
قال مسؤولون، إن البنتاغون استخدم خلال ثلاثة أسابيع فقط ذخائر بقيمة 200 مليون دولار في عملية «الفارس الخشن» ضد ميليشيا الحوثي.

لكن مليشيات الحوثي، عززت العديد من مخابئها والمواقع المستهدفة الأخرى، مما أحبط قدرة الأمريكيين على تعطيل الهجمات الصاروخية التي تشنها الميليشيات ضد السفن التجارية في البحر الأحمر، وفقا لثلاثة مسؤولين في الكونغرس والحلفاء، تحدثوا بشرط عدم الكشف عن هويتهم لمناقشة المسائل التشغيلية.

وقال المسؤولون إن البنتاغون استخدم في غضون ثلاثة أسابيع فقط ذخيرة بقيمة 200 مليون دولار، بالإضافة إلى التكاليف التشغيلية والبشرية الهائلة لنشر حاملتي طائرات وقاذفات بي-2 إضافية وطائرات مقاتلة، بالإضافة إلى أنظمة الدفاع الجوي باتريوت وثاد في الشرق الأوسط.

مسؤول أمريكي، أضاف أن التكلفة الإجمالية قد تتجاوز مليار دولار بحلول الأسبوع المقبل، وربما يضطر البنتاغون قريبا إلى طلب أموال إضافية من الكونغرس.

وأشار إلى أن الأسلحة التي تستخدمها البحرية الأمريكية في تايوان كثيرة للغاية، وخاصة الأسلحة المتطورة بعيدة المدى، لدرجة أن بعض مخططي الطوارئ في البنتاغون أصبحوا يشعرون بالقلق إزاء المخزونات الإجمالية للبحرية وتداعيات أي موقف يتعين فيه على الولايات المتحدة صد «محاولة غزو الصين لتايوان».

وقال مسؤولون إن الضربات الأميركية التي أطلق عليها وزير الدفاع بيت هيجسيث اسم عملية "راف رايدر" نسبة للقوات التي قادها الرئيس الأميركي ثيودور روزفلت في كوبا خلال الحرب الإسبانية الأميركية، قد تستمر ستة أشهر على الأرجح.

رفض مسؤول كبير في البنتاغون مساء الخميس التقييمات التي وصفها مسؤولون من الكونجرس والحلفاء.

سيناريوهات غامضة
وكتب السيناتوران جيف ميركلي، الديمقراطي من ولاية أوريغون، وراند بول الجمهوري من ولاية كنتاكي، في رسالة إلى ترامب هذا الأسبوع: «يجب على الإدارة أيضًا أن تشرح للكونغرس والشعب الأمريكي المسار المتوقع للمضي قدمًا في ضوء فشل مثل هذه الجهود السابقة».

ولم يقدم البنتاغون تفاصيل عن الهجمات منذ 17 مارس/آذار، عندما قال إنه تم ضرب أكثر من 30 هدفا للحوثيين في اليوم الأول.

وقال متحدث باسم القيادة المركزية للجيش في 24 مارس/آذار، إن الضربات «دمرت مرافق القيادة والسيطرة وأنظمة الدفاع الجوي ومرافق تصنيع الأسلحة ومواقع تخزين الأسلحة المتقدمة».

وبحسب مسؤول كبير في وزارة الدفاع الأمريكية، في تصريحات لصحيفة نيويورك تايمز: «بدأنا بالفعل نلمس آثار الضربات المكثفة ضد الحوثيين. على سبيل المثال، انخفضت هجمات الصواريخ الباليستية التي يشنها الحوثيون على إسرائيل خلال الأسبوع الماضي».

وأضاف المسؤول الكبير أن الحوثيين «أصبحوا أكثر رد فعل مع تدهور قدراتهم وإمكاناتهم بسبب الغارات الجوية الأمريكية».

ونفى المسؤول الكبير، الذي تحدث شريطة عدم الكشف عن هويته لمناقشة المسائل التشغيلية، أن يكون المتحدثون باسم البنتاغون قد أبلغوا المسؤولين في الكونغرس والحلفاء أن الضربات قد تستمر ستة أشهر، قائلاً إن هذه المدة «لم تتم مناقشتها أبدًا».
وتنشر القيادة المركزية صورا على وسائل التواصل الاجتماعي لطائرات مقاتلة تقوم بمهام ضد الحوثيين، لكنها رفضت مرارا وتكرارا الكشف عن عدد الأهداف التي تم ضربها حتى الآن أو تحديد هوية العديد من القادة الحوثيين، بما في ذلك خبير الصواريخ الأعلى، الذين تقول إنها قتلتهم.

وتُظهر مقاطع فيديو نشرتها القيادة المركزية الأمريكية على مواقع التواصل الاجتماعي أنواع الأسلحة بعيدة المدى التي أطلقتها طائرات إف/إيه-18 سوبر هورنت التابعة للبحرية الأمريكية على اليمن. وتشمل هذه الأسلحة قنبلة AGM-154 المشتركة الموجهة بنظام تحديد المواقع العالمي (GPS) وصواريخ كروز تُطلق جوًا.

ويمكن إطلاق القنابل الانزلاقية، التي تحمل كلا منها 200 رطل من المتفجرات، لمسافة تزيد عن 70 ميلًا بحريًا من أهدافها. أما الصواريخ المجنحة التي تطلقها طائرات البحرية الحربية، فيمكنها أن تحلق لمسافة تزيد عن ضعف هذه المسافة.

يأتي استخدام هذه الأسلحة بعيدة المدى ردًا مباشرًا على التهديد الذي تُشكله أنظمة الدفاع الحوثية، والتي أسقطت عدة طائرات عسكرية أمريكية مُسيّرة في المنطقة، بحسب الصحيفة الأمريكية.

ويرى القادة الأمريكيون المُشاركون في التخطيط لمنطقة آسيا والمحيط الهادئ أن هذه الأسلحة بالغة الأهمية لأي صراع مُحتمل مع الصين.

وبدأت الولايات المتحدة هجومها الجديد في 15 مارس/آذار في مناطق شمال اليمن التي يسيطر عليها الحوثيون. وصرح مسؤولون أمريكيون ويمنيون بأن طائرات هجومية تابعة للبحرية من حاملة الطائرات ترومان وطائرات مقاتلة تابعة لسلاح الجو الأمريكي، تنطلق من قواعد في الشرق الأوسط، تنفذ ضربات ضد أهداف حوثية يوميًا منذ ذلك الحين.

وكانت الضربات الأولية بمثابة البداية لما وصفه كبار المسؤولين الأمريكيين بأنه هجوم جديد ضد المسلحين ورسالة إلى إيران في الوقت الذي يسعى فيه ترامب إلى التوصل إلى اتفاق نووي مع حكومتها.

وواجهت أجهزة الاستخبارات الأمريكية صعوبة في تحديد مواقع أنظمة أسلحة الحوثيين، التي تُنتج في مصانع تحت الأرض وتُهرَّب من إيران. في أواخر عام 2024، خصصت إدارة بايدن المزيد من طائرات المراقبة لجمع معلومات عن أهداف الحوثيين.

وقال المسؤولون الأمريكيون إن مسؤولي ترامب ورثوا تلك المعلومات الاستخباراتية، كما زودتهم إسرائيل بمعلومات عن الأهداف.

إيران والتخلي عن الحوثي.. «يأس استراتيجي» أم مناورة؟

أمام ضجيج هائل خلفته المقاتلات الأمريكية في سماء اليمن، تبدد صدى إعلان مسؤول إيراني رفيع تخلي بلاده عن الحوثيين.

لكن بين غارتين، وحينما يهدأ غبار القصف، يمكن التقاط إشارات إيران، فيما يظل تفسيرها وفك شيفرتها مسألة مثيرة للجدل.

ومنذ 7 أكتوبر/تشرين الأول عام 2023، دخل المحور الإيراني اختبار مواجهة مفتوحة مع إسرائيل، تبدو نتائجه لطهران كارثية، إذ فقدت إلى حد بعيد تأثيرها في لبنان بعد ضربات مؤلمة لحقت بأقوى أسلحته في المنطقة؛ حزب الله.
وإلى جانب انكفاء الفصائل العراقية وسقوط نظام الرئيس السوري السابق بشار الأسد، انقطع النفوذ الإيراني الممتد إلى شرق المتوسط، في خسارة استراتيجية ربما فرضت يأسًا من الاعتماد على المليشيات.

وكانت تقارير غربية وتقديرات استخباراتية حذرت من اندفاع إيران إلى إنتاج أسلحة نووية تحت صدمة خسارتها في المنطقة.

إلا أن مراقبين رجحوا أن يكون الإعلان الإيراني مناورة، لتفادي الغضب الأمريكي، وتخفيف الضغط الواقع على الحوثيين في اليمن.

ومنذ منتصف مارس/آذار الماضي، تتواصل الغارات الأمريكية على مواقع الحوثيين في مناطق نفوذهم ومعاقلهم.

ورغم أن الضربات الأمريكية بدأت منذ عهد الرئيس الديمقراطي السابق جو بايدن، إلا أن نوعية وحجم الضربات خلال إدارة الرئيس الجمهوري دونالد ترامب عكست تغيرًا في الموقف الأمريكي، نحو جدية أكبر في التعامل مع التهديدات الحوثية للتجارة الدولية.

المسؤول الإيراني الذي تحدث لوسائل إعلام دولية برر موقف بلاده قائلًا إن "طهران تخلت عن الحوثيين" وذلك كونهم "كانوا جزءًا من سلسلة وكلائها بالمنطقة والاحتفاظ بجزء واحد فقط لا معنى له".

وفي أعقاب هذا التصريح، عممت وسائل إعلام حوثية خبرًا عن محادثات هاتفية بين رئيس مجلس الحكم للمليشيات مهدي المشاط مع الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان لبحث ما أسمته "وحد الموقف والصف الواحد في مواجهة الأعداء" في رسالة أظهرت طهران أنها لن تتخلى عن الحوثيين.

مناورة حوثية إيرانية
بالنسبة للمحلل السياسي اليمني رشاد الصوفي، فإن "الحديث الإيراني حول التخلي عن دعم مليشيات الحوثي هو مجرد مناورة وورقة تهدئة من طهران لواشنطن وبالأخص ترامب وفريقه الجديد في البيت الأبيض الذي يصعد ضد طهران توازيًا مع العمليات العسكرية ضد الحوثيين".

وقال الصوفي في تصريحات لـ"العين الإخبارية" إن "طهران دومًا تنكر رسميًا أي دعم تقدمه لمليشيات الحوثي، وبالمثل تنفي مليشيات الحوثي علاقتها العسكرية بطهران رغم أن الأدلة والشواهد واضحة وكافية لتأكيد تبعية الحوثيين لطهران".

من بين تلك الأدلة، ترسانة الأسلحة المتطورة التي حصلت عليها مليشيات الحوثي من إيران، وهذا مثبت في تقارير أممية ودولية متخصصة.

وحول هدف إيران من مراوغتها الإعلامية، يرى الصوفي أنها "تحركات لتخفيف الضغط الأمريكي عسكريًا على مليشيات الحوثي من خلال مناورة متوقعة بإعلان التخلي عن مليشيات الحوثي".

ويتوقع الصوفي عدة سيناريوهات لنتائج هذه التحركات، منها وقف "التصعيد الحوثي على خطوط الملاحة الدولية لتخفيف الضغط الأمريكي ضد طهران بعد ربط واشنطن الهجمات الحوثية على الملاحة الدولية بإيران وتوعدت بمعاقبتها".

وقال: "كما توقفت هجمات فصائل إيران في العراق على إسرائيل، من المتوقع أن تتوقف الهجمات الحوثية، وذلك حين ترى طهران أن ضغط ترامب الأقصى يفرض تهدئة السير في وجه العاصفة".

وأضاف أن "ما ظهر في التسريب الإعلامي من جهة إيران لوسائل إعلام دولية وكذلك الاتصال الهاتفي بين رئيس إيران والقيادي الحوثي مهدي المشاط يعد كذلك رسالة إيرانية لفريق ترامب" بهدف تخفيف الضغط عن آخر وكلاء طهران بالمنطقة.

امتصاص اندفاعة ترامب
واتفق الباحث في مركز صنعاء للدراسات عدنان الجبرني مع ما قاله الصوفي بشأن تصريحات المسؤول الإيراني ومباحثات القيادي الحوثي مهدي المشاط مع بزشكيان.

وكتب الجبرني على حسابه في منصة "أكس" إن "إيران تسعى بالفعل لتهدئة الموقف وامتصاص اندفاعة ترامب، لكنها لن تتخلى عن مليشيات الحوثي التي باتت بمثابة 'الأخ الأصغر' والعضُد الذي يُؤنس وحشتها في مواجهة أمريكا".

وأوضح الجبرني أن "العلاقة بين الحوثي والحرس الثوري الإيراني لها مسارها السري وتفاهماتها، وهي متينة في الواقع لدرجة أنها تحتمل أي تصريحات من الجانبين تفرضها بعض السياقات المؤقتة".

وأشار إلى أن الثابت في استراتيجية طهران والحوثيين هو أن "إيران لا تُقر ولا تعترف بأي وجود عسكري لها لدى الحوثي، وليس هناك حاليًا ما يستدعي لكسر هذا النهج القائم".

شارك