70 قتيلاً بينهم إيرانيون.. غارة أمريكية تربك صفوف الحوثيين
السبت 05/أبريل/2025 - 11:50 ص
طباعة

في تطور لافت يعكس تصعيداً حاداً في المواجهة مع المليشيات الحوثية، نفذت القوات الأمريكية غارة جوية دقيقة يوم الثلاثاء الموافق 2 أبريل استهدفت تجمعاً لمسلحي الحوثي جنوب منطقة "الفازة" الساحلية في محافظة الحديدة، ورغم التكتم الشديد الذي تفرضه الجماعة على حجم خسائرها البشرية والعسكرية، كشفت مصادر ميدانية موثوقة عن مقتل نحو 70 عنصراً من ميليشيا الحوثي في هذه الضربة، من بينهم قادة ميدانيون بارزون وخبراء من الحرس الثوري الإيراني، ما يشير إلى حجم العملية ودقتها وتأثيرها النوعي.
وبحسب تلك المصادر، فإن الموقع المستهدف كان يُستخدم من قبل الميليشيا لتخطيط وتنفيذ هجمات إرهابية تستهدف السفن التجارية وناقلات النفط في البحر الأحمر ومضيق باب المندب وخليج عدن، وهي مناطق حيوية تمثل شرايين رئيسية للتجارة العالمية والملاحة البحرية الدولية، وكان لهذا التهديد الحوثي انعكاسات خطيرة على الأمن الإقليمي والدولي، وهو ما دفع القوات الأمريكية للتحرك بصورة استباقية لحماية هذه الممرات البحرية الإستراتيجية.
ولم تكن الغارة الجوية حدثاً منفصلاً، بل جاءت ضمن سلسلة من الضربات الجوية المركزة التي نفذتها القوات الأمريكية خلال الأسبوعين الماضيين، وقد شملت هذه العمليات استهداف منشآت عسكرية حوثية، وتحصينات دفاعية، ومخازن أسلحة، ومنظومات دفاع جوي موزعة في عدد من المحافظات اليمنية.
وأفادت المصادر أن هذه الضربات حققت أهدافها بدقة عالية، وأسفرت عن مقتل المئات من عناصر الحوثي، بينهم قيادات رفيعة من الصفوف الأولى والثانية والثالثة، مما شكّل ضربة موجعة للجماعة التي تواجه أصلاً ضغوطاً داخلية وخارجية متزايدة.
وفي الوقت الذي تمضي فيه العمليات العسكرية قدماً، تحاول المليشيا الحوثية جاهدة إخفاء حجم خسائرها، حيث تشير المصادر إلى أن الجماعة فرضت رقابة مشددة على وسائل الإعلام التابعة لها، ومنعت تداول أسماء القتلى أو نشر صورهم، في محاولة لاحتواء الصدمة ومنع حالة الإحباط والارتباك من التسلل إلى صفوف عناصرها ومؤيديها، إلا أن حجم العملية وتأثيرها لا يمكن إنكاره، خاصة في ظل الحديث المتزايد عن حالة من التوتر الداخلي والانشقاقات داخل الجماعة على خلفية تزايد الخسائر وعدم وضوح الرؤية السياسية والعسكرية.
وفي تصريح رسمي، أكد وزير الإعلام اليمني معمر الإرياني أن الغارة الأمريكية الأخيرة أسفرت عن مقتل 70 عنصراً من الإرهابيين الحوثيين، من ضمنهم قادة ميدانيون وخبراء عسكريون تابعون للحرس الثوري الإيراني، مشيراً إلى أن العملية تم تنفيذها بدقة عالية، وأن تفاصيل إضافية سيتم الإعلان عنها خلال الأيام المقبلة، في إطار تصعيد الجهود الإقليمية والدولية للتعامل مع التهديد الحوثي المتزايد.
الرسالة التي تحملها هذه الغارات لا لبس فيها، فالمجتمع الدولي، وعلى رأسه الولايات المتحدة، بات يعتبر أي تهديد للأمن الإقليمي أو الملاحة الدولية في البحر الأحمر وباب المندب تهديداً مباشراً يجب الرد عليه فوراً وبقوة، وتُعد هذه العملية تحولاً نوعياً في قواعد الاشتباك مع الميليشيات الحوثية، كما أنها تؤكد أن مرحلة الصمت أو التغاضي قد انتهت، وأن المرحلة القادمة ستشهد مزيداً من الحسم العسكري في مواجهة التهديدات الحوثية المتكررة.
وفي ضوء هذه التطورات، يتضح أن ميزان القوى على الأرض بدأ يشهد تغيّراً تدريجياً، فالضربات الدقيقة والمؤثرة لا تكتفي بإضعاف القدرات العسكرية للجماعة، بل تسهم في خلق حالة من البلبلة داخل بنيتها التنظيمية، ما يفتح الباب أمام سيناريوهات جديدة قد تعيد رسم خارطة المواجهة في اليمن والمنطقة بأسرها، ورغم محاولات التعتيم الحوثي، إلا أن المعطيات على الأرض لا تكذب، والضربات تتحدث عن نفسها، معلنة بداية مرحلة جديدة في الصراع ضد الإرهاب الحوثي المدعوم إيرانياً.