في يوم التوعية بمخاطر الألغام.. صرخة يمنية ضد جرائم الحوثي

الثلاثاء 08/أبريل/2025 - 11:26 ص
طباعة في يوم التوعية بمخاطر فاطمة عبدالغني – أميرة الشريف
 
في الرابع من أبريل من كل عام، يحيي العالم اليوم الدولي للتوعية بمخاطر الألغام، وهي مناسبة لتسليط الضوء على واحدة من أخطر الكوارث التي لا تزال تحصد أرواح الأبرياء في اليمن وتعرقل مستقبل أجياله. 
وفي هذا السياق، أصدرت الشبكة اليمنية للحقوق والحريات تقريرًا طالبت فيه الأمم المتحدة بفتح تحقيق عاجل وشفاف حول الاستخدام المفرط للألغام المضادة للأفراد في اليمن، مؤكدة على ضرورة اضطلاع المنظمة الدولية بمسؤولياتها القانونية والإنسانية والأخلاقية تجاه ضحايا الألغام، والعمل على تقديم الدعم والمساعدات اللازمة لحمايتهم، والتخفيف من معاناتهم، وإنقاذ حياة من تعرضوا لإعاقات دائمة أو إصابات خطيرة، كما شددت الشبكة على أهمية دعم الجهود المحلية والإقليمية والدولية الرامية إلى كشف ونزع حقول الألغام المنتشرة في الأراضي اليمنية.
وأكدت الشبكة أن اليمن يعيش اليوم واحدًا من أخطر الملفات المثخنة بالآلام والمآسي، نتيجة الألغام التي زرعتها ميليشيا الحوثي، والتي تُعد من أفظع الجرائم والانتهاكات بحق المدنيين في الحاضر والمستقبل، وأشارت إلى أن محافظة تعز تصدرت قائمة المحافظات المتضررة من حيث عدد القتلى جراء الألغام، حيث سجلت (564) حالة، تلتها الحديدة بـ(314) حالة، ثم مأرب بـ(218) حالة، والجوف بـ(198) حالة، بينما توزع بقية العدد على مختلف المحافظات، ووثق الفريق الميداني للشبكة (4115) حالة إصابة بانفجار ألغام أرضية، من بينها (738) إصابة بين الأطفال و(677) إصابة بين النساء، ما يكشف حجم الكارثة الإنسانية المستمرة في اليمن.
وبالتوازي مع تقرير الشبكة، أصدرت منظمة ميون لحقوق الإنسان بيانًا في ذات المناسبة، شددت فيه على أن اليمن أصبحت من أكثر دول العالم تلوثًا بالألغام، وهي كارثة إنسانية استمرت لعقد من الزمن، وأوضحت المنظمة أن جماعة الحوثي هي الطرف الرئيسي في زراعة هذه الألغام، حيث تحوّلت زراعتها إلى جزء من استراتيجيتها العسكرية، ليس فقط في جبهات القتال، بل أيضًا في مناطق مدنية مأهولة بالسكان، ومن المثير للقلق أن الجماعة تصنع ألغامًا مموهة على شكل لعب أطفال وأدوات منزلية وتجميل، ما يزيد من صعوبة رصدها وإزالتها، ويضاعف من حجم الخطر المحدق بالمدنيين، وخاصة الأطفال والنساء.
وأشارت منظمة ميون إلى أن هذه الممارسات الحوثية تشكل انتهاكًا صارخًا للقانون الدولي الإنساني، وعلى رأسه اتفاقيات جنيف واتفاقية حظر الألغام المضادة للأفراد، وفي ظل هذه الأوضاع، تبرز أهمية الجهود التي تبذلها فرق نزع الألغام، وعلى رأسها مشروع "مسام"، الذي تمكن حتى مارس 2025 من تطهير أكثر من 65 مليون متر مربع من الأراضي الملوثة، رغم محدودية الموارد والدعم، غير أن المنظمة شددت على أن حجم الكارثة يفوق قدرات أي جهة منفردة، وهو ما يتطلب تعاونًا دوليًا أكبر، وتمويلًا مستدامًا لبرامج نزع الألغام والتوعية بمخاطرها.
وفي هذه المناسبة، دعت منظمة ميون المجتمع الدولي إلى ممارسة أقصى الضغوط على جماعة الحوثي لتسليم خرائط زراعة الألغام والكشف عن مواقعها، والتوقف الفوري عن تصنيعها وزراعتها، كما جددت دعوتها للحكومة اليمنية المعترف بها دوليًا إلى إعادة تشكيل اللجنة الوطنية لمكافحة الألغام، وإشراك منظمات المجتمع المدني في كافة الجهود المتعلقة بمكافحة هذه الآفة، إن شعار هذا العام، "من هنا يبدأ بناء المستقبل المأمون"، يجب أن يُترجم إلى خطوات ملموسة لحماية المدنيين وتهيئة بيئة آمنة لهم.
إن اليوم الدولي للتوعية بمخاطر الألغام ليس فقط محطة لتجديد الدعوات الإنسانية، بل أيضًا لحشد الإرادة السياسية والدولية تجاه أزمة إنسانية لا تزال تخنق حاضر اليمن وتهدد مستقبله، فكل لغم مزروع هو قنبلة مؤجلة في طريق طفل أو امرأة أو مزارع يحلم بالحياة بكرامة، واليمن، التي ما زالت تنزف من جراح الألغام، تستحق أن يتحرك العالم من أجلها قبل أن تُزهق المزيد من الأرواح وتُدفن معها فرص السلام والاستقرار.

شارك