من الخطاب الأمني إلى التطرف: تأثير السياسات الأمريكية على الجاليات المهاجرة
الخميس 10/أبريل/2025 - 01:41 ص
طباعة

في الآونة الأخيرة، تصاعدت السياسات الأمنية المتعلقة بالهجرة في الولايات المتحدة، خاصة مع تصريحات إدارة ترامب بشأن استخدام "قانون أعداء الأجانب" لإبعاد المهاجرين غير الشرعيين، ولا سيما أولئك المرتبطين بالعصابات مثل "MS-13" و"ترين دي أراجوا". هذا التحرك، الذي يدمج بين القضايا الأمنية والهجرة، يعكس تحولًا جوهريًا في كيفية تعامل الحكومة الأمريكية مع المهاجرين، حيث يُنظر إليهم بشكل متزايد كتهديدات محتملة للأمن القومي. في الوقت ذاته، يثير هذا التحول تساؤلات حول تأثيره على التوازن المجتمعي والسياسي في البلاد، ويدفع إلى مزيد من الاستقطاب في الأوساط السياسية والاجتماعية الأمريكية.
وفي هذا السياق أصدرت المتحدثة باسم البيت الأبيض، كارولين ليفيت، يوم الثلاثاء الماضي، تحذيرًا شديد اللهجة لأفراد العصابات المقيمين بصورة غير قانونية في الولايات المتحدة، وذلك بعد أن منحت المحكمة العليا الأمريكية إدارة الرئيس دونالد ترامب نصرًا قضائيًا مهمًا، عبر السماح باستخدام قانون "أعداء الأجانب" (AEA) لترحيل هؤلاء الأشخاص.
جاء هذا التطور عقب إلغاء المحكمة العليا حكمًا سابقًا لمحكمة جزئية كان قد علّق مؤقتًا العمل بالقانون، الذي يعود تاريخه إلى فترات الحروب، والذي يتيح للسلطات ترحيل أجانب يُعتبرون تهديدًا للأمن القومي.
وفي مؤتمر صحفي، قالت ليفيت إن "المحكمة العليا وجّهت صفعة قوية لقاضٍ مارق من المحاكم الدنيا، ومنحت الإدارة انتصارًا قانونيًا ضخمًا، يسمح لنا بمواصلة ترحيل الإرهابيين الأجانب والغزاة الذين يشكلون خطرًا على بلادنا".
وأوضحت ليفيت أن التحذير موجه تحديدًا إلى جماعات إجرامية منظمة مثل "ترين دي أراجوا" و"MS-13"، قائلة: "رسالتي واضحة لهؤلاء الإرهابيين الأجانب: غادروا بأنفسكم، وإلا فسيتم القبض عليكم."
القضية، بحسب صحيفة "ذا هيل"، لم تتعلق بصحة استخدام القانون ذاته، بل بالمكان الذي يجب أن ترفع فيه دعاوى الطعن في قرارات الترحيل. وقد خلصت المحكمة العليا إلى أن الأشخاص المحتجزين في ولاية تكساس، حيث تقع منشآت احتجاز المهاجرين، يجب أن يتقدموا بدعاواهم هناك.
كما شددت المحكمة على ضرورة إخطار الفنزويليين الذين يواجهون الترحيل بشكل رسمي، ومنحهم فرصة للطعن القانوني وطلب المثول أمام القضاء قبل تنفيذ أي عملية ترحيل.
إلى جانب هذا الملف الأمني، تناولت المتحدثة باسم البيت الأبيض أيضًا تداعيات العواصف العنيفة التي تضرب الولايات المتحدة حاليًا. وقالت إن الرئيس ترامب يتابع الأوضاع عن كثب، ويقف مع العائلات والمجتمعات المتضررة من الفيضانات والأعاصير التي أثّرت على عدة ولايات.
وأعلنت ليفيت أن ترامب وافق رسميًا على إعلان حالة الطوارئ في ولايات أركنساس وكنتاكي وتينيسي، لتسريع جهود الإغاثة وتقديم الدعم للمناطق المنكوبة.
هذا القرار يحمل دلالات بالغة على أكثر من مستوى، تنامي الإرهاب، والثاني تأثيره على الداخل الأمريكي، سياسيًا واجتماعيًا.
أولًا: دلالات القرار وتأثيره على تنامي الإرهاب
إعادة تفعيل قانون استثنائي بغطاء أمني
يمثل لجوء إدارة ترامب إلى تفعيل "قانون أعداء الأجانب" (Alien Enemies Act) – الذي تعود جذوره إلى القرن التاسع عشر، وتم استخدامه لاحقًا خلال الحربين العالميتين – تحوّلًا نوعيًا في التعامل مع ملف الهجرة. فبدلًا من الاعتماد على القوانين المدنية والإجراءات الإدارية المرتبطة بالهجرة واللجوء، يجري الآن إدراج بعض فئات المهاجرين ضمن إطار قانوني طارئ، صيغ أصلاً للتعامل مع التهديدات القومية في أوقات الحرب. هذا يعني عمليًا اعتبار بعض المهاجرين "أعداء محتملين"، وتبرير اتخاذ إجراءات استثنائية بحقهم، تشمل الاحتجاز أو الترحيل السريع، دون المرور بالمسار القضائي التقليدي.
هذا التوجه يحمل دلالات خطيرة، إذ يُخضع قضايا مدنية وإنسانية، مثل الهجرة واللجوء، لمنطق "الحرب على الإرهاب" أو "الأمن القومي"، وهو منطق غالبًا ما يُستخدم لتبرير الحدّ من الحقوق والحريات. في ظل هذا الإطار، قد يتم تجاوز مبادئ العدالة الإجرائية، بما في ذلك الحق في المحاكمة الفردية العادلة، والاطلاع على الأدلة، وتوكيل محامٍ، وحتى معرفة أسباب التوقيف أو الترحيل. ومن خلال تسييس القانون الأمني بهذا الشكل، تُفتح ثغرات قانونية قد تُستغل في استهداف جماعي أو عشوائي لمهاجرين بناءً على خلفياتهم القومية أو العرقية، لا على أساس تورطهم الفعلي في نشاط إجرامي.
تحويل الهجرة إلى تهديد أمني شامل
اعتماد خطاب يصور المهاجرين غير النظاميين بوصفهم "إرهابيين" أو "غزاة" كما جاء على لسان المتحدثة باسم البيت الأبيض، يمثل تصعيدًا خطيرًا في تعاطي الدولة مع قضايا الهجرة. فرغم أن هذا الخطاب يستهدف في ظاهره مجموعات إجرامية عنيفة مثل MS-13 أو ترين دي أراجوا، إلا أنه ينزلق بسهولة إلى تعميم خطير يصبغ كامل المجتمعات المهاجرة – خاصة من أمريكا اللاتينية – بوصمة الخطر والتهديد. تحويل الهجرة إلى قضية أمن قومي بدلًا من التعامل معها بوصفها مسألة اجتماعية واقتصادية وإنسانية، يخلق بيئة من الشك والتوجس إزاء أي شخص لا يحمل لون البشرة أو اللغة أو الثقافة السائدة.
هذا التوصيف الجماعي يُنتج آثارًا عكسية بعيدة المدى، إذ يسهم في تغذية سرديات الاضطهاد التي تعتمد عليها الجماعات المتطرفة لتجنيد الأفراد داخل المجتمعات المهمشة. حين يشعر المهاجر، أو حتى المواطن المنتمي لأقلية، بأنه مستهدف فقط بسبب خلفيته العرقية أو الدينية، تضعف ثقته في الدولة ومؤسساتها، وقد ينزلق نحو العزلة أو التطرف. بهذه الطريقة، فإن خطاب "التهديد الأمني" لا ينجح فقط في تقسيم المجتمع الأميركي داخليًا، بل يمنح الجماعات المتطرفة مبررات جديدة لخطابها، تحت عنوان "أنتم غير مرغوب بكم في هذا البلد"، ما قد يؤدي في النهاية إلى نتائج معاكسة تمامًا للهدف المعلن من هذه السياسات.
الردع الأمني مقابل التطرف المعاكس
لا شك أن استخدام القبضة الأمنية والتشريعات الصارمة، مثل قانون "أعداء الأجانب"، قد يحقق بعض النتائج الفورية، كتقليص نشاط عصابات منظمة مثل MS-13 أو ترين دي أراجوا، عبر تفكيك شبكاتهم أو ترحيل بعض عناصرهم. هذه الإجراءات غالبًا ما تُروّج بوصفها ضرورة لحماية الأمن الداخلي وفرض هيبة الدولة. لكن هذه الفعالية تكون غالبًا قصيرة الأمد ومحدودة النطاق، خاصة إذا لم تُرافق بسياسات شاملة تتعامل مع الأسباب الجذرية للهجرة غير النظامية والتجنيد في العصابات، مثل الفقر، وانعدام الفرص، وتفكك المجتمعات المهمشة.
في المقابل، قد تؤدي هذه السياسات إلى نتائج عكسية تمامًا، حيث تخلق بيئة مشحونة بالاستياء والرفض داخل مراكز الاحتجاز أو المجتمعات المستهدفة. هذه البيئات، التي يغيب عنها الإشراف الإنساني والعدالة الإجرائية، تتحول أحيانًا إلى أرض خصبة لتكوين شبكات تطرف جديدة. وقد أظهرت تجارب سابقة، في الولايات المتحدة وخارجها، أن التعامل العقابي المحض مع ملفات الهجرة والجريمة قد يؤدي إلى تطرف بعض الأفراد لاحقًا، إما بدافع الانتقام، أو كرد فعل على شعور عميق بالإقصاء والتمييز. بمعنى آخر، السعي إلى الردع الصارم دون بعد اجتماعي وإنساني قد يؤدي إلى إنتاج الخطر ذاته الذي يسعى إلى القضاء عليه.
خطر الاستغلال الدعائي من قبل الجماعات الإرهابية
الإجراءات القاسية ضد المهاجرين، وخاصة حين تتخذ طابعًا عامًا وتستند إلى خطاب عدائي أو تمييزي، توفّر للجماعات الإرهابية خارج الولايات المتحدة مادة دعائية جاهزة. إذ يمكن لتلك الجماعات أن تلتقط هذه السياسات وتعيد توظيفها ضمن خطابها، لتؤكد على مزاعمها القديمة بأن "الغرب يضطهد المسلمين والمهاجرين" ويعاملهم كمواطنين من درجة ثانية أو كأعداء. هذا الخطاب يُستخدم بشكل متكرر في منصات التجنيد، حيث تُعرض مقاطع ومواقف من هذا النوع على أنها أدلة ملموسة على عنصرية الأنظمة الغربية وعدائها للمسلمين، مما يخلق حالة من التعاطف أو الغضب لدى بعض الفئات الهشة.
إن خطاب المظلومية هو أحد أقوى الأسلحة التي تعتمد عليها الجماعات المتطرفة في تجنيد أتباعها، إذ يقدم سردية مبسطة لكنها فعالة: "أنتم مستهدفون لأنكم من دين أو أصل معين، والعالم كله متواطئ ضدكم". وعندما تُعامل مجموعات من المهاجرين – ولو كانوا من خلفيات إجرامية – خارج الأطر القانونية العادلة، فإن ذلك يُستخدم كدليل عملي على صحة هذا الخطاب. في هذا السياق، لا تقتصر النتائج على تحفيز من هم داخل المناطق الساخنة في الشرق الأوسط أو إفريقيا، بل تمتد أيضًا لتأجيج مشاعر الغضب لدى بعض المهاجرين أو المسلمين داخل المجتمعات الغربية أنفسها، مما يعزز خطر "التطرف الداخلي" الذي يصعب رصده والتنبؤ به.
ثانيًا: التأثير على الأوضاع السياسية والاجتماعية الأمريكية
تصعيد الاستقطاب الداخلي
إعادة تفعيل قانون "أعداء الأجانب" وترحيل المهاجرين بناءً عليه ليس مجرد إجراء قانوني، بل يحمل في طياته دلالات سياسية عميقة تُفاقم الانقسام القائم بين التيارات الليبرالية والمحافظة داخل الولايات المتحدة. أنصار إدارة ترامب يرون في هذا القرار خطوة حاسمة لتعزيز الأمن القومي ومكافحة "الغزو الداخلي"، ويقدّمونه لجمهورهم كدليل على الحزم في مواجهة تهديدات العصابات الأجنبية، بل ويرونه جزءًا من استعادة "هيبة الدولة". في المقابل، تعتبر القوى الليبرالية هذه الإجراءات انتهاكًا مباشرًا للدستور، وتمردًا على القيم التأسيسية لأميركا كدولة قانون ومهاجرين، ما يجعلها تطعن في شرعية القرار نفسه وتتهم الإدارة باستخدام أدوات الحرب ضد فئات مدنية.
النتيجة المباشرة لهذه القرارات ليست فقط قانونية أو إجرائية، بل سياسية بامتياز، حيث تُغذي موجة من الخطاب العدائي بين الطرفين، وتُفاقم أجواء الشك والتخوين المتبادل. يُنظر إلى كل تحرك أمني من قبل اليمين المحافظ على أنه تجاوز سلطوي، بينما يُتهم اليسار بالميوعة والتساهل في مواجهة التهديدات. هذا النوع من التراشق الحاد ينعكس على المشهد الإعلامي، ويؤجج القواعد الشعبية لدى كل طرف، مما يؤدي إلى شلل سياسي وتشظٍّ اجتماعي يصعب رأبه. ومع اقتراب كل موسم انتخابي، تصبح هذه القضايا وقودًا للحملات التي ترفع سقف الخطاب، وتدفع المجتمع الأمريكي نحو مزيد من الاستقطاب والانقسام الداخلي العميق.
إضعاف المؤسسات القضائية المستقلة
التصريحات التي أطلقها البيت الأبيض، والتي تضمنت وصف أحد قضاة المحاكم الدنيا بـ"اليساري المارق"، لا تُعد مجرد تعبير عن الاختلاف مع حكم قضائي، بل تمثل انتقاصًا مباشرًا من مكانة السلطة القضائية واستقلالها. في السياقات الديمقراطية، يُعتبر احترام الأحكام القضائية—even عند تعارضها مع توجهات السلطة التنفيذية—عنصرًا جوهريًا لضمان توازن السلطات وحماية مبدأ سيادة القانون. عندما تُستخدم اللغة التحقيرية ضد القضاة، فإن ذلك يُضعف من صورة القضاء كمؤسسة محايدة ويبعث برسائل سلبية للشارع الأمريكي بأن القرارات القضائية يمكن اختزالها في مواقف أيديولوجية، ما يُعرضها للتشكيك الشعبي.
يتجاوز تأثير هذا الخطاب حدود الجدل السياسي إلى خلق أزمة ثقة أوسع بالمؤسسات الديمقراطية، خصوصًا لدى جمهور يشعر أصلًا بالخذلان أو الارتياب من النظام القضائي. حين يُصوَّر القضاء وكأنه خصم سياسي لا شريك في إدارة العدالة، فإن ذلك يفتح الباب أمام تطويعه أو التحريض ضده، وهو ما يهدد بتفكيك أحد الأعمدة الأساسية للدولة الديمقراطية. هذه السابقة قد تشجّع مستقبلاً على تدخلات أكثر حدة في صلاحيات القضاء، أو على محاولات تطهيره من القضاة غير المنسجمين مع أجندة السلطة التنفيذية، الأمر الذي يهدد ليس فقط الفصل بين السلطات، بل ويقوّض مبدأ المساءلة ذاته.
تأثير اجتماعي على الأقليات والمهاجرين
عندما يتم ربط الهجرة بالجريمة المنظمة، كما هو الحال مع التصريحات الأخيرة التي تروج لفكرة "الغزو الإرهابي"، فإن هذا يخلق حالة من القلق العميق داخل المجتمعات المهاجرة، لا سيما تلك التي تأتي من أمريكا الوسطى والجنوبية. هذه السياسات لا تقتصر على معالجة المهاجرين كأفراد أو أسر تبحث عن فرص أفضل، بل تُصوّرهم بشكل جماعي على أنهم تهديدات أمنية. في ظل هذه البيئة المسممة بالتحريض الإعلامي والسياسي، يتزايد الخوف من أن يصبح الشخص المهاجر عرضة للملاحقة أو التمييز. هذا الشعور بالخوف يعمق الانقسام بين المهاجرين والمجتمع الأمريكي الأوسع، ويؤثر سلبًا على قدرتهم على الاندماج والانخراط بشكل طبيعي في المجتمع.
نتيجة لهذا الخوف، قد يشعر أفراد المجتمعات المهاجرة أنهم مضطرون للعزلة الاجتماعية كوسيلة للحفاظ على سلامتهم وحمايتهم من التمييز أو الاستهداف. وقد يزداد هذا التوجه مع تزايد مواقف الريبة تجاه مؤسسات الدولة، مما يحد من رغبتهم في التفاعل مع السلطات أو المشاركة في الحياة المدنية. هذا الشعور بالانفصال يعوق بناء الثقة بين الأقليات والمجتمع الأمريكي الأوسع، ويهدد بتفكيك النسيج المجتمعي المتنوع الذي طالما كان عنصرًا أساسيًا في هوية الولايات المتحدة. بدلاً من تعزيز التعايش المشترك، تؤدي هذه السياسات إلى تأجيج الفجوة بين الثقافات المختلفة، مما يُضعف قدرة الأمة على الاستفادة من ثراء تنوعها الاجتماعي.
تأثير انتخابي مباشر
من المعروف أن خطاب "الحزم الأمني" يشكل نقطة جذب كبيرة لقواعد ترامب الانتخابية، خاصة في ولايات الجنوب والوسط الأميركي، حيث تسود مشاعر مناهضة للهجرة غير الشرعية والتطرف. يعتبر أنصار ترامب أن هذه السياسات تمثل استراتيجية فعالة في مواجهة التهديدات الأمنية المزعومة، مما يجعلها تحظى بشعبية واسعة بين الناخبين الذين يؤيدون سياسات صارمة تجاه الهجرة. في هذا السياق، يُستخدم قانون "أعداء الأجانب" وغيره من الإجراءات كأدوات في حملة انتخابية تهدف إلى تعزيز صورة الرئيس كحامي للأمن القومي والمصالح الوطنية. وهذا الخطاب يعزز من تماسك قاعدة الدعم التي تعتمد على التخويف من "التهديدات الخارجية"، وهو ما يساهم في تحفيز الناخبين الذين يشعرون بتهديد الهويات الثقافية والاقتصادية في مواجهة التغيرات الاجتماعية.
ومع ذلك، تحمل هذه السياسات في طياتها مخاطر الاستقطاب السياسي، حيث تثير احتجاجات شديدة من قبل الأقليات والجماعات الليبرالية التي ترى فيها انتهاكًا لحقوق الإنسان وتمييزًا ضد المهاجرين. بدلاً من أن تقتصر المعركة على مسائل الأمن، يتحول ملف الهجرة إلى ساحة صراع انتخابي يتجاوز قضايا الأمن الوطني ليشمل القيم الديمقراطية وحقوق الإنسان. هذا الاستقطاب قد يؤدي إلى تحفيز الناخبين المناهضين لهذه السياسات، بما في ذلك الناخبين الليبراليين والأقليات المهاجرة، مما يجعل الهجرة وقانون "أعداء الأجانب" قضايا رئيسية في الانتخابات المقبلة. وبالتالي، يُصبح الخطاب المتعلق بالهجرة مصدرًا رئيسيًا للانقسام السياسي داخل البلاد، ويعكس تحولات كبيرة في توازن القوى السياسية في الانتخابات القادمة.
الخلاصة:
في الختام، يمكن القول إن السياسات الأمنية الصارمة المتعلقة بالهجرة تمثل تحديًا كبيرًا ليس فقط للأمن القومي ولكن أيضًا لأسس الديمقراطية في الولايات المتحدة. بينما قد توفر هذه السياسات لبعض الأطراف دعمًا انتخابيًا، فإنها تُفاقم من الانقسامات الداخلية وتساهم في زيادة التوترات بين المهاجرين والمجتمعات المحلية. علاوة على ذلك، قد تفتح هذه الإجراءات الباب أمام استغلال الدعائي من قبل الجماعات المتطرفة، مما يعزز من فرصها في جذب عناصر جديدة إلى صفوفها. وفي ظل هذا السياق، يبقى السؤال المطروح حول كيفية تحقيق توازن بين الأمن واحترام الحقوق الأساسية للمهاجرين في مواجهة التحديات المستقبلية.