الحوثيون يفرجون عن "الرداعي" و"العولقي".. مؤشر جديد على التخادم والتنسيق الميداني مع "القاعدة"

الإثنين 14/أبريل/2025 - 12:35 م
طباعة الحوثيون يفرجون عن فاطمة عبدالغني
 
في خطوة تؤكد مجددًا عمق العلاقات المشبوهة بين ميليشيا الحوثي الإرهابية وتنظيم القاعدة، أقدمت الجماعة التابعة لإيران على إطلاق دفعة جديدة من قيادات وعناصر التنظيم الإرهابي، من بينهم القياديان "أبو مصعب الرداعي" و"أبو محسن العولقي"، واعتبرت الحكومة اليمنية هذه الخطوة بمثابة دليلاً إضافيا على استمرار حالة التخادم والتنسيق الميداني بين الحوثيين والتنظيمات الإرهابية، برعاية إيرانية مباشرة، لتحقيق أهداف مشتركة في مقدمتها تقويض سيادة الدولة اليمنية، وتعزيز العنف والتطرف، وتوسيع دائرة العمليات الإرهابية في المنطقة، وتهديد المصالح الإقليمية والدولية.
وقالت الحكومة على لسان وزير الإعلام اليمني معمر الإرياني "منذ انقلابها على الشرعية في عام 2015، أقدمت مليشيا الحوثي على إطلاق المئات من عناصر وقيادات تنظيمي "القاعدة" و"داعش" من سجني الأمن السياسي والقومي في العاصمة المختطفة صنعاء. ففي 13 نوفمبر 2018، أطلقت 20 عنصراً إرهابياً، بينهم 16 من القاعدة و4 من داعش، كما أطلقت في ديسمبر 2019 ستة عناصر آخرين من التنظيم".
وأضاف الإرياني في تغريدة له على منصة إكس "في منتصف عام 2020، أطلقت المليشيا ثلاثة من أخطر عناصر القاعدة المتورطين في اغتيال الدبلوماسي السعودي خالد سبيتان العنزي، وفي 22 أبريل من العام نفسه، أطلقت سراح 43 عنصراً من القاعدة من جنسيات مختلفة، من بينهم الإرهابي عبدالله المنهالي، الذي اعتُقل بعملية خاصة في منطقة "حلفون" بمحافظة حضرموت، كما أطلقت في 14 فبراير 2023 اثنين من عناصر التنظيم، هما "القعقاع البيحاني" و"موحد البيضاني".
ولفت الإرياني إلى أن الدعم الحوثي لتنظيمي القاعدة وداعش يساهم في إعادة بناء قدرات هذه التنظيمات المتطرفة، وتمكينها من استعادة أنشطتها الإرهابية، بعد أن كانت الأجهزة الأمنية قد وجهت لها ضربات مؤلمة منذ 2015، أدت إلى تفكيك بنيتها وتحجيم خطرها، ودحرها من مناطق عدة، أبرزها حضرموت وشبوة وأبين والبيضاء، التي شهدت تواطؤا حوثيا مكشوفا في تسهيل سيطرتها على تلك المناطق.
ونبه الإرياني إلى أن هذا التحالف الإرهابي يزيد من فرص استغلال الجماعات المتطرفة لحالة الفراغ الأمني في اليمن، ما يعزز من احتمالات إعادة انتشارها الإقليمي، وتهديدها لأمن الدول المجاورة، لا سيما دول الخليج العربي، ويخلق بيئة خصبة للعنف والتطرف والأنشطة الإرهابية العابرة للحدود
وحذر الإرياني من أن هذا التحالف بين الحوثيين والتنظيمات الإرهابية، ينذر بخطر تصدير العنف إلى خارج اليمن، خاصة من خلال تصاعد التهديدات للسفن التجارية وناقلات النفط في البحر الأحمر وباب المندب وخليج عدن، ما يهدد أمن الملاحة الدولية والتجارة العالمية، وينعكس سلبا على الاقتصاد العالمي والأمن البحري
كما حذر من أن تجاهل هذه التهديدات الخطيرة وعدم التعامل معها بجدية، سيؤدي إلى مزيد من زعزعة الاستقرار وتصاعد وتيرة الإرهاب، وسيدفع المجتمع الدولي الثمن. ولعل الهجمات المتكررة التي تنفذها مليشيا الحوثي منذ نحو عام ونصف على خطوط الملاحة الدولية، تمثل نموذجا صارخا للفشل في استباق الخطر والتصدي له قبل استفحاله
وجدد الإرياني دعوته للمجتمع الدولي إلى تحمل مسؤولياته القانونية والأخلاقية، واتخاذ إجراءات عاجلة للتصدي لهذا التهديد المشترك، عبر تصنيف مليشيا الحوثي كمنظمة إرهابية عالمية، أسوة بالولايات المتحدة الأمريكية، والعمل على تجفيف مصادر تمويلهم السياسية والاقتصادية والإعلامية، وتعزيز دعم الحكومة اليمنية لاستعادة السيطرة على كامل الأراضي اليمنية، وبناء قدراتها في مكافحة الإرهاب والتطرف بكافة أشكاله
وكانت مليشيا الحوثي الإرهابية المدعومة إيرانيًا أقدمت على إطلاق سراح ستة عناصر من تنظيم القاعدة كانوا محتجزين لديها منذ سنوات، في خطوة تكشف عن عمق العلاقة بين الطرفين.
 وبحسب مصادر مطلعة، ضمت قائمة المفرج عنهم عنصرين خطيرين هما أبو مصعب الرداعي وأبو محسن العولقي، إضافة إلى ثلاثة آخرين تابعين للقيادي الإرهابي حمزة المشدلي الذي قُتل في معارك مأرب العام الماضي. 
جدير بالذكر أن هذه ليست المرة الأولى التي تطلق فيها المليشيا عناصر متطرفة، حيث تواصل منذ انقلابها على السلطة الشرعية عام 2014 سياسة الإفراج عن إرهابيين متورطين في جرائم خطيرة، مما يؤكد نهجها الداعم للإرهاب في المنطقة.

شارك