داعش يعيد تموضعه في الصومال وسط ضغط أمريكي متصاعد

الإثنين 14/أبريل/2025 - 06:55 م
طباعة داعش يعيد تموضعه علي رجب
 
نفذت القيادة الأمريكية في أفريقيا (أفريكوم) غارة جوية جديدة في مدينة بوساسو شمال الصومال يوم الجمعة، استهدفت أحد عناصر حركة الشباب، وذلك في إطار الحرب المتصاعدة ضد الجماعات الإرهابية، وعلى رأسها تنظيم داعش، الذي يُظهر توسعًا مقلقًا نحو المناطق الحضرية في إقليم بونتلاند.
وأكدت أفريكوم في بيان رسمي يوم الإثنين أن العملية لم تسفر عن إصابات بين المدنيين، مشيرةً إلى أن تنظيم داعش "أثبت إرادته وقدرته على استهداف القوات الأمريكية"، مما يستدعي استمرار العمليات المستقبلية لدعم الجيش الوطني الصومالي وقوات بونتلاند، التي تخوض مواجهات شرسة مع التنظيم بدعم مباشر من الولايات المتحدة والإمارات العربية المتحدة.
تصعيد ميداني وتعاون دولي
بدأت أفريكوم، بالتعاون مع الحكومة الفيدرالية الصومالية، تنفيذ خطة عسكرية تهدف إلى تقييد قدرة داعش على التخطيط وتنفيذ هجمات داخل الصومال وخارجه، خاصة تلك التي قد تطال المصالح الأمريكية والمدنيين.
وفي هذا السياق، حذرت قوات بونتلاند المدنيين من التنقل في بعض المناطق النشطة عسكريًا، مشيرة إلى أنها في المراحل الأخيرة من الاستعدادات لإطلاق المرحلة الثالثة من العمليات العسكرية ضد داعش في جبال كال-مسكاد.
ترامب يلوّح بالقوة ويحذر الحوثيين
وفي تطور لافت، وجّه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب تحذيرًا مباشرًا إلى الحوثيين، متهمًا إياهم بمحاولة التغلغل في الصومال واستغلال التوترات. وقال في منشور على منصة "تروث سوشيال":حان الوقت ليختبئ الإرهابيون، لكن ذلك لن ينفعهم. سيجدهم مقاتلونا ويقدمونهم للعدالة العاجلة... لقد أزلت البيروقراطية الخطيرة التي فرضها بايدن، ورفعتُ من كفاءة قواتنا، كما فعلت في القضاء على داعش بقيادة الجنرال دانيال كين".
وأكد ترامب مجددًا دعم بلاده الكامل للصومال في مواجهة الجماعات الإرهابية، قائلاً: "سندعم الشعب الصومالي لتحقيق الرخاء، ومنع الحوثيين من اختراق البلاد".

داعش يغير قواعد الاشتباك
منذ انشقاقه عن حركة الشباب في عام 2015، تمكن تنظيم داعش في الصومال من توسيع نفوذه، ويُقدَّر عدد مقاتليه حاليًا بين 1000 و1200 عنصر، بينهم نسبة كبيرة من المقاتلين الأجانب، غالبيتهم من إثيوبيا.
وبحسب أفريكوم، فإن التنظيم ضاعف من حجمه خلال العام الماضي، وسط شائعات بأن قائده "عبد القادر مؤمن"، الذي يُعتقد أنه أصبح الزعيم العالمي لداعش عام 2023، نجا من غارة جوية أمريكية العام الماضي.
ويُعد هذا التحول في القيادة والتمركز دلالة على تشابك الإرهاب مع القارة الإفريقية، في وقت تزداد فيه هشاشة الأمن الإقليمي.
انهيار مواقع داعش في جبال كالميكاد
نجحت قوات بونتلاند خلال الأسابيع الأخيرة في استعادة السيطرة على الكهوف والقرى الصغيرة في جبال كالميكاد الواقعة في إقليم باري، ما أجبر مقاتلي داعش على الفرار والانقسام إلى ثلاث مجموعات.
وتوجهت هذه المجموعات إلى مناطق جبلية نائية، أبرزها كارينكا قندلا شمال وادي توغجاسيل، وتوج ميرالي، وتوج كورار غربًا، حيث تعرّضت إحداها لغارات جوية في محيط ميرالي.

شبكة لوجستية معقدة لداعش في الشمال
أنشأ داعش شبكة قواعد في مناطق استراتيجية مثل موكورو، ودابانكادو، وتورسامالي، وسيدو، الواقعة على طول وادي بالادي قرب مدينة بوساسو. كما بنت الجماعة شبكة طرق تربط بين مناطق جارجوري، وهانتارا، وخابلي، وتاسجييك، ما عزز من تحركها وعملياتها في المنطقة الشمالية.
وتعكس التطورات الأخيرة في الصومال تحولًا استراتيجيًا في الصراع مع داعش، مع تزايد الانخراط الأمريكي المباشر ودعم إقليمي متنامٍ. ومع استمرار الضغط العسكري على التنظيم، يبقى التحدي الأكبر هو منع إعادة تشكله في مناطق أخرى وتثبيت الأمن في المناطق المحررة.

شارك