استهداف أمريكي لميناء رأس عيسى بعد سنوات من استخدامه لتهريب الوقود والأسلحة للحوثيين

السبت 19/أبريل/2025 - 11:59 ص
طباعة استهداف أمريكي لميناء فاطمة عبدالغني
 
حملت الحكومة اليمنية مليشيا الحوثي الإرهابية التابعة لإيران، المسؤولية الكاملة عن استهداف منصة الوقود في ميناء رأس عيسى بمدينة الحديدة، بعد أن حوّلت هذا المرفق الحيوي من منفذ اقتصادي لخدمة اليمنيين، إلى مركز لتهريب الأسلحة والوقود الإيراني، ومصدر لتمويل أنشطتها الإرهابية التي تهدد أمن واستقرار اليمن والمنطقة، وتستهدف الملاحة البحرية والتجارة الدولية.
وقالت الحكومة على لسان وزير الإعلام اليمني معمر الإرياني "على مدى أكثر من عشر سنوات، استغلت مليشيا الحوثي ميناء رأس عيسى في استقبال شحنات الوقود الإيراني المهرب من إيران، وهو ما أكده تقرير فريق خبراء الأمم المتحدة المعني باليمن، كما حوّلته إلى نقطة لعبور الأسلحة والخبراء الإيرانيين، الذين وفّروا لها التكنولوجيا والتكتيكات المستخدمة في استهداف وقتل المدنيين الأبرياء داخل اليمن وخارجه، وتهديد حركة التجارة والمصالح الدولية".
وأضاف الإرياني في تغريدة له على منصة أكس "سخّرت المليشيا الحوثية الميناء لتكديس الثروات وجنى مئات المليارات عبر الاتجار غير المشروع بالمشتقات النفطية، وفرض الضرائب غير القانونية والجمارك على المشتقات النفطية، والاتجار بها في السوق السوداء، فضلا عن صفقات بيع الوقود المغشوش التي أثرت سلبا على الاقتصاد المحلي والمستهلكين، وجنت من ورائها المليارات التي أنفقتها على تعزيز قدراتها العسكرية وتوسيع دائرة القمع والارهاب".
ولفت الوزير اليمني إلى أن المواطن اليمني في مناطق سيطرة الحوثيين لم يستفد من هذه العائدات بأي شكل، فلم تُصرف المرتبات، ولم تتحسّن الخدمات، وظل الفقر والمجاعة والبطالة وانهيار البنى التحتية هي العناوين الأبرز، بل إن المليشيا رفضت حتى تنفيذ اتفاق ستوكهولم الذي نص على استخدام عائدات موانئ الحديدة لتمويل بند الرواتب، واستمرت في نهب الإيرادات وتسخيرها لآلة الحرب، مما يؤكد أن هذه الموارد لم تكن يوما في خدمة الشعب.
وكان الجيش الأمريكي أعلن أن قواته دمّرت، الخميس 17 أبريل، ميناء رأس عيسى النفطي في اليمن، وذلك في إطار قطع الإمداد والتمويل عن الحوثيين، وجاء في بيان للقيادة العسكرية المركزية الأمريكية على منصة "إكس" أن "قوات أمريكية تحرّكت للقضاء على هذا (المرفق الذي يشكل) مصدر وقود للإرهابيين الحوثيين المدعومين من إيران وحرمانهم من إيرادات غير مشروعة تموّل جهودهم لإرهاب المنطقة بأسرها منذ أكثر من عشر سنوات".
وأضافت القيادة المركزية الأمريكية "الحوثيون المدعومون من إيران يستخدمون الوقود لدعم عملياتهم العسكرية، وكسلاح للسيطرة، وللاستفادة اقتصادياً من اختلاس أرباح الاستيراد، على الرغم من قرار تصنيفها كإرهابية أجنبية الذي دخل حيز التنفيذ في 5 أبريل استمرت السفن في توريد الوقود عبر ميناء رأس عيسى، إن أرباح هذه المبيعات غير القانونية تمول وتدعم جهود الحوثيين الإرهابية بشكل مباشر".
وأوضح البيان أن الهدف من هذه الضربات هو إضعاف مصدر القوة الاقتصادية للحوثيين، الذين يواصلون استغلال مواطنيهم وإلحاق الأذى بهم. ولم يكن الهدف من هذه الضربة إيذاء الشعب اليمني، الذي يسعى، بحق، إلى التخلص من نير العبودية الحوثية والعيش بسلام.
وفي المقابل أظهرت لقطات بثتها قناة "المسيرة" التابعة للحوثيين فجر الجمعة، أضاءت كرة من النار المنطقة التي توجد فيها سفن، بينما ارتفعت أعمدة كثيفة من الدخان فوق ما يبدو أنه حريق، جاء ذلك بعد 14 غارة أمريكية على الأقل ضربت ميناء رأس عيسى، ودمرت بالكامل نظام العوامات ومرافق التخزين التي شُيدت عام 2014 ودخلت بعد عام الخدمة تزامنا مع اشعال مليشيات الحوثي حرب الانقلاب المدمر في اليمن. 
وأفادت قناة "المسيرة" نقلاً عن مكتب الصحة في الحديدة بغرب اليمن، بـ"استشهاد 80 عاملاً وموظفاً وإصابة 150 آخرين في حصيلة غير نهائية للغارات الأمريكية على منشأة رأس عيسى النفطية"، مما يجعله من أكثر الأيام تسجيلاً للقتلى منذ بدأت الولايات المتحدة هجماتها على الجماعة المتحالفة مع إيران.
ويرى المراقبون أن استهداف ميناء رأس عيسى يسلّط الضوء مجدداً على الوجه الحقيقي لمليشيا الحوثي الإرهابية، التي حوّلت منشآت الدولة إلى أدوات لخدمة مشروعها التخريبي ومصالح الداعم الإيراني، على حساب معاناة الشعب اليمني وتطلعاته نحو السلام والاستقرار.
فقد كشفت الوقائع، كما وثّقتها الحكومة اليمنية ودعمتها تقارير دولية، أن هذا الميناء لم يكن سوى بوابة لتهريب الوقود والأسلحة، ومصدر تمويل لآلة القمع والإرهاب التي دمّرت البلاد وأفشلت كل مساعي الحلول السياسية.
وفي الوقت الذي تسعى فيه القوى الدولية إلى الحد من تصعيد الحوثيين ووقف تهديداتهم للأمن الإقليمي والدولي، تظل المسؤولية الأخلاقية والقانونية قائمة تجاه معاناة اليمنيين الذين يُحرمون من أبسط حقوقهم، بينما تستمر هذه المليشيا في نهب الموارد وتمويل الحرب.

شارك