آلة القتل الإسرائيلية تستبيح أنحاء غزة وتخلف عشرات الضحايا/ليبيا المبعوثة الأممية تدعو إلى توافق سياسي يتجاوز خلافات الأفرقاء/«طويلة»... معسكر جديد لضحايا الحرب في السودان

الأحد 20/أبريل/2025 - 12:18 م
طباعة آلة القتل الإسرائيلية إعداد: فاطمة عبدالغني- هند الضوي
 
تقدم بوابة الحركات الإسلامية أبرز ما جاء في الصحف ووكالات الأنباء العربية، بخصوص جماعات الإسلام السياسي وكل ما يتعلق بتلك التنظيمات، بكافة أشكال التناول الصحفي (أخبار – تعليقات – متابعات – تحليلات)  اليوم 20 أبريل 2025.

وام: الجيش الصومالي يعلن مقتل 40 إرهابياً

أعلن الجيش الصومالي القضاء على 40 عنصرا من تنظيم "داعش". وأفاد الجيش في بيان، بأنه تم القضاء على 40 عنصرا من التنظيم، خلال عملية عسكرية في وادي ميرالي القريب من جبال علمسكاد بمنطقة باري شمال شرق البلاد، حيث تختبئ فلول مليشيات "داعش".
وأضاف البيان، أن العملية استمرت أكثر من 24 ساعة وتمت خلالها السيطرة على مواقع مهمة للتنظيم في وادي ميرالي ومحيطه.
وكثف الجيش الصومالي عملياته العسكرية ضد فلول التنظيمات المسلحة في محافظتي هيران وشبيلي الوسطى وألحق خسائر فادحة في صفوف المسلحين.

الخليج: عون يحدد «شرطاً» لتنفيذ حصر السلاح في لبنان

قال الرئيس اللبناني جوزيف عون، اليوم الأحد، إنه سيتم تنفيذ موضوع حصر السلاح بيد الدولة فقط، موضحاً أنه ينتظر الظروف المناسبة لتحديد كيفية التنفيذ.


اللبنانيون لا يريدون الحرب
نقلت وكالة الأنباء اللبنانية عن عون قوله، بعد خلوة مع البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي عن سلاح حزب الله، إن «أي موضوع خلافي لا يقارب على الإعلام ووسائل التواصل بل بطريقة التواصل مع المعنيين بطريقة هادئة ومسؤولة». وأضاف: «عندي قناعة بأن اللبنانيين لا يريدون الحرب ولا يريدون أن يسمعوا بذلك. لذلك فإن القوات المسلحة اللبنانية هي الوحيدة المسؤولة عن سيادة لبنان واستقلاله».

شرط حصر السلاح
وتابع: «فلنعالج الموضوع بروية ومسؤولية، لأنه موضوع أساسي للحفاظ على السلم الأهلي، وسأتحمله بالتعاون مع الحكومة». وأكد أن «أي خلاف في الداخل اللبناني لا يقارب إلا بمنطق تصالحي. وحصر السلاح سننفذه ولكن ننتظر الظروف لتحديد كيفية التنفيذ».

حزب الله يرفض نزع السلاح
من جانب آخر، كان رئيس وحدة التنسيق والارتباط في «حزب الله»، وفيق صفا، قد أكد أن الحزب «أبلغ السلطات اللبنانية رفضه المطلق لأي بحث في مسألة نزع السلاح، ما لم تنسحب إسرائيل بشكل كامل من الجنوب اللبناني وتوقف اعتداءاتها المستمرة». وأوضح صفا أن هناك فرقاً جوهرياً بين «نزع السلاح» وبين «صياغة استراتيجية دفاعية للبنان»، معتبراً أن الخطوة الأولى يجب أن تكون التزام إسرائيل بالقرارات الدولية، ثم يأتي بعد ذلك الحديث عن أي ترتيبات أمنية داخلية.

آلة القتل الإسرائيلية تستبيح أنحاء غزة وتخلف عشرات الضحايا

قتلت الغارات الإسرائيلية ضمن العدوان المستمر على قطاع غزة أكثر من 100 فلسطيني خلال يومين، بالتزامن مع استمرار القصف المكثف، وتشديد الحصار على أنحاء القطاع، ووصفت وكالة «الأونروا» الوضع بأنه الأسوأ منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023. بينما تحدثت وسائل إعلام إسرائيلية عن معارك ضارية شمالي القطاع، وتكبد جيش الاحتلال الإسرائيلي خسائر في كمين، وأفادت أنباء أولية بمقتل ضابط وجندي وإصابة 5 آخرين.
على غرار الأيام الماضية، واصلت آلة القتل الإسرائيلية استباحة قطاع غزة، وأسفرت غارات عن مقتل 53 فلسطينياً، أمس السبت، اليوم الثالث والثلاثين لاستئناف الحرب، ما يرفع الحصيلة إلى نحو 100 قتيل خلال 48 ساعة. ولم تتوقف الفرق الطبية الفلسطينية عن نقل جثامين الضحايا وانتشال المصابين، بعد عشرات الغارات الإسرائيلية على مناطق عدة في قطاع غزة.
وأشارت وزارة الصحة في قطاع غزة، إلى أن «حصيلة الحرب الدموية الإسرائيلية على القطاع ارتفعت إلى 51 ألفاً و157 قتيلاً، و116 ألفاً و724 مصاباً منذ 7 أكتوبر 2023».
وتواصلت الغارات العنيفة للجيش الإسرائيلي في مختلف أنحاء قطاع غزة. وأفادت مصادر طبية بأن «الغارات العنيفة أسفرت فجر أمس السبت، عن 23 قتيلاً وإصابة أكثر من 20 طفلاً في خان يونس، جراء استهداف المدينة بسلسلة غارات جوية، كما أفادت «باستئناف مدفعية الاحتلال إطلاق قذائفها تجاه المناطق الشرقية لمدينة غزة، وفي غرب مدينة رفح بالجنوب، في ظل تصعيد الجيش الإسرائيلي جرائم الإبادة الجماعية التي تستهدف في معظمها الأطفال والنساء».
من جهتها، أعلنت «كتائب القسام»، الجناح المسلح لحركة «حماس»، عن تمكّنها من انتشال جثمان أحد عناصرها، كان مكلفاً بتأمين الجندي الإسرائيلي الذي يحمل الجنسية الأمريكية عيدان ألكسندر، مشيرة إلى أن مصير ألكسندر مع بقية عناصر المجموعة ما زال مجهولاً.
ونشرت «القسام» أيضاً مقطع فيديو على «تليغرام» لرهينة إسرائيلي في غزة وهو على قيد الحياة.
وعرّفت عنه وسائل إعلام إسرائيلية باسم إلكانا بوحبوط الذي خُطف في السابع أكتوبر 2023.
وتبلغ مدة الفيديو الذي تم بثه نحو أربع دقائق، ويُظهر رهينة يتحدث بالعبرية عبر الهاتف.
ويظهر في الفيديو رجل يبدو عليه الإرهاق الشديد، جالساً وهو يتحدث على ما يبدو، عبر هاتف أرضي مع أفراد عائلته وصديق له.
ويطلب من صديقه أن يتوجه إلى البيت الأبيض، ويأخذ زوجته معه بصفته مواطناً أمريكياً، وأن يناشدا الرئيس الأمريكي دونالد ترامب التدخل من أجل إطلاق سراحه.
وتعتزم عائلات الرهائن الإسرائيليين، تنظيم احتجاج، اليوم الأحد، قرب الحدود مع القطاع، لمطالبة حكومة نتنياهو بإبرام صفقة تبادل لإطلاق سراحهم «دفعة واحدة وفوراً»، بحسب ما أفادت به وسائل إعلام عبرية.
وقالت صحيفة «يديعوت أحرونوت» العبرية: «ستتجمع عائلات المختطفين، الأحد، على الحدود مع غزة، وتحديداً في كيبوتس نير عوز، ليرفعوا أصواتهم بنداء موجه لأحبائهم الذين لا يزالون في الأسر».
وأشارت الصحيفة إلى أن العائلات الإسرائيلية ستستخدم مكبرات الصوت، لإسماع صوتهم لذويهم الأسرى في غزة.
ونقلت عن هيئة عائلات الأسرى الإسرائيليين قولهم، في بيان، إن هذا التجمع «يأتي بعد مرور 561 يوماً من دون سماع صرخات 59 مختطفاً أو يُعرف مصيرهم».
وجاء في البيان: «إن لم نتحرك الآن، فإننا نحكم على الأحياء بالموت، ولن نتمكن بعد الآن من تحديد مكان الموتى وإعادتهم». وناشدت الهيئة الحكومة قائلة: «نناشد صُنّاع القرار: أبرموا اتفاقاً يفضي إلى إطلاق سراح الجميع دفعة واحدة وفوراً».
وأثناء المعارك الدائرة في قطاع غزة، تكبّد الجيش الإسرائيلي خسائر إضافية. وقال موقع «حدشوت بزمان» العبري، إن جنديين إسرائيليين قُتلا وأصيب آخرون إثر «حدث صعب» تعرّض له الجيش الإسرائيلي في قطاع غزة، لكن الجيش الإسرائيلي اعترف لاحقاً بمقتل جندي واحد، وقال إنه الأول منذ استئناف الحرب في مارس/آذار الماضي.
وكانت وسائل إعلام إسرائيلية تحدثت عن «حدث أمني خطِر»، وأن مروحيات تنقل مصابين. وأفادت لاحقاً بمصرع جنديين، أحدهما ضابط، وإصابة خمسة آخرين جراء استهداف قوة إسرائيلية في حي التفاح شرقي مدينة غزة.
وبموازاة ذلك، يتواصل الوضع الإنساني في التدهور. ووصفت وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين «الأونروا» الحصار المفروض على القطاع منذ نحو 7 أسابيع بأنه «الأشد» منذ بدء الحرب. وأكدت أن فلسطينيّي غزة محاصرون ويتعرضون للقصف والتجويع مرة أخرى جراء إغلاق الاحتلال الإسرائيلي لمعابر القطاع للأسبوع السابع على التوالي، في حين تتكدّس إمدادات الغذاء والدواء والوقود والمأوى المؤقتة عند معابر القطاع، حيث تمنع إسرائيل دخول تلك المساعدات. 

«حماس»: انتشلنا جثمان أحد حراس الأسير إيدان ألكسندر

أعلنت كتائب «عز الدين القسام» الجناح العسكري لحركة «حماس»، السبت، أن مصير الرهينة الإسرائيلي الأمريكي إيدان ألكسندر غير معروف.


وأضافت في بيان: «تمكنا من انتشال قتيل كان مكلفاً بتأمين الأسير إيدان الكسندر، ولا يزال مصير الأسير وبقية المسلحين الآسرين مجهولاً».

وفي يوم الثلاثاء الماضي، قالت «حماس»، إنها فقدت الاتصال بمجموعة من المسلحين الذين يحتجزون ألكسندر.

قبل أيام، نشرت حركة حماس مقطعاً مصوراً قالت، إنه للرهينة الإسرائيلي الأمريكي إيدان ألكسندر، المحتجز في قطاع غزة منذ السابع من أكتوبر 2023.

وقبل أيام، نشرت«حماس» فيديو للرهينة بالتزامن مع بدء احتفال اليهود بعيد الفصح، وفيه يعرف فيه عن نفسه باسم إيدان ألكسندر، وقال، إنه محتجز في غزة منذ 551 يوماً. وتساءل ألكسندر، وهو جندي في الجيش الإسرائيلي، في المقطع المصور عن سبب استمرار احتجازه، وتوسل لإطلاق سراحه.

وتتمسك حكومة بينامين نتنياهو التي تشن حرباً مدمرة منذ 18 شهراً على غزة، بإفراج «حماس» عن الرهائن المحتجزين لديها، وتسليم الحركة أسلختها قبل أي مفاوضات، لإنهاء الحرب التي قتل فيها حتى الآن أكثر من 51 ألفاً من المدنيين في قطاع غزة.


جماعات استيطانية متطرفة تحرض على تفجير المسجد الأقصى

حذرت وزارة الخارجية والمغتربين الفلسطينية، أمس السبت، من تحريض جماعات استيطانية يمينية إسرائيلية على تفجير المسجد الأقصى بمدينة القدس المحتلة. وأدان الأردن أيضاً هذه الدعوات، بينما منعت سلطات الاحتلال رئيس الوزراء الفلسطيني من زيارة بلدات في الضفة الغربية.
ونبهت الخارجية الفلسطينية، في بيانها، من «خطورة ما يتم تداوله على منصات تابعة لمنظمات استعمارية، بشأن تفجير ونسف المسجد الأقصى المبارك، وبناء الهيكل المزعوم مكانه»، معتبرة ذلك «تحريضاً ممنهجاً لتصعيد استهداف المقدسات المسيحية والإسلامية بالقدس المحتلة».
وقالت الخارجية الفلسطينية إن «اليمين الإسرائيلي الحاكم بات لديه شعور بقدرته على تنفيذ مخططاته التهويدية التوسعية والعنصرية، في ظل ردود فعل دولية باهتة على مظاهر وجرائم الإبادة التي يرتكبها في قطاع غزة بالذات».
وطالبت الوزارة المجتمع الدولي ومؤسساته الأممية المختصة ب«التعامل بمنتهى الجدية مع هذا التحريض، واتخاذ الإجراءات التي يفرضها القانون الدولي، لوضع حد لاستفراد الحكومة الإسرائيلية بشعبنا، وإجبارها على الالتزام بإرادة السلام الدولية والإقليمية».
بدورها أدانت وزارة الخارجية الأردنية بأشد العبارات دعوات التحريض العنصرية المتطرفة على المسجد الأقصى المبارك وقبة الصخرة المشرفة.
وقال المتحدث الرسمي باسم الوزارة السفير سفيان القضاة، في بيان صحفي، إن هذه الدعوات تأتي بالتزامن مع تصعيد الاقتحامات والسماح للمتطرفين بممارسات استفزازية بحماية سلطات الاحتلال.
وشدد القضاة على رفض الأردن المطلق وإدانته الشديدة لهذا التحريض المرفوض الذي ينذر بمزيد من التدهور والتصعيد في ظل الظروف الخطرة في الأرض الفلسطينية المحتلة واستمرار الحرب العدوانية على قطاع غزة.
وتحت عنوان «العام القادم في القدس».. تداولت مواقع ومنصات عبرية متطرفة مقطع فيديو أنتج بتقنية الذكاء الاصطناعي يُظهر تفجير ونسف المسجد الأقصى المبارك وإقامة الهيكل المزعوم مكانه، في استفزاز كبير لمشاعر الفلسطينيين والمسلمين حول العالم.
ويجري تداول المشاهد بشكل متزامن عبر العديد من المنصات العبرية، وتشير إلى حملة دعائية مُعدّة بشكل احترافي، وتُظهر تصميمات تفصيلية بالذكاء الاصطناعي توحي بعمل دعائي منظم، في تحريض ممنهج لتصعيد استهداف أحد أقدس المقدسات في العالم الإسلامي. وتأتي هذه المشاهد المصورة في مشهد غير مسبوق منذ احتلال القدس عام 1967، حيث يشهد المسجد الأقصى موجة من الاقتحامات المتتالية تجاوزت حدود الاستفزاز لتصل إلى مرحلة فرض أمر واقع جديد.
من جهة أخرى، منعت سلطات الاحتلال الإسرائيلي، أمس السبت، رئيس الوزراء الفلسطيني محمد مصطفى من زيارة عدد من البلدات والقرى في محافظتي رام الله ونابلس بالضفة الغربية. وقالت هيئة مقاومة الجدار والاستيطان إن «سلطات الاحتلال الإسرائيلي بدون سابق إنذار منعت اليوم رئيس الوزراء محمد مصطفى من القيام بجولة ميدانية في بلدات دوما وقصرة في محافظة نابلس، وبلدتي برقا ودير دبوان في محافظة رام الله والبيرة.

البيان: القتل مستمر في غزة.. وتحذير من سوء التغذية ونفاد الدواء

قتلت الغارات الإسرائيلية في قطاع غزة عشرات الفلسطينيين خلال الـ 24 ساعة الماضية، فيما تحدثت حصيلة حقوقية عن سقوط 595 طفلاً فلسطينياً و308 نساء منذ مارس، في حين حذر تقرير للمنظمات الأهلية من أن الدواء والغذاء ينفدان وسوء التغذية ينتشر في صفوف الأطفال.


وقالت وزارة الصحة في غزة، إن أكثر من 90 شخصاً لقوا حتفهم في غارات إسرائيلية خلال الساعات الثماني والأربعين الماضية.

وقالت الفرق الطبية، إن 15 فلسطينياً على الأقل قضوا ليلاً، وبينهم نساء وأطفال، وكان بعضهم يتخذ من منطقة إنسانية ملجأ. وأضافت، إن 11 فلسطينياً، على الأقل، قضوا في مدينة خان يونس بجنوب القطاع، كان العديد منهم في خيمة بمنطقة المواصي حيث يعيش مئات الآلاف من النازحين.

ولقي أربعة آخرون حتفهم في عمليات قصف منفصلة بمدينة رفح، بما في ذلك أم وابنتها، بحسب المستشفى الأوروبي.

أطفال ونساء

وقال المركز الفلسطيني لحقوق الإنسان، إن إسرائيل قتلت منذ انهيار اتفاق وقف إطلاق النار بغزة في 18 مارس الماضي، 595 طفلاً فلسطينياً و308 سيدات. وأضاف، في بيان أمس، إنه مع استئناف الهجوم العسكري الإسرائيلي، تصدّر النساء والأطفال قائمة الضحايا، لتجد النساء أنفسهن بين قصف يسلب حياتهن، أو قصف يفقدهن أطفالهن.

ونقلت وكالة وام عن بيان المركز أن «حصيلة الشهداء من الأطفال ارتفعت إلى 18 ألفاً و44 طفلاً، أما من النساء فوصلت إلى 12 ألفاً و402 سيدة».

ودقت جماعات إغاثية ناقوس الخطر، حيث حذرت من أن آلاف الأطفال أصبحوا يعانون من سوء التغذية وبالكاد يتناول أغلبهم وجبة واحدة في اليوم فيما يتراجع المخزون، بحسب الأمم المتحدة. وحثت المدير الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية في شرق المتوسط، حنان بلخي، السفير الأمريكي الجديد في إسرائيل، مايك هاكابي أمس، على دفع تل أبيب إلى رفع الحصار عن غزة حتى يتسنى دخول الأدوية وغيرها من المساعدات إلى القطاع. وقالت بلخي: «أتمنى أن يذهب ويرى الوضع بشكل مباشر».

وأكد مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا)، أن استمرار الهجمات الإسرائيلية على القطاع هو العائق الأكبر أمام تقديم المساعدات للسكان. وأفاد المتحدث باسم المكتب الأممي ينس لاركيه، بأن المخزون من المواد الغذائية والطبية ينفد تماماً، والقطاع أصبح في حاجة ماسة إلى كل الاحتياجات الأساسية، وهو ما يتطلب وقفاً لإطلاق النار.

وأضاف: «هناك الكثير من العقبات أمام تقديم المساعدات لسكان غزة، خاصة في طرق الوصول إلى الشمال، والأمر نفسه أيضاً في الجنوب، لذلك هناك حاجة إلى مسارات آمنة للوصول إلى المناطق كافة في غزة، وإيصال المساعدات الإنسانية لدعم القطاع الصحي».

أوضاع تزداد سوءاً

قال رئيس شبكة المنظمات الأهلية أمجد الشوا، إن الأمور في القطاع تزداد سوءاً كل يوم. وتابع، إن الغذاء الدواء في غزة ينفدان وسوء التغذية ينتشر في صفوف الأطفال. وقال: «بتنا غير قادرين على التعامل مع نقص المساعدات في المخازن». وأضاف: «تضاؤل حصة الفرد من المياه إلى أقل من 6 لترات يومياً». وأشار إلى أن أصحاب الأمراض المزمنة يعانون من نقص الدواء ونقص الغذاء الخاص لهم. ودعا الشوا إلى تدخل فوري لوضع حد للأزمة الراهنة في قطاع غزة.

الشرق الأوسط: ليبيا المبعوثة الأممية تدعو إلى توافق سياسي يتجاوز خلافات الأفرقاء

دعت رئيسة البعثة الأمم المتحدة لدى ليبيا، هانا تيتيه، الشركاء الدوليين إلى دعم العملية السياسية في ليبيا، وطالبت الأفرقاء بتجاوز الخلافات، فيما رحبت السفارة الأميركية بعمل «اللجنة الاستشارية» التابعة للبعثة الأممية، والمكلفة حسم الخلافات حول قوانين الانتخابات.

وعدّت تيتيه، التي اجتمعت على هامش إحاطتها لمجلس الأمن الدولي في نيويورك بممثلي عدة دول، أن «دعم الشركاء الإقليميين والدوليين أمر بالغ الأهمية لنجاح أي اتفاق سياسي»، مشيرة إلى سعيها لاستكشاف ما وصفته بـ«خيارات» لتعزيز فاعلية وشمول آليات التنسيق، القائمة على المستويين الإقليمي والدولي لبناء الدعم اللازم لدفع العملية السياسية قدماً.

وبحسب بيان للبعثة الأممية، السبت، فقد أطلعت تيتيه هؤلاء السفراء على سير عمل «اللجنة الاستشارية»، التي تضم مجموعة من الخبراء الفنيين المكلفين إيجاد مقترحات حلول للنقاط الخلافية في قوانين الانتخابات الليبية، وتوقعت أن تنهي عملها نهاية الشهر الحالي، «ما لم تحدث إكراهات»، على حد قولها.

كما أكدت تيتيه على «ضرورة استعادة الشرعية المؤسسية، وأهمية إجراء الانتخابات البلدية والوطنية، والحاجة إلى التوصل لتسويات بين الأطراف الليبية»، ودعت للحفاظ على استقلالية مؤسسات الرقابة، وإنشاء ميزانية وطنية موحدة.

في سياق ذلك، قدمت تيتيه أيضاً إحاطة لسفراء مجموعة أفريقيا التي تعرف بـ(A3+1) حول الوضع السياسي والاقتصادي والإنساني في ليبيا، وجهود البعثة المستمرة، ونقلت عنهم إعرابهم عن قلقهم بشأن العقوبات، والانقسام المؤسسي، والتوتر بين الواقع السياسي والإصلاح، والاعتقالات التعسفية، وانحسار الفضاء المدني، والاستعدادات للانتخابات البلدية وتوحيد الميزانية.

وشددت تيتيه على ضرورة توحيد النهج من قبل الجهات الدولية الفاعلة، مؤكدة أن الحلول «يجب أن تكون بملكية وقيادة الليبيين أنفسهم»، وحذرت من التدخلات الأجنبية، داعية إلى احترام السيادة الليبية. كما تعهدت بالحفاظ على نهج شامل يضم كل الأطراف، لضمان أن تكون أي نتيجة مملوكة لليبيين، وتحظى بدعم واسع النطاق داخل ليبيا، مشيرة إلى اعتزامها التحرك السريع بحذر «حفاظاً على الاستقرار».

وكانت تيتيه قد أوضحت أن الطريق نحو الانتخابات سيتطلب إرادة سياسية للاتفاق على خريطة طريق، والاستعداد العملي لتنفيذها، وقالت في تغريدة عبر منصة «إكس»، إن الأمر «ممكن ويمكن تحقيقه».

في غضون ذلك، أعرب عضو المجلس الرئاسي الليبي، عبد الله اللافي، عن «تفاؤله الكبير بالإجماع الدولي»، خلال جلسة مجلس الأمن الدولي الأخيرة بشأن ليبيا، بعد فترة من التباينات، التي أثّرت سلباً على نجاعة الحلول وفاعلية الدور الدولي المطلوب لدعم مسار الاستقرار.

وعد اللافي هذا التوافق الدولي «خطوة مهمة نحو خلق بيئة سياسية أكثر اتزاناً، تُمكّن من تعزيز المسارات الليبية الوطنية»، وجدد التأكيد على أهمية دعم مشروع المصالحة الوطنية الشاملة، الذي يشرف عليه المجلس الرئاسي لطي صفحات الصراع، ومعالجة جذور الأزمة.

من جانبها، رحبت السفارة الأميركية بـ«اللجنة الاستشارية» التابعة لبعثة الأمم المتحدة، وجهودها لتعزيز نزاهة واستقلال المؤسسات الوطنية الليبية، وضمان مساءلتها واستجابتها لتطلعات الشعب الليبي.

من جهة أخرى، دافع رئيس ديوان المحاسبة، خالد شكشك، عن عمله، وعدّ المساس بمبدأ استقلالية الديوان «خطاً أحمر»، وقال إن الديوان لم يمر منذ تأسيسه عام 1955 بمثل ما مر به خلال الأربعة الأشهر الماضية.

وأعلن شكشك خلال الاجتماع السنوي لمديري الفروع والإدارات ومكاتب الديوان، اتخاذ مجموعة من الإجراءات، لم يحددها، للمحافظة على استقلالية ديوان المحاسبة، وسلامة أعضاء وموظفي الديوان.

ونقل عن النائب العام قوله إنه يعتمد على ديوان المحاسبة في كشف الفساد، مشيراً إلى أن دور الديوان يقتصر على كشف الفساد، وتقديم التقارير للجهات المختصة.

أمنياً، نقلت وسائل إعلام محلية، عن شهود عيان إصابة 4 أشخاص بجروح خطيرة، من بينهم فتاة، تم نقلهم إلى مستشفى الحوادث في أبو سليم، خلال اشتباكات ببين ميليشيات تابعة لحكومة الوحدة بالقرب من متنزه باب البحر وسط العاصمة طرابلس.

واتهمت عناصر جهاز الأمن العام، برئاسة عبد الله الطرابلسي، الملقب بـ«الفراولة» شقيق عماد الطرابلسي، وزير الداخلية بحكومة الوحدة بـ«الرماية العشوائية».

كما طالب النائب العام، الصديق الصور، محققي واقعات تزوير بيانات الأحوال المدنية بتحريك الدعوى الجنائية، ورفعها في مواجهة المتورطين في العبث بسجلات الأحوال المدنية. وأكد خلال اجتماعه معهم على ضرورة أن تكون الإجراءات في توقيت يتلاءم مع الواجب الوطني في الحدّ من الآثار السلبية لهذه الأفعال، التي تمسّ الحقوق الاقتصادية والاجتماعية والسياسية للشعب.

فى المقابل، عقدت حكومة «الاستقرار»، برئاسة أسامة حماد، السبت، اجتماعها الثاني في مدينة سبها بجنوب البلاد، بعد وصوله بشكل مفاجئ، برفقة نوابه ووزراء الحكومة.

«جس نبض» الصدر يتحكم بمسار الانتخابات في العراق

تبادل الرئيس العراقي عبد اللطيف رشيد وزعيم التيار الصدري، مقتدى الصدر، رسائل بشأن مشاركة الأخير في الانتخابات التشريعية المقبلة، ما أثار جدلاً سياسياً حول احتمالية تأجيلها إلى موعد آخر.

وكان الرئيس العراقي قد وجه، بشكل مفاجئ، رسالة خطية تضمنت دعوة الصدر إلى العدول عن قراره مقاطعة الانتخابات، وشغل الفراغ الذي خلفه نواب التيار الصدري بعد انسحابهم من البرلمان.

وقال رشيد إن «عملية سياسية لا يشارك فيها التيار الوطني الشيعي (التيار الصدري) تبقى منقوصة»، مشيراً في الوقت نفسه إلى أن «التلكؤ الذي أصاب مسيرة البناء والنهضة لأسباب عدة لا تخفى، أمر يصعب إنكاره».

«نقص خبرة وفساد»
أقر رئيس الجمهورية بأن الأزمة السياسية تعود إلى «نقص الخبرة، وتفشي الفساد، وتَصَدّي غير المؤهّلين لبعض المناصب القيادية»، على حد تعبيره. وأشار رشيد إلى أن البلاد بحاجة إلى استكمال مشروع بناء الدولة، وخاطب الصدر بالقول: «لا بديل عن استكمال المشروع الذي بدأتموه بكل إيمان وحركة سياسية بعد عام 2003».

ورأى رئيس الجمهورية أن «عودة التيار لممارسة دوره السياسي باتت ضرورة لضمان التصحيح وتصويب مسار التشريعات والخدمات».

ورداً على دعوة الرئيس، جدّد الصدر رفضه المشاركة في الانتخابات، وقال إن موقفه «لا يعني المطالبة بتأجيلها أو إلغاء موعدها».

وقال الصدر، في جواب مكتوب: «إنني حزين أن يشارك الشعب في انتخاب الفاسدين وسراق المال الذين لم يسترجعوا إلى يومنا هذا بما فيها (صفقة القرن) التي وزعت على محبي الصفقات».

مع ذلك، تعهد الصدر بأنه سيبقى «جندياً أمام كل ما يعصف من تحديات ومصائب، وسيدافع عن العراق أمام أي تحديات مستقبلية كي تعيش البلاد بلا فساد ولا تبعية ولا طائفية مقيتة»، على حد تعبيره.

وفي الشهر الماضي، أعلن الصدر عدم مشاركته في الانتخابات المقبلة، معللاً ذلك بوجود «الفساد والفاسدين»، في حين بيّن أن العراق «يعيش أنفاسه الأخيرة».

وقرر الصدر، في يونيو (حزيران) 2022 الانسحاب من العملية السياسية في العراق، وعدم المشاركة في أي انتخابات مقبلة حتى لا يشترك مع «الفاسدين».

توقيت الرسالة
يميل مراقبون إلى الاعتقاد بأن رسالة رئيس الجمهورية تتزامن مع ديناميكيات متغيرة داخل تحالف «الإطار التنسيقي»؛ خصوصاً بعد قرار تحالف «إدارة الدولة» بعدم المضي في تعديل قانون الانتخابات، الأمر الذي جاء على حساب ائتلاف «دولة القانون» بزعامة نوري المالكي، وقد يكون في صالح رئيس الحكومة محمد شياع السوداني، ما يعني أن عودة الصدر إلى مسرح الانتخابات ستعمق من الاختلال بين قوى «الإطار التنسيقي».

وتتحرك أحزاب عراقية لرسم خريطة أولية لتحالفاتها مع إعلان مفوضية الانتخابات المباشرة تسجيل القوائم الراغبة بالمشارَكة في الاقتراع المقرر في 11 نوفمبر (تشرين الثاني) 2025.

ولم يستبعد مصدر سياسي من «الإطار التنسيقي»، في حديث مع «الشرق الأوسط»، أن يقرر الصدر المشاركة في الانتخابات المقبلة، بينما أكد مصدر مقرب من التيار «عدم وجود قرار قاطع بخصوص المشاركة حتى هذه اللحظة».

جس نبض
ويرى طيف آخر من المراقبين أن دعوة رئيس الجمهورية محاولة من قوى شيعية لاكتشاف موقف الصدر مبكراً، ففي حال موافقته على العودة فإن حسابات كثيرة ستتغير، أبرزها التحالفات وقانون الانتخابات.

إلا أن أوساط التيار الصدري تتعامل بسلبية مع هذه الدعوة، بوصفها «محاولات لسحب الصدر إلى منطقة أزمات لا يرغبون في التورط بها الآن».

وثمة تيار آخر يرى أن الصدر غير قادر على التغيير سواء «حتى من خلال الانتخابات»، لأن عودة التنافس بين الصدريين وجمهور «الإطار التنسيقي» قد تفتح الباب أمام صدام شيعي – شيعي مسلح.

وثمة سابقة تثير قلق كثيرين تعود إلى أغسطس (آب) 2022، حين احتشد أنصار الصدر في المنطقة الخضراء بالعاصمة بغداد على وقع إعلانه اعتزالَ الحياة السياسية وإغلاق المؤسسات التابعة له، ما تسبب في مواجهات مسلحة استخدمت فيها الأسلحة النارية وقذائف الهاون، وأسفرت عن مقتل وإصابة العشرات فضلاً عن إغلاق سفارة غربية واحدة على الأقل وتعليق جلسات مجلس الوزراء العراقي.

تجمُّع حاشد لدعم إمام أوغلو يضغط على إردوغان في أحد معاقله

شارك الآلاف في تجمع حاشد نظمه حزب «الشعب الجمهوري» في ولاية يوزغات وسط الأناضول، دعماً لرئيس بلدية إسطنبول أكرم إمام أوغلو، بالتزامن مع مرور شهر على اعتقاله.

ووجَّه رئيس الحزب، أوزغور أوزيل، كلمة خلال التجمع الذي عقد بالميدان الرئيسي في يوزغات، التي كانت أحد معاقل حزب «العدالة والتنمية» الحاكم. وحمل خطاب أوزيل انتقادات حادة للرئيس رجب طيب إردوغان، إذ خاطبه قائلاً: «أنت ضحية الماضي، وأنت الظالم اليوم (...) ما تفعله ليس شجاعة ولا إقداماً، ما تفعله هو جبن».

وأضاف أوزيل: «قبل شهر واحد بالضبط، في 19 مارس (آذار)، شهدنا محاولة انقلاب مدنية. حصلوا على إذن من وراء المحيط، من الولايات المتحدة ومن (الرئيس الأميركي) دونالد ترمب، لتنفيذ هذا الانقلاب (اعتقال إمام أوغلو)». وطالب بإطلاق سراحه وباقي المعتقلين وبث محاكمتهم على الهواء عبر تلفزيون (تي آر تي).

تجمع في معقل إردوغان
ولفت أوزيل إلى أن إردوغان كان يُسمي يوزغات؛ حيث فاز بـ75 في المائة من الأصوات في انتخابات الرئاسة الأخيرة مايو (أيار) 2023، بـ«القلعة». وقال: «يعترض (سكان يوزغات) اليوم على ما يجري، ويرفعون أصواتهم، ويقولون إن ما يفعله إردوغان ليس صحيحاً، من خلال حشد ضعف عدد الحشد الذي جمعه إردوغان في 2023».

وتطرَّق إردوغان إلى المزارعين الذين فرضت عليهم الحكومة غرامات لدعمهم إمام أوغلو بمسيرة شاركت فيها 10 جرارات زراعية، قائلاً: «رأيت بعض الناس ينظرون من أعلى، ينظرون بغطرسة، وينظرون إلى قرويي يوزغات كأنهم نمل، ​​ويحاولون سحقهم. أحذر الحكومة من هنا: لن ندعكم تسحقون هؤلاء المزارعين الكادحين مثل النمل».

والأسبوع الماضي، أعلن أوزيل تحمله الغرامات التي فرضت على 10 مزارعين، لكن إمام أوغلو أصرَّ خلال زيارته له في سجنه على تحمل هذه الغرامات من جيبه، وأخيراً اتفقا على دفعها مناصفة.

ودخل أوزيل إلى التجمع وهو يقود أحد الجرارات الزراعية، وتبعه موكب مؤلف من ألف جرار زراعي حضر أصحابها من مختلف قرى يوزغات، تعبيراً عن دعمهم لإمام أوغلو، والمطالبة بإطلاق سراحه وإجراء انتخابات مبكرة.

وكان تجمع يوزغات هو الثاني في سلسلة تجمعات بدأ حزب «الشعب الجمهوري» تنظيمها الأسبوع الماضي من ولاية ساسمون شمال البلاد، تحت عنوان: «الأمة تدافع عن إرادتها»، للضغط من أجل إطلاق سراح إمام أوغلو، وإجراء انتخابات مبكرة.

خسائر اعتقال إمام أوغلو
قال أوزيل إن الحكومة أهدرت 50 مليار دولار من الاحتياطي النقدي بسبب اعتقال إمام أوغلو، والتطورات التي شهدتها الأسواق نتيجة ذلك، عادّاً أن جزءاً من هذه الخسائر كفيل بسداد ديون المزارعين.

وأضاف: «لقد تسببوا في خسارة سوق الأسهم 31.5 مليار دولار، وارتفع مؤشر علاوة المخاطر في بورصة تركيا إلى 371 نقطة، واضطروا إلى زيادة الفائدة بمقدار 3.5 في المائة». وكان لاعتقال إمام أوغلو في إطار تحقيق حول فساد في بلدية إسطنبول، في عملية وصفتها المعارضة بـ«الانقلاب»، تداعيات سلبية على الاقتصاد التركي. فبالإضافة إلى الدعوات لمقاطعة الشركات المقربة من الحكومة، تراجعت بورصة إسطنبول بنحو 14 في المائة خلال شهر، وفقدت الليرة التركية نحو 4 في المائة من قيمتها في مقابل الدولار و8 في المائة مقابل اليورو، ما دفع البنك المركزي التركي إلى ضخ 50 مليار دولار لدعم الليرة، كما اضطر إلى رفع سعر الفائدة الرئيسي من 42.5 إلى 46 في المائة، بعد دورة تيسير استمرت لـ3 أشهر.

وقال أوزيل إن حزب «الشعب الجمهوري» تعرَّض لمضايقات من والي إسطنبول لعرقلة مسيرة حاشدة في إسطنبول مساء السبت، دعماً لفلسطين، «لكن على الرغم من كل شيء صممنا على خروجها، لنؤكد أن قضية فلسطين وغزة هي قضية حزب (الشعب الجمهوري)». وقررت ولاية إسطنبول إغلاق بعض محطات مترو الأنفاق وخطوط الحافلات المؤدية إلى ميدان تقسيم، قبل 4 ساعات من انطلاق مسيرة حزب «الشعب الجمهوري» من نفق بي أوغلو إلى ميدان تقسيم.

كما منعت الشرطة، السبت، مئات الطلبة من السير من مقر جامعة إسطنبول في منطقة «بيازيد» إلى مقر بلدية إسطنبول في «ساراتشهانه» للمطالبة بإطلاق سراح إمام أوغلو.

احتجاجات وعقوبات
وتتواصل الاحتجاجات على اعتقال إمام أوغلو في الجامعات التركية منذ 19 مارس، وامتدت إلى عشرات المدارس الثانوية في أنحاء البلاد، إثر قرار حكومة حزب «العدالة والتنمية» استبدال بعض المعلمين، وهو ما فُسِّر على أنه محاولة من الحكومة للسيطرة على هذه المؤسسات التربوية.

واتهمت الحكومة حزب «الشعب الجمهوري» بتعذية هذه الاحتجاجات بعد اعتقال إمام أوغلو، الذي ينظر إليه على أنه عملية قضائية ذات دوافع سياسية للإطاحة بأقوى خصوم إردوغان.

واعتقلت السلطات نحو 2000 مشارك في الاحتجاجات. وانطلقت في إسطنبول، الجمعة، محاكمة 189 شخصاً، غالبيتهم من الشباب، وبينهم 90 طالباً جامعياً و8 صحافيين، اتهموا بمخالفة قانون «الاجتماعات والتظاهر».

وقررت محكمتان تنظران القضية تأجيل محاكمة 45 طالباً إلى 4 يوليو (تموز)، وتأجيل محاكمة عشرات المتهمين الآخرين إلى 3 أكتوبر (تشرين الأول) المقبلين.

وفي الوقت ذاته، كشفت تقارير صحافية ألمانية عن أن برلين قررت منع توريد نحو 30 مقاتلة «يوروفايتر- تايفون» إلى تركيا، على خلفية اعتقال إمام أوغلو. وكانت ألمانيا قد وافقت في وقت سابق على بدء مفاوضات فنية مع تركيا بشأن توريد المقاتلات، التي طلبت أنقرة الحصول على 40 مقاتلة منها، وحصلت على موافقة بريطانيا وإسبانيا.

«طويلة»... معسكر جديد لضحايا الحرب في السودان

تحوّلت بلدة «طويلة» بشمال دارفور، غرب السودان، إلى معسكر جديد لضحايا الحرب، بعد تدفق الآلاف من النازحين الهاربين من القصف من مدينة الفاشر، ومخيمي زمزم وأبو شوك، عقب المعارك الأخيرة بين الجيش السوداني والقوة المشتركة من جهة و«قوات الدعم السريع» من جهة أخرى.

وتشهد محلية طويلة ضغوطاً شديدة بتكدس النازحين في العراء، في ظروف في غاية السوء، دون غذاء أو مياه شرب أو حتى غطاء، وفقاً للمنسقية العامة للنازحين واللاجئين بدارفور العاملة في المنطقة.

وقال المتحدث باسم المنسقية آدم رجال: «نحن بصدد إعلان حالة الطوارئ القصوى في المنطقة، نسبة للحاجة الملحة إلى تدخلات عاجلة في الوقت الراهن». وأضاف، في تصريح لـ«الشرق الأوسط»، أن «التحدي الأكبر يتمثل في نقص الخدمات الأساسية ومقومات الحياة، وتوفير مواد الإيواء مثل الخيام نسبة لوجود الآلاف حالياً في الخلاء». وذكر أن المدنيين الذين استطاعوا مغادرة الفاشر ومخيمي زمزم وأبو شوك في تلك الظروف الصعبة، «خرجوا بملابسهم التي كانوا يرتدونها فقط، بعضهم يملك عربات بدائية تجرها الدواب، وهم بحاجة لكل شيء، في ظل استجابة محلية تطوعية محدودة لمساعدتهم».

مآسٍ في طريق النزوح
وقال رجال إن النازحين أفادوا بأنهم عايشوا ظروفاً مريرة ومروعة في طريق نزوحهم، و«تعرضوا لشتى أنواع الانتهاكات والقتل والسرقات، واغتصاب بعض الفتيات من قبل بعض المسلحين المحسوبين على (قوات الدعم السريع)». وأضاف: «حدثونا في شهاداتهم عن وقوع أعداد كبيرة من الوفيات بسبب الجوع والعطش الشديدين وفقد بعض الأطفال ذويهم خلال رحلة النزوح».

ووفق إحصائيات المنسقية العامة للنازحين واللاجئين (منظمة محلية تطوعية تعنى بشؤون النازحين)، استقبلت طويلة أكثر من 281 ألف نازح منذ تجدد القتال العنيف في الفاشر والمخيمات حولها مطلع أبريل (نيسان) الحالي، وبلغ إجمالي الأعداد، إضافة إلى سكان المنطقة، أكثر من مليون شخص.

تقع طويلة نحو 65 كيلومتراً غربي مدينة الفاشر عاصمة ولاية شمال دارفور. وتعد الفاشر آخر مدينة كبرى يسيطر عليها الجيش السوداني في غرب البلاد، وتحاصرها «قوات الدعم السريع»، لأكثر من عام.

وأوضح المتحدث باسم المنسقية آدم رجال أن الوضع الأمني مستقر، لكن الاحتياجات الإنسانية فوق طاقة المجتمع المحلي والمنظمات الإنسانية الوطنية والسلطات هناك، وتخضع طويلة لسلطة مدنية تحت إدارة حركة تحرير السودان، بقيادة عبد الواحد محمد أحمد النور.

وقال إن قادة المجتمع المحلي شرعوا في إطلاق مبادرات شعبية لإغاثة النازحين، لكنهم لا يستطيعون تلبية الاحتياجات بشكل كافٍ بسبب الأعداد الكبيرة والمتزايدة يوماً بعد يوم.

وأضاف رجال، أن طويلة أصبحت بوابة لاستقبال النازحين من الفاشر والمخيمات حولها، وتواصل أعداد مقدرة منهم النزوح إلى مناطق أخرى مجاورة في فنقا وقولو ونيرتتي بجبل مرة. ويسهم السكان المحليون ومنظمات وطنية إلى جانب غرف الطوارئ التطوعية، بتقديم دقيق الذرة والبقوليات ومياه الشرب والأغطية لإعانة النازحين، لكن هذه المساعدات تبقى محدودة النطاق في تلبية احتياجات النازحين الذين يواصلون التدفق بأعداد كبيرة من الفاشر ومخيمي زمزم وأبو شوك.

الفاشر تعاني
وأفادت مصادر عديدة تحدثت لـ«الشرق الأوسط» بأن نحو 70 في المائة من سكان مخيم زمزم نزحوا إلى محلية طويلة ومناطق أخرى بالولاية، بعد الهجوم الأخير الذي شنته «قوات الدعم السريع»، وأسفر عن مقتل وإصابة المئات من المدنيين. وقالت إن من تبقى في الفاشر ومخيمي زمزم وأبو شوك يواجهون أوضاعاً إنسانية في غاية السوء والبؤس، جراء النقص الكبير في الغذاء ومياه الشرب والدواء. وأشارت المصادر نفسها إلى أن الجيش السوداني والقوة المشتركة لحركات الكفاح المسلح المتحالفة معه، تواصل وضع العراقيل أمام الأسر لمنعهم من مغادرة الفاشر، وتجبرهم على البقاء تحت التهديد، على الرغم من تصاعد العمليات العسكرية والقصف المدفعي المتبادل، وصعوبة الحصول على الغذاء ومياه الشرب جراء الحصار المتطاول على المدينة.

وكشفت المنسقية العامة للنازحين واللاجئين، مطلع الأسبوع الحالي، عن تنفيذ الاستخبارات العسكرية التابعة للجيش السوداني والقوة المشتركة، اعتقالات طالت العشرات من القادة والنشطاء المتطوعين بمخيم أبو شوك بتهم التعاون مع «قوات الدعم السريع»، وعدّتها تهماً باطلة بلا سند قانوني.

وتفيد معلومات تحصلت عليها «الشرق الأوسط» بأن معبر أدري الحدودي مع دولة تشاد بات متاحاً لإيصال المساعدات الإنسانية إلى النازحين الجدد في طويلة. وبحسب مصادر عديدة، وصلت خلال الأيام الماضية عدد من الشاحنات محملة بالمواد الغذائية والأدوية ومستلزمات الإيواء إلى أماكن النازحين، لكنها غير كافية نسبة للأعداد الكبيرة.

وأفادت المنسقية العامة للنازحين واللاجئين بأنها على وشك الإعلان عن حالة الطوارئ القصوى في محلية طويلة، لدفع المنظمات الدولية والمحلية للتحرك عاجلاً لإنقاذ حياة آلاف النازحين من شمال دارفور.

شارك