جنوب مقديشو يشتعل... هل تفقد الحكومة الصومالية السيطرة؟

الأحد 20/أبريل/2025 - 06:25 م
طباعة جنوب مقديشو يشتعل... علي رجب
 
اندلعت اشتباكات ضارية بين قوات الحكومة الصومالية ومسلحي حركة الشباب فجر اليوم في منطقة إيلاشا، التي تبعد نحو 15 كيلومترا فقط جنوب غرب العاصمة مقديشو، بعد هجوم مباغت شنه المسلحون على موقع عسكري تابع للجيش الوطني.

ووفقا لشهود عيان ومصادر أمنية محلية، فقد استمرت المعارك لساعات طوال الليل، وشهدت المنطقة إطلاق نار كثيفا وانفجارات عنيفة هزت أرجاء الأحياء المجاورة. ولم تصدر حتى اللحظة حصيلة رسمية للضحايا، لكن سكانا تحدثوا عن سقوط قتلى وجرحى.

تزايد نشاط المسلحين على أطراف العاصمة
الهجوم يأتي وسط تصاعد غير مسبوق في نشاط حركة الشباب على طول الممر الاستراتيجي بين مقديشو ومدينة أفغوي، حيث شوهد عناصر الحركة مؤخرا وهم يقيمون حواجز طرق مؤقتة في مناطق مثل إيلاشا، حواء عبدي، ولافولي، ما يشير إلى توسع نفوذهم الميداني واقترابهم أكثر من العاصمة.

السكان المحليون أفادوا بأن المسلحين قاموا بقطع الكهرباء عن أعمدة الإنارة في الشوارع، وطلبوا من الأهالي إطفاء الأنوار الخارجية لمنازلهم، في خطوة تعكس فرض نوع من السيطرة على المنطقة.

هل تقترب مقديشو من سيناريو كابول؟
التطورات الأخيرة تثير مخاوف من انهيار وشيك لخطوط الدفاع حول العاصمة، لا سيما مع تراجع أداء القوات الحكومية والميليشيات العشائرية المتحالفة معها في المناطق الوسطى، والتي تشهد انسحابات وارتباكا في القيادة.

ويشبه مراقبون الوضع بـالانهيار السريع للعاصمة الأفغانية كابول في 2021 حين سيطرت طالبان على المدينة، وسط انهيار مفاجئ للقوات النظامية. ومع ذلك، نفت الحكومة الصومالية هذه المقارنات، ووصفتها بأنها "مبالغ فيها ولا أساس لها من الصحة".

أزمة قيادة وسط الفوضى الأمنية
وفي خضم المعارك، تفاقم الإحباط داخل صفوف الجيش، حيث ذكرت مصادر مطلعة من داخل "فيلا الصومال" – مقر الرئاسة – أن الرئيس حسن شيخ محمود ووزير الدفاع كانا في اجتماع عشائري لمناقشة الانتخابات المقبلة أثناء الهجوم، ما أثار غضب الجنود وسكان العاصمة الذين اتهموا القيادة بالتقصير في أداء واجبها الدستوري في حماية مقديشو.

انفجار في براوة يزيد التوتر
وفي تطور متزامن، هز انفجار قوي مركز شرطة منطقة براوة التابعة لمحافظة شبيلي السفلى صباح اليوم، بعد أن تم زرع عبوة ناسفة بالقرب من شجرة داخل المجمع الأمني، حسب إفادات شهود عيان.

ولم تصدر قوات الأمن المحلية أي بيان حتى لحظة كتابة التقرير، ما زاد من القلق الشعبي إزاء التدهور الأمني وصمت الجهات المسؤولة.

من يحمي مقديشو؟
بين هجمات حركة الشباب المتكررة، والانفجارات، وغياب التنسيق بين الأجهزة الأمنية، يعيش سكان مقديشو حالة من الذعر والترقب. بينما يواصل المسلحون توسيع نفوذهم، تبدو العاصمة في مواجهة تحديات غير مسبوقة تتطلب تحركا سريعا وجديا من الحكومة الصومالية قبل أن يتفاقم الوضع ويخرج عن السيطرة بالكامل.

شارك