مساعٍ لإنهاء حرب غزة مقابل الرهائن «دفعة واحدة»/على خطى داعش.. حزب تونسي يدعو لإسقاط «قيم الجمهورية» لإقامة «الخلافة»/ليبيا: اشتباكات مفاجئة بين ميليشيات مسلحة موالية لحكومة «الوحدة»
الأحد 27/أبريل/2025 - 12:31 م
طباعة

تقدم بوابة الحركات الإسلامية أبرز ما جاء في الصحف ووكالات الأنباء العربية، بخصوص جماعات الإسلام السياسي وكل ما يتعلق بتلك التنظيمات، بكافة أشكال التناول الصحفي (أخبار – تعليقات – متابعات – تحليلات) اليوم 27 أبريل 2025.
الاتحاد: التعليم في السودان.. تداعيات كارثية للنزاع ودعم إماراتي متواصل
أحمد مراد، أحمد عاطف (أبوظبي) يُلقي النزاع الدائر في السودان منذ أبريل 2023 بظلاله الثقيلة على قطاع التعليم، وسط تحذيرات دولية وأممية من مخاطر انهيار المنظومة التعليمية بشكل كامل، بسبب تضرر مئات المدارس والجامعات من العمليات العسكرية التي تشهدها غالبية الولايات السودانية.
وأوضح خبراء ومحللون، تحدثوا لـ«الاتحاد»، أنه وسط الانهيار الهائل للقطاع التعليمي في السودان، تحركت دولة الإمارات بفاعلية كبيرة، وأنشأت فصولاً دراسية مؤقتة في مناطق اللجوء، وقدمت منحاً للطلاب السودانيين، ووفرت دعماً تعليمياً في أكثر من دولة مجاورة.
وأشار الخبراء والمحللون إلى أن المبادرات التعليمية التي تقدمها الإمارات لملايين السودانيين، سواء النازحين داخلياً أو اللاجئين في دول الجوار، تمثل جزءاً من التوجه الإنساني العميق للدولة، حيث لا تكتفي بتقديم المساعدات الإغاثية العاجلة، بل تستثمر في مستقبل الأفراد والمجتمعات.
تداعيات كارثية
بحسب تقديرات منظمة الأمم المتحدة للطفولة «اليونيسف»، فإن نحو 17 مليون طفل سوداني حُرموا من الالتحاق بالمدارس، بعدما أجبرتهم الحرب على النزوح مع أسرهم 3 مرات، في ظل توسع رقعة القتال، وإغلاق المدارس في أكثر من ثلثي مناطق السودان، ما جعل البلاد تُعاني «أسوأ أزمات التعليم في العالم». مبادرات إماراتية
مع تفاقم أزمات القطاع التعليمي في السودان، وقعت الإمارات في أغسطس 2024، اتفاقية مع منظمة الأمم المتحدة للطفولة «اليونيسف» لتقديم 7 ملايين دولار لدعم الجهود الإنسانية في السودان وجنوب السودان، منها 6 ملايين دولار مخصصة لعمليات المنظمة الأممية في السودان، بما يشمل ترميم المدارس، وتوفير خيم مدرسية مؤقتة في مناطق النزوح.
وقالت المحللة السياسية، نورهان شرارة، إن دولة الإمارات تحرص منذ سنوات على ترسيخ دورها الإنساني على المستويين الإقليمي والدولي، ولم تكتفِ فقط بدورها السياسي الفاعل، بل سعت لأن تكون نموذجاً في العمل الإنساني المستدام، من خلال مبادرات مؤثرة امتدت إلى مناطق عديدة حول العالم. وأضافت شرارة، في تصريح لـ«الاتحاد»، أن الإمارات نجحت في ترسيخ مكانتها كواحدة من أكبر الدول المانحة للمساعدات الإنسانية عالمياً، ليس فقط عبر الاستجابة السريعة للأزمات، بل من خلال مشاريع تنموية مستدامة ساهمت في إعادة بناء المجتمعات، مثل إنشاء المدارس والمستشفيات، وتطوير البنية التحتية، ما منحها طابعاً إنسانياً قوياً، وعزز من مكانتها كقوة ناعمة مؤثرة في المشهدين الإقليمي والدولي.
ولفتت إلى أن المبادرات التعليمية التي تقدمها الإمارات لملايين السودانيين، سواء داخل السودان أو في دول الجوار التي تستضيف اللاجئين السودانيين، تمثل جزءاً من التوجه الإنساني العميق للدولة، وتُظهر كيف أنها لا تكتفي بتقديم المساعدات الإغاثية العاجلة، بل تستثمر في مستقبل الأفراد والمجتمعات.
وأشادت شرارة بالدور الحيوي الذي تلعبه الإمارات للحفاظ على استقرار منظومة المساعدات الدولية، بعدما تمكنت، خلال السنوات الماضية، من ترسيخ دورها كفاعل إنساني لا غنى عنه، وتحصد اليوم ثمار هذا النهج من خلال سمعة دولية مرموقة، ومكانة متقدمة في مؤشرات القوة الناعمة.
دعم تعليم اللاجئين
في إطار المبادرات الإماراتية الداعمة للقطاع التعليمي في السودان، خصصت الدولة تمويلاً بقيمة 4 ملايين دولار لدعم تعليم اللاجئين السودانيين في جمهورية تشاد بالتعاون مع «اليونيسف». كما أطلقت «الهلال الأحمر الإماراتي» برامج إغاثية للطلبة السودانيين وأسرهم، تضمنت توزيع حقائب مدرسية وقرطاسية، ودعماً نفسياً واجتماعياً للأطفال المتضررين من الحرب، ومساعدات غذائية لعائلات الطلاب لتخفيف العبء عليهم.
بدورها، أوضحت الباحثة والمحللة الإماراتية، ميرة زايد، أن ما يحدث في السودان ليس مجرد حرب، بل كارثة إنسانية شاملة طالت كل تفاصيل الحياة، وفي مقدمتها التعليم، حيث أُغلقت المدارس، وتدمرت الجامعات، وتُرك الملايين من الأطفال بلا مستقبل.
وذكرت زايد لـ«الاتحاد» أنه وسط هذا الانهيار للقطاع التعليمي في السودان، لم تقف الإمارات مكتوفة الأيدي، بل تحركت بفاعلية، وأنشأت فصولاً دراسية مؤقتة في مناطق اللجوء، وقدّمت منحاً للطلاب السودانيين، ووفّرت دعماً تعليمياً في أكثر من دولة مجاورة، من خلال الهلال الأحمر الإماراتي ومبادرة «التعليم لا ينتظر»، وهذا ليس ترفاً، بل استثمار حقيقي في مستقبل السودان.
وأشارت إلى أن الإمارات لا تسعى لتحقيق مكاسب سياسية، بل تؤمن بأن التعليم هو طوق النجاة الوحيد لشعب أنهكته الحرب، وليس من قبيل المصادفة أن تكون في طليعة الدول الداعمة للسودان، إذ إنها ترى أن إنقاذ الإنسان يبدأ من الكتاب، لا من البندقية، ومن الفعل الصادق لا من الخطاب الزائف.
المبعوث الأممي: أهمية دعم الانتقال السياسي في سوريا
أكد المبعوث الخاص للأمم المتحدة إلى سوريا غير بيدرسون، أمس، أهمية دعم الانتقال السياسي في البلاد، محذراً من أن الوضع لا يزال هشاً للغاية رغم التطورات الأخيرة.
جاء ذلك في كلمة ألقاها بيدرسون، خلال اجتماع عقده مجلس الأمن الدولي لبحث الأوضاع في سوريا، وشارك فيه للمرة الأولى وزير الخارجية السوري أسعد الشيباني.
وقال بيدرسون أمس: «إن مشاركة الشيباني في جلسة مجلس الأمن تعكس التطورات المهمة التي شهدتها سوريا في الأشهر الأخيرة»، معرباً عن تقديره لالتزامه بتعزيز الاستقرار الإقليمي والمشاركة البناءة على المستوى الدولي.
وتابع: «لا تزال التحديات هائلة ولا يزال الوضع هشاً للغاية» في سوريا، مشدداً على أن هناك حاجة إلى مزيد من الشمول السياسي ومزيد من العمل على الصعيد الاقتصادي. ولفت بيدرسون إلى أن الأمم المتحدة تعمل على تسهيل ودعم عملية بقيادة وملكية سورية، وفقاً للتفويض الممنوح من قرار مجلس الأمن رقم «2254»، معرباً عن أمله في أن يواصل المجلس دعمه أيضاً لتلك العملية.
وأوضح المسؤول الأممي، أن العناصر الأساسية لمعالجة هذه الهشاشة تكمن في شمول سياسي حقيقي يمكن جميع السوريين من المشاركة الفاعلة في رسم مستقبل البلاد السياسي، بالإضافة إلى مكافحة التطرف والإرهاب ودعم حقيقي من المجتمع الدولي لإتاحة الفرصة لإنجاح هذا الانتقال.
إلى ذلك، ردت سوريا كتابياً على قائمة شروط أميركية لرفع جزئي محتمل للعقوبات، قائلة إنها طبقت معظمها، لكن البعض الآخر يتطلب «تفاهمات متبادلة» مع واشنطن. وسلمت الولايات المتحدة سوريا الشهر الماضي قائمة بثمانية شروط تريد من دمشق الوفاء بها.
في غضون ذلك، شددت المتحدثة باسم منظمة الأمم المتحدة للطفولة «اليونيسف» في دمشق، مونيكا عوض، على أن سوريا تواجه وضعاً دقيقاً على الصعيد الإنساني، مؤكدة أن بنيتها التحتية الحيوية على وشك الانهيار، ما يؤثر بشكل رئيسي على الأطفال الذين يتحملون العبء الأكبر.
وذكرت عوض، في تصريح لـ«الاتحاد»، أن أطفال سوريا يعانون محدودية الوصول إلى التعليم، والمياه، والرعاية الصحية، والحماية الاجتماعية، في ظل التدهور الاقتصادي، وارتفاع معدلات الفقر، موضحة أن 6.4 مليون طفل بحاجة إلى خدمات الحماية. وأشارت إلى أن جميع الأطفال في سوريا يواجهون شكلاً من أشكال الضيق النفسي والاجتماعي، ورغم أن الاستجابة الإنسانية أدت دوراً حاسماً في الحفاظ على استمرارية النظم الاجتماعية الرئيسية، إلا أن هذه النظم ما زالت تعمل بطاقتها الدنيا، ما يجعل الدعم المقدم غير كافٍ لضمان الاستدامة طويلة الأمد أو معالجة التدهور الشديد للبنية التحتية.
وأكدت عوض التزام «اليونيسف» بإجراء تحولات استراتيجية نحو تعزيز التنمية المؤسساتية، والعمل مع الشركاء على المستوى الوطني لتقديم حلول مستدامة تمنح الأولوية للأطفال، مشددة على أهمية تكثيف التدخلات الإنسانية لضمان وصول الدعم إلى الأطفال الأكثر هشاشة، والمجتمعات المتضررة، والعائدين من اللاجئين والنازحين داخلياً.
وأضافت عوض أن عدم اتخاذ إجراءات عاجلة لدفع جهود التعافي وإعادة الإعمار يجعل أطفال سوريا يواجهون خطر أن يصبحوا جيلاً ضائعاً، ومحرومين من القدرة على البقاء والنماء.
وأفادت بأن «اليونيسف» تدعم برامج إعادة دمج الأطفال العائدين لتعزيز التماسك الاجتماعي، وتطوير استراتيجية وطنية لحماية الطفل، وزيادة الوصول إلى الخدمات الأساسية، وتلبية الاحتياجات الإنسانية الطارئة للأطفال الأكثر هشاشة، مع إعطاء الأولوية للصحة النفسية والدعم النفسي الاجتماعي.
الخليج: مساعٍ لإنهاء حرب غزة مقابل الرهائن «دفعة واحدة»
أعلنت حركة «حماس»، أمس السبت، أنها مستعدة لعقد «صفقة» لإنهاء الحرب في قطاع غزة تشمل إطلاق سراح الرهائن المتبقين دفعة واحدة وهدنة لمدة خمس سنوات، فيما يبحث وفد قيادي للحركة في القاهرة، مفاوضات وقف إطلاق النار في قطاع غزة، وسط توقعات بحدوث اختراق قبل زيارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى المنطقة منتصف الشهر المقبل.
وقال القيادي في «حماس» طاهر النونو، إن الحركة منفتحة على «هدنة طويلة الأمد مع إسرائيل» في غزة، لكنها «غير مستعدة لإلقاء سلاحها»، على حد وصفه. وأضاف النونو، في أول إشارة واضحة على انفتاح الحركة على هدنة طويلة الأمد، «فكرة الهدنة أو مدتها غير مرفوضة بالنسبة لنا وجاهزون لبحثها في إطار المفاوضات ونحن منفتحون على أي مقترحات جادة لإنهاء الحرب على غزة»، لكن الحركة استبعدت الموافقة على مطلب إسرائيلي أساسي يتمثل في «إلقاء حماس سلاحها». وفي مقابل مطالبة «حماس» باتفاق شامل، تطالب إسرائيل بإعادة جميع الرهائن ونزع سلاح «حماس» والفصائل الفلسطينية الأخرى.
وفي الإطار، وصل وفد من قيادات «حماس» إلى القاهرة، فجر أمس السبت، وبدأ لقاءاته مع المسؤولين المصريين بشأن مفاوضات وقف إطلاق النار وإنهاء الحرب على غزة، وذلك بعد أن سافر رئيس الموساد دافيد بارنياع، إلى العاصمة القطرية الدوحة لبحث مفاوضات وقف إطلاق النار في قطاع غزة.
وسيتركز النقاش بين الجانبين المصري والفلسطيني على مقترح «الصفقة الشاملة» لإنهاء الحرب وشروط انسحاب الجيش الإسرائيلي من غزة وآلية تبادل الأسرى بين الطرفين وضمانات وقف إطلاق النار الدائم.
ويأتي هذا التطور في إطار الجهود المصرية المكثفة لاحتواء الأزمة والمساعي الحثيثة لوقف إطلاق النار ومحاولات إيجاد حلول دائمة للأزمة والتنسيق مع الأطراف الدولية المعنية.
وبين محطتي القاهرة والدوحة، يترقب قطاع غزة «هدنة جديدة» قبيل زيارة مرتقبة للرئيس الأمريكي دونالد ترمب للمنطقة الشهر المقبل.
ورجحت مصادر مطلعة أن يتم التوصل من طرفي الحرب «حماس» وإسرائيل لاتفاق، وسط توقعات بأن تكون هدنة إنسانية لساعات محدودة يومياً لإدخال المساعدات بضغط أمريكي، بغية تحقيق تهدئة شاملة بالقطاع.
وتواجه المفاوضات عدة عقبات تباعد المواقف بين «حماس» وإسرائيل وشروط كل طرف لوقف العمليات العسكرية وملف الأسرى والمعتقلين العالق وضمانات تنفيذ أي اتفاق مستقبلي.
وكانت تقارير إعلامية قد أفادت بأن الوسيطين المصري والقطري قدما مقترحاً لكل من «حماس» وإسرائيل يشمل هدنة تمتد بين 5 إلى 7 سنوات، تتضمن وقفاً لإطلاق النار، وانسحاباً إسرائيلياً من قطاع غزة، إلى جانب الإفراج عن جميع الرهائن لدى «حماس»، مقابل إطلاق سراح عدد كبير من السجناء الفلسطينيين في السجون الإسرائيلية. كما يتضمن المقترح تخلي الحركة الفلسطينية عن أي دور في إدارة القطاع لصالح لجنة فلسطينية مستقلة.
ونفت وسائل إعلام إسرائيلية تلقي تل أبيب أي مقترح رسمي بهذا الشأن، فيما أكد مصدر مقرب من حركة «حماس» أن الحركة توافق من حيث المبدأ على أي اتفاق دائم، وتنتظر رد إسرائيل على المقترح.
منظمة التحرير تقر تعيين حسين الشيخ نائباً للرئيس الفلسطيني
صادقت اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، برئاسة الرئيس محمود عباس، على تعيين حسين الشيخ نائباً لرئيس اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية ورئيس دولة فلسطين، في وقت واصلت فيه إسرائيل استباحة الضفة الغربية مع تشديد الحصار على طولكرم ومخيماتها لليوم التسعين.
وأوضحت وكالة الأنباء الفلسطينية «وفا» أن اللجنة التنفيذية عقدت جلسة استعرضت نتائج اجتماع الدورة ال32 للمجلس المركزي الفلسطيني، التي عقدت في رام الله، وبحثت آليات تنفيذ القرارات الصادرة عنها.
وأكد عباس، خلال الاجتماع، ضرورة البدء بحوار وطني شامل تقوده لجنة مشتركة من اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير واللجنة المركزية لحركة فتح، مع جميع الفصائل الفلسطينية، بهدف تحقيق المصالحة الوطنية، وتعزيز الوحدة تحت مظلة منظمة التحرير الفلسطينية، الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني، بحسب الوكالة.
وذكرت «وفا» أن الرئيس عباس قدم الترشيح بناءً على قرار المجلس المركزي، الذي نص على استحداث منصب نائب رئيس اللجنة التنفيذية، ومنحه صلاحيات التعيين، حيث رشح حسين الشيخ لهذا المنصب. وأشارت الوكالة إلى أنه من المقرر عقد اجتماع للجنة التنفيذية، السبت المقبل، لاختيار أمين سر اللجنة التنفيذية من بين أعضائها.
وولد حسين الشيخ عام 1960 بمدينة رام الله في فلسطين، وهو من قادة حركة «فتح»، وعضو منتخب في اللجنة المركزية لحركة فتح للمرة الثانية على التوالي. وشارك في لجنة الحوار الوطني الفلسطيني في محادثات المصالحة بين «فتح» و«حماس»، وعضو في المجلس الوطني الفلسطيني، وكذلك عضو في المجلس المركزي لمنظمة التحرير الفلسطينية. كما أمضى 11 عاماً في السجون الإسرائيلية من عام 1978 وحتى عام 1989. وفي العام 2022، كلف عباس حسين الشيخ بمنصب أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير.
من جانب آخر، دخلت العمليات العسكرية الإسرائيلية في مدينة طولكرم ومخيماتها يومها ال 90 وسط استمرار حملات الاقتحام والمداهمات الإسرائيلية بشكل يومي. وأفادت وكالة الأنباء الفلسطينية «وفا» بسماع أصوات إطلاق نار كثيف فجر أمس السبت، قرب المدخل الغربي لمخيم نور شمس، تزامناً مع تحركات عسكرية مكثفة في ضاحية اكتابا المحاذية للمخيم، حيث اقتحمت القوات الإسرائيلية منزلاً وحطمت كاميرات المراقبة فيه.
كما واصلت تعزيزاتها العسكرية التي تتضمن آليات ثقيلة وفرق مشاة، وسط إطلاق كثيف للرصاص الحي والقنابل الصوتية.
ونفذت القوات الإسرائيلية الليلة قبل الماضية عمليات مداهمة واسعة في الأحياء الشرقية من مدينة طولكرم، إلى جانب إقامة حاجز عسكري صباح أمس عند مدخل مخيم طولكرم على شارع نابلس، ما أدى إلى إعاقة حركة المواطنين ومركباتهم.
وتستمر القوات الإسرائيلية في فرض حصار مشدد على مخيمي طولكرم ونور شمس، يرافقه انتشار مكثف وإطلاق أعيرة نارية وقنابل صوتية، ومداهمة المنازل والمحال التجارية، وتخريب محتوياتها.
وام: إيران.. ارتفاع عدد المصابين بانفجار ميناء بندر عباس إلى 281 شخصاً
أصيب 281 شخصا على الأقل جراء الانفجار الضخم الذي وقع برصيف "رجائي" بميناء بندر عباس بمحافظة "هرمزكان" جنوبي إيران.
ونقل التليفزيون الرسمي الإيراني عن “منظمة الطوارئ والإسعاف الإيرانية” قولها إنه تم نقل المصابين إلى المستشفيات القريبة لتلقي العلاج اللازم.
وأشارت إلى أن السلطات المختصة أغلقت الطريق المؤدية إلى موقع الحادث فيما تبذل فرق الإغاثة جهودها للوصول إلى المنطقة لممارسة عملها.
العين الإخبارية: سنغافورة تخاطب «ميتا» لـ«وأد فتنة الإخوان»..محاصصة عابرة للحدود
في مشهد «يختزل فكر تنظيم الإخوان» الذي لا يعترف بالأوطان حدودًا، تطلّ جماعة الإخوان في ماليزيا من بوابة سنغافورة لتعكر صفو الانتخابات العامة المقرر إجراؤها الشهر المقبل.
فعبر خطاب طائفي يلامس أوتار الهوية المالاوية المسلمة، يحاول الحزب الإسلامي الماليزي - الذراع السياسية لتنظيم الإخوان - اختراق الساحة الانتخابية السنغافورية عبر وسائل التواصل الاجتماعي، في مسعى يكشف عن استراتيجية الجماعة في تصدير أجندتها السياسية عبر الحدود.
وفي مواجهة هذا التدخل، تحركت السلطات السنغافورية، وأمرت بحجب منشورات لثلاثة شخصيات مرتبطة بالحزب، متهمة إياهم باستغلال قضايا الهوية العرقية والدينية لدعم مرشحين بعينهم، في خرق واضح لقوانين حظر التدخل الأجنبي في الحملات الانتخابية، وسط رفض رسمي لأي محاولة لتسييس الدين أو العبث بنسيج المجتمع المتعدد الأعراق.
فماذا حدث؟
أمرت سنغافورة شركة ميتا، الشركة الأم لفيسبوك، بالحيلولة دون اطلاع مواطني سنغافورة على منشورات ثلاثة أجانب متهمين بمحاولة التأثير على الانتخابات العامة المقررة مطلع الشهر المقبل.
وفي بيان صادر عنها، قالت إدارة الانتخابات ووزارة الشؤون الداخلية، إن هيئة تطوير الإعلام والاتصالات أصدرت أوامر الحجب بعد أن خلصت إلى أن بعض منشورات الأجانب «تهدف إلى الترويج أو المساس بنجاح أو مكانة حزب سياسي أو مرشح في الانتخابات».
ومن شبه المؤكد أن يهيمن حزب العمل الشعبي، الذي يفوز بأكبر عدد من المقاعد في جميع الانتخابات منذ الاستقلال عام 1965، على الانتخابات التي ستجرى في الثالث من مايو/أيار وهي الأولى بموجب قواعد وسائل التواصل الاجتماعي التي وضعتها الحكومة عام 2023.
وتحظر هذه القواعد على الأجانب نشر إعلانات انتخابية عبر الإنترنت، والتي تُعرّفها بأنها مواد إلكترونية قد تساعد أو تضر أي أحزاب سياسية أو مرشحين.
وحدد البيان هوية الأجانب وهم إسكندر عبد الصمد أمين الصندوق الوطني للحزب الإسلامي الماليزي، ومحمد شكري عمر رئيس الشباب في الحزب بولاية سيلانجور الماليزية، وذو الفقار بن محمد شريف، وهو أسترالي تخلى عن جنسية سنغافورة عام 2020.
دعم إخواني بارز
وكان إسكندر أعلن عن دعمه لفيصل ماناب، مرشح حزب العمال المعارض، في منشور على وسائل التواصل الاجتماعي.
وخلصت السلطات إلى أن ذو الفقار اتهم أعضاء من مسلمي الملايو بالبرلمان بالتقصير في تمثيل مصالح المسلمين، قائلا إن سنغافورة ليست بحاجة إلى نائب آخر من الملايو لا يمثل آراءهم. وأعاد شكري نشر منشور ذو الفقار.
وقالت الحكومة إن منشوراتهم تمثل تدخلا في السياسة الداخلية وتؤثر على المواطنين للتصويت على أسس عرقية ودينية.
تبريرات واهية
وفي منشور على «فيسبوك» اليوم السبت حول عمليات الحجب، حاول شكري تبرير تدخله في الانتخابات بسنغافورة، قائلا إنه لم يقصد قط التدخل في الاستحقاق الديمقراطي.
وأضاف: «لم تكن دعواتي ومخاوفي تهدف أبدا إلى التدخل في الشؤون الانتخابية، بل تنبع من مسؤوليتي الأخلاقية كمسلم وكشخص قلق للغاية إزاء محنة طائفة مسلمي الملايو في سنغافورة، وهي طائفة تتعرض للتهميش على نحو متزايد في جوانب مختلفة، سواء في التعليم أو الاقتصاد أو الحرية الثقافية».
وحاول ذو الفقار التنصل من الاتهامات بإلقاء الكرة في ملعب الحكومة السنغافورية، زاعما في منشور على «فيسبوك»، أن هذا الإجراء (الحجب) يُظهر أن الخوف يتملك حزب العمل الشعبي الحاكم وأنصاره وأن «اليأس ينال منهم».
وأعلن حزب العمال المعارض في بيان اليوم السبت، أنه لا يسيطر على الأحزاب الأجنبية التي تُعبر عن دعمها لمرشحيه. وأضاف أن فيصل ماناب مرشح الحزب شدد على ضرورة «إبعاد الدين عن السياسة، حتى لا يُستخدم لتحقيق منفعة شخصية أو لمصلحة أي حزب سياسي».
ولم يُدلِ حزب العمل الشعبي بأي تعليق بعد. ولم ترد ميتا أو إسكندر أو حزب الإسلام الماليزي على طلبات للتعليق.
على خطى داعش.. حزب تونسي يدعو لإسقاط «قيم الجمهورية» لإقامة «الخلافة»
دعا حزب إسلاموي في تونس إلى إسقاط قيم الجمهورية وإقامة دولة الخلافة خلال مؤتمره السنوي.
وحصل حزب التحرير، الذي يعتبره طيف واسع من المراقبين في البلاد "متطرفًا"، على رخصته القانونية للعمل السياسي عام 2012، خلال تولي حكومة الترويكا الأولى الإخوانية مقاليد السلطة.
وقال محمد بوعزيز، عضو حزب التحرير، في كلمة اليوم السبت خلال المؤتمر، إن تونس "مرت عليها دساتير جعلتنا نتخبط في وحل الانحطاط والتخلف والتبعية، ولا فرق بين الدستور الأول والثاني، فهي دساتير (...) في ظلها ما زالت البلاد تعاني اقتصاديًا واجتماعيًا وأخلاقيًا".
وأثار انعقاد مؤتمر حزب التحرير جدلًا في تونس، بعد أن أطلق القائمون عليه دعوات لإسقاط قيم الجمهورية، وسط مطالبات بحظره.
ودعا المحلل السياسي التونسي عبد الرزاق الرايس إلى ضرورة منع نشاط حزب التحرير وحلّه، نظرًا لما يمثله من خطورة على مدنية الدولة، خاصة بدعوته إلى سقوط دولة الحداثة ورفض دستورها.
وأكد لـ"العين الإخبارية" أن القانون التونسي لا يسمح بوجود أحزاب ذات مرجعية دينية، ويمنع أيضًا الأحزاب التي تستهدف نسف قيم الجمهورية والحداثة، مشيرًا إلى أن وجود هذا الحزب منافٍ للقانون.
وعبّر عن استغرابه من تنظيم الحزب لمؤتمره السنوي تحت شعار: "فشل دولة الحداثة وحتمية دولة الخلافة".
واعتبر أن هذا التنظيم خطير ومُتطرّف، يسعى إلى قلب هيئة الدولة، وتقويض النظام الجمهوري، ونسف مفهوم وواقع الدولة المدنية الحديثة.
من جهته، أدان شكري عنان، المتحدث باسم حركة "حق"، انعقاد المؤتمر السنوي لحزب التحرير تحت شعار "سقوط دولة الحداثة وحتمية دولة الخلافة".
واعتبر أن "هذا الشعار يستبطن جميع المفاهيم التي بمقتضاها تحرك الدواعش والمجموعات الإرهابية المتطرفة لإسقاط الدول الوطنية، برفع السلاح، وإراقة الدماء، والقتل، والحرب، والسبي، وتدمير دول وشعوب، والقضاء على مقومات دولة القانون والحداثة".
وأكد أن "حزب التحرير لا يؤمن بالجمهورية، ولا بالدولة المدنية، ولا بالتعددية، ولا بالديمقراطية".
وجدد تمسك حركته بـ"مدنية الدولة، والفصل بين الدين والسياسة"، داعيًا السلطة إلى تطبيق القانون وحظر جميع الأحزاب والمنظمات والجمعيات التي تؤسس مبادئها أو خطابها أو توجهاتها على توظيف الدين، وهو المدخل للتطرف والإرهاب ورفع السلاح ضد الدولة أو العنف.
كان حزب "التحرير" محظورًا في عهدي الرئيسين الراحلين الحبيب بورقيبة وزين العابدين بن علي. وبعد الإطاحة ببن علي عام 2011، رفضت حكومة الباجي قائد السبسي، التي قادت البلاد حتى إجراء أول انتخابات حرة، منح الحزب ترخيصًا قانونيًا.
وعمل حزب التحرير على اختراق المؤسسة العسكرية في تونس زمن حكم الرئيس الراحل الحبيب بورقيبة، حيث استقطب العديد من الضباط ضمن استراتيجية تقوم على استلام السلطة عن طريق تنفيذ انقلاب عسكري، لكن السلطات آنذاك تمكنت من إفشال مخطط الحزب، وقامت بحملات مداهمات واعتقالات، وحاكمت العشرات منهم.
الشرق الأوسط: ليبيا: اشتباكات مفاجئة بين ميليشيات مسلحة موالية لحكومة «الوحدة»
اندلعت، مساء الجمعة، اشتباكات مسلحة مفاجئة بين ميليشيات موالية لحكومة «الوحدة» المؤقتة في العاصمة الليبية طرابلس، على خلفية عملية أمنية، وتزامن ذلك مع شن السلطات في ليبيا حملات أمنية مكثفة ضد «مهاجرين غير نظاميين»، السبت، وسط تنافس بين القوات التابعة لحكومتَي «الوحدة» و«الاستقرار» على ملاحقتهم وترحيلهم.
لكن حكومة «الوحدة»، برئاسة عبد الحميد الدبيبة، تجاهلت هذه الاشتباكات المفاجئة، التي شهدها محيط شارع الزاوية بطرابلس، بين عناصر من «جهاز دعم الاستقرار» بقيادة عبد الغني الككلي، التابع للمجلس الرئاسي، وقوات من «جهاز الشرطة القضائية» برئاسة صبري هدية، التابع لوزارة العدل بحكومة «الوحدة».
ورصدت وسائل إعلام محلية مقاطع فيديو لاشتباكات بالأسلحة المتوسطة، وسقوط قذيفة على منزل في شارع الزاوية، وأنباء عن إصابات بين المدنيين، بينما لم تصدر أي جهة رسمية بياناً بشأن الحادث أو حجم الخسائر.
وأفاد شهود عيان بأن الاشتباكات اندلعت عقب محاولة عناصر من الشرطة القضائية اعتقال تاجر مخدرات مطلوب لجهاز «الردع لمكافحة الإرهاب والجريمة المنظمة» في منطقة النوفلين؛ لكن قوات من «دعم الاستقرار» تصدت لهذه المحاولة لحماية المطلوب، الذي «يُعتقد أن له صلات بالجهاز».
وكانت مواجهات مماثلة قد وقعت الشهر الماضي في منطقة طريق المطار، بسبب نزاع على النفوذ.
في المقابل، قالت حكومة «الوحدة» إن وفداً منها بحث، السبت، مع مكتب الممثل التجاري الأميركي فرص التعاون في مجالات النفط والغاز، والطاقات المتجددة، والصحة والتحول الرقمي، والبنية التحتية، مشيرة إلى استعراض رؤية الدبيبة لتعزيز البيئة الاستثمارية، وتوفير التسهيلات للشركات الأميركية العاملة في ليبيا. ونقل عن الجانب الأميركي التزامه بتوسيع نطاق برنامج الامتيازات الجمركية الأميركية لصالح ليبيا، بما يعزز الصادرات الليبية إلى السوق الأميركي، إلى جانب دعم الجهود لتحسين تصنيف ليبيا في قوائم التجارة الدولية.
من جهته، قال سفير فرنسا لدى ليبيا، مصطفى مهراج، إنه بحث، السبت، مع رئيس أركان القوات الموالية لحكومة «الوحدة»، محمد الحداد، سبل تعزيز التعاون الثنائي، وضرورة توحيد المؤسسة العسكرية. وأوضح الحداد أنهما ناقشا آليات التعاون المشترك بين البلدين، وتقديم الدعم العسكري في مختلف المجالات، ونقل عن مهراج دعمه لجهوده من أجل النهوض بالمؤسسة العسكرية وتوحيدها، وتعهد بأن تعمل فرنسا على تحقيق الاستقرار في ليبيا.
في غضون ذلك، أعلنت «إدارة إنفاذ القانون»، التابعة لحكومة «الوحدة المؤقتة» تسليم دوريات حرس الحدود 60 مهاجراً من جنسيات أفريقية مختلفة إلى مركز إيواء العسة، بعد اعتقالهم في بعض التمركزات، مشيرة إلى تكثيف دوريات الغرفة الأمنية المشتركة فى مزدة «عملها الأمني داخل المدينة وضواحيها لضبط التجاوزات، بهدف الحفاظ على الأمن والاستقرار».
في المقابل، أعلن «جهاز مكافحة الهجرة غير الشرعية» بالمنطقة الشرقية، الموالي لحكومة «الاستقرار» برئاسة أسامة حماد، استمرار عملياته الأمنية للحد من ظاهرة وجود الوافدين بشكل غير قانوني، مشيراً إلى «ترحيل 67 مهاجراً غير شرعي من إثيوبيا، و21 من السنغال، بالإضافة إلى 3 من ساحل العاج عن طريق مطار سبها الدولي».
في غضون ذلك، جددت المؤسسة الوطنية لحقوق الإنسان بليبيا مطالبتها للجهات المختصة، وعلى رأسها المجلس الرئاسي، بمعالجة قضية النازحين والمهاجرين قسراً من منطقة أم الفار ببلدية باطن الجبل منذ 2011. وعدت تجاهل معاناتهم لأكثر من 15 عاماً «انتهاكاً جسيماً للحقوق الإنسانية، ويخالف القانون الدولي الإنساني، ونظام روما الأساسي».
وبعدما حملت حكومة «الوحدة» والمجلس الرئاسي المسؤولية عن استمرار هذه المأساة الإنسانية، بسبب «تقاعسهما» عن اتخاذ التدابير اللازمة لضمان العودة الآمنة والكريمة للمهاجرين وجبر ضررهم، طالبت «المؤسسة» بعثة الأمم المتحدة بإعطاء الأولوية لملف التهجير القسري، ودعت المحكمة الجنائية الدولية، ولجنة العقوبات بمجلس الأمن، إلى «فتح تحقيق عاجل لضمان عدم إفلات الجناة من العقاب».
وبدأ وفد من أعيان مدينة الزنتان ووزير الداخلية المكلف بحكومة «الوحدة»، عماد الطرابلسي، زيارة مفاجئة إلى مدينة مصراتة بغرب البلاد، السبت، في إطار ملتقى تنظمه الحكومة بين أعيان مصراتة والزنتان. وحذر أحد أعيان الزنتان الموالين للطرابلسي من أن سقوط حكومة الدبيبة «يعني سقوط ثورة 17 فبراير»، مؤكداً «أهمية استمرار الحكومة» في أداء مهامها.
انفجارات قوية تهز قاعدة جوية للجيش السوداني في أم درمان
هزَّت انفجارات ضخمة في ساعة مبكرة من صباح السبت، أكبر قاعدة جوية للجيش السوداني في شمال أم درمان، فيما تصاعدت أعمدة الدخان الكثيف دون الكشف عن تفاصيل الانفجار.
وفي حين لم يصدر أي تعليق رسمي من الجيش على هذه الانفجارات التي استهدفت قاعدة «وادي سيدنا» الجوية، قال: المستشار بـ«قوات الدعم السريع»، الباشا طبيق، إنه جرى استهداف القاعدة وتدمير عدد من الطائرات الحربية والمسيَّرات ومخازن الأسلحة والذخائر. وأضاف في تدوينة على منصة «إكس» أن «هذا الاستهداف رسالة بأن الحرب دخلت مرحلة جديدة الآن.
وأن الأيام المقبلة ستشهد ضربات موجعة لمواقع استراتيجية للجيش والقوات المتحالفة معه، مشيراً إلى أن (بورتسودان هي الهدف المقبل)».
وقال بعض السكان في المناطق المجاورة، إنهم شاهدوا مسيَّرات أضواء خاطفة فوق محيط القاعدة العسكرية بمحلية كرري، شمال أم درمان قبل ثوانٍ من حدوث انفجارات عنيفة هزَّت الأرض، وتصاعد النيران بكثافة من المنطقة المستهدفة.
ورجَّح السكان المحليون في منشورات متداولة على موقع «فيسبوك» أن تكون الانفجارات ناتجة عن ضربات بطائرات مسيَّرة، ولم يُعرف بعد النطاق الكامل للانفجار والخسائر التي خلَّفها في غياب أي معلومات من جانب الجيش السوداني.
ويتخذ الجيش السوداني من قاعدة «وادي سيدنا» التي تبعد نحو 22 كيلومتراً من مركز العاصمة الخرطوم، مركزاً رئيسياً لإدارة العمليات العسكرية في الحرب ضد «قوات الدعم السريع». وتعد كبرى القواعد العسكرية للجيش السوداني، وبها أقدم المطارات العسكرية في البلاد، الذي أنشئ عام 1967 أثناء الحرب بين العرب وإسرائيل، وأُطلق عليه اسم قاعدة «ناصر الجوية»، نسبة للرئيس المصري السابق جمال عبد الناصر في ذلك العام.
هجوم على الكلية الحربية
وفي هجوم آخر بالتزامن، استهدفت المسيَّرات مقر الكلية الحربية للجيش السوداني المجاورة للقاعدة العسكرية.
وأظهرت مقاطع فيديو متداولة في منصات التواصل الاجتماعي مشاهد توثق لحظات الانفجارات الأولى داخل قاعدة الجيش السوداني. وتكشف الهجمات الأخيرة على المناطق العسكرية عن قصور كبير على قدرة الجيش السوداني في التصدي للضربات بالمسيَّرات التي تستهدف البنية التحتية في شمال البلاد التي ظلت خارج نطاق الحرب.
وفي الأسابيع الماضية، استهدفت «قوات الدعم السريع» بالطائرات المسيرة منشآت الكهرباء ومطارات ومخازن الوقود، في مدن دنقلا ومروي وعطبرة والدامر وشندي، بشمال البلاد، وهي مناطق بعيدة جداً عن جبهات المواجهة.
وتسببت الهجمات المتواصلة منذ أشهر في أضرار كبيرة لمحطات الكهرباء، وانقطاع التيار الكهربائي عن ولايات في شمال وشرق ووسط البلاد، بما في ذلك مدينة بورتسودان الساحلية، العاصمة الإدارية الموقتة للبلاد.
ويرجح على نطاق واسع حصول «قوات الدعم السريع» على مسيَّرات استراتيجية متطورة، يصعب على المضادات الأرضية للجيش السوداني التصدي لها وإسقاطها. وأصبحت الهجمات بالطائرات المسيَّرة بعيدة المدى ظاهرة جديدة في الحرب الدائرة بين الجيش السوداني و«قوات الدعم السريع» التي دخلت عامها الثالث.
«الخارجية» تدين
وفي سياق متصل، نددت وزارة الخارجية السودانية بما سمَّتها الجريمة الإرهابية التي ارتكبتها «ميليشيات الدعم السريع» الجمعة، باستهدافها مركز إيواء بمدينة عطبرة بولاية نهر النيل، أسفر عن مقتل 11 من النازحين، بينهم 4 من أسرة واحدة، وكذلك قصفها محطة الكهرباء التحويلية بالمدينة.
وقالت في بيان، السبت، إن «الميليشيات الإرهابية استخدمت في هجومها على المدنيين العزل، مسيرات حديثة». وأضافت أن «هذه الأساليب بعد الهزائم المتتالية التي مُنيت بها في الأشهر الأخيرة في مناطق العمليات، ظلّت تُهاجم محطات الطاقة في كل أنحاء البلاد، بهدف تعطيل محطات المياه والمستشفيات وكل الخدمات الأساسية».
وذكر بيان «الخارجية السودانية» بأن التصعيد يأتي بعد أيام من تجديد مطالبات مجلس الأمن الدولي والأمم المتحدة للدعم السريع، بوقف الهجمات على النازحين، ورفع الحصار عن الفاشر عاصمة ولاية شمال دارفور. ودعت «الخارجية السودانية»، المجتمع الدولي لاتخاذ إجراءات ملموسة لإنهاء إفلات «الميليشيات الإرهابية من العقاب».
وتعطلت محطة كهرباء مدينة عطبرة عن العمل، وانقطع التيار الكهربائي عن ولايتَي نهر النيل والبحر الأحمر، جرّاء هجوم بالطائرات المسيّرة انطلق من مناطق سيطرة «قوات الدعم السريع»، هو الرابع من نوعه الذي يستهدف المدينة.
البرهان: واثقون بالنصر... وسنوقف هجمات المسيّرات
طمأن رئيس مجلس السيادة الانتقالي، قائد الجيش السوداني، عبد الفتاح البرهان، الشعب السوداني، بشأن المسيَّرات التي تطلقها «قوات الدعم السريع» على محطات الكهرباء، وقال: «قريباً لن تسمعوا بهذه المسيرات».
وأكَّد لدى مخاطبته السبت «مبادرة عافية وطن» لدعم الشهداء والمتضررين من الحرب، في مدينة بورتسودان العاصمة الإدارية الموقتة للبلاد، استمرار القتال ضد «قوات الدعم السريع»، وحسم الحرب عسكرياً.
وقال: «نحن واثقون بالنصر بما يخدم قضيتنا»، مشيراً إلى أن «الله سيسهل لنا طريق النصر للقضاء على هؤلاء، ومن يساندهم من القوى السياسية أو الدول». وأضاف: «الشعب قد يتعثر أو يتأخر، لكنه في النهاية سينتصر لأنه على حق». وأوضح أن «الأمور تسير بصورة كما خطط لها، مطالباً السودانيين بالصبر». وأردف: «قريباً لن تسمعوا بالمسيّرات تضرب المرافق الخدمية والمدنية».
وأوضح أن العقيدة العسكرية للقوات المسلحة السودانية قائمة على الدفاع عن النفس، وكل أسلحتها دفاعية، «ولم نفكر في اقتناء أسلحة لمهاجمة دول أخرى، وهذا الأمر سيجعلنا نعيد حساباتنا، ونرد الصاع لمن يحاول أن يعتدي علينا أو المساس بشعبنا». وقال: «يجب أن نقتص من هؤلاء القتلة المجرمين».
وأشار إلى أن «قوات الدعم السريع» تضرب عرض الحائط بكل القرارات الدولية، في إشارة إلى عدم التزامها بقرارات مجلس الأمن الدولي بفك الحصار عن الفاشر عاصمة ولاية شمال دارفور.