تقرير استخباراتي: طالبان تخشى سقوط النظام الإيراني وتحذر من لجوء الحرس الثوري والقاعدة

الخميس 19/يونيو/2025 - 03:00 م
طباعة تقرير استخباراتي: علي رجب
 
 مع اشتداد حدة المواجهة العسكرية بين إيران وإسرائيل، كشف تقرير صادر عن صحيفة أفغانستان إنترناشيونال نقلا عن مصادر استخباراتية مطلعة، أن حركة طالبان عقدت اجتماعا سريا رفيع المستوى ناقشت فيه سيناريوهات محتملة لانهيار النظام الإيراني، معربة عن قلق بالغ من انعكاسات ذلك على الأمن الداخلي والاقتصاد الأفغاني ومكانة الحركة الإقليمية.
مخاوف أيديولوجية وعزلة محتملة
وفقا للمصادر، فإن طالبان ترى في احتمال صعود نظام ديمقراطي موال للغرب في طهران تهديدا مباشرا لأيديولوجيتها الإسلامية المتشددة، معتبرة أن انهيار الجمهورية الإسلامية سيؤدي إلى تحجيم نفوذها وعزلها عن المشهد السياسي الإقليمي، خاصة إذا شكلت إيران مستقبلية شريكا للولايات المتحدة.
ارتدادات اقتصادية حادة
الاجتماع الاستخباراتي سلط الضوء كذلك على البعد الاقتصادي، إذ تعتمد أفغانستان بشكل كبير على الواردات الإيرانية من الوقود والمواد الغذائية ومواد البناء. وذكرت مصادر أفغانستان إنترناشيونال أن أسعار الوقود في الأسواق المحلية ارتفعت منذ بداية الحرب، ما يهدد بمزيد من الأزمات في اقتصاد هش يعاني أصلا من العزلة الدولية وقلة الموارد.
إيران كملاذ للقوى المناهضة لطالبان
من أبرز ما تناولته نقاشات الاستخبارات الأفغانية هو الخشية من أن تتحول إيران في حال تغير نظامها إلى قاعدة انطلاق للفصائل المعارضة لطالبان. وأشارت التقديرات إلى أنه في حال تشكل نظام جديد في طهران يتبنى سياسات أكثر انفتاحا تجاه الغرب، فقد يسمح لقوى المعارضة بتنظيم صفوفها والعمل انطلاقا من الأراضي الإيرانية.
احتمالية لجوء الحرس الثوري إلى أفغانستان
المصادر الاستخباراتية أبلغت عن نقاشات جادة داخل قيادة طالبان بشأن احتمال لجوء عدد من كبار قادة الحرس الثوري الإيراني إلى أفغانستان في حال سقوط النظام، وتقديمهم طلبات حماية من طالبان. وذكرت التقارير أن الحركة تدرس كيفية التعامل مع هذا السيناريو، خاصة إذا رافقه عرض بالدعم أو التعاون.
ملف تنظيم القاعدة يعود للواجهة
في سياق متصل، ناقش الاجتماع مصير قيادات بارزة في تنظيم القاعدة يعتقد أنهم يقيمون في إيران، مثل سيف العدل وأبو عبد الرحمن. وقد طرحت احتمالات انتقالهم إلى أفغانستان في حال انهيار الجمهورية الإسلامية، وطلبت أجهزة استخبارات طالبان من القيادة السياسية تحديد موقف واضح من هذا الملف الحساس، في ظل ضغوط دولية سابقة تتعلق بإيواء الإرهابيين.
ختام
تشير هذه التحركات إلى أن حركة طالبان لا تنظر إلى الحرب بين إيران وإسرائيل من زاوية بعيدة، بل تعتبر أن تطوراتها قد تعيد رسم خارطة النفوذ في المنطقة، وتهدد توازناتها السياسية والاقتصادية. ومن الواضح أن الحركة تستعد لاحتمالات متعددة في ظل واقع إقليمي متفجر وغامض.

شارك