بعد مذبحة مار الياس الفاتيكان يحذر من خطر زوال الحضور المسيحي في الشرق

الأربعاء 02/يوليو/2025 - 02:59 م
طباعة بعد مذبحة مار الياس روبير الفارس
 
عبّر عميد دائرة الكنائس الشرقية الكاردينال كلاوديو جوجيروتي عن قلقه البالغ حيال المآسي الراهنة في منطقة الشرق الأوسط، تمامًا كما فعل البابا لاون الرابع عشر خلال لقائه المشاركين في الجمعية العامة لهيئة "رواكو"، ولفت إلى خطر زوال الحضور المسيحي في الشرق، الذي هو أرض الشهداء المسيحيين.
 وفي مقابلة مع موقع فاتيكان نيوز الإلكتروني، قال إنّ الانطباع السائد اليوم هو أن الناس بدأوا يفقدون ما قاموا ببنائه على مدى قرون من الزمن: الحرية، حقوق الشخص، والحق القانوي والإنساني الدولي. واعتبر نيافته أن السياسة تبدو عاجزة عن وضع حد للمآسي الراهنة اليوم، خصوصًا عندما تُنتهك حقوق الأشخاص ويُداس القانون الدولي والإنساني.وذكّر المسؤول الفاتيكاني بأنّ العنف السائد في الشرق يحمل المسيحيين على النزوح، ويُلغي وجودهم. وتساءل: إلى متى سيتسمر العنف والتهجير؟ وإذا ما كان السبب مرتبطًا بالتطرّف الديني وحسب، أم هناك دوافع سياسية وراء ما يجري.وأضاف أنّه يود أن يضم صوته إلى صوت البابا لاون الرابع عشر وأن يدعو العالم إلى الاستيقاظ من سباته قبل فوات الأوان. وقال: يجب ألا نستمر في صراعاتنا الصغيرة على السلطة، لافتًا إلى أن الأقلية العدديّة المسيحيّة هي تلك المعرضة للزوال أكثر من غيرها. ومع ذلك يحافظ المؤمنون المسيحيون المضطهدون على رجائهم، خلافًا لأولئك الذين يراقبون من الخارج.وتوقف الكاردينال جوجيروتي عند الحوار المسكوني، الذي يكتسب أهمية كبرى في الشرق، معتبرًا أن التضامن الذي يتحقق اليوم بين مختلف الكنائس في المنطقة يشكّل دعوة لنا جميعًا ولباقي كنائس العالم إلى الشركة، التي لم تتحقق لغاية اليوم من خلال التأملات اللاهوتيّة. قبل الحرب الأهليّة في البلاد التي استمرّت 13 عامًا، كان المسيحيون يشكلون حوالي 10 في المئة من سكان سوريا البالغ عددهم 22 مليون نسمة، لكن أعدادهم تقلصت بشكل ملحوظ منذ ذلك الحين مع فرار مئات الآلاف إلى الخارج.كانت الكنائس من بين المباني التي قصفتها الحكومة السورية والقوات الروسية المتحالفة معها خلال الحرب، لكن ليس أثناء وجود المصلّين داخلها. كما أُجبر آلاف المسيحيين على ترك منازلهم بسبب تهديد جماعات مسلحة مثل تنظيم داعش،  وفي سياق متصل قال النائب الرسولي في حلب المطران حنا جلوف، في مقابلة مع وسائل إعلام الفاتيكان، بعد  الهجوم الإرهابي الذي ضرب الأحد الماضي كنيسة مار الياس للروم الأرثوذكس في الدويلعة، بالعاصمة السوريّة دمشق، مما أدى إلى استشهاد أكثر من 20 مصليًّا كانوا مجتمعين في الكنيسة للاحتفال بالقداس الإلهي.
"إذا كان 50% من السكان يفكرون في مغادرة البلاد قبل الهجوم الإرهابي، فإنّ النسبة قد ارتفعت الآن إلى 90%: الناس خائفون بشكل متزايد"، موضحًا كيف طمأنته الحكومة السورية بأن الأمور سوف تستمرّ في التحسن في المستقبل. وأضاف أن السلطات طلبت من جميع المسيحيين أن يبقوا هادئين لأنّ حياتهم وممتلكاتهم سيتم الدفاع عنها وحمايتها. كما أنها ضمنت إمكانية ممارسة الإيمان بحرية كاملة. وقال "لدينا أمل كبير حقًا".ثمّ وجّه المطران جلوف نداءً إلى جميع الممسيحيين قائلا : "لا تخافوا، فمن المؤكد أن المستقبل سيكون أفضل من الماضي. لكن الأمر يتطلب وقتًا، علينا التحلّي بالصبر". في غضون ذلك، تبنت جماعة "سرايا أنصار السنة" المتطرّفة هجوم الأحد الماضي. وهددت الجماعة، في منشور على مواقع التواصل الاجتماعي، بـ"هجمات أخرى". ووفقًا لمتحدث باسم وزارة الداخلية، فقد أُلقي القبض على الجاني مع أعضاء آخرين في الجماعة. كما ضُبطت كمية كبيرة من الأسلحة والمتفجرات.

شارك