"من يتصدى للمشروع الإيراني في اليمن؟": متابعات الصحف العربية والأجنبية

الأربعاء 09/يوليو/2025 - 03:04 ص
طباعة من يتصدى للمشروع إعداد أميرة الشريف
 
تقدم بوابة الحركات الاسلامية أبرز ما جاء في الصحف ووكالات الأنباء العربية والعالمية بخصوص الأزمة اليمنية، ومشاورات السويد، والدعم الإيراني للحوثيين، بكافة أشكال الصحفي (أخبار – تعليقات – متابعات – تحليلات– آراء) اليوم 9 يوليو 2025.

الحوثي: ملتزمون بحرية الملاحة للجميع باستثناء إسرائيل ومن يدعمها

قالت جماعة الحوثي اليمنية، مساء الثلاثاء، إنها ملتزمة بحرية الملاحة في البحر الأحمر "للجميع باستثناء إسرائيل ومن يدعمها"، وذلك بعد ساعات من حديث الولايات المتحدة عن سقوط قتلى وجرحى بطاقم سفينة استهدفتها الجماعة.

جاء ذلك في تصريح لرئيس المجلس السياسي الأعلى للحوثيين مهدي المشاط، نشرته وكالة أنباء (سبأ) التابعة للجماعة.

وشدد المشاط على "الالتزام بحرية الملاحة للجميع باستثناء الكيان الصهيوني ومن يدعمه في العدوان على أهلنا في غزة".

وأضاف: "ليست لدينا أي رغبة في استهداف أحد لا علاقة له بدعم الكيان الصهيوني، وقد أنشأنا مركز عمليات إنساني للتنسيق مع شركات الملاحة حرصا منا على تجنب الضرر ما أمكن".

وأكد أنه "على جميع شركات الملاحة الالتزام بتعليمات وقرارات قواتنا المسلحة، ومن يتجاهلها يتحمّل مسؤولية ذلك".

ودعا المشاط إلى "الابتعاد عن التعامل مع أصول الكيان الصهيوني"، متوعدا بأن قوات الجماعة "المتعاظمة والمنضبطة ستواصل عملياتها بهدف وقف العدوان ورفع الحصار عن غزة وفقا للمواثيق الدولية"، حسب تعبيره.

يأتي ذلك بعد ساعات من إعلان الولايات المتحدة سقوط قتلى وجرحى في طاقم سفينة تجارية تعرضت لهجوم الحوثيين في البحر الأحمر.

وأدانت السفارة الأمريكية لدى اليمن، في منشور على "إكس"، هجوم جماعة الحوثي على السفينة التجارية "إترنيتي سي"، قائلة إنه "أسفر عن إصابات وخسائر فادحة في الأرواح بين أفراد طاقمها المدني"، دون ذكر تفاصيل أكثر.

والاثنين، أعلنت هيئة عمليات التجارة البحرية البريطانية، تعرض سفينة غربي سواحل مدينة الحديدة اليمنية لهجوم بخمس قذائف صاروخية أطلقت من مركب صغير.

ورفضا لحرب تل أبيب المتواصلة على قطاع غزة، يهاجم الحوثيون سفن إسرائيل وكذلك السفن المتوجهة إليها.

ومنذ 7 أكتوبر 2023 تشن إسرائيل إبادة جماعية بغزة تشمل القتل والتجويع والتدمير والتهجير القسري، متجاهلة النداءات الدولية كافة وأوامر لمحكمة العدل الدولية بوقفها.

وخلفت الإبادة، بدعم أمريكي، أكثر من 194 ألف فلسطيني بين شهيد وجريح، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 10 آلاف مفقود، إضافة إلى مئات آلاف النازحين ومجاعة أزهقت أرواح كثيرين بينهم عشرات الأطفال.

هجوم حوثي يقتل بحارَين ويهدد بإغراق ثاني سفينة خلال يومين

دخل تصعيد الجماعة الحوثية البحري منعطفاً دامياً مع مقتل بحارين اثنين، وإصابة آخرين جراء هجوم في البحر الأحمر استهدف سفينة شحن يونانية ترفع علم ليبيريا، وسط مخاوف من تعرضها للغرق كما حدث إثر هجمات الأحد الماضي ضد سفينة «ماجيك سيز».

وأكدت مصادر غربية ويمنية الهجوم الجديد الذي يحمل بصمات الحوثيين الذين يزعمون أنهم يشنون عملياتهم لمنع ملاحة السفن المرتبطة بالمواني الإسرائيلية بغض النظر عن جنسيتها.

ونقلت «رويترز» أن وفد ليبيريا، أكد الثلاثاء، خلال اجتماع للمنظمة البحرية الدولية التابعة للأمم المتحدة، أن اثنين من أفراد طاقم سفينة الشحن «إتيرنيتي سي» التي ترفع علم ليبيريا وتشغلها شركة يونانية لقيا حتفهما جراء هجوم بزوارق مسيرة وقوارب سريعة قبالة اليمن.

وهذه هي المرة الأولى منذ يونيو (حزيران) 2024 التي يقتل فيها بحارة في هجمات على سفن في البحر الأحمر، حيث قتل حينها أربعة بحارة إثر هجوم على سفينة ترفع علم ليبيريا.

وبحسب مصادر الأمن البحري البريطانية، لا تزال السفينة، التي يبلغ طاقمها 22 شخصاً، تتعرض لهجوم متواصل منذ الاثنين، جنوب غربي مدينة الحديدة، مما خلّف «أضراراً جسيمة»، وسط مخاوف من تعرضها لمصير السفينة «ماجيك سيز» التي أكد الحوثيون غرقها.

وأوضحت هيئة عمليات التجارة البريطانية في تقرير بثته على منصة «إكس» أن «السفينة تعرضت لأضرار جسيمة، وفقدت قوة الدفع... وهي محاطة بزوارق صغيرة، وتتعرض لهجوم متواصل»، مضيفةً أن «السلطات تحقق في الأمر».

وفي وقت لم يتبن الحوثيون على الفور هذه الهجمات على السفينة، كانت هيئة الأمن البحري البريطانية «أمبري» أبلغت عن تعرض سفينة شحن ترفع علم ليبيريا لهجوم دون ذكر اسمها.

وكان المتحدث العسكري باسم الحوثيين يحيى سريع تبنى، الاثنين، إغراق السفينة «ماجيك سيز»، وهي سفينة شحن سائبة تملكها جهات يونانية، وترفع أيضاً علم ليبيريا.

وقال سريع في بيان إنها تابعة لشركة انتهكت حظر الدخول إلى مواني إسرائيل، وفق زعمه، موضحاً أنه تمت مهاجمتها بزورقين مسيرين، وخمسة صواريخ باليستية ومجنحة، وثلاث طائرات مسيرة، مشيراً إلى أن جماعته وثقت غرقها بالصوت والصورة، وسمحت للطاقم بالإخلاء.

ويُعتقد أن الجماعة الحوثية حاولت قرصنة السفينة، إلا أن طاقمها الأمني رد بإطلاق النار، ما دفع الجماعة إلى استخدام الصواريخ والزوارق المسيرة المفخخة في استهدافها.

تنديد يمني
على وقع التصعيد الحوثي البحري، وصف وزير الإعلام اليمني معمر الإرياني الهجوم الجديد بأنه «اعتداء إرهابي» يكشف مجدداً إصرار الميليشيا على المضي في تهديد خطوط الملاحة الدولية، وأمن الطاقة، وإمدادات الغذاء، في واحد من أهم الممرات المائية في العالم. على حد قوله.

ووفقاً للمعلومات التي أوردها الوزير اليمني، حدث الهجوم الحوثي في الساعة الثامنة مساء الأحد بتوقيت اليمن، حيث اقترب زورقان سريعان وطائرات مسيرة هجومية من السفينة، وأطلقت الزوارق النار عليها، ما استدعى رد فريق الحماية المسلحة على متنها.

وقال إن الهجوم أسفر عن إصابة اثنين من أفراد الطاقم، وفقدان اثنين آخرين، فيما يُعتقد أن محركات السفينة تعطلت، وبدأت في الانجراف، في تطور خطير يهدد بوقوع كارثة إنسانية وبيئية جديدة في البحر الأحمر. وفق تعبيره.

واتهم الوزير اليمني في تصريحات رسمية إيران بالإيعاز للحوثيين بتنفيذ هذه الهجمات، ودعا المجتمع الدولي والأمم المتحدة والدول دائمة العضوية في مجلس الأمن إلى اتخاذ موقف حازم، واتخاذ إجراءات عملية لردع الجماعة الحوثية، ومحاسبتها.

وأكد الإرياني أهمية حماية حرية الملاحة في البحر الأحمر وباب المندب، بما يضمن أمن واستقرار المنطقة، ويجنبها تبعات هذه الأعمال العدوانية الخطيرة.

وكانت سلطنة عمان توسطت في اتفاق بدأ سريانه في 6 مايو (أيار) الماضي تعهدت فيه الجماعة الحوثية بالتوقف عن مهاجمة السفن الأميركية في البحر الأحمر مقابل وقف الحملة العسكرية الواسعة التي أطلقها ترمب. لكن الاتفاق لم يشمل إسرائيل.

وشن الحوثيون أكثر من 150 هجوماً ضد السفن منذ نوفمبر (تشرين الثاني) 2023، ما تسبب في إرباك حركة الشحن الدولي عبر البحر الأحمر. وأدت الهجمات إلى غرق سفينة بريطانية، وأخرى يونانية.

كما أدت الهجمات إلى تضرر العديد من السفن الأخرى، فضلاً عن قرصنة السفينة «غالاكسي ليدر» مع اعتقال طاقمها لأكثر من عام. كما تسبب هجوم آخر على سفينة شحن ليبيرية في مقتل أربعة بحارة.

أضرار ميناء الحديدة
في اتجاه آخر، أعلنت شركة «أمبري» البريطانية للأمن البحري، الثلاثاء، أنها رصدت صوراً تؤكد تعرض أرصفة خرسانية في ميناء الحديدة اليمني لأضرار جراء غارات إسرائيلية.

وأضافت الشركة أن سفينتين تحملان علم باربادوس، على الأرجح، تضررتا جراء انفجار نتيجة الهجمات، مشيرة إلى أن السفينتين لم تبلغا عن أي إصابات بين طاقميهما.

وكان الجيش الإسرائيلي شن الاثنين الموجة الحادية عشرة من الضربات الانتقامية رداً على هجمات الحوثيين، مستهدفاً مواني الحديدة الثلاثة على البحر الأحمر، ومحطة كهرباء، وسفينة تحتجزها الجماعة منذ أواخر 2023.

وأطلقت إسرائيل على عمليتها الجديدة مسمى «الراية السوداء»، وجدد وزير خارجيتها جدعون ساعر في تغريدة على منصة «إكس» تحذيراته للحوثيين وقال: «كما حذّرتُ: قانون اليمن هو نفسه قانون طهران. من يحاول إيذاء إسرائيل سيُؤذى، ومن يرفع يده ضدها ستُقطع. وسوف يستمر الحوثيون في دفع ثمن باهظ نتيجة أفعالهم».

وفي حين يهوّن زعيم الجماعة عبد الملك الحوثي من أثر الضربات الإسرائيلية، تواجه تل أبيب -إلى جانب البعد الجغرافي- شحة في المعلومات الاستخبارية التي قد تمكنها من توجيه ضربات موجعة للجماعة، على غرار ما حدث مع «حزب الله»، وإيران.

وبحسب مراقبين يمنيين، دفع هذا القصور في الحصول على معلومات عن مخابئ قادة الجماعة وتحركاتهم إسرائيل إلى الاكتفاء بتكرار الضربات الانتقامية على البنى التحتية الاقتصادية الخاضعة للجماعة.

توثيق مئات الانتهاكات الحوثية في صنعاء خلال نصف عام

في الوقت الذي تستمر فيه جماعة الحوثيين في ممارسة القمع والترويع ضد المدنيين في العاصمة اليمنية المختطفة صنعاء وفي ريفها، كشفت تقارير حقوقية محلية عن توثيق مئات الانتهاكات خلال النصف الأول من العام الحالي، وسط دعوات متصاعدة إلى تحرك دولي يضع حداً لهذه الجرائم المنهجية.

وفي أحدث حلقات هذا القمع، داهم مسلحون حوثيون منزل شخص يدعى محمد الزراعي في مديرية شعوب، واعتدوا عليه قبل أن يختطفوه إلى جهة مجهولة، متهمين إياه بالتعاون مع من يصفونهم بـ«الأعداء»، في إشارة إلى الولايات المتحدة وإسرائيل. وأفاد شهود بأن المسلحين نهبوا ممتلكات المنزل، وأثاروا الخوف بين النساء والأطفال.

تأتي هذه الواقعة ضمن سلسلة طويلة من الانتهاكات التي طالت آلاف المدنيين في صنعاء، وتزامنت مع تدهور غير مسبوق في الوضع المعيشي جراء سياسات التجويع والإفقار التي تنتهجها الجماعة منذ أكثر من عشر سنوات.

وبحسب تقرير حديث صادر عن منظمة «شهود لحقوق الإنسان»، وثّقت المنظمة 547 انتهاكاً، منها 526 ارتكبها الحوثيون، بنسبة تجاوزت 96 في المائة، في حين نُسبت 20 حالة إلى غارات أميركية سابقة.

وشملت الانتهاكات الحوثية القتل خارج نطاق القانون، والخطف، والتعذيب، والإخفاء القسري، وتجنيد الأطفال، والتهجير ونهب الممتلكات، والاعتداء على الأعيان المدنية، وفرض إتاوات غير قانونية، وفصل موظفين من أعمالهم.

ورصدت المنظمة 6 حالات قتل لمدنيين، بينهم 3 جراء ألغام حوثية، وواحدة تحت التعذيب، وأخرى نتيجة ضرب مبرح، إضافة إلى حالة قتل بإطلاق نار مباشر. كما وثّق التقرير 41 حالة اختطاف، و8 حالات تعذيب، و5 حالات إخفاء قسري، أبرزها استمرار إخفاء المواطن إسماعيل الرمادي منذ عام 2014.

كما سجل التقرير 40 حالة تجنيد لأطفال، و36 حالة تهديد وترويع، و9 اعتداءات على منازل، و4 حالات نشر منصات صواريخ في أحياء سكنية. إلى جانب ذلك، سُجلت 20 حالة تهجير قسري، و97 حالة نزوح داخلي، و127 حالة فصل تعسفي، و4 انتهاكات طالت دور عبادة، و41 حالة إجبار تربويين على حضور دورات طائفية.

دعوات للمساءلة
طالبت المنظمة الحقوقية المجتمع الدولي بوقف هذه الانتهاكات فوراً، والإفراج عن المختطفين والمخفيين قسراً، ووقف تجنيد الأطفال واستهداف المعلمين ودور العبادة، وفتح تحقيق دولي محايد لمحاسبة المسؤولين وتعويض الضحايا.

وفي تقرير آخر، قال «مركز العاصمة الإعلامي» إن جماعة الحوثي ارتكبت 400 جريمة وانتهاكاً خلال شهر مايو (أيار) فقط، شملت القتل والتفجير والخطف وتدمير الممتلكات وعسكرة الأحياء السكنية.

وأكد التقرير أن سكان صنعاء عاشوا خلال تلك الفترة حالة من الرعب، بسبب بطش الجماعة والغارات الإسرائيلية التي استدعتها تحركات الحوثيين؛ ما أدى إلى مقتل مدنيين وتدمير منازل وبنى تحتية.

ووثق المركز 40 جريمة خطف، وجريمة قتل، و22 انتهاكاً لحرية التعبير، و5 عمليات دهم للمنازل، و3 حملات جباية قسرية، إضافة إلى نهب مجوهرات نسائية وتهجير قسري للسكان من بعض الأحياء.

وفي تقرير ثالث لمنظمة «دي يمن للحقوق والتنمية»، تم تسجيل أكثر من 692 انتهاكاً في صنعاء خلال عام 2023، طالت 477 رجلاً و21 امرأة و15 طفلاً، جميعهم تعرضوا لاعتداءات مختلفة شملت الإذلال والتعسف والحرمان من الحقوق الأساسية.

وتعكس هذه الأرقام واقعاً مرعباً لسكان صنعاء في ظل سيطرة جماعة لا تتوانى عن استخدام كل أدوات البطش لترسيخ نفوذها بالقوة.

قتيلان ومصابان على الأقل في هجوم على سفينة يونانية بالبحر الأحمر

قال وفد ليبيريا خلال اجتماع للمنظمة البحرية الدولية، الثلاثاء، إن اثنين من أفراد طاقم سفينة الشحن «إترنيتي سي» التي ترفع علم ليبيريا وتشغلها شركة يونانية لقيا حتفهما جراء هجوم بمسيرات وقوارب سريعة قبالة اليمن في ثاني واقعة من نوعها خلال يوم بعد شهور من الهدوء.

البحر الأحمر الذي يطل عليه اليمن من الممرات المائية الحيوية للنفط والسلع الأولية العالمية منذ فترة طويلة، لكن حركة الملاحة انخفضت فيه منذ أن بدأ الحوثيون المتحالفون مع إيران استهداف السفن في نوفمبر (تشرين الثاني) 2023 في ما يقولون إنه تضامن مع الفلسطينيين ضد إسرائيل في حرب غزة.

وهذه هي المرة الأولى منذ يونيو (حزيران) 2024 التي يُقتل فيها بحارة في هجمات على سفن في البحر الأحمر، ليرتفع عدد قتلى هذه الهجمات إلى ستة.

وقبل ساعات من الهجوم، أعلن الحوثيون مسؤوليتهم عن هجوم على الناقلة «إم في ماجيك سيز» التي ترفع العلم الليبيري، وتديرها شركة يونانية قبالة جنوب غربي اليمن، يوم الأحد، وقالوا إن السفينة غرقت. وافادت الشركة المشغلة للسفينة بأنها لم تتحقق من المعلومات التي تفيد بغرقها.

وقالت السلطات في جيبوتي إن جميع أفراد طاقم «ماجيك سيز» تم إنقاذهم من خلال سفينة تجارية كانت تعبر في المنطقة، ووصلوا بسلام إلى جيبوتي، الاثنين.

ولم يعلق الحوثيون على واقعة «إترنيتي سي».

وقال مندوب ليبيريا في اجتماع المنظمة التابعة للأمم المتحدة بلندن: «بينما تعاني ليبيريا صدمة وحزناً جراء الهجوم على (ماجيك سيز)، تلقينا بلاغاً يفيد بتعرض «إترنيتي سي» لهجوم مروع هي الأخرى؛ ما أسفر عن مقتل اثنين من البحارة».

يعطل الحوثيون منذ نوفمبر 2023 حركة التجارة بإطلاق مئات الطائرات المسيرة والصواريخ على سفن في البحر الأحمر قائلين إن السفن التي يستهدفونها مرتبطة بإسرائيل.

في حين توصل الحوثيون إلى اتفاق لوقف إطلاق النار مع الولايات المتحدة في مايو (أيار)، جددوا التأكيد على الاستمرار في مهاجمة السفن التي يقولون إنها مرتبطة بإسرائيل.

وقال الأمين العام للمنظمة أرسينيو دومينجيز، الثلاثاء: «بعد أشهر عدة من الهدوء، يشكل استئناف الهجمات المؤسفة في البحر الأحمر تجدداً لانتهاك القانون الدولي وحرية الملاحة».

وأضاف: «البحارة الأبرياء والسكان المحليون هم الضحايا الرئيسيون لهذه الهجمات والتلوث الذي يترتب عليها».

«تزايد المخاطر»
كانت كل من «إترنيتي سي» و«ماجيك سيز» ضمن أسطولين تجاريين زارت سفن تابعة لهما مواني إسرائيلية خلال العام الماضي.

وقالت إيلي شفيق رئيسة قسم المعلومات لدى شركة «فانجارد تيك» لإدارة المخاطر البحرية والتي تتخذ من بريطانيا مقراً: «توقُّف نشاط الحوثيين لا يشير بالضرورة إلى تغيير في النيات. ما دام الصراع في غزة مستمراً، فإن السفن ذات هذا النوع من الارتباط، سواء كان وهمياً أم حقيقياً، ستظل تواجه تزايداً في المخاطر».

وأفادت شركة «كوزموشيب مانجمنت» المشغلة للسفينة «إترنيتي سي» ومصادر بقطاع الأمن البحري لـ«رويترز» بأن اثنين على الأقل من أفراد الطاقم أصيبا، وأن السفينة تجنح.

وقالت مصادر في قطاع الأمن البحري لـ«رويترز» إن «إترنيتي سي» التي تقل على متنها طاقماً يضم 22 فرداً، وهم 21 فلبينياً وروسي واحد، تعرضت لهجوم بقوارب مسيرة وقذائف صاروخية أُطلقت من قوارب سريعة مأهولة.

لحظة الهجوم الحوثي على سفينة ”ماجيك سيز”

عرضت جماعة الحوثي مشاهد مصورة توثق الهجوم الذي استهدف السفينة التجارية "ماجيك سيز" في البحر الأحمر، والذي أسفر عن غرقها بالكامل، وفق ما أظهرته لقطات بثها ما يسمى بالإعلام الحربي التابع للجماعة.

الفيديو الذي نُشر اليوم الثلاثاء، وطالعه "المشهد اليمني" ، يظهر عناصر حوثية يوجهون نداءات إلى طاقم السفينة للتوقف، زاعمين أن السفينة خرقت قرارًا بمنع الإبحار نحو الموانئ الإسرائيلية. ووفقًا للمشاهد، تجاهل الطاقم النداءات، ما دفع الجماعة إلى تنفيذ عملية استهداف بواسطة زوارق مسيرة، أعقبها اشتعال النيران وتسرب المياه، قبل أن يتم تنفيذ عملية اقتحام من قبل مجموعة خاصة، وانتهت بغرق السفينة.

وكان المتحدث العسكري للجماعة يحيى سريع، أعلن إغراق السفينة بالكامل، وقال إن العملية جرت مساء الإثنين باستخدام زوارق مسيّرة وصواريخ باليستية ومجنحة وطائرات دون طيار، مشيرًا إلى أن السفينة تابعة لشركة قال إنها انتهكت حظرًا مفروضًا من الحوثيين على دخول الموانئ الإسرائيلية، مضيفًا أن ثلاث سفن للشركة نفسها دخلت تلك الموانئ في وقت سابق رغم التحذيرات.

في المقابل، أعلنت وزارة الخارجية الإماراتية أن سفينة "سفين بريزم"، التابعة لمجموعة موانئ أبوظبي، استجابت لنداء استغاثة صادر من "ماجيك سيز" بعد تعرضها للهجوم. وقالت الوزارة في بيان إن عملية الإنقاذ أسفرت عن انتشال جميع أفراد الطاقم وعددهم 22 شخصًا، بينهم طاقم السفينة وعناصر الأمن، مشيرة إلى أن التنسيق جرى مع جهات بحرية دولية، بما في ذلك هيئة النقل البحري البريطانية (UKMTO)، لضمان أعلى معايير السلامة.

إسرائيل تدرس سيناريوهات محتملة لوقف إطلاق الحوثيين للصواريخ من اليمن

قالت مصادر أمنية إسرائيلية لصحيفة «هآرتس» العبرية، إن القيادة السياسية والأمنية في تل أبيب تدرس حاليا عدة سيناريوهات محتملة لوقف الهجمات الصاروخية التي يشنها الحوثيون من اليمن باتجاه إسرائيل، والتي تصاعدت منذ بداية الحرب في غزة.

وبحسب المسؤولين، فإن إحدى الخيارات المطروحة تشمل التوصل إلى تفاهمات غير مباشرة، سواء مع حماس أو إيران، تتضمن بشكل صريح أو ضمني وقف إطلاق النار من الأراضي اليمنية.

وتشير التقديرات إلى أن مثل هذه التفاهمات قد تكون جزءا من تسوية أوسع في الإقليم.

كما أضافت المصادر أن المؤسسة الأمنية لا تستبعد استمرار العمليات الجوية الإسرائيلية ضد أهداف حوثية في اليمن، مع احتمال مشاركة جيوش أخرى في إطار تنسيق إقليمي أو دولي أوسع.

وأكد المسؤولون أن كافة الخيارات لا تزال على الطاولة، وأن الهدف الأساسي هو تقليص التهديدات بعيدة المدى التي تطال إسرائيل من جبهات متعددة، في وقت تبقي فيه المؤسسة العسكرية على حالة تأهب قصوى تحسبا لأي تصعيد.

شارك