مؤسّسة "الدفاع عن المسيحين" بواشنطن تحذر من تفريغ سوريا من المسيحيين
الأربعاء 09/يوليو/2025 - 04:06 م
طباعة

حذر "ريتشارد غزال" المدير التنفيذي لمؤسّسة "الدفاع عن المسيحين"، بواشنطن .من تفريغ سوريا من المسيحيين وقال لم تعد سوريا بلا مسيحيين مجرد سيناريو افتراضي بعيد المنال، بل أصبحت واقعًا متسارعًا لا يستطيع العالم تحمّله. إنّ الوجود المسيحي في سوريا خيطٌ في النسيج الأوسع للحضارة الإنسانيّة. إذا انقطع هذا الخيط، سيتآكل النسيج بأكمله.
وطالب غزال تدخل الولايات المتحدة الامريكية بشكل سريع وان تقوم امريكا بما يلي:
اولا إقامة علاقات دبلوماسية متوازنة مع الحكومة الانتقالية السورية ورفع العقوبات لتعزيز الأمن والاستقرار وحقوق الإنسان. وينبغي الاستفادة من الاعتراف الدبلوماسي لفرض التزامات ملموسة بالإصلاح والحكم التمثيلي بموجب القانون.
ثانيا اشتراط ضمانات أمنيّة لضمان قيام الحكومة الانتقالية السورية بوضع وتطبيق بروتوكولات أمنية صارمة لحماية الكنائس والأديرة ورجال الدين والأحياء المسيحيّة. وتشمل البروتوكولات الأمنيّة تعزيز العمل الشرطي والتعاون مع المنظمات غير الحكومية الدوليّة.
ثالثا اشتراط حماية دستورية تكرّس المواطنة المتساوية والحريّة الدينيّة لجميع مكوّنات المجتمع السوري. يجب أن يضمن أي دستور سوري جديد حق المكونات الدينيّة للأقليات في حرية العبادة وإدارة مؤسساتها الخاصة والمشاركة الكاملة في الحياة العامة.
.رابعا حثّ الحكومة الانتقالية السورية على مبادرات للحفاظ على التراث الثقافي المسيحي السوري. وتشمل هذه المبادرات ترميم وحفظ المواقع المسيحية ذات الأهميّة التاريخيّة والدينيّة (التي تضرّر أو دُمّر الكثير منها خلال النزاع)، والحفاظ على التراث اللغوي. وينبغي أن تشمل هذه الجهود القادة المسيحيين والمجتمعات المحليّة في التخطيط والتنفيذ. تقديم المساعدات الإنسانيّة للمساعدة في إعادة بناء البنية التحتية، وإرساء حوكمة مستقرة، وتطبيق تدابير أمنية فعّالة. كما ينبغي أن تتلقى المنظمات غير الحكومية والمؤسّسات الدينيّة التي تُمثل المجتمعات الضعيفة، والتي تخضع للتدقيق، مساعدات مباشرة للإغاثة الإنسانيّة المحليّة، ودعم إعادة التوطين الآمن للمجتمعات النازحة والمُدمّرة.
كما اكد غزال انه يتعيّن على زعماء العالم وصنّاع القرار أن يتجاوزوا الإدانات الإنفعاليّة، وأن يتبنوا استراتيجيات استباقية للحفاظ على ما تبقى من التراث المسيحي السوري، مدركين أهميته الراسخة للحضارة العالميّة. لن تتوقف عواقب اللامبالاة عند حدود سوريا، فزوال التعدديّة في الشرق الأوسط سيُغذّي استمرار زعزعة الاستقرار في المنطقة.
وبينما تجف بقع الدماء على مقاعد كنيسة القديس إلياس، يتعيّن على الولايات المتحدة والمجتمع الدولي أن يأخذا في الاعتبار ثمن اللامبالاة - وأن يقررا مواصلة الالتزام الأخلاقي للدول المتحضرة.