تشهد الساحة الألمانية خلافا حادا، قبل الانتخابات التي تشهدها ولاية شمال الراين NRW، أكبر الولايات الألمانية، والتي تحتضن عدد كبير من الأجانب وخاصة السوريين، كما أنها الولاية الوحيدة التي شكلت نقطة اتصال حكومية لمواجهة الانتهاكات ضد الإسلام والمسلمين، كما شهدت عدد من الجرائم الإرهابية والطعن مؤخرا، وهو ما حدث في مدينة زولينجن، وقيام سوري ينتمي لتنظيم داعش بطعن عدد من الأشخاص، وتم الحكم عليه منذ أيام بالسجن مدي الحياة

ويري مراقبون أن استطلاعات الرأي الأخيرة تشير إلى أن AfD يحقق نسباً ملحوظة تتراوح حول 16‑17٪ في NRW، وهذا يمثل زيادة كبيرة مقارنة بالانتخابات السابقة، ما يجعل الحزب قوة لا يمكن تجاهلها، إلي جانب سخط شعبي حول قضايا مثل الهجرة، الأمان، وارتفاع تكاليف المعيشة، كما أن كثير من الناخبين يشعرون أن الأحزاب التقليدية لا تستجيب بما يكفي لمشاكلهم الاقتصادية والاجتماعية.

يري سياسيين ألمان أن الأحزاب اليمينية تستثمر في هذه القضايا، وتقدم نفسها كبدائل “واقعيةّ أو “قريبة من الناس” مقارنةً بالوسط أو اليسار، لكن عندما تُظهر الاستطلاعات أن حزب اليمين يقترب من نسب كبيرة، فإنه يُحفّز الناخبين إما على دعمهم أو على مقاومة صعودهم لكن هذا الأخير يتطلب تنظيمًا وتضامنًا من الأحزاب الأخرى والمجتمع المدني.

كثيرون يخشون أن يؤدّي صعود يميني إلى سياسات متشددة ضد المهاجرين، تهديد للحريات المدنية، وتراجع في سياسات الاندماج والتنوع، كما يوجد قلق من أن حزب مثل AfD قد يحاول استغلال منصب سياسي لمزيد من التأثير على القوانين والسياسات المحلية.

من جانبه قال موريتز دوبلر، صحفي وسياسي

أن الانتخابات المحلية على الأبواب في شمال الراين-وستفاليا، وسط مخاوف من "زلزال أزرق" إذا حقق حزب البديل من أجل ألمانيا النسبة المتوقعة بين 15 و16% على مستوى البلاد.

ودعا إلي ضرورة التصويت ضد حزب البديل، نظرا لما يمثله من خطر علي الديموقراطية والاستثمار وخروج الأجانب من الولاية، التي تعد من أكبر ولايات الغرب والاكثر اقتصاديا وسياسيا.

ويتوقع أن يؤدي صعود اليمين الي عرقلة بعض القضايا التي تشهدها حكومة الولاية، وخاصة في ظل توقعات احتفاظ حزب الاتحاد المسيحي الديموقراطي بالصدارة والحصول علي 35%  ومعه الحزب الاشتراكي 17% ، لكن هناك توقعات بتراجع اليسار والخضر، بينما يتصاعد البديل بشكل يحدث لأول مرة في تاريخ الولاية، وخاصة الغرب الألماني.