من درعا إلى دير الزور: خريطة تصعيد داعش في سوريا سبتمبر 2025

أعلن تنظيم
"الدولة الإسلامية" (داعش) مسؤوليته عن إعدام عنصر من جهاز الأمن العام
في محافظة درعا جنوبي سوريا، وذلك في تسجيل مرئي نُشر أمس على منصات تابعة
للتنظيم، ويُظهر ما قال التنظيم إنه "عملية تصفية" للشاب وائل ثابت
عبار، المنحدر من ريف دمشق والعامل ضمن أجهزة الأمن المحلية في درعا.
تفاصيل الحادثة
ظهر الشاب وائل
عبار في التسجيل وهو مضرج بالدماء بعد استهدافه، بينما يُسمع صوت من خلف الكاميرا
يردد:
"هذا
الذي في المقطع هو وائل ثابت عبار.. مرتد من عملاء الأمن.. وليعلم كل جاسوس متربص
بالموحدين أن هذا هو مصيره."
وبحسب ادعاء
التنظيم في التسجيل، فإن عبار كان يتجسس على خلاياه ويزود أجهزة الأمن في درعا
بمعلومات حول تحركاته. وقد عُثر صباح أمس على جثته شرقي مدينة ناحتة بريف درعا
الشرقي، وتم التعرف عليه لاحقًا، وفقًا للمرصد السوري لحقوق الإنسان.
تحقيقات جارية
وسط غموض
المرصد السوري
أكد نشر الشريط، لكنه أوضح أن مزاعم التنظيم لم يتم التحقق منها بشكل مستقل حتى
الآن، لا سيما ما يتعلق بالاتهامات الموجهة للضحية. كما أشار إلى أن التحقيقات حول
ملابسات الجريمة وهوية المنفذين لا تزال مستمرة.
المنظمات
الحقوقية عبّرت عن قلقها من تصاعد هذه الحوادث في مناطق الجنوب السوري، حيث تتقاطع
الأجندات الأمنية والعسكرية بين النظام السوري والمعارضة والفصائل المسلحة، فضلًا
عن وجود خلايا نائمة للتنظيم.
سياق أوسع:
تصاعد عمليات "داعش" شرقي سوريا
في الوقت الذي
شهدت فيه درعا هذا الإعدام، واصل التنظيم شنّ هجمات عنيفة شرق البلاد، خصوصًا في
محافظات دير الزور، الرقة، والحسكة، ما يعكس استمرار نشاطه المسلح رغم خسارته
السيطرة الجغرافية منذ سنوات.
حصيلة هجمات
التنظيم منذ بداية سبتمبر:
وفق المرصد
السوري لحقوق الإنسان، نفّذ التنظيم 14 عملية في النصف الأول من شهر سبتمبر
الجاري، توزعت كما يلي:
12 عملية في دير الزور (أوقعت قتلى
ومصابين بين العسكريين والمدنيين).
1 عملية في الرقة، شهدت هجومًا انتحاريًا.
1 عملية في الحسكة، استهدفت نقطة عسكرية
لقسد
التنظيم يعيد
التموضع
على الرغم من
خسارته لمعاقله الرئيسية، يواصل تنظيم "داعش" اعتماد أساليب الكرّ
والفرّ، والكمائن، والتفجيرات، والاغتيالات، مستفيدًا من البيئة الأمنية الهشة،
خاصة في أرياف دير الزور ذات التضاريس الوعرة.
وتشكل هذه
العمليات تحديًا أمنيًا كبيرًا لقوات سوريا الديمقراطية (قسد)، التي تواجه صعوبة
في السيطرة الكاملة على المناطق الممتدة في شرق الفرات.
تهديد مستمر
للمدنيين والأجهزة الأمنية
الإعلان عن
عملية تصفية وائل عبار، تزامنًا مع تصعيد الهجمات شرق البلاد، يعكس أن التنظيم
يسعى لإيصال رسالة مزدوجة: ضرب الخصوم المحليين وردع المتعاونين مع أجهزة الأمن،
إلى جانب إثبات استمراريته في الساحة السورية.
ويخشى مراقبون
أن تؤدي هذه العمليات إلى مزيد من الانفلات الأمني والتوترات المحلية، وسط مطالب
من منظمات حقوقية بفتح تحقيقات مستقلة في جرائم القتل خارج القانون، وضمان حماية
المدنيين.