الإخوان المسلمون في مصر والأردن يرفضون خطة ترامب.. "استسلام ونصر للاحتلال"
الجمعة 03/أكتوبر/2025 - 01:19 م
طباعة

في خضمّ الحرب المستمرة على قطاع غزة والضغوط الدولية المتصاعدة لوقفها، برزت خطة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب باعتبارها مقترحاً لإنهاء النزاع، غير أنّها أثارت جدلاً واسعاً في الأوساط الإقليمية، خصوصاً لدى جماعة الإخوان المسلمين في مصر والأردن، التي سارعت إلى رفضها ووصفتها بأنها "خطة استسلام ونصر للاحتلال"، هذا الرفض الإخواني جاء في لحظة حساسة تزامنت مع مساعٍ أمريكية وإسرائيلية لإيجاد مخرج سياسي من حربٍ وصفتها تقارير دولية بأنها الأكثر دموية في تاريخ القطاع.
أصدر "الإخوان المسلمون في الأردن" بياناً شديد اللهجة رفضوا فيه خطة ترامب، معتبرين أنها "تصفية للقضية الفلسطينية" و"طوق نجاة للكيان الصهيوني" بعد فشله في تحقيق أهدافه عسكرياً.
حيث وصف حزب "جبهة العمل الإسلامي" -الذراع السياسي للإخوان في الأردن- ، الخطة بأنها "وصفة صهيونية برعاية أمريكية" لتحقيق ما عجز عنه الاحتلال عسكرياً، مشيراً إلى أنها تستهدف ضرب المقاومة وتجريدها من سلاحها، بما يمكّن إسرائيل من الاستمرار في مشروعها الاستيطاني والتهجيري، وحذّر الحزب من أن انكسارالمقاومة سيعني تمادي الاحتلال في الاعتداءات على دول المنطقة بلا رادع.
وفي القاهرة، جاء موقف الإخوان متطابقاً مع إخوان الأردن، حيث وصف المكتب العام للجماعة الخطة بأنها "خيانة عربية وإسلامية" و"إعلان نصر للاحتلال".
البيان اتهم الأنظمة العربية التي شاركت في المشاورات بالقيام بدور الوكيل السياسي عن إسرائيل، ورأى أن الخطة تمثل تهديداً لأمن مصر والأردن على وجه الخصوص، فضلاً عن كونها تسعى لجعل الاحتلال "شرطيّاً للمنطقة".
وبدورهما جبهتا الإخوان في الخارج، "تيار التغيير" و"جبهة محمود حسين"، شددتا على رفض أي حل يفرض على الفلسطينيين من خارج إرادتهم، مؤكدتين دعم المقاومة في خياراتها.
أما عن مضمون الخطة نفسها، فقد تضمنت 20 بنداً أبرزها: وقف فوري للحرب بعد موافقة الطرفين، الإفراج عن جميع الرهائن الإسرائيليين مقابل مئات الأسرى الفلسطينيين، نزع سلاح حماس وخروج مقاتليها من القطاع إلى دول أخرى، إدارة غزة من قبل لجنة فلسطينية من التكنوقراط بإشراف مجلس دولي يترأسه ترامب ويضم شخصيات مثل توني بلير، انسحاب إسرائيلي تدريجي مع الإبقاء على "حزام أمني" داخل غزة.
وحتى الآن، لم تعلن حركة حماس موقفاً رسمياً من الخطة، وإن كانت مصادر مقربة منها قد كشفت أنها تسعى إلى تعديل بعض البنود الجوهرية مثل نزع السلاح وخروج المقاتلين.
ويرى المراقبون أن رفض الإخوان المسلمين للخطة يعكس صراعاً أعمق بين القوى الإقليمية حول مستقبل القضية الفلسطينية، حيث تحاول بعض الدول العربية التكيف مع الرؤية الأمريكية بينما ترفضها الحركات الإسلامية والفصائل الفلسطينية، ويعتبر هؤلاء المراقبون أن خطة ترامب، رغم ما تحمله من وعود بوقف الحرب، تفتقر إلى التوازن، إذ تمنح الاحتلال مكاسب سياسية وعسكرية مقابل تجريد المقاومة من مقوماتها، الأمر الذي يجعلها أقرب إلى فرض أمر واقع جديد في المنطقة بدل أن تكون مدخلاً لحل عادل ودائم.