لبنان: لا مفاوضات مباشرة مع إسرائيل.. وصفحة جديدة مع سوريا/اغتيال مرشح يهدد انتخابات العراق/السودان: اعتقالات في صفوف الحركة الإسلامية

الجمعة 17/أكتوبر/2025 - 10:05 ص
طباعة لبنان: لا مفاوضات إعداد: فاطمة عبدالغني
 
تقدم بوابة الحركات الإسلامية أبرز ما جاء في الصحف ووكالات الأنباء العربية، بخصوص جماعات الإسلام السياسي وكل ما يتعلق بتلك التنظيمات، بكافة أشكال التناول الصحفي (أخبار – تعليقات – متابعات – تحليلات) اليوم 17 أكتوبر 2025.

الاتحاد: سوريا.. قتلى وجرحى بهجوم على حافلة حراس منشآت نفطية

أعلنت وزارة الطاقة السورية، أمس، مقتل 4 أشخاص وإصابة 9 آخرين من حراس المنشآت النفطية والعاملين المدنيين، جراء «استهداف إرهابي» بعبوة ناسفة لحافلة تقلهم بمحافظة دير الزور شرقي البلاد.
وقالت الوزارة، في بيان نقلته وكالة الأنباء السورية «سانا»، إن «باص مبيت تابعاً لوزارة الطاقة كان يقلّ حراس المنشآت النفطية وعدداً من العاملين، تعرّض لاستهداف إرهابي أثناء مروره على الطريق الواصل بين مدينتي دير الزور والميادين، ما أدى لمقتل 4 وإصابة 9 آخرين».
وأكدت أن «هذا الهجوم لن يثني العاملين بالقطاع النفطي عن أداء واجبهم في حماية المنشآت الحيوية واستمرار العمل والإنتاج»، معتبرة أن «الاعتداء في إطار محاولات لتعطيل جهود إعادة إعمار وتأهيل البُنى التحتية».

مصر تستضيف مؤتمراً دولياً لإعادة إعمار غزة في نوفمبر

قال وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي، إن بلاده تعتزم استضافة مؤتمر دولي لإعادة إعمار قطاع غزة في نوفمبر المقبل.
وأضاف عبد العاطي في مقابلة مع شبكة «سي إن إن» الأميركية، أن «خطة ترامب تتضمن مراحل متتابعة، أولها وقف الحرب، والسماح بدخول المساعدات الإنسانية إلى غزة، ومنع أي ضم أو تهجير للفلسطينيين، وبعدها الانتقال إلى مرحلة إعادة الإعمار».
وقال: «سنقوم بذلك (إعادة الإعمار) من خلال مؤتمر دولي في القاهرة الشهر المقبل».
وأوضح أن المؤتمر سيعقد بمشاركة جميع الأطراف المعنية، بما في ذلك الولايات المتحدة والأمم المتحدة والبنك الدولي والاتحاد الأوروبي وألمانيا وفرنسا ودول عربية واليابان وغيرها.
وتقدر الأمم المتحدة تكلفة إعادة إعمار غزة بنحو 70 مليار دولار، جراء تداعيات الحرب.
ودعا عبد العاطي كافة أعضاء المجتمع الدولي إلى الإسهام في جهود إحلال السلام بالمنطقة، ورفع المعاناة عن الشعب الفلسطيني.

الخليج: لبنان: لا مفاوضات مباشرة مع إسرائيل.. وصفحة جديدة مع سوريا

أكد الرئيس اللبناني جوزيف عون أنه مستعد للقيام بأي وسيلة تسهم في إبعاد الحرب وتحرر الجنوب، في وقت تجري اتصالات رئاسية لتنسيق المواقف الرسمية بالنسبة إلى مبدأ التفاوض غير المباشر مع إسرائيل، وقال وزير الخارجية يوسف رجي: إن ذلك غير مطروح، مؤكداً أن بيروت ستفتح صفحة جديدة في العلاقات مع دمشق، في وقت تعرضت فيه مناطق جنوبية لغارات جديدة على مناطق جنوبية.
وضمن استعدادات مبكرة لانتهاء مهمة قوات الأمم المتحدة بعد عامين، أبلغ عون قائد قوات «اليونيفيل» الجنرال ديوداتو ابانيارا، أمس الخميس، أن عديد الجيش الموجود جنوب الليطاني سوف يزداد تباعاً حتى يصل نحو 10 آلاف عسكري مع نهاية السنة الجارية لتحقيق الأمن والاستقرار على طول الحدود الجنوبية بعد انسحاب القوات الإسرائيلية من الأراضي التي تحتلها، وسيعمل الجيش مع «اليونيفيل» على تطبيق القرار 1701 بكل مندرجاته، إضافة إلى تسلمه كافة المواقع التي تشغلها القوات الدولية عند بدء انسحابها التدريجي من الجنوب حتى نهاية عام 2027.
من جهته أطلع الجنرال ايانيارا عون على الأوضاع الراهنة في الجنوب في ضوء التطورات الأخيرة وعرض للإجراءات التي سوف تعتمدها القيادة الدولية لتنظيم أوضاع «اليونيفيل» بعد تقليص الأمم المتحدة لموازنات مهمات السلام في العالم. كما وضعه في أجواء الإجراءات التي تنوي القيادة اعتمادها في مرحلة بدء الانسحاب التدريجي للقوات الدولية من الجنوب مع بداية عام 2027 وحتى نهايته، مشدداً على أن «اليونيفيل» سوف تستمر في دعم الجيش اللبناني والتنسيق معه في مختلف المهام التي يقوم بها في الجنوب ولن يتأثر الخفض التدريجي لعديد هذه القوات بالمهام الموكلة إليها بالتعاون مع الجيش.
في الأثناء، شرح وزير الخارجية والمغتربين يوسف رجي تصريحات عون حول التفاوض مع إسرائيل، وأكد أن موقف لبنان ثابتٌ في رفض أي تفاوض مباشر، على أن يقتصر التواصل على معالجة النقاط الحدودية المختلف عليها، حفاظاً على الثوابت الوطنية والسيادية وهذا ما قصده الرئيس عون.
وخلال لقائه وفداً من جمعية «إعلاميون من أجل الحرية»، تطرّق رجي إلى العلاقات اللبنانية – السورية، في ضوء زيارة وزير الخارجية السوري أسعد الشيباني إلى لبنان، مؤكداً أن صفحة جديدة فُتحت بين البلدين في إطار واضح يقوم على الاحترام المتبادل لسيادة الدولتين وعدم التدخل في الشؤون الداخلية. وأشار إلى أن لبنان يتطلع إلى أفضل العلاقات مع جميع الدول، بما فيها إيران، شرط احترام سيادته، لافتاً إلى أن الملفات العالقة مع سوريا تسير في الاتجاه الصحيح وإن كانت بوتيرةٍ بطيئة.
واعتبر نائب رئيس الحكومة طارق متري، أمس، أن «الرئيس عون كان واضحاً بأن على إسرائيل أن تنفذ اتفاقية وقف النار أولاً، وبالتحديد الانسحاب من الأراضي اللبنانية المحتلة، وقف الأعمال العدائية وتحرير الأسرى، وهذا شرط يسبق أي تفاوض»، وقال: «أما شكل التفاوض فيمكن أن يكون كما كان معتمداً سابقاً على الخط الأزرق، ويشارك فيه عسكريون من الجانبين. أما توقيع اتفاقية سلام مع إسرائيل فهو أمر غير مطروح».
وبموازاة ذلك، شن الجيش الإسرائيلي، أمس الخميس، 5 غارات على بلدات بجنوب لبنان، في خرق جديد لوقف إطلاق النار بين «حزب الله» وتل أبيب.
وقالت وكالة الأنباء اللبنانية: إن «الطيران الحربي الإسرائيلي شن غارتين على بلدة بنعفول» في قضاء صيدا، وغارة عند خربة دوير بين بلدتي الصرفند والبيسارية بالقضاء ذاته. وأضافت الوكالة أن المقاتلات الإسرائيلية شنت كذلك غارة على منطقة واقعة بين بلدتي رومين وحومين في قضاء النبطية، فيما أغارت مسيرة إسرائيلية على بلدة بليدا في قضاء مرجعيون.


السلطة الفلسطينية: خطة إعمار غزة تتكلف 67 مليار دولار على ثلاث مراحل

كشف رئيس الوزراء الفلسطيني محمد مصطفى، الخميس، خلال مؤتمر صحفي في رام الله، عن خطة لإعادة إعمار قطاع غزة بتكلفة قدرها 67 مليار دولار، تنفذ خلال خمس سنوات، مشيراً إلى أن مصر ستستضيف مؤتمراً للدول المانحة الشهر المقبل، لجمع الأموال اللازمة لإعادة الإعمار.
وأكد أن الأموال المخصصة لإعادة الإعمار ستوضع في صندوق خاص مستقل تحت إشراف دولي وتدقيق محاسبي مهني معتمد من قبل الدول المانحة.
وأضاف أن خطة إعادة الإعمار والإنعاش تتألف من ثلاث مراحل، الأولى مدتها ستة شهور بتكلفة قدرها 3.5 مليار دولار، والثانية لمدة ثلاث سنوات بقيمة 30 مليار دولار، والأخيرة لمدة عام ونصف.
وقال إن الخطة تشمل 56 برنامجاً في 18 قطاعاً، وتتضمن مئات المشاريع، وأنها بنيت على الخطة العربية التي أقرها مؤتمر القمة العربية في أبريل/نيسان الماضي، في العاصمة الإدارية المصرية.
وأوضح مصطفى أن المرحلة الأولى، وتهدف إلى الإنعاش المبكر، ستبدأ فوراً، وتشمل الخدمات التالية: إعادة إحياء خدمات المياه، والكهرباء، والاتصالات، والمواصلات والطرق، وتوفير البيوت المتنقلة لمن فقدوا بيوتهم، وتوفير مساعدات مالية لمن فقدوا مصادر عيشهم.
وعقد مصطفى عقب المؤتمر الصحفي لقاءً مع ممثلي البعثات الدبلوماسية في فلسطين وممثلي المؤسسات المالية الدولية لبحث تفاصيل الخطة والاستماع إلى ملاحظاتهم بشأنها.


البيان: انتهت الحرب.. هل أزفت ساعة الدبلوماسية؟

ثمة زلازل دبلوماسية مرتقبة في منطقة الشرق الأوسط، ولافتات عريضة عنوانها وقف الحرب، بعد أن نجح الوسطاء في لعب دور إيجابي، حيال إخماد كرة النار في قطاع غزة، من خلال التأثير في مواقف الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، ومحاصرة إسرائيل.
وما حصل في قمة شرم الشيخ المصرية يؤكد سلامة هذا المنطق، ما رشح لـ«البيان» من شرم الشيخ أن المبعوثين الأمريكيين، ستيف ويتكوف وجاريد كوشنير، التقيا وجهاً لوجه مع وفد من حركة حماس على هامش القمة، وتعهدا بوقف الحرب بشكل كامل، مقابل تعهد من الحركة بإبداء مرونة في قضايا المرحلة الثانية من الخطة الأمريكية، وخصوصاً ملفات نزع السلاح، وإدارة غزة، وإبعاد قادة إلى الخارج.

انتهت الحرب إلى غير رجعة، فهل أزفت ساعة الدبلوماسية؟ وهل سينعكس اتفاق غزة على الإقليم ومنطقة الشرق الأوسط برمتها في تصفير الحروب وإرساء السلام؟
يبدو أن الأمر كذلك، إذ تشهد المنطقة حراكاً سياسياً محموماً بين الأطراف الرئيسية فيها، لإعادة التموضع الاستراتيجي، وضبط المواقف على إيقاع الخطة الأمريكية، التي أفضت إلى وقف حرب غزة، وربما تتمدد لتطال نزاعات أخرى.

بعد عامين من الحرب الدامية على قطاع غزة، وتعثر كل الجهود السياسية لوقفها، جاءت الخطة الأمريكية كي تنفض غبار الحرب، وتبث روحاً جديدة في المساعي الدبلوماسية، ما بلغ بالمراقبين حد القول: انتهت الحرب، وحان وقت تحقيق سلام دائم وشامل في المنطقة.
وبإعلان وقف الحرب على غزة، دونت الدبلوماسية العربية والدولية يوماً للتاريخ، ظهرت تجلياته بمظاهر فرح طاغية، إن كان في غزة ورام الله، واستقبال الأسرى الفلسطينيين من أصحاب الأحكام العالية والمؤبدة، أو في تل أبيب بتحرير آخر المختطفين الإسرائيليين الأحياء، فتجسدت إرادة الدبلوماسية بأسمى وأرقى صورها.
ووصلت رسائل الغزيين إلى العالم، بينما كانوا يضمدون جراحهم ويلملمون أوارقهم التي تطايرت منذ عامين، وفيها كل الدعوات والأمنيات بانقشاع غبار الحرب إلى الأبد.. وسيظل يوم 9 أكتوبر علامة فارقة في تاريخ الغزيين، يوم توقفت حرب الإبادة والتجويع، بعد حولين كاملين، لكن لماذا توقفت الحرب؟

يعزو الكاتب والمحلل السياسي، عبدالغني سلامة، السبب إلى تصاعد التظاهرات الاحتجاجية الغاضبة في عواصم العالم، والمنددة بمدى التوحش الإسرائيلي في استهداف المدنيين وتجويعهم، وعزلة إسرائيل، بعد خسارة صورتها التي طالما حرصت على إظهارها أمام الرأي العام العالمي، إذ ضغطت الشعوب الغاضبة على دولها وحكوماتها لاتخاذ مواقف جدية تجاه وقف الحرب.
حجر أساس
بينما عد الكاتب والمحلل السياسي، رجب أبو سرية، وقف الحرب على غزة، خطوة أولى وحجر الأساس نحو سلام دائم وشامل، بعد أن انقلب العالم على إسرائيل، مطالباً بوقف إبادة المدنيين، واستخدام التجويع سلاحاً ضدهم.
ما يهم الغزيين أن الحرب انتهت، وثمة نافذة أمل فُتحت أمامهم لالتقاط الأنفاس، وتجاوز آلام الحرب، لكن السؤال الذي يراودهم الآن: هل سيكتفي دونالد ترامب باستقبال التهاني والإشادات بنجاح المرحلة الأولى من خطته لإنهاء الحرب، أم سيحث الخطى نحو طراز آخر من التبريكات لو نجح في تصفير الحروب والنزاعات في المنطقة والعالم؟.. في جعبة الرئيس الأمريكي ما هو كفيل بتعويضه عن نوبل للسلام، والأيام حبلى بالمزيد، استناداً للنخب السياسية وصناع القرار.

الشرق الأوسط: ليبيا: اشتباكات مسلحة جديدة في الزاوية بين فصائل موالية للدبيبة

وصل وفد من حركة حماس إلى القاهرة، مساء الخميس، لمناقشة عدد من الملفات الخاصة بإدارة غزة، في وقت تضغط فيه مصر على الحركة لوقف "الإعدامات الميدانية".
وأفادت وسائل إعلام فلسطينية، بأن وفدا قياديا من حركة حماس وصل إلى القاهرة.

من جانبها، ذكرت وكالة الأنباء الصينية (شينخوا) نقلا عن مصادر مصرية مطلعة، أن الوفد بحث إدخال أفراد أمن تابعين للسلطة الفلسطينية إلى قطاع غزة، وأن أفراد الأمن المقرر إدخالهم قد سبق تدريبهم في القاهرة وعمان.

وبينت المصادر، أن مصر "تمارس ضغوطا على حركة حماس لوقف الإعدامات الميدانية في غزة".

في غضون ذلك، ذكرت وسائل إعلام فلسطينية أن "القاهرة ستشهد خلال الساعات المقبلة لقاء فلسطينيا موسعا لبحث تشكيل لجنة لإدارة غزة".

كانت فرنسا قد كشفت، الخميس، أنها تعكف، بالتعاون مع بريطانيا وبالتنسيق مع الولايات المتحدة، على وضع اللمسات الأخيرة على قرار لمجلس الأمن الدولي في الأيام المقبلة، من شأنه أن يضع الأساس لنشر قوة دولية في غزة.

وفي وقت سابق، الأربعاء، قال مستشاران أميركيان كبيران إنه، مع صمود وقف إطلاق النار في غزة الذي توسطت فيه الولايات المتحدة، بدأ التخطيط لإرسال قوة دولية لإرساء الأمن في القطاع الفلسطيني.

وفي حديثه للصحفيين في باريس، قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الفرنسية، باسكال كونفافرو، إن مثل هذه القوة تحتاج إلى تفويض من الأمم المتحدة لتوفير أساس قوي في القانون الدولي وتسهيل الحصول على مساهمات محتملة من الدول.

وأضاف: "تعمل فرنسا بشكل وثيق مع شركائها على تأسيس مثل هذه البعثة الدولية، التي يجب أن يتم إضفاء الطابع الرسمي عليها من خلال اعتماد قرار بمجلس الأمن".

وأوضح المتحدث باسم وزارة الخارجية الفرنسية، أن "المناقشات لا تزال جارية، لا سيما مع الأميركيين والبريطانيين، لطرح مشروع قرار في الأيام المقبلة".

اغتيال مرشح يهدد انتخابات العراق

في حادثة تعد الأولى منذ سنوات، قتل صفاء المشهداني، المرشح للانتخابات العراقية، أمس (الأربعاء)، إثر تفجير عبوة لاصقة استهدفت سيارته في منطقة الطارمية شمال العاصمة.

ووقع الهجوم، الذي أسفر أيضاً عن إصابة أربعة من مرافقيه، قبل أقل من شهر على موعد الاقتراع العام المقرر في 11 نوفمبر (تشرين الثاني)، ما أثار مخاوف من انزلاق المسار الانتخابي إلى العنف.

وأعلنت قيادة عمليات بغداد فتح تحقيق عاجل بأوامر من رئيس الوزراء محمد شياع السوداني. وأظهرت مقاطع مصورة، نشرتها منصات محلية، ألسنة النيران تتصاعد من السيارة التي كان يستقلها المرشح، بينما أكدت مصادر أنه كان عائداً من اجتماع حزبي.

والطارمية، التي يتحدر منها المشهداني، بلدة زراعية تعد جزءاً من حزام بغداد. وخلال السنوات الماضية، تدفقت إليها جماعات مسلحة تُثار حولها اليوم شبهات بضلوعها في اغتيال المشهداني.

ورغم أن المنطقة التي وقع فيها الهجوم كانت في السابق معقلاً لجماعات متطرفة مثل «القاعدة» و«داعش»، فإن ردود فعل شعبية وسياسية في العراق ذهبت في اتجاه ترجيح فرضية «الاغتيال السياسي» المرتبط بالصراع على النفوذ والمصالح، لا سيما في ظل اتساع المنافسة بين تحالفات سنية وشيعية داخل وخارج المناطق المختلطة.

المنشر الإخباري: السودان: اعتقالات في صفوف الحركة الإسلامية

تفيد معطيات أولية من مصادر موثوقة أن السلطات الأمنية السودانية نفذت الأربعاء حملة اعتقالات جديدة طالت شخصيات محسوبة على التيار الإسلامي، بينهم قيادات بارزة مرتبطة بكتيبة “البراء بن مالك”، وسط غياب بيان رسمي فوري وتأكيدات متقاطعة على تصاعد التدقيق الأمني تجاه التشكيلات الإسلامية المسلحة خلال الأسابيع الماضية.

ويأتي ذلك في سياق إقليمي ودولي ضاغط على هذه التشكيلات، بعد إدراج الولايات المتحدة كتيبة “البراء بن مالك” على قوائم العقوبات في سبتمبر الماضي، إلى جانب وزير المالية جبريل إبراهيم، بدعوى الارتباط بأنشطة مزعزعة وتقاطعات مع إيران وفق بيان وزارة الخزانة الأمريكية.

ما الذي نعرفه؟

أشارت مصادر على صلة بملف الأمن الداخلي إلى أن الاعتقالات شملت شخصيات إسلامية ووجوهاً من شبكات الدعم المدني المتحالفة مع الكتيبة، مع ترجيح أن تكون الإجراءات قد طالت مواقع في شرق البلاد حيث تتمركز مؤسسات الدولة خلال الحرب، من دون تفاصيل رسمية منشورة حتى لحظة إعداد المادة.

وتقاطعت هذه المعلومات مع إشارات في وسائط التواصل إلى حملة استهداف لقيادات في “البراء بن مالك” بمدن ساحلية، لكن دون وثائق حكومية تؤكد الاتهامات أو تبين التهم، ما يُبقي الوقائع رهن التحقق الحقوقي والإعلامي.

ويعكس هذا التطور اتجاهاً عاماً لرصد توسع الاعتقالات التعسفية ضد ناشطين وصحافيين ومتطوعين خلال 2025 بحسب رصد “دبنقا”، ما يثير مخاوف من انكماش المجال المدني في ظل حرب ممتدة.

من هي كتيبة “البراء بن مالك”؟

تُعرّف الكتيبة في تقارير صحافية وبحثية بوصفها تشكيلًا ذا مرجعية إسلامية تحارب إلى جانب الجيش السوداني ضد قوات الدعم السريع منذ اندلاع القتال في أبريل 2023، مع حضور ميداني وإعلامي بارز في السيطرة على مواقع استراتيجية بالعاصمة خلال مراحل من الصراع وفق رصد منصات تحقيقية.

وقدّرت تقارير استقصائية تعداد عناصرها بعشرات الآلاف وتسليحها بمستويات متقدمة نسبياً، مع اعتماد الجيش عليها في أدوار الاقتحام وسد فجوات المشاة خلال أعنف مراحل القتال، بحسب باحثين عسكريين.

وتعرضت الكتيبة لانتقادات داخلية وخارجية لسلوك بعض العناصر على الأرض واتهامات بارتكابات، وهي ملفات تُستخدم لتبرير مطالب محلية ودولية بإعادة ضبط وجود التشكيلات المساندة للجيش أو تفكيكها.

عقوبات وضغوط دولية

فرض مكتب مراقبة الأصول الأجنبية الأمريكي (OFAC) في 11 سبتمبر 2025 عقوبات على كتيبة “البراء بن مالك” وعلى جبريل إبراهيم، مشيراً إلى صلات مزعومة بالنشاط الإيراني وإسهامهما في زعزعة الاستقرار، في رسالة تستهدف تحجيم النفوذ الإسلامي المسلح داخل مشهد الحرب السودانية.

وغطّت وسائل إقليمية هذه الخطوة باعتبارها مؤشراً على تقارب دولي متزايد إزاء ملف الإسلاميين المسلحين في السودان، وربطتها بمساعي حصار التمويل والقدرات اللوجستية والسياسية لهذه التشكيلات.

وترافق ذلك مع تقارير تحليلية عن قلق لدى عواصم مجاورة من تمدد نفوذ تشكيلات إسلامية عبر الحدود، ما انعكس في توقيفات وتحقيقات عابرة للحدود مع شخصيات مرتبطة بالكتيبة خلال الصيف الماضي، قبل الإفراج عن بعضها لاحقاً.

أنماط الاعتقال محلياً

تُظهر تغطيات حقوقية وإعلامية نمطاً تصاعدياً من الاعتقالات شمل ناشطين وصحافيين ومتطوعين في مناطق متعددة عام 2025، مع شكاوى من غياب الإجراءات القانونية السليمة وصعوبة الوصول إلى محامين، ما يخلق بيئة مواتية لاتساع الاعتقال الوقائي ضد دوائر يُنظر إليها أمنياً باعتبارها حساسة.

وعلى الرغم من أن الجزء الأكبر من التوثيق المتاح يتعلق بالمجال المدني، فإن أي حملة تطال الإسلاميين أو تشكيلات مسلحة حليفة للجيش تتقاطع مع تصور رسمي يعتبر هذه الدوائر طرفاً مؤثراً في ميزان القوى الداخلي وملف التفاوض السياسي.

ويشير مراقبون إلى أن استهداف قيادات أو واجهات مدنية مساندة للكتيبة قد يهدف إلى تقليص الظهور الإعلامي والتنظيمي لهذه التشكيلات وإعادة هندسة شبكة الولاءات على الأرض.

تصريحات ومواقف

في بيان وزارة الخزانة الأمريكية، قال وكيل الوزارة لشؤون الإرهاب والاستخبارات المالية جون ك. هيرلي إن “الجماعات الإسلامية السودانية عقدت تحالفات خطيرة مع النظام الإيراني، ولن نقف متفرجين ونسمح لهم بتهديد الأمن الإقليمي والعالمي”، مؤكداً استخدام أدوات العقوبات لتعطيل هذا النشاط.

وتذهب قراءات بحثية إلى أن قوى مدنية سودانية تحمل الإسلاميين مسؤولية كبيرة عن إدامة الصراع وتعرقل مسارات الانتقال، وتدعو إلى عزلهم وتجريمهم سياسياً ضمن أي تسوية مقبلة، في اتجاه يزيد الضغط على حضورهم في مشهد ما بعد الحرب.

كما تعكس تقارير تحليلية عربية تصاعد القلق الإقليمي من إعادة تمكين الإسلاميين عبر بوابة التحالف مع المؤسسة العسكرية، وهو ما يفسر حساسية بعض العواصم تجاه قادة هذه التشكيلات وتحركاتهم.

مستقبل الإخوان في السودان

في حال تأكدت الاعتقالات الجديدة ضد قيادات إسلامية ووجوه من “البراء بن مالك”، فستكون منسجمة مع خط تصاعدي لتقييد حضور التشكيلات غير النظامية في مسرح الحرب، بما يفتح الباب أمام إعادة تنظيم المشهد الأمني ودمج عناصر وفق أطر رسمية أو دفعها خارج الميدان.

كما قد تقود إلى تجفيف الظهير المدني والإعلامي لهذه الكيانات وتقليص قدرتها على الحشد والتجنيد في المدن الساحلية حيث تتركز المؤسسات، ما ينعكس على توازن النفوذ بين الجيش وحلفائه من جهة والقوى المدنية من جهة أخرى.

غير أن مثل هذه الخطوات تحمل مخاطر ردود فعل مضادة إذا لم تُرفق بمسارات شفافة للمساءلة القانونية ومصارف سياسية بديلة لاستيعاب المقاتلين والداعمين المدنيين، وفق خبرات نزاعات مماثلة .

شارك