"من يتصدى للمشروع الإيراني في اليمن؟": متابعات الصحف العربية والأجنبية
الجمعة 17/أكتوبر/2025 - 10:11 ص
طباعة

تقدم بوابة الحركات الاسلامية أبرز ما جاء في الصحف ووكالات الأنباء العربية والعالمية بخصوص الأزمة اليمنية، ومشاورات السويد، والدعم الإيراني للحوثيين، بكافة أشكال الصحفي (أخبار – تعليقات – متابعات – تحليلات– آراء) اليوم 17 أكتوبر 2025.
الخليج: جماعة الحوثي تعلن مقتل قائد أركانها الغماري وتعين المداني بدلاً منه
أعلنت جماعة الحوثيين في اليمن مقتل رئيس هيئة أركانها محمد عبد الكريم الغماري.
كما كشف الحوثيون عن تعيين يوسف المداني بديلاً للغماري، دون الكشف عن تفاصيل عملية مقتله.
وكانت إسرائيل قد حاولت قتل الغماري بقصف اجتماع للمجلس العسكري الأعلى للحوثيين بصنعاء في يونيو / حزيران الماضي
وذكر موقع أكسيوس وقتها، أن إسرائيل «نفذت محاولة اغتيال في اليمن، وسيكون حدثا مهما إن نجح الهجوم».
ونفذ الحوثيون المتحالفون مع إيران أكثر من 100 هجوم على سفن في البحر الأحمر منذ نوفمبر 2023، فيما يقولون إنه تضامن مع الفلسطينيين في الحرب التي تشنها إسرائيل على حركة «حماس» في غزة.
الشرق الأوسط: أوامر الإعدام الحوثية تُفاقم معاناة مئات الأسر اليمنية
تعيش عائلة «عبد الله الإبي» منذ 4 سنوات مأساة متجددة، بعدما نفذت جماعة الحوثيين في اليمن حكم الإعدام بحقه، تاركاً خلفه أمّاً مسنة وزوجة و5 أطفال يواجهون البؤس وضغوط الحياة اليومية، في ظل انعدام فرص المعيشة في مناطق سيطرة الجماعة.
كان عبد الله (36 عاماً)، وهو اسم مستعار لمقاتل سابق من محافظة إب، قد التحق بصفوف الحوثيين عام 2018 قبل أن يقرر في مطلع 2020 ترك القتال والعودة إلى قريته؛ احتجاجاً على ما وصفه مقربون منه بـ«التمييز السلالي» في صفوف المقاتلين.
لكن هذا القرار كلفه حياته؛ إذ تعقبه عناصر من جهاز «الأمن الوقائي» التابع للجماعة، واقتادوه إلى أحد سجونها، حيث تعرض للتعذيب وأُجبر على توقيع اعترافات، قبل صدور حكم بإعدامه من محكمة خاضعة للحوثيين في إب، بتهمة «الخيانة العظمى».
ويقول أحد أقاربه لـ«الشرق الأوسط» إن الأسرة تعيش منذ ذلك الحين «أوضاعاً قاسية» بعد فقدان عائلها، متهماً الجماعة بـ«تنفيذ حكم جائر» دون أدلة قانونية أو محاكمة عادلة.
ولا تقتصر هذه المأساة على عائلة عبد الله، فالعشرات من الأسر اليمنية فقدت أبناءها أو أقاربها في سلسلة إعدامات نفذتها الجماعة خلال السنوات الماضية، في حين ما زال مئات المعتقلين يواجهون أحكاماً مشابهة أو ينتظرون تنفيذها.
وتشير منظمات حقوقية إلى أن بعض المحكومين من الأكاديميين والصحافيين والناشطين تعرّضوا لمحاكمات صورية وانتهاكات جسيمة داخل السجون الحوثية.
وكانت المحكمة الجزائية الحوثية في صعدة - المعقل الرئيس للجماعة - أصدرت أخيراً حكماً جديداً بإعدام شخصين هما: شائف علي عثمان عنان، وجميل أحمد جردان، رمياً بالرصاص في ساحة عامة، بتهمة «التخابر مع دول معادية»، وفق ما أوردته مصادر حقوقية يمنية.
550 حكماً
وفق تقرير جديد من منظمة «سام للحقوق والحريات» بمناسبة «اليوم العالمي لمناهضة عقوبة الإعدام»، بلغ عدد أحكام الإعدام الصادرة في مناطق سيطرة الحوثيين أكثر من 550 حكماً منذ عام 2014، غالبيتها بدوافع سياسية وطائفية، وفي محاكم تفتقر إلى الاستقلالية والعدالة.
وأكد التقرير أن الجماعة «حوّلت الإعدام إلى أداة لتصفية الخصوم وإسكات المعارضين»، في انتهاك صارخ للحق في الحياة، موضحاً أن معظم الأحكام استندت إلى تهم ملفقة واعترافات انتُزعت تحت التعذيب والإكراه.
وأشار التقرير إلى حادثة إعدام 9 من أبناء تهامة في سبتمبر (أيلول) 2021 بعد محاكمات صورية، عادّاً أنها من «أبشع وقائع الإعدام السياسي الجماعي في تاريخ اليمن الحديث»، وتشكل «جريمة ضد الإنسانية لا تسقط بالتقادم».
كما سلط الضوء على قضية الناشطة الحقوقية فاطمة العرولي، التي صدر بحقها حكم بالإعدام في ديسمبر (كانون الأول) 2023 بعد محاكمة افتقرت لأبسط معايير العدالة، شملت حرمانها من حق الدفاع، واحتجازها قسرياً 8 أشهر بتهمة «التجسس»، إضافة إلى قضية الصحافي طه أحمد راشد المعمري الذي أصدرت محكمة حوثية حكماً بإعدامه ومصادرة جميع ممتلكاته المقدرة بأكثر من 2.2 مليون دولار، رغم أنه يعيش خارج اليمن منذ 2015.
ممارسة ممنهجة
قالت المنظمة الحقوقية في تقريرها إن مثل هذه القضايا تؤكد أن ما يسمى «الإعدام السياسي» أصبح ممارسة ممنهجة في مناطق سيطرة الحوثيين، تُستخدم لترهيب المجتمع وإخماد أي أصوات معارضة فكرية أو سياسية.
ودعت المنظمة إلى تجميد فوري لجميع أحكام الإعدام ذات الدوافع السياسية، ومراجعة القضايا المنظورة أمام المحاكم الجزائية المختصة، التي وصفتها بأنها «أذرع قضائية بيد الجماعة».
كما طالبت المجتمع الدولي والأمم المتحدة بتشكيل آلية رقابية دائمة لرصد أحكام الإعدام السياسية، وتمكين المنظمات الحقوقية من زيارة السجون ومراكز الاحتجاز وتوثيق الانتهاكات المستمرة.
وأكدت المنظمة الحقوقية على أن الحق في الحياة «حق غير قابل للتصرف أو التفاوض»، وأن استمرار الحوثيين في تنفيذ الإعدامات خارج إطار العدالة يشكل «انتهاكاً صارخاً للقانون الدولي وجريمة ضد الإنسانية».
العين: بين الإنكار والارتباك.. لماذا تأخر الحوثيين في الإعلان عن قتلاهم؟
ضربةٌ قاصمةٌ تلقتها مليشيات الحوثي عقب مقتل عددٍ من قياداتها العسكرية والسياسية في ضرباتٍ إسرائيلية، مما كشف حالةً من الارتباك في صفوفها.
وبعد 50 يومًا من وقوع الغارات على صنعاء، اعترفت مليشيات الحوثي بمصرع رئيس أركانها محمد عبد الكريم الغماري، في خطوةٍ جاءت عقب استكمالها ترتيب سلّم القيادة العسكرية وللحفاظ على معنويات عناصرها، وفق خبراء وباحثين يمنيين.
واعتبر الخبراء في تصريحاتٍ منفصلةٍ لـ"العين الإخبارية" أن "الإعلان الحوثي يمثّل تصدعًا معنويًا في القداسة العسكرية لدى المليشيات، وارتباكًا داخليًا، وأزمةَ ثقةٍ باتت تعاني منها المليشيات"، مرجعين "التأخر في الإعلان إلى عدة عوامل، بعضها سياسي وآخر عسكري، بالإضافة إلى الخوف من انهيار ثقة قواعدها".
تأثير سلبي وأسباب التكتم
ورأى الخبير العسكري اليمني، العميد ركن عبد الصمد المجزفي، أن مقتل رؤوسٍ كبيرةٍ وقياداتٍ حوثية سيكون له تأثيرٌ سلبيٌّ بسبب التغييرات في قيادة المليشيات العسكرية، معتبرًا أن هذه القيادات القديمة هي التي أسست العمل العسكري الحوثي في بداية تكوينه، وعملت على الربط بين القيادة والقواعد في عملية تلقي الأوامر، وشبكات الأعمال العسكرية، وخلايا التنفيذ.
وفي تصريحاتٍ خاصةٍ لـ"العين الإخبارية"، قال المجزفي إنه "كان هناك تنسيقٌ معيّن، ومع هذا التغيير القيادي سيؤثر على العمل العسكري والتنسيق نتيجة مقتل أفضل ما لدى المليشيات من قادةٍ، الذين تم استخدامهم في بداية بروز المليشيات لتوسيع سيطرتها".
أما بشأن تأخر الحوثيين في إعلان مقتل قياداتٍ عسكريةٍ كبيرةٍ رغم إعلان مقتل القادة السياسيين، فيعتقد الخبير العسكري المجزفي أن "مقتل القادة السياسيين لا يعني شيئًا، لأن حكومة الحوثيين عبارة عن هيكلٍ شكلي، ومن يدير البلاد فعليًا أشخاصٌ آخرون كالمشرفين العسكريين وغيرهم".
وأضاف أن "مليشيات الحوثي حاولت التكتم على مقتل قيادتها لعدة أسباب، منها حتى لا يؤثر ذلك على الروح المعنوية لعناصرها في الميدان، ولإظهار الأمر على أن إسرائيل استهدفت قياداتٍ عسكريةً مرموقةً بسهولة".
والسبب الثاني، بحسب المجزفي، يرجع إلى حاجة المليشيات إلى الوقت لترتيب سلّم القيادة وإعلان البديل، كونها ليست لديها خياراتٌ كثيرة لتأتي برئيس أركانٍ جديد، كما أن المليشيات لم ترد منح إسرائيل فرصةً للاحتفاء بـ"نشوة النصر"، وبأنها حققت إنجازًا كبيرًا وقت الاستهداف، رغم أن الإسرائيليين يعلمون جيدًا مَن استهدفوا بالضبط.
وتوقع المجزفي أن "الأيام القادمة ستكشف عن قادةٍ حوثيين آخرين تم استهدافهم في العملية نفسها، وأدت إلى مقتلهم أو التسبب بإعاقتهم ومنعهم من ممارسة أعمالهم بشكلٍ طبيعي".
فراغ مركّب وصراع أجنحة
من جانبه، رأى الباحث السياسي والصحفي اليمني أنس الخليدي أن "مقتل هذه القيادات يُقرأ بوصفه ضربةً تمسّ العمق التنظيمي للجماعة، كونها بنت بنيتها على مركزيةٍ مغلقةٍ ترتكز على الولاء والثقة الشخصية أكثر من الكفاءة المؤسسية".
وفي تصريحاته لـ"العين الإخبارية"، أكد الخليدي أن "سقوط رأسٍ بهذا الحجم يُحدث فراغًا مركّبًا: فراغًا في القيادة، وأعمق منه في الثقة داخل الصف القيادي، والتأثير المباشر سيكون اضطرابًا في تماسك القيادة".
وقال: "لكن الأخطر هو التصدع المعنوي الذي يصيب فكرة القداسة العسكرية التي كانت تُحاط بها رموز الجماعة، لذا فالأثر لن يكون سريعًا، لكنه سيكون تراكميًا يُقوّض مركزية القرار على المدى المتوسط".
أما بشأن تأخر الحوثي في إعلان مقتل قياداتٍ عسكريةٍ كبرى، فعكس "ارتباكًا داخليًا أكثر مما هو تريّثٌ إعلامي، كون الجماعة التي بنت سرديتها على صورة المنظومة التي لا تُخترق تجد نفسها اليوم أمام حدثٍ يصعب تفسيره لجمهورها دون أن تعترف بانكشافٍ أمنيٍّ خطير"، وفقًا للخليدي.
وقال: "لذلك لجأت المليشيات إلى أسلوبها المعتاد في إدارة الأزمات، عبر الصمت حتى ترتيب روايةٍ يمكن ترويجها داخليًا دون أن تهزّ صورة العصمة الأمنية، إضافةً إلى أن طبيعة الصراع داخل أجنحة القيادة تجعل إعلان مثل هذه الخسائر جزءًا من معركةٍ داخليةٍ على مَن يتحمّل المسؤولية ومَن يرث موقع الضحية".
وأكد الخليدي احتمالية وجود قياداتٍ أخرى قُتلت ولم يُعلن عنها، وهو ترجيحٌ يدعمه بقوة كونه "جزءًا من نهج الجماعة في إدارة الأزمات من داخلها"، إضافةً إلى ممارسة الحوثيين ما يمكن وصفه بـ"سياسة الإخفاء الوقائي"، أي حجب المعلومات إلى أن يتم ترتيب التوازنات الجديدة داخل القيادة.
كما لا يرتبط الإعلان فقط بوقوع الحدث، بل بتهيئة البديل وضمان ولاء المحيط التنظيمي، وغالبًا ما تكشف الأيام اللاحقة عن أسماءَ أخرى كانت قد اختفت بصمتٍ لتظهر لاحقًا إما في قوائم القتلى أو في سياق تصفياتٍ داخليةٍ يُغلَّف الإعلان عنها بغطاءٍ أمنيٍّ أو عسكري"، وفقًا للباحث والصحفي اليمني ذاته.
«نزيف القيادات» يؤرق الحوثي.. اتهامات لسد ثغرة الإخفاقات
قيادات الحوثي تتساقط تباعا في نزيف يؤرق المليشيات ويدفعها لتعليق إخفاقاتها الأمنية على أي طرف خارجي.
وكما كان متوقعا، سارعت مليشيات الحوثي، لتبرير فشلها الأمني وإيجاد كباش فداء، باتهام موظفي الأمم المتحدة بالمسؤولية عن مقتل قيادتها بما في ذلك كبير قادتها العسكريين.
فبعد ساعات من إعلان مقتل رئيس هيئة أركانها محمد عبدالكريم الغماري، خرج زعيم الحوثي عبدالملك الحوثي يزعم أن المليشيات ضبطت "أخطر خلايا تجسسية" متورطة باستهداف اجتماع حكومة الانقلاب غير المعترف بها في 28 أغسطس/ آب الماضي.
وادعى الحوثي في خطاب متلفز مساء الخميس أن هذه الخلايا المضبوطة هم من "منتسبي المنظمات التي تعمل في المجال الإنساني، ومن أبرزها برنامج الغذاء العالمي واليونيسف (منظمة الأمم المتحدة للطفولة)".
وزعم الحوثي أنه لدى استهداف حكومته من قبل إسرائيل، كان هناك دور لخلية تابعة لبرنامج الغذاء العالمي، على رأسها مسؤول الأمن والسلامة لفرع البرنامج في اليمن.
ومسؤول الأمن والسلامة لبرنامج الغذاء العالمي في اليمن هو موظف يمني يدعى "عمار ناصر" واعتقلته مليشيات الحوثي بعد قرابة شهر من استهداف إسرائيل لحكومة الانقلاب وتحديدا في 19 سبتمبر/ أيلول الماضي، بحسب مصادر مطلعة لـ"العين الإخبارية".
وبحسب زعيم المليشيات فإن موظفي برنامج الغذاء العالمي كان لهم دور "أساسي في استهداف الحكومة الحوثية من خلال الرصد للاجتماع وإبلاغ العدو الإسرائيلي ومواكبة الجريمة"، على حد زعمه.
إخفاقات
تأتي اتهامات زعيم الحوثي لموظفي الأمم المتحدة عقب ساعات من إعلان المليشيات مقتل رئيس ما يعرف بـ«المكتب الجهادي» بصفوفها محمد عبدالكريم الغماري.
ويرى مراقبون أن الخطوة تستهدف إيجاد "كباش فداء" لتبرير فشل المليشيات وتجنب تحمل المسؤولية عن الاختراق الأمني.
كما تسعى المليشيات لحفظ ماء الوجه أمام قواعدها واستغلال هذه الاتهامات كأداة لتحويل الرأي العام المحلي عن الحدث الرئيسي المتمثل باعتراف الجماعة بمقتل رئيس أركانها بضربات إسرائيلية.
وكانت إسرائيل استهدفت اجتماعا لـ«حكومة الحوثي» في 28 أغسطس/آب الماضي مما أسفر عن مقتل رئيسها أحمد الرهوي و11 مسؤولا آخرين إلى جانب قيادات عسكرية وأمنية لازالت المليشيات تتكتم عن مصرعهم.
العربية نت: زعيم الحوثيين يتهم منظمات أممية بالتجسس لصالح إسرائيل
وجّه زعيم جماعة الحوثيين عبد الملك الحوثي، مساء الخميس، اتهامات مباشرة وغير مسبوقة لمنظمات تابعة للأمم المتحدة، بينها برنامج الأغذية العالمي واليونيسف، بالضلوع في "أنشطة تجسسية وعدوانية"، زاعماً أن بعض موظفي تلك المنظمات لعبوا دوراً في الغارة الإسرائيلية التي استهدفت اجتماع حكومته غير المعترف بها دوليا أواخر أغسطس (آب) الماضي، وأسفرت عن مقتل رئيس حكومة الحوثيين وعدد من وزرائه.
وقال الحوثي، في خطاب متلفز اليوم الخميس، إن "من أخطر الخلايا التجسسية التي نشطت في البلاد هي من المنتسبين لمنظمات تعمل في المجال الإنساني، ومن أبرزها برنامج الغذاء العالمي واليونيسف"، وزعم أن لدى جماعته "معلومات قاطعة ودلائل واضحة" على ما وصفه بـ"الدور التجسسي.. لتلك الخلايا".
وأضاف الحوثي أن في حادثة استهداف الحكومة، "كان هناك دور لخلية تابعة لبرنامج الغذاء العالمي، على رأسها مسؤول الأمن والسلامة في فرع البرنامج باليمن"، مشيراً إلى أن "تلك الخلية قامت برصد اجتماع الحكومة والإبلاغ عنه" للجانب الإسرائيلي و"مواكبة عملية الاستهداف".
واتهم الحوثي ما وصفها بـ"الخلايا التجسسية" بالسعي إلى "إثارة الفوضى في الداخل لصالح الأميركيين والإسرائيليين"، مؤكداً أن أفرادها "تلقوا تدريبات عالية وزودوا بوسائل تقنية حساسة تستخدم عادة لدى أجهزة الاستخبارات العالمية".
كما زعم أن "الأميركيين والإسرائيليين وجدوا في المنظمات الإنسانية غطاءً مهماً يحمي تلك الخلايا من الاعتقال، ويسهّل لها التحرك بالإمكانات والوسائل التي تزود بها"، مضيفاً أن لدى جماعته "الأدلة على استخدام أجهزة تجسسية وتقنيات لاختراق الاتصالات ضمن تلك الأنشطة".
وجاء خطاب الحوثي تزامناً مع إعلان الجماعة مقتل رئيس هيئة أركانها اللواء محمد عبدالكريم الغماري، الذي يعتقد أنه قضى في غارة إسرائيلية أواخر أغسطس (آب)، في الهجوم نفسه الذي استهدف اجتماع الحكومة في صنعاء. وكانت وسائل إعلام إسرائيلية قد تحدثت حينها عن مقتله في تلك العملية.
ولا تزال جماعة الحوثيين تختطف أكثر من 50 موظفاً يعملون في منظمات تابعة للأمم المتحدة منذ 2021، بينهم موظفون في برنامج الغذاء العالمي واليونيسف ومكتب المفوضية السامية لحقوق الإنسان، وقد جرى اختطاف معظمهم عقب الغارات الإسرائيلية التي استهدفت قيادات الجماعة أواخر أغسطس (آب).
وتعد الاتهامات الجديدة الأولى من نوعها على هذا المستوى من قيادة الجماعة، وتأتي في خضم توتر متصاعد بين سلطات الحوثيين والمنظمات الإنسانية العاملة في مناطق سيطرتها مع تزايد حملات الاختطافات بحق موظفيها واقتحام ونهب مكاتبها، وفق منصة "يمن فيوتشر" الإعلامية.
وأعلن الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش خلال لقائه الرئيس رشاد العليمي في نيويورك أواخر سبتمبر (أيلول) الماضي عن إجراءات لحماية موظفي العمل الإنساني في اليمن رداً على موجة الاختطافات الحوثية، بما في ذلك نقل مكاتب منظمات الأمم المتحدة إلى عدن وتقييد التعامل مع المناطق الخاضعة لسيطرة جماعة الحوثيين إلى الحد الأدنى باستثناء المساعدات المنقذة للحياة.
صلة الوصل مع الحرس الثوري وحزب الله.. من هو رئيس أركان الحوثيين الجديد؟
أعلنت جماعة الحوثي، الخميس، تعيين اللواء الركن يوسف حسن المداني رئيساً لهيئة الأركان، خلفاً للواء محمد عبدالكريم الغماري الذي أقرت الجماعة بمقتله في "جولات الصراع" مع إسرائيل، دون تفاصيل إضافية.
فمن هو هذا القيادي الحوثي؟
المداني.. القائد الميداني الأول للحوثيين
يرتبط المداني بمصاهرة مع زعيم الحوثيين، حيث تزوج من ابنة شقيقه، ويُعد القائد الميداني الأول في الجماعة.
يحتل المداني، المكنى أبو جبريل، المرتبة الثانية في قيادة ميليشيات الحوثي بعد زعيم المتمردين، عبدالملك الحوثي. وكان الحوثي أحد جنود المداني في حروب صعدة الست ضد الحكومة (2004-2009م). وطمح المداني لتولي قيادة الحركة بدلاً من الحوثي باعتباره الأحق عقب مقتل عمه مؤسس الجماعة.
ولعب المداني دوراً بارزاً في اجتياح صنعاء أواخر 2014م، حيث قاد المجاميع الحوثية التي اقتحمت دار الرئاسة وحاصرت منزل الرئيس عبدربه منصور هادي. قبل استكمال الانقلاب على السلطة الشرعية، فرضت الجماعة تعيينه ممثلاً لها في اللجنة الأمنية العليا، إلى جانب شقيقه طه المداني الذي قُتل في غارة للتحالف العربي. تحفظت الميليشيات على خبر مقتله لأكثر من عام للحفاظ على معنويات مقاتليها.
همزة الوصل مع إيران وحزب الله
تشير المعلومات إلى أن المداني هو همزة الوصل الرئيسية بين ميليشيات الحوثي والحرس الثوري الإيراني وحزب الله. تولى عملية التواصل والإشراف على تدريب عناصرهم هناك، واستقدام خبراء ومدربين إيرانيين من حزب الله إلى اليمن، بالإضافة إلى إشرافه الكامل على العمليات اللوجستية للدعم المقدم للحوثيين.
عقب اجتياح صنعاء، تولى عملية الإفراج عن الإيرانيين المقبوض عليهم لدى السلطات اليمنية في عمليات موثقة لتهريب الأسلحة، وآخرها سفينة "جيهان 1 و2".
خريج معسكرات الحرس الثوري
وُلد المداني عام 1977م في مديرية مستبأ بمحافظة حجة. هو الأوسط من بين إخوته العشرة، والأكثر تطلعاً للسلطة والقيادة. التحق بالمدارس العامة منتصف الثمانينات، لكنه فشل في الدراسة، مما دفع والده إلى إرساله مع شقيقه طه إلى صعدة للدراسة الدينية عند المرجعية الحوثية مجد الدين المؤيدي.
بعد بضعة أشهر، ترك المداني مدرسة المؤيدي ليلتحق بكتائب الشباب المؤمن التي أسسها حسين الحوثي في جبال مران. سرعان ما أصبح المداني الفتى المدلل لمؤسس جماعة الحوثيين، فأرسله عام 2002م إلى إيران عبر سوريا، حيث تلقى تدريباً مكثفاً في معسكرات الحرس الثوري ومكث هناك قرابة العام. بعد عودته، زوجه مؤسس الحوثية بابنته قبل اندلاع الحرب الأولى بأشهر قليلة، وفق معلومات نشرها الباحث اليمني الدكتور رياض الغيلي.
شارك المداني عمه حسين الحوثي في الحرب الأولى عام 2004م، وكان على رأس قائمة المطلوبين للدولة حينها. عندما حوصر قائد المتمردين، تمكن المداني من الفرار والنجاة بنفسه، بينما قُتل مؤسس الحوثية في ذلك الوقت.
خلافة عمه
وفق المعلومات المتوفرة، كان المداني يعتقد أنه الأجدر بقيادة الحركة الحوثية وخلافة عمه، لأنه عمل على جمع شتاتها وإعادة تنظيم صفوفها. لكن والد مؤسس الحوثية، بدر الدين الحوثي، عهد بالقيادة إلى ابنه عبدالملك. قبل المداني ذلك على مضض، رغم أن عبدالملك كان أحد جنوده في حروب صعدة، وأصغر منه سناً وأقل خبرة وتأهيلاً.
بحسب بعض المصادر، عمل المداني مؤخراً على إعداد النجل الأكبر لحسين الحوثي (شقيق زوجته)، ليكون بديلاً لعبدالملك في قيادة جماعة الحوثي.
أدرجت لجنة العقوبات في مجلس الأمن المداني، إلى جانب اثنين من قيادات ميليشيا الحوثي، وهم صالح مسفر الشاعر ومحمد عبدالكريم الغماري، على قائمة العقوبات الأممية.
كما فرضت الولايات المتحدة عقوبات على المداني وسلفه، محمد الغماري.