"المُحَكِّمة ".. الخوارج رواد التكفير والتطرف

الأربعاء 31/أكتوبر/2018 - 07:07 ص
طباعة المُحَكِّمة .. الخوارج "المُحَكِّمة ".. الخوارج رواد التكفير والتطرف
 

مدخل:

مدخل:
لم تزل هناك تساؤلات من وقتٍ لآخر، حول مصادر أفكار التيارات الراديكالية المتشددة، تلك الأفكار التي أدت ـ بالتراكم ـ إلى استنساخها في ملامح متباينة، اتفقت في جوهرها على "العُنف" الذي تحول من مجرد وسيلةٍ لفرض الفكر المتطرف، إلى نظامٍ متكاملٍ يصل إلى درجة الغاية.. ما دفع البعض إلى التصور بأن موجات التشدد والعنف مجرد انحرافٍ حاد عن مسارٍ معتدل أو بلا شائبة، فيما يؤكد تتبع المنشأ التاريخي لكل تيار منها أنها امتدادٌ طبيعي لفكرٍ واحدٍ تختزله حالةُ "الخوارج" في رفض ومقاتلة كل من يخالفهم في الرأي.
وقد ارتبط الخوارج على مدى تاريخهم بالتعصب للمذهب على حساب الدين واستغلال ذلك كمبرر للقتل والتنكيل بخصومهم من المسلمين وغير المسلمين وهو ما تطبقه الآن الجماعات الإرهابية المرتبطة بالقاعدة والسلفية الجهادية، ويمثل ما يسمى بـ"تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام" المعروف إعلاميًا بـ"داعش" و"وأنصار الشريعة "و"أنصار بيت المقدس "نماذج لهذا التطرف المقيت تحت مصطلحات إسلامية كالبراء والولاء والجهاد الشرعي. 
والخوارج  فرقة محسوبة على الإسلام، كانوا يواجهون الحكام تحت دعوى تفضيلهم للدنيا على حساب الآخرة، والاختيار والبيعة في الحكم، مع ضرورة محاسبة أمير المسلمين على كل صغيرة وكبيرة، وعدم حاجة الأمة الإسلامية لخليفة زمن السلم وهذا ما دفع الإمام على بن أبى طالب إلى محاولة القضاء عليهم لعدم خلق حالة  من الاحتقان بين المسلمين، ولكن سرعان ما نمت أفكارهم واتسعت دائرة  نفوذهم حتى بعد وفاة الإمام علي، وأصبحت البذرة التي نمت بداخلها الأفكار المتطرفة، ولم تعد مقصورة على المؤمنين فقط بفكر الخوارج، بل لكل طامع في سلطة لتقويض الدول 
وقد تنوعت أسماؤهم وكانت بدايتها مع "المُحَكِّمة"، وهم الذين  رفضوا التحكيم  وحكم عمرو  بن العاص وأبو موسى الأشعري، وقالوا "لا حكم إلا لله". و"المؤمنين"  وأيضًا أطلق عليهم "جماعة المؤمنين"  و"الجماعة المؤمنة" ولكن التصق بهم تسمية الخوارج، وذلك لخروجهم على أئمة الحق والعدل، وثوراتهم المتعددة ولما شاع هذا الاسم، قبلوا به ولكنهم فسروه على أنه: خروج على أئمة الجور والفسق والضعف" وأن خروجهم إنما هو جهاد في سبيل الله وأطلق عليه ايضا  أهل النهروان نسبة الى  إحدى المواقع التي خاضوها في ثوراتهم والحرورية أو الحروريين: انتسابا لإحدى المواقع التي خاضوا في ثوراتهم أيضًا  و الشراة لأنهم  باعوا أرواحهم في الدنيا واشتروا النعيم في الآخرة وسموا أيضا بالمارقة، ولكنهم ينكرون أن يكونوا مارقين من الدين كما يمرق السهم من الرمية

النشأة:

النشأة:
عرّف أهل العلم الخوارج بتعريفات متنوعة، منها الطائفة التي خرجت على رابع الخلفاء الراشدين علي بن أبي طالب، وخروجهم عليه هو العلة في تسميتهم بهذا الاسم، بعد قبوله التحكيم في موقعة صفين.
ويرجع بعض العلماء بداية نشأة الخوارج  إلى زمن النبي  صلى الله عليه وسلم ويعتبرون "ذا الخويصرة "الذي اعترض على الرسول في قسمة ذهب كان قد بعث به علي من اليمن،   أول الخوارج ويتضح ذلك من الحديث النبوي الشريف الذي رواه الصحابي الجليل أبو سعيد الخدري حيث قال:
بَعَثَ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ مِنَ الْيَمَنِ بِذُهَيْبَةٍ فِي أَدِيمٍ مَقْرُوظٍلَمْ تُحَصَّلْ مِنْ تُرَابِهَا قَالَ: فَقَسَمَهَا بَيْنَ أَرْبَعَةِ نَفَرٍ بَيْنَ عُيَيْنَةَ بْنِ حِصْنٍ وَالأَقْرَعِ بْنِ حَابِسٍ وَزَيْدِ الْخَيْلِ، وَالرَّابِعُ إِمَّا عَلْقَمَةُ بْنُ عُلاَثَةَ وَإِمَّا عَامِرُ بْنُ الطُّفَيْلِ، فَقَالَ رَجُلٌ مِنْ أَصْحَابِهِ: كُنَّا نَحْنُ أَحَقَّ بِهَذَا مِنْ هَؤُلاَءِ، قَالَ: فَبَلَغَ ذَلِكَ النَّبِيَّ، فَقَالَ: "أَلاَ تَأْمَنُونِي وَأَنَا أَمِينُ مَنْ فِي السَّمَاءِ، يَأْتِينِي خَبَرُ السَّمَاءِ صَبَاحًا وَمَسَاءً". قَالَ: فَقَامَ رَجُلٌ غَائِرُ الْعَيْنَيْنِ مُشْرِفُ الْوَجْنَتَيْنِ نَاشِزُ الْجَبْهَةِ كَثُّ اللِّحْيَةِ مَحْلُوقُ الرَّأْسِ مُشَمَّرُ الإِزَارِ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، اتَّقِ اللَّهَ! قَالَ: "وَيْلَكَ! أَوَلَسْتُ أَحَقَّ أَهْلِ الأَرْضِ أَنْ يَتَّقِيَ اللَّهَ".
قَالَ: ثُمَّ وَلَّى الرَّجُلُ فقَالَ خَالِدُ بْنُ الْوَلِيدِ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَلاَ أَضْرِبُ عُنُقَهُ؟! قَالَ: "لاَ، لَعَلَّهُ أَنْ يَكُونَ يُصَلِّي". فَقَالَ خَالِدٌ: وَكَمْ مِنْ مُصَلٍّ يَقُولُ بِلِسَانِهِ مَا لَيْسَ فِي قَلْبِهِ. قَالَ رَسُولُ اللَّهِ : "إِنِّي لَمْ أُومَرْ أَنْ أَنْقُبَ عَنْ قُلُوبِ النَّاسِ وَلاَ أَشُقَّ بُطُونَهُمْ". قَالَ: ثُمَّ نَظَرَ إِلَيْهِ وَهُوَ مُقَفٍّ فَقَالَ: "إِنَّهُ يَخْرُجُ مِنْ ضِئْضِئِ هَذَا قَوْمٌ يَتْلُونَ كِتَابَ اللَّهِ رَطْبًا لاَ يُجَاوِزُ حَنَاجِرَهُمْ، يَمْرُقُونَ مِنْ الدِّينِ كَمَا يَمْرُقُ السَّهْمُ مِنْ الرَّمِيَّةِ". وَأَظُنُّهُ قَالَ: "لَئِنْ أَدْرَكْتُهُمْ لأَقْتُلَنَّهُمْ قَتْلَ ثَمُودَ" وفي رواية أخرى أنه قال له: "وَيْلَكَ! وَمَنْ يَعْدِلُ إِذَا لَمْ أَعْدِلْ، قَدْ خِبْتَ وَخَسِرْتَ إِنْ لَمْ أَكُنْ أَعْدِلُ"
 ويعتبره ايضا أبو محمد بن حزم وابن الجوزي والشهرستاني رحمهم  الله  أول الخوارج حيث يقول الجوزي " أول الخوارج وأقبحهم حالة ذو الخويصرة التميمي" 
ابن كثير
ابن كثير
ومن العلماء من يرى أن نشأة الخوارج بدأت بالخروج على عثمان بإحداثهم الفتنة التي أدت إلى قتله ظلمًا وعدوانًا، وسميت تلك الفتنة التي أحدثوها بالفتنة الأولى وقد أطلق ابن كثير في كتابه "تاريخ ابن كثير" على الغوغاء الذين خرجوا على عثمان وقتلوه اسم الخوارج
 وتعود بداية الخوارج إلى نهاية عهد الخليفة عثمان بن عفان وبداية عهد الخليفة علي بن أبي طالب، نتيجة الخلافات السياسية التي بدأت في عهد الأول  واستمرت في عهد الثاني  وكان أغلبهم  من "القراء" أي حفظة القرآن الكريم، وقد بايعوا عليّا بن أبي طالب بعد مقتل عثمان بن عفان وخرجوا معه لملاقاة  جيش معاوية ابن ابى سفيان والى الشام في ذلك الوقت بموقعة صفين.
وبعد انهزام جيش معاوية أمام جيش علي، أمر عمرو بن العاص أحد قادة جيش معاوية برفع المصاحف على أسنة الرماح درأً للهزيمة المحققة ثم طلبوا التحكيم لكتاب الله وشعر علي بن أبي طالب أن هذه خدعة لكنه قبل وقف القتال احتراما للقرآن الكريم وأيضا نتيجة رغبته في حقن الدماء وذلك رغم انتصار جيشه، وبعد توقف القتال والتفاهم على أن يمثل أبو موسى الأشعري عليا بن أبي طالب ويمثل عمرو بن العاص معاوية بن أبي سفيان، وحددوا موعداً للتحكيم وفي طريق عودتهم إلى العراق خرج إثنا عشر ألف رجل من جيش علي يرفضون فكرة التحكيم بين على بن أبي طالب وبين معاوية بن أبي سفيان في النزاع
 وهنا ظهر  الخوارج بالمعنى الدقيق للكلمة كخارجين على الإمام علي بسبب قبوله  التحكيم، وبحكم كونهم جماعة في شكل طائفة لها اتجاهها السياسي وآراؤها الخاصة، أحدثت أثرًا فكريًّا عقديًّا واضحًا، بعكس ما سبقها من حالات رأوا أن كتاب الله قد "حكم" في أمر هؤلاء "البغاة" (يقصدون معاوية وأنصاره) ومن ثم فلا يجوز تحكيم الرجال "عمرو بن العاص وأبو موسى الأشعري" فيما "حكم" فيه "الله" صاحوا قائلين: "لا حكم إلا لله"، ومن هنا أطلق عليهم "المُحَكِّمة" فما  كان من عليّ إلا أن علق على عبارتهم تلك قائلا: "إنها كلمة حق يراد بها باطل".
 وبعد اجتماع عمرو بن العاص وأبو موسى الأشعري نتج عنه "تضعيف لشرعية عليّ" و"تعزيز لموقف معاوية"، ازداد المُحَكِّمة يقينا بسلامة موقفهم وطالبوا عليّا بـ:
1- رفض التحكيم ونتائجه والتحلل من شروطها
2- النهوض لقتال معاوية
ولكن عليّا رفض ذلك قائلا: "ويحكم.. أبعد الرضا والعهد والميثاق أرجع؟ أبعد أن كتبناه ننقضه؟ إن هذا لا يحل". 
المُحَكِّمة .. الخوارج
وهنا انشق المُحَكِّمة  "الخوارج "عن عليّ، واختاروا لهم أميرا من الأزد وهو عبد الله بن وهب الراسبي  وقُدِّر عددها في بعض الروايات ببضعة عشر ألفًا، وحُدِّد في رواية باثني عشر ألفًا، وفي أخرى بستة آلاف، وفي رواية بثمانية آلاف، وفي رواية بأنهم أربعة عشر ألفًا.
وكان هذا بداية ظهورهم كفرقة أطلق عليها الخوارج ووضع الخليفة علي بن ابي طالب منهجًا قويمًا في التعامل مع هذه الطائفة، تمثل هذا المنهج في قوله للخوارج: " .. إلا أن لكم عندي ثلاث خلال ما كنتم معنا: لن نمنعكم مساجد الله، ولا نمنعكم فيئا ما كانت أيديكم مع أيدينا، ولا نقاتلكم حتى تقاتلونا "رواه البيهقي وابن أبي شيبة.
 وهذه المعاملة في حال التزموا جماعة المسلمين ولم تمتد أيديهم إليها بالبغي والعدوان، أما إذا امتدت أيديهم إلى حرمات المسلمين فيجب دفعهم وكف أذاهم عن المسلمين، وهذا ما فعله أمير المؤمنين علي رضي الله عنه حين قتل الخوارج عبدالله بن خباب بن الأرت وبقروا بطن جاريته، فطالبهم رضي الله عنه بقتلته فأبوا، وقالوا كلنا قتله وكلنا مستحل دمائكم ودمائهم.

معركة النهروان 38هـ:

معركة النهروان 38هـ:
كانت الشروط التي أخذها أمير المؤمنين علي بن أبي طالب على الخوارج أن لا يسفكوا دمًا ولا يروعوا آمنًا ولا يقطعوا سبيلاً، ولكنهم خالفوا ذلك  وارتكبوا العديد من المخالفات  لأنهم يكفرون من خالفهم ويستبيحون دمه وماله، فبدأوا بسفك الدماء المحرمة في الإسلام، وقاموا بقتل عبد الله ابن  الصحابى الجليل خباب بن الأرَت وبقروا بطن جارية له كانت حاملًا، فأثار هذا العمل الرعب بين الناس وأظهر مدى إرهابهم ببقر بطن هذه المرأة وذبحهم عبد الله كما تذبح الشاة، ولم يكتفوا بهذا بل صاروا يهددون الناس قتلاً، حتى إن بعضهم استنكر عليهم هذا العمل قائلين: ويلكم ما على هذا فارقنا عليًّا. 
وبالرغم من فظاعة ما ارتكبه الخوارج من منكرات، لم يبادر أمير المؤمنين علي إلى قتالهم، بل أرسل إليهم أن يسلموا القتلة لإقامة الحد عليهم، فأجابوه بعناد واستكبار: وكيف نقيدك وكلنا قتله؟ قال: أوَكلكم قتله؟ قالوا: نعم فسار إليهم  الإمام على كرم الله وجهه بجيشه الذي قد أعدَّه لقتال أهل الشام في شهر المحرم من عام 38هـ، وعسكر على الضفة الغربية لنهر النهروان، والخوارج على الضفة الشرقية بحذاء مدينة النهروان.
وكان أمير المؤمنين علي يدرك أن هؤلاء القوم هم الخوارج الذين عناهم رسول الله بالمروق من الدين، لذلك أخذ يحث أصحابه أثناء مسيرهم إليهم ويحرضهم على قتالهم.
وعسكر الجيش في مقابلة الخوارج يفصل بينهما نهر النهروان، وأمر جيشه ألاّ يبدءوا بالقتال حتى يجتاز الخوارج النهر غربًا، وأرسل علي رسله يناشدهم الله ويأمرهم أن يرجعوا، وأرسل إليهم البراء بن عازب يدعوهم ثلاثة أيام فأبوا، ولم تزل رسله تختلف إليهم حتى قتلوا رسله، واجتازوا النهر.
وعندما بلغ الخوارج هذا الحد وقطعوا الأمل في كل محاولات الصلح وحفظ الدماء، ورفضوا عنادًا واستكبارًا العودة إلى الحق وأصروا على القتال، قام أمير المؤمنين بترتيب جيشه وتهيئته للقتال، فجعل على ميمنته حجر بن عدي وعلى الميسرة شبث بن ربعي ومعقل بن قيس الرياحي، وعلى الخيل أبا أيوب الأنصاري، وعلى الرَّجَّالة أبا قتادة الأنصاري، وعلى أهل المدينة -وكانوا سبعمائة- قيس بن سعد بن عبادة، وأمر عليٌّ أبا أيوب الأنصاري أن يرفع راية أمان للخوارج، ويقول لهم: من جاء إلى هذه الراية فهو آمن، ومن انصرف إلى الكوفة والمدائن فهو آمن، إنه لا حاجة لنا فيكم إلا فيمن قتل إخواننا، فانصرف منهم طوائف كثيرون، وكانوا أربعة آلاف فلم يبقَ منهم إلا ألف أو أقل مع عبد الله بن وهب الراسبي
وزحف الخوارج إلى علي فقدّم عليٌّ بين يديه الخيل وقدم منهم الرماة وصفّ الرجّالة وراء الخيّالة، وقال لأصحابه: كفوا عنهم حتى يبدءوكم، وأقبلت الخوارج يقولون: لا حكم إلا لله، الرواح الرواح إلى الجنة، وبعد معركة حاسمة وقصيرة أخذت وقتًا من اليوم التاسع من شهر صفر عام 38هـ، وأسفرت هذه المعركة الخاطفة عن عددٍ كبير من القتلى في صفوف الخوارج، فتذكر الروايات أنهم أصيبوا جميعًا، ويذكر المسعودي: أن عددًا يسيرًا لا يتجاوز العشرة فروا بعد الهزيمة الساحقة
 أما جيش علي فقد قُتل منه رجلان فقط  وقيل: قتل من أصحاب عليٍّ اثنا عشر أو ثلاثة عشر وقيل: لم يقتل من المسلمين إلا تسعة رهط.
حروب الخوارج ودولهم:
وبعد هزيمتهم في النهروان بشهرين تجددت حروبهم وتمردهم ضد الدولة الاسلامية  ويمكن إجمال حروب الخوارج ودولهم فيما يلى:

الحروب:

الحروب:
خاض الخوارج العديد من الحروب والثورات  منها 
اولا : ضد جيش الامام  عليّ  رضى الله عنه 
1- معركه النهروان - صفر 38هـ : بقيادة أول أمرائهم: عبد الله بن وهب الراسبي، وهزموا فيها
2- الدسكرة (بخراسان) - ربيع ثان 38 هـ : بقيادة أشرس بن عوف الشيباني، وهزموا فيها
3- ماسبذان (بفارس) - جمادى الأولى 38 هـ : بقيادة هلال بن علفة، وهزموا فيها
4- جرجرايا (على نهر دجلة) - 38 هـ : ضد بقيادة الأشهب بن يشر البجلي
5- على أبواب الكوفة - رمضان 38 هـ : بقيادة أبو مريم -من بني سعد تميم - وهزموا فيها
6- دبروا مكيده لاغتيال  الامام على واغتيال عمرو بن العاص وكذلك معاوية بن أبي سفيان. نجا عمرو ومعاوية وقتل علي بن أبي طالب على يد عبد الرحمن بن ملجم 
المُحَكِّمة .. الخوارج
ثانيا: ضد الدولة الأموية:
7- معركة مع أهل الشام بعد مقتل عليّ، وتنازل ابنه الحسن عن الخلافة لمعاوية  وكادوا يهزمون جيش معاوية لولا أنه استعان عليهم بأهل الكوفة
8- تمرد داخلي ضد بني أمية بدأ سنة 41 هـ بقيادة سهم بن غالب التميمي والخطيم الباهلي حتى سنة 46 هـ حيث قضى على هذا التمر زياد بن أبيه
9- في أول شعبان 43 هـ خرج الخوارج بقيادة المستورد بن علفة وكان أميرهم، لملاقاة جيش معاوية
10- في سنة 50 هـ ثار بالبصرة جماعة بقيادة قربي الأزدي
11- في سنة 58 هـ الخوارج من بني عبد القيس واستمرت ثورتهم حتى ذبحهم جيش عبد الله بن زياد
12- في سنة 59 هـ ثاروا بقيادة حبان بن ظبيان السلمي وقاتلوا حتى قتلوا جميعا عن "بانقيا" قرب الكوفة
13- في سنة 61 هـ وقعت المعركة التي قتل فيها أبو بلال مرداس بن أدية، وكان مقتله سببا في زيادة عدد أنصار الخوارج
14- خرجوا بالبصرة بقيادة عروة بن أدية.
15- خرجوا بالبصرة بقيادة عبيدة بن هلال
16-  في أواخر شوال سنة 64 هـ بدأت الثورة الكبرى للخوارج الأزارقة بقيادة نافع بن الأزرق وبدأت تلك الثورة بكسر أبواب سجون البصرة متجهين للأهواز
17-  في سنة 65 هـ ثاروا باليمامة بقيادة أبو طالوت
18-   في شوال 66 هـ حاربوا ضد جيش المهلب بن أبي صفرة شرق نهر دجيل
19-    في سنة 67 هـ ثاروا بقيادة نجدة بن عامر فاستولوا على أجزاء من اليمن وحضرموت والبحرين
20-    في أوائل سنة 68 هـ ثار الخوارج الأزارقة وهاجموا الكوفة
21-    في سنة 69 هـ استولوا على نواح من أصفهان وبقيت تحت سلطانهم وقتا طويلا
22-   في سنة 69 هـ ثاروا بالأهواز بقيادة قطري بن الفجاءة
23-    في آخر شعبان سنة 75 هـ حاربوا المهلب بن أبي صفرة ولما هزمهم انسحبوا لفارس
24-    في صفر 76 هـ ثارو في "داريا" بقيادة الصالح بن مسرح وقاتلوا في أرض المدبح من أرض الموصل
25-    في سنة 76 هـ وسنة 77 هـ تمنكوا بقيادة شبيب بن يزيد بن نعيم من إيقاع عدة هزائم ضد جيوش الحجاج بن يوسف الثقفي
26-    تكررت ثورتهم بقيادة شوذب وحاربوا في الكوفة على عهد يزيد الثاني
27-   في عهد هشام بن عبد الملك ثاروا وحاربوا في الموصل بقيادة بهلول بن بسر ثم بقيادة الصحاري بن شبيب حيث حاربوا عند مناذر بنواحي خراسان
28-    في سنة 127 هـ حارب الخوارج بقيادة الضحاك بن قيس الشيباني وكان عددهم مائة وعشرون ألفا من المقاتلين وحاربت في هذا الجيش نساء كثيرات وانتصروا على الأمويين في الكوفة (رجب 127 هـ) وبواسط (شعبان 127 هـ)
29-    في سنة 129 هـ ثاروا باليمن بقيادة عبد الله بن يحيى الكندي واستولوا على حضرموت واليمن وصنعاء وأرسلوا جيشا بقيادة أبو حمزة الشاري فدخل مكة وانتصر في المدينة إلى أن هزمه جيش أموي جاءه من الشام في جمادى الأولى 130 هـ.
30- ثورة الخوراج في شمال الأفريقي وذلك بعد فرارهم الى   الجزائر وتونس وليبيا، وتجمعوا بشكل خاص في المغرب الأقصى بقيادة أحد قادتهم  ويدعى "مسيرة"،  الذى أستطاع أن يجمع البربر  للثورة ضد ظلم عمال بني أمية، ومنهم  والي طنجة "عمرو المرادي" الذي كان شديد البطش فقتله، وولى خارجيا على طنجة يدعى عبد الأعلى بن جريح، وبعد احتلال طنجة توجه نحو السوس فاحتلها، وتقدم باتجاه القيروان.
واستمرت  حروبهم حتى أواخر الدولة الأموية، ولكنها  لم تنجح في إقامة دولة مستقرة ويستمر فيها حكم الخوارج  طويلاً، إلا أن الخوارج  أصابوا  الدولة الأموية بالإعياء حتى انهارت انهيارها السريع تحت ضربات ثورة  بنى العباس في سنة 132هـ،
 وفى  عام سقوط  الدولة الاموية وتأسيس الدولة العباسية عام 132هـ أنه أعلن ثلاثة أئمة من الخوارج دولتهم  في وقت واحد وهم: الجلندى في عمان، وطالب الحق عبد الله بن يحيى في اليمن، وأبو الخطاب المعافري في إفريقية، وثلاثتهم من الإباضية، ومن ثَمَّ فقد أطلق على تلك السنة سنة الإمامة.

دول الخوارج:

دول الخوارج:
وسرعان ما شهد تاريخهم عددًا من الانقسامات قادها عدد من أعلامهم وأئمتهم،  وتحديدا في عهد إمامهم نافع بن الأزرق (65هـ)، الذي مثّلت فرقته "الأزارقة" أول انقسام داخل تيار الخوارج العام.
1- دولة الأزارقة
وهم أتباع التكفيرى نافع بن الأزرق والذين اعتبروا  أن "ديار مخالفيهم هي ديار كفر" و استولوا على الأهواز وأرض فارس وكرمان وجبوا خراجها سنوات عديدة
أصول الفكر التكفيري:
•جميع خصومهم ومخالفيه كفار 
•لا يحق لأصحابهم المؤمنين منهم أن يجيبوا أحداً من غيرهم إلى الصلاة إذا دعا إليها، ولا أن يأكلوا ذبائحهم، أو يتزوجوا منهم، أو يرثوا منهم، أو يورثوهم
• يكون غيرهم مثل كفار العرب، وعبدة الأوثان، لا يقبل منهم إلا الإسلام والسيف، ودارهم دار حرب، ويحل قتل أطفالهم ونسائهم
•يحل لهم الغدر بمن خالفهم
•لا تجوز التقية
•من أقام بدار الكفر  فهو "كافر"
•أطفال الكفار" سيدخلدون في النار
•أنكار رجم الزاني
•إقرار حد قذف المحصنة دون قذف المحصن
•المساواة  في قطع يد السارق بين أن يكون المسروق قليل أو كثير.
2- دولة النجدات
وهم أتباع نجدة بن عامر الحنفي وتركزت أفكارهم حول ما يلى  
1- معرفة الله ومعرفة رسوله وتحريم دماء المسلمين وأموالهم
2-  الإقرار بما جاء من عند الله جملة
3- ما عدا ذلك من الحلال والحرام والشرائع فالجاهل بها معذور لأنها ليست من الدين 
4- كفر المصر على الذنب
5- المعصية كبيرة كانت أم صغيرة.
3- الدولة الصفرية
 وهم أتباع زياد الأصفر أو النعمان بن الأصفر أو عبد الله بن صفار، وهم مثل الأزراقة، وتركزت أفكارهم حول ما يلى 
جميع خصومهم ومخالفيه كفار 
•لا يحق لأصحابهم المؤمنين منهم أن يجيبوا أحداً من غيرهم إلى الصلاة إذا دعا إليها، ولا أن يأكلوا ذبائحهم، أو يتزوجوا منهم، أو يرثوا منهم، أو يورثوهم
•يكون غيرهم مثل كفار العرب، وعبدة الأوثان، لا يقبل منهم إلا الإسلام والسيف، ودارهم دار حرب، ويحل قتل أطفالهم ونسائهم
•يحل لهم الغدر بمن خالفهم
•لا تجوز التقية
•من أقام بدار الكفر  فهو "كافر"
•أطفال الكفار" سيدخلدون في النار
•إنكار رجم الزاني
•إقرار حد قذف المحصنة دون قذف المحصن
•المساواة  في قطع يد السارق بين أن يكون المسروق قليل أو كثير.
وخالفوا الأزراقة فقط في امتناعهم عن قتل أطفال المخالفين لهم في الاعتقاد

الدولة الإباضية

الدولة  الإباضية
وهم أتباع عبد الله بن إباض التي مازالت موجودة حتى الان  في  سلطنة عُمان  أحد دول الخليج العربي
وقد ظل القطر العماني منذ فجر الإسلام مستقرًّا للمذهب الإباضي، وكان من الأمور الطبيعية أن يسيطر أبناء المذهب على نظام الحكم فيه في شكل إمامة تستمد نظام حكمها وأحكامها من المذهب الشائع بين أهل البلاد.
وتميز الإباضية  بالتساهل وعدم التشدد في كثير من الأمور  بخلاف أسلافهم في الصدر الاول من الاسلام وهذا يفسر لنا بقاءهم على مر الزمن بينما نجد غيرهم من فرق الخوارج   قد بادوا وانقرضوا بسرعة منذ القرون الأولىً  وتتميز أفكارهم بالاعتدال ومن مظاهر ذلك 
1- عدم تجسيم الله تعالى
2- عدم رؤيته تعالى في الآخرة
3- عدم قدم القرآن
4- عدم القول بالجبر والقدر.
5- الاعتماد على السيرة العملية التي كانت رائجة في الصدر الأول للإسلام 
6- تتسق أفكارهم مع الفهم الفطري للآيات القرآنية، وللسنة النبوية في أحيان كثيرة.
وقسمت الإمامة عندهم الى خمس مراحل تمثلت فيما يلى :
الإمامة الأولى :إمامة الجلندى
بدأت الإمامة الأولى في عمان المستقلة سنة 132هـ على وجه التحديد، وهي السنة التي سقطت فيها دولة بني أمية وقامت دولة بني العباس، وكان أول إمام هو الجلندَى بن مسعود بن جلندَى الجلنداني.
الإمامة الثانية: إمامة الخروصيين
وشهدت  عمان أضرابات واسعة عقب أنهيار إمامة الجلندى الأولى حتى   أعلن الوارث بن كعب من  بني خروص  عام  179هـ، الإمامة الثانية والتى وأستمرت  دولة بني خروص حتى بعد سنة 400هـ بقليل.
الإمامة الثالثة : إمامة النباهنة
 وظهرت عقب نهاية إمامة الخروصيين  ولم تشهد عمان في عصرهم الأمن والاستقرار مما  هيأ  الاجواء لإمامة جديدة في أسرة جديدة.
الإمامة الرابعة :إمامة اليعاربة
وأسسها  ناصر بن مرشد بن سلطان اليعربي الحميري الأزدي  في سنة 1034هـ وأستمرت حتى سقوطها على يد البوسعيدي 
الإمامة الخامسة: إمامة البوسعيدية
انتقل ملك اليعاربة إلى أحمد بن سعيد البوسعيدي سنة 1154هـ، وهو جَدُّ الأسرة الحاكمة في عمان في الوقت الحالي
وقد انقرضت هذه  الدول ولم يبقَ من الخوارج سوى الإباضية  في سلطنة عُمان وشرقي إفريقيا، وفي أنحاء من المغرب العربي (تونس والجزائر)، وفي الجنوب الشرقي للقارة الإفريقية ساحل  (زنجبار).

أهم الشخصيات :

 أهم الشخصيات :
•حوثرة بن وداع  "من أسد"
•المستورد بن علقة بن زيد مناة. من تيم الرباب
•حبان بن ظبيان السلمي
•أبو بلا مرداس بن أدية المربعي الحنظلي، من تميم
•الزبير بن علي السليطي. من تميم
•نجدة بن عامر الحنفي. من بكر بن وائل
•ثابت التمار. من الموالي
•أبو فديك، عبد الله بن ثور بن قيس بن ثعلبة بن تغلب
•أبو الضحاك، شبيب بن يزيد بن نعيم بن قيس الشيباني
•أبو نعامة، قطري بن الفجاءة الكناني المازني. من تميم
•عبد ربه الصغير. أحد موالي قيس بن ثعلبة
•أبو سماك، عمران بن حطان الشيباني الوائلي
•عبد الله بن يحي بن عمر بن الأسود. من كندة
• نافع ابن الازراق

الأصول الدينية لأفكار الخوارج التفكيرية:

الأصول الدينية لأفكار
هناك العديد من الأحاديث التي تناولت ظاهرة التطرف وأفكار  الخوارج حتى قبل ظهورهم كتنظيم سياسي لديه أهداف للوصول الى الحكم والسيطرة على الدول ومنها 
1- روى الإمام البخاري في صحيحه عن الصحابي الجليل أبي سعيدٍ الخُدْري أنه قال: بينما نحن عند رسول الله وهو يقسم قسماً -أي يقسم مالاً-، إذ أتاه ذو الخويصرة، وهو رجل من بني تميم، فقال: يا رسول الله اعدل! فقال: ويلك! ومن يعدل إذا لم أعدل، قد خبتُ وخسرتُ إن لم أكن أعدل. فقال عمر: يا رسول الله ائذن لي فيه فأضرب عنقه؟ فقال: دَعهُ، فإن له أصحابا يحقر أحدكم صلاته مع صلاتهم وصيامه مع صيامهم -أي من شدة عبادتهم-، يقرؤون القرآن لا يجاوز تراقيهم -والترقوة هي العظمة الناتئة أعلى الصدر أي يقرأون القرآن ولا يفقهونه-، يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرمية يُنْظَرُ إِلَى نَصْلِهِ فَلاَ يُوجَدُ فِيهِ شَيْءٌ، ثُمَّ يُنْظَرُ إِلَى رِصَافِهِ فَمَا يُوجَدُ فِيهِ شَيْءٌ، ثُمَّ يُنْظَرُ إِلَى نَضِيِّهِ -وَهُوَ قِدْحُهُ- فَلاَ يُوجَدُ فِيهِ شَيْءٌ، ثُمَّ يُنْظَرُ إِلَى قُذَذِهِ فَلاَ يُوجَدُ فِيهِ شَيْءٌ، قَدْ سَبَقَ الْفَرْثَ وَالدَّمَ، آيَتُهُمْ رَجُلٌ أَسْوَدُ إِحْدَى عَضُدَيْهِ مِثْلُ ثَدْيِ الْمَرْأَةِ أَوْ مِثْلُ الْبَضْعَةِ تَدَرْدَرُ، وَيَخْرُجُونَ عَلَى حِينِ فُرْقَةٍ مِنَ النَّاسِ".
قَالَ أَبُو سَعِيدٍ: فَأَشْهَدُ أَنِّي سَمِعْتُ هَذَا الْحَدِيثَ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ، وَأَشْهَدُ أَنَّ عَلِيَّ بْنَ أَبِي طَالِبٍ قَاتَلَهُمْ وَأَنَا مَعَهُ، فَأَمَرَ بِذَلِكَ الرَّجُلِ فَالْتُمِسَ فَأُتِيَ بِهِ حَتَّى نَظَرْتُ إِلَيْهِ عَلَى نَعْتِ النَّبِيِّ الَّذِي نَعَتَهُ.
1- روى الإمام البخاري في صحيحه عن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب أنه قال: إذا حدثتكم عن رسول الله حديثاً، فوالله لأن أَخِرّ من السماء أحبّ إليّ من أنْ أكذب عليه، وإني سمعت رسول الله يقول: سيخرج قومٌ في آخر الزمان، أحداث الأسنان، سفهاء الأحلام، يقولون من خير قول البرية، لا يجاوز إيمانهم حناجرهم، يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرمية، فأينما لقيتموهم فاقتلوهم، فإن في قَتْلِهِم أجراً لِمَنْ قَتَلَهم يوم القيامة.
2-  روى الإمام الترمذي في سُننه بسند حسن عن الصحابي الجليل أبي أُمامة الأنصاري أنه رأى رؤوس الخوارج منصوبة في دمشق، فقال أبو أمامة - راوياً عن رسول الله -: كلاب النار، شر قتلى تحت أديم السماء، خير قتلى من قَتَلوه، ثم قرأ: ﴿يوم تبيض وجوه وتسود وجوه﴾ إلى آخر الآية. فقيل لأبي أمامة: أنت سمعته من رسول الله ؟ قال : لو لم أسمعه إلا مرة أو مرتين أو ثلاثاً أو أربعاً –حتى عدّ سبعاً– ما حَدّثْتُكُموه.
3- وروى الإمام الهيثمي في المُجْمَع بسندٍ رجاله ثقات عن سعيد بن جهمان أنه أتى الصحابي الجليل عبد الله بن أبي أوفى -وكان ضريراً- فسلمّ عليه، فقال: من أنت؟
فقال: أنا سعيد بن جهمان قال: ما فعل والدك؟ رد سعيد: قتلته الأزارقة -وهي من فرق الخوارج- فقال : لعن الله الأزارقة لعن الله الأزارقة، سمعت رسول الله يقول: كلاب النار فقال سعيد: الأزارقة وحدهم أو الخوارج كلها؟ قال بن أبي أوفى: بل الخوارج كلها فقال سعيد: فإن السلطان يظلم الناس ويفعل بهم ويفعل فتناول بن أبي أوفى بيد سعيد بن جهمان فَغَمَزَها غمزة شديدة، ثم قال: يا ابن جهمان عليك بالسواد الأعظم، فإن كان السلطان يسمع منك فائته في بيته فأخبره بما تعلم -أي انصحه وأبلغه ظلم من تحت يديه- فإن قَبِلَ منك وإلا فَدَعْهُ فلست بأعلم منه. 
4- وعن أبي كَثِيرٍ مَوْلَى الأَنْصَارِ قَالَ: كُنْتُ مَعَ سَيِّدِي عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ حَيْثُ قُتِلَ أَهْلُ النَّهْرَوَانِ، فَكَأَنَّ النَّاسَ وَجَدُوا فِي أَنْفُسِهِمْ مِنْ قَتْلِهِمْ، فَقَالَ عَلِيٌّ: يَا أَيُّهَا النَّاسُ، إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ قَدْ حَدَّثَنَا بِأَقْوَامٍ يَمْرُقُونَ مِنْ الدِّينِ كَمَا يَمْرُقُ السَّهْمُ مِنْ الرَّمِيَّةِ، ثُمَّ لاَ يَرْجِعُونَ فِيهِ أَبَدًا حَتَّى يَرْجِعَ السَّهْمُ عَلَى فُوقِهِ، وَإِنَّ آيَةَ ذَلِكَ أَنَّ فِيهِمْ رَجُلاً أَسْوَدَ مُخْدَجَ الْيَدِ إِحْدَى يَدَيْهِ كَثَدْيِ الْمَرْأَةِ لَهَا حَلَمَةٌ كَحَلَمَةِ ثَدْيِ الْمَرْأَةِ، حَوْلَهُ سَبْعُ هُلْبَاتٍ فَالْتَمِسُوهُ، فَإِنِّي أُرَاهُ فِيهِمْ. فَالْتَمَسُوهُ فَوَجَدُوهُ إِلَى شَفِيرِ النَّهَرِ تَحْتَ الْقَتْلَى فَأَخْرَجُوهُ، فَكَبَّرَ عَلِيٌّ فَقَالَ: اللَّهُ أَكْبَرُ! صَدَقَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ. وَإِنَّهُ لَمُتَقَلِّدٌ قَوْسًا لَهُ عَرَبِيَّةً، فَأَخَذَهَا بِيَدِهِ فَجَعَلَ يَطْعَنُ بِهَا فِي مُخْدَجَتِهِ وَيَقُولُ: صَدَقَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ! وَكَبَّرَ النَّاسُ حِينَ رَأَوْهُ وَاسْتَبْشَرُوا، وَذَهَبَ عَنْهُمْ مَا كَانُوا يَجِدُونَ.
ويعلق ابن كثير على فساد عقيدتهم فيقول: "وهذا الضرب من الناس من أغرب أشكال بني آدم، فسبحان من نوّع خلقه كما أراد، وسبق في قدره العظيم!"
وما أحسن ما قال بعض السلف في الخوارج إنهم المذكورون في قوله تعالى: {قُلْ هَلْ نُنَبِّئُكُمْ بِالأَخْسَرِينَ أَعْمَالاً * الَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعًا * أُولَئِكَ الَّذِينَ كَفَرُوا بِآَيَاتِ رَبِّهِمْ وَلِقَائِهِ فَحَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ فَلاَ نُقِيمُ لَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَزْنًا} [الكهف: 103-105].
وقال أبو الحسن الأشعري رحمه الله عنهم : "والخوارج بأسرها يثبتون إمامة أبي بكر وعمر وينكرون إمامة عثمان -رضوان الله عليهم- في وقت الأحداث التي نقم عليه من أجلها، ويقولون بإمامة عليٍّ قبل أن يحكم، وينكرون إمامته لما أجاب إلى التحكيم، ويكفرون معاوية وعمرو بن العاص وأبا موسى الأشعري" 
الآيات القرآنية التي يعتبرها الخوارج دليلا على خصومهم :
يفسر الخوارج العديد من الآيات القرآنية كدليل على خصومهم  ويفسرونها وفقا   لأهواهم الشخصية كحجة وذريعة لتكفير المسلمين وأستباحت دماء خصومهم  من المسلمين وغير المسلمين    ومنها 
قوله تعالى {إِنَّ اللَّهَ مَعَ الَّذِينَ اتَّقَوْا وَالَّذِينَ هُمْ مُحْسِنُونَ}  وقوله تعالى: {يَا دَاوُودُ إِنَّا جَعَلْنَاكَ خَلِيفَةً فِي الأَرْضِ فَاحْكُمْ بَيْنَ النَّاسِ بِالْحَقِّ وَلاَ تَتَّبِعِ الْهَوَى فَيُضِلَّكَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ} 
وقوله تعالى: {وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ} [المائدة: 44]، {وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ} [المائدة: 45]، {وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ} [المائدة: 47]. 

المرتكزات الفكرية:

المرتكزات الفكرية:
وضع الخوارج نظاما متطرفًا في الحكم والإدارة، هو قريب الشبه بالأنظمة المتطرفة التي تطبقها جماعات السلفية الجهادية  مثل "داعش" و"وأنصار الشريعة "و"أنصار بيت المقدس ""والقاعدة " استقرت مع الوقت ليخالفوا فيها كتاب الله وسنة رسوله.
وتتمثل فيما يلي: 
1- السلطة العليا للدولة هي (الإمامة والخلافة) ويشترطون صلاح وصلاحية المسلم لتولي هذا المنصب بصرف النظر عن نسبه وجنسه ولونه، وبذلك لا يقرون بالنسب القرشي أو العربي للخليفة كما يفعل تنظيم داعش الآن، ومنهم من أجاز ولاية المرأة.
2- الثورة واجبة على أئمة الجور والفسق والضعف. 
3- يجب الخروج والثورة على أئمة الجور إذا بلغ عدد المنكرين أربعين رجلا ويسمون هذا "حد الشراء" أي الذين اشتروا الجنة بأرواحهم. 
4- لا يجوز للثائرين القعود إلا إذا نقص العدد عن ثلاثة رجال، فإن نقصوا عن الثلاثة جاز لهم القعود وكتمان العقيدة ويسمى عندهم  مسلك الكتمان
5- يجب الظهور الى العلن عند قيام دولتهم ونظامهم تحت قيادة "إمام الظهور" حد الظهور "
6- يجب التصدي لهجوم الأعداء تحت قيادة "إمام الدفاع". ويسمى عندهم  حد الدفاع
7- يتبنى الخوارج ولاية أبي بكر الصديق وعمر بن الخطاب، وخلافة عثمان بن عفان حتى ما قبل السنوات الست الأخيرة فهم يبرءون منه فيها فقد آثر قرابته 
8-  يكفرون  الامام على ابن ابى طالب ا بعد واقعة "التحكيم" ولكنهم  اختلفوا في نوع هذا الكفر، بعضهم كفروه "كفر شرك" في الدين، والبعض الآخر كفروه "كفر نعمة" فقط، أي جحود النعم الإلهية في واجبات الخلافة، يبرأون من معاوية ومن والاه.
9- يتبنى الخوارج في الامامة  "الاختيار والبيعة" 
10- يرفضون من قالوا أن الإمامة شأن من شئون السماء
11- الإمامة عندهم من "الفروع" وليست أصلا من أصول الدين.
12- يحكم الخوارج على مرتكبي الكبائر الذين يموتون قبل التوبة، بالكفر والخلود في النار وهذا هو خلافهم الأساسي مع أهل السنة 
13- يعتبرون الحكام الذين ارتكبوا الكبائر واقترفوا المظالم". وعلى رأسهم بني أمية، مخلدون في النار وذلك نتيجة  صراعهم الفكري والمسلح  معهم 
14- اتفق الخوارج على "نفي الجور عن الله سبحانه وتعالى"، بمعنى ثبات القدرة والاستطاعة المؤثرة للإنسان ومن ثم تقرير حريته واختياره.
15- أجمع الخوارج على تنزيه الذات الإلهية عن أي شبه بالمحدثات بما في ذلك نفي مغايرة صفات الله لذاته أو زيادتها عن الذات وانطلاقا من هذا الموقف قالوا "بخلق القرآن".
16- قالوا  بصدق وعد الله للمطيع وصدق وعيده للعاصي، دون أن يتخلف عن وعده أو وعيده لأي سبب من الأسباب.
17- ربط  الخوارج  بين الأمر بالمعروف والنهي عن بتغيير الظلم والجور والثورة على الحاكم الفاسد.
18- يعتبرون أنفسهم المسلمين حقا دون سواهم أما من عاداهم فلهم دينهم.

الخوارج والسلفية:

الخوارج والسلفية:
ارتبط الإرهاب دائما بالسلفية الجهادية، والتي ارتبطت بدورها بالخوارج وهو ما جعل العديد من الدعاة  والعلماء يسقطون هذا اللفظ على الجماعات المسلّحة  بداية من القاعدة  وداعش،  وانصار بيت المقدس الى قائمة لاتنتهى من الجماعات الارهابية المسلحة  ويعود هذا الربط الى العوامل الاتية 
1- حالة الفزع والترهيب التي أثارها الخوارج بعد خروجهم على  الإمام عليّ بن أبي طالب،  التي جعلت كل الخارجين على الانظمة من  فرقة الخوارج، كما جاءت في مدوّنة أهل الحديث بدءًا من أئمة الحديث وصولًا إلى ابن تيمية الذي أنتج الكثير من تلك الإدانة والشجب لتلك الفرقة 
2- أعتماد هذه الجماعات الارهابية على  نفس المرجعية التي قامت عليها فرقة الخوارج  وهناك العديد من أوجه تلك الاشتراكات العقدية والفكرية التي تتشابه فيها تلك الجماعات، وبالأخص داعش، مع المُنتج العقدي السلفي، والذي أثبتت داعش أنها تستند عليه كمادة شرعية تقوم على محدداته الأيديولوجية والحركية.
3-  حالة الاستحوذ على الدين التى يتميز بها الطرفين جعلت القاعدة  تصف داعش بالخوارج، والعكس  لأن كلاهما  يستخدمنا نفس الأدوات من  التراثٍ للتكفير والاقصاء.
ولكن في حقيقة الامر هناك عدة أختلافات جوهرية بين الفكر الجهادى السلفى بكافة أجنحته والخوارج تتركز فيما يلى: 
1-  تكفير كلّ من عثمان، وعليّ، ومعاوية، وعائشة، وطلحة، والزبير  وهؤلاء الصحابة لاتكفرهم السلفية الجهادية السنية بشكل عام فيما عدا البعض. 
2- عدم اشتراط قرشية الخليفة وهذة  أحد وجوه الاختلافات الواضحة بين (الخوارج) وبين السلفية الجهادية و داعش   حيث تستند داعش إلى رأي (سنّي/سلفي) يمتدّ إلى مدرسة أهل الحديث في مسألة الإمامة واشتراط القرشية في الخليفة، يقول ابن تيمية: (وَأَمَّا كَوْنُ الْخِلَافَةِ فِي قُرَيْشٍ، فَلَمَّا كَانَ هَذَا مِنْ شَرْعِهِ وَدِينِهِ، كَانَتِ النُّصُوصُ بِذَلِكَ مَعْرُوفَةً مَنْقُولَةً مَأْثُورَةً يَذْكُرُهَا الصَّحَابَةُ) (منهاج السنة: ج1 ص 521).
3- تأمين (أهل الذمة) وعدم قتلهم أو انتزاع أي شيء منهم  حيث  كان  الخوارج الأوائل يتوخون الإحسان إلى أهل الذمة، ومن  في تلك القصة الشهيرة، حينما قابلوا مسلمًا ونصرانيًّا، فقالوا: احفظوا ذمّة نبيّكم، فأطلقوا سراح النصراني، وأوصوا به خيرًا بخلاف داعش  وكذلك القاعدة، والذين كانوا يأخذون كل كنيسة غصبًا، هذا غير الهدم والتشريد ونكلت بهم بل وقتلوا المسلمين وأطفالهم ونساءهم، 
4-  العمل بالآيات القرآنية دون الأحاديث، وهم بذلك لا يطبقون حدّ الرجم كونه لم يرد في القرآن، وهذا ما كان عليه الخوارج الأوائل، حيث ينكرون حدّ الرجم كونه لم يرد في القرآن  ولكن السلفية الجهادية  تطبق  حدّ الرجم  وداعش تعلن بعض الأحكام العامة التي تستند  على أحاديث ضعيفة.
5-  ورغم الاختلاف فهم متفقون على  التكفير وسفك الدماء،  التى تعد أوضح المسائل التي جاءت في الإنتاج السلفي،  وهذا ما يقوله ابن تيمية  في كتابه  مجموع الفتاوى (هؤلاء القوم المسمون بالنصيرية هم وسائر أصناف القرامطة الباطنية أكفر من اليهود والنصارى) وعلى الرغم من أن  للتكفير ضوابطه وشروطه في عند  السلفية، إلّا أن تلك الشروط من السهولة إلباسها على أي واقع معاصر  ولذلك بدأت داعش بقتال جبهة النصرة (المرتدّة) كأولوية سبقت قتالها للنظام السوري (الكافر أو المشرك) أساسًا بحسب رؤيتهم. 
من هنا نجد أن المرجعية التي أستند إليها   الخوارج هى ذات المرجعية  للسلفية الجهادية  وداعش  

الأزهر والخوارج:

الأزهر والخوارج:
يعتبر الأزهر الشريف أن أي متطرف  عن الفكر الاسلامي المعتدل  وعقائده من الخوارج، وقد حدد ذلك  الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الازهر بقوله  أن عقيدة الأزهر الشريف هي عقيدة الأشعرى والماتريدى وفقه الأئمة الأربعة وتصوف الإمام الجنيد، وأن السلفيين الجدد هم خوارج العصر
وحذر من وجود مخطط لاختطاف الفكر والمنهج الأزهري الوسطى المعتدل الذى حافظ الأزهر عليه لأكثر من ألف عام وأن هجوم السلفيين على الأضرحة ومقامات الأولياء،  ويخالف صحيح الإسلام وأن الازهر سيبقى أشعري المذهب ومحافظا على الفكر الصوفي الصحيح الذى انتمى إليه عشرات من شيوخ الأزهر على مدى تاريخه.
وأكد الشيخ محمود عاشور وكيل الأزهر السابق وعضو مجمع البحوث الإسلامية اننا  نعيش زمن الخوارج وأن الإسلام لا يعرف الدولة الدينية ولذلك  لابد من وقف التناحر والاقتتال بين الفرق والجماعات إعلاء لمصلحة الوطن  وأن المشهد السياسي يتطلب من الجميع ضبط النفس وتحكيم العقل للوصول إلي الصواب ولتحقيق الأمن والاستقرار في المجتمع 
وشدد على أن سفك الدماء حرام وان حرمة الإنسان عند الله اشد من حرمة الكعبة المشرفة ولابد ان يعي الجميع حرمة دم الإنسان وان من يقتل فهو في النار فديننا رفض ذلك لان دم المسلم علي المسلم حرام لقول الرسول صلي الله عليه وسلم( إذا التقي المسلمان بسيفهما فالقاتل والمقتول في النار) ولقوله ايضا: من حمل علينا السلاح فليس منا وعلي من يقتل ويسفك ان يعي حرمة الدماء وأن يعوا جيدا أن الإسلام جاء لتحقيق العدل والاستقرار والهدوء وليس من أجل القتل والتخريب
وأعتبر أن دوره الأساسي هو نشر الدين الصحيح والجمع بين الفرق المتناحرة المتقاتلة وتصحيح مفهوم الدين عند الكثيرين وأن الإسلام دين الأمن والسلام وليس دين القتل والإرهاب ولابد من نبذ الأفكار الخاطئة التي تبعد تماما عن صحيح الدين.
 وأختتم حديثه بقوله  الإسلام لا يعرف التحزب ولا يعرف الأحزاب التي تتناحر ويناطح بعضها بعضا لأنها ليست من الدين في شيء لأن الإسلام يوحد الكلمة والصف ويؤلف بين المسلمين جميعا والفرقة الإسلامية نشأت جميعا في الفتن الكبرى مثل الخوارج والمعتزلة والشيعة ونحن نعيش في زمن خوارج العصر. 
وأعتبر الدكتور علي جمعة عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر ومفتي الجمهورية السابق ، أن افتقاد فكر المتطرفين والإرهابيين كالدواعش والقاعدة لمنهج التعلم في الأزهر الشريف ضمن منظومةٍ متكاملةِ الأطراف مِن أستاذٍ وتلميذ ومنهج وكتاب وجو علمي رصين ثابت منذ مئات السنين، هو سبب ما يفتي به هؤلاء، الذين يعتبرون  خوارج العصر الحديث، الذين ابتُلِينا بهم في زمننا هذا.
وأضاف إننا تعلمنا في الأزهر الشريف ما لم تتعلمه الدواعش والقاعدة والسلفية وكل مَن تَدَين دون أن يسلك تَخَصص علوم الدين، مجموعة مِن القواعد هي التي فرقت بيننا وبينهم, وهي التي تفرق بين الدين الصحيح- وهو مبهِرٌ لكل البشر إذا علِموه وعرفوه- وبين الدين المغلوط الذي هو نتاج خاطئ لنصوص صحيحة و هذه هي البَلِية العظمى والسبب في رفضنا للدواعش منهجاً وسلوكاً وعقيدةً وأخلاقاً، ولما يستند إليه هؤلاء من قواعد علمية وفتاوى دينية في أقوالهم وأفعالهم, وما تشمله مِن عنفٍ واضح وعدوانٍ ظاهر.
 وشدد على  أن هناك فرقاً بين ظواهر النصوص وبين تفسيرها, و بين العلم كمنظومة وبين المعلومات, وبين علم الدين- وهو كأي علم يحتاج إلى أستاذ ومنهجٍ وبحث ونظام وعلوم مساعدةٍ وزمان طويل في الدرس- وبين المعلومات التي يكمل أحدهم مِن عقله ومِن عنده ما لم يفهمه منها. 

النتائج

النتائج
1- أرتبط الخوارج على مدى تاريخهم  بالتعصب للمذهب على حساب الدين واستغلال ذلك كمبرر للقتل والتنكيل بخصومهم من المسلمين وغير المسلمين
2-  أستطاع الخوارج أضعاف الدول وجرها في دوامة لا تنتهى من التطرف والفوضى وتعد  الدولة الاموية نموذجا واضحا على ذلك 
3-  تناقض موقف من التحكيم  بين الامام على رضى الله عنه ومعاوية ابن ابى سفيان منذ بدايته يقوض ما يدعونه من أنهم كانوا هم المعارضين للتحكيم من أول الأمر فهم من  حكموا على علي  رضى الله عنه  بالكفر لأجل قبوله التحكيم الذي أجبروه هم عليه، كما كفروا الخليفة الثالث عثمان بسبب بعض المخالفات التي صدرت عنه في السنين الأخيرة من خلافته، هذا فضلاً عن تكفيرهم طلحة والزبير وعائشة وغيرهم. 
4-  التطرف في الاعتقاد على خلاف صحيح الاسلام   وأفعال الرسول صلى الله عليه وسلم والتي منها رجم الزاني ثم صلى عليه وورثه أهله، وقتل القاتل كذلك، وقطع السارق وجلد الزاني غير المحصن على خلاف مواقفه المتطرفة من هذه الامور .
5- شكل الخوارج  خطراً كبيرا  على الدين الإسلامى  بشبهاتهم وانحرافاتهم يضاف الى ذلك  إن دعوتهم لم تكن تنسجم مع الفطرة ولا تتقبلها العقول. وإذا ما استهوت بعض شعاراتهم بعض البسطاء لبعض الوقت فإنها لا تلبث أن تنحسر وتتلاشى بمجرد دعوتهم إلى الفطرة، والعقل السليم، والفكر المستقيم.
6-  عرف عنهم القسوة في  التعامل مع المسلمين  وغير المسلمين حيث لم يكن  في قلوبهم رحمة  او شفقة حتى تجاه ألأطفال والنساء.
7- عدم نجاح  فكرة التكفير بداية من الخوارج  بشكل عام والتى بدأها نافع ابن الازرق بدولته "الأزارقة "والذين كانوا اعظم فرقهم واشدها شوكة، ونهاية بداعش وغيرها لعدم  تقبل المجتمع المسلم لهذه الدولة التي تكفر الجميع وتستبح دماء الجميع فيما سواهم 
8- حرب  الخوارج  مع الامام علي رضى الله عنه كان  لشبهة تمكنت من نفوسهم، واعتقدوا أنهم ظاهرون ومنتصرون، وبذلك يكونوا قد  طلبوا  ما ليس بحق اوقعهم  في الباطل.
9-  حدة الخوارج في مواجهة المخالفات كان من شأنه أن يضفي عليهم لوناً غير مرغوب فيه، وينفر الناس من آرائهم الفقهية .

شارك