الإخوان المسلمون في إيطاليا.. التشرذم وغياب التمثيل الرسمي والقانوني

الإثنين 24/نوفمبر/2014 - 10:03 م
طباعة الإخوان المسلمون
 

مدخل:

على الرغم من كون اتحاد المنظمات الإسلامية في إيطاليا هو المعبر عن تنظيم "الإخوان"، غير أن الباحث في ذلك الاتحاد يواجه صعوبة ما في تتبع التنظيم ونشأته.
ولعل اختيار قيادة جديدة في الانتخابات التي أجريت في 2010 وتولى على إثرها عز الدين الزير رئاسة الاتحاد، بدلاً من محمد نور دشان السوري الأصل والإخواني المذهب، خفف كثيراً من حدة الاحتقان والانتقادات التي كانت توجه دائماً للاتحاد.
ومنذ ستينيات القرن الماضي وبعد حملات التضييق على قيادات الإخوان في مصر، هاجر كثير من تلك القيادات إلى إيطاليا، وشرعوا في إقامة منظمات دعوية، تستهدف ظاهريا توفير الحقوق للكتلة الإسلامية هناك، إلا أن باطنها الدعوة إلى نشر الفكر الإخواني.     
ولقد ساهم التمويل في نجاح الإخوان المسلمين في أوروبا، إلا أن قبولهم في التيار السائد من المجتمع وصعود نفوذهم ما كان ليتم، لو أن النخب الأوروبية كانت أكثر تيقظاً، وأعطت للأمور الجوهرية قيمة أكبر من الخطابة، وفهمت دوافع أولئك الذين يمولون ويبنون هذه المنظمات الإسلامية.

أسباب ضعف الكتلة الإسلامية في إيطاليا:

أسباب ضعف الكتلة
تُشير بعض التقارير إلى وجود انقسامات حادة بين الكتلة الإسلامية في إيطاليا، حيث لا تكفي العقيدة ولا الارتباط بدين واحد لدعوتهم إلى الوحدة والتكاتف، وترجع انقسامات المسلمين في إيطاليا إلى عدة أسباب.. منها: 
1 ـ الانتماء إلى تجمعات وطنية تفرضها بعض سفارات البلاد العربية على مهاجريها، وخاصة بلاد المغرب العربي التي يشكل مهاجروها أكبر عدد من المسلمين.
2 ـ الانقسامات الطائفية وتعدد المذاهب والطرق التي تجد أرضا خصبة بين المهاجرين، خاصة النازحين من إفريقيا، مثل المريدية والتيجانية، والانقسام بين السنة والشيعة، والانقسام بين السنة والمذاهب الصوفية المنتشرة بين السلمين الإيطاليين.
3 ـ الصراع الناتج عن الانتماء إلى تجمعات إسلامية مختلفة.. مثل:
(أ) التكفير والهجرة.
(ب) الإخوان المسلمين.
(جـ ) السلفيون وغيرها من التكتلات المختلفة التي انتشرت في السنوات الأخيرة.
4 ـ تعدد الاتجاهات السياسية بين المسلمين.
5 ـ الانعزال التام لبعض التجمعات المسلمة، مثل مهاجري ألبانيا والبوسنة.
6 ـ تدخل بعض البلاد العربية والإسلامية لفرض نفوذها على المسلمين في أوروبا، وذلك بتمويل بعض الأفراد أو الجماعات الإسلامية.
الإخوان المسلمون
وربما ساعدت الانقسامات في الكتلة الإسلامية في إيطاليا على ظهور العديد من المنظمات الإسلامية التي تدعى تمثيل الإسلام والمسلمين، منها المنظمات الإسلامية التابعة لجماعة الإخوان والتيار السلفي. 
يفتقد المسلمون في إيطاليا إذًا التمثيل الرسمي والقانوني، ويعود السبب في ذلك إلى تفكك المسلمين وانقسامهم، فضلاً عن محاولات الإقصاء التي تقوم بها الأحزاب السياسية المتطرفة والمُعادية للإسلام.
وتنص المادة رقم 7 من الدستور الإيطالي على "أن الدولة والكنيسة الكاثوليكية ـ كل في مجاله- مستقلان استقلالًا تامًا ولكل سيادته، وتنظم علاقتهم بموجب الاتفاقية اللايترانية 1929"، كما تنص المادة رقم 8 على "أن كل المذاهب والديانات حرة أمام القانون"، وتضيف في الفقرة الثانية من نفس المادة بأن "المذاهب والديانات غير الكاثوليكية لها الحق في إقامة تنظيمات على ألا تتعارض مع القانون الايطالي"، والفقرة الثالثة من المادة رقم 8 تنص صراحة بأن "المذاهب والديانات المذكورة يمكنها تنظيم علاقتها بالدولة عن طريق اتفاقية ثنائية تتحول الى قانون يجدد حسب المدة المتفق عليها".
من وقتها وتعالت دعوات تطالب الكتلة الإسلامية التواصل مع الحكومة الإيطالية مثلهم مثل بقية الجاليات الدينية مثل (اليهودية، الانجيلية، البوذية) المتواجدة هناك لحفظ حقوقهم ومعرفة واجباتهم.
الإخوان المسلمون
ويمكن رصد المنظمات والجمعيات الإسلامية النشطة في إيطاليا فيما يلي:
1ـ جمعية المسلمين في إيطاليا، أسسها ويقودها أحد ضباط الجيش الإيطالي من أصل صومالي، ويزعم أن جمعيته تضم أكثر من ألف مسلم إيطالي الأصل.
2 ـ المسلمون الإيطاليون، وأسسها مواطن إيطالي من أصل اسكتلندي، ربما يمثل نفسه فقط ، أو عائلته على الأكثر، ويدعي أنه يرأس مسلمي إيطاليا.
3 ـ الجمعية الدينية الإسلامية، نشأت في البداية مركزاً لدراسات جينونيانو، ثم تحولت إلى جمعية دينية إسلامية بهدف الحصول على اعتراف رسمي من الحكومة الايطالية.
4 ـ المثقفون المسلمون، وتتكون هذه الجماعة من عدد من المفكرين والأدباء المسلمين العاملين في المجال العلمي والثقافي الايطالي، لا تدعى تمثيل الإسلام والمسلمين بل تدعو فقط لنشر الثقافة والحضارة الإسلامية في أوروبا.
5 ـ اتحاد الجمعيات والمنظمات الإسلامية في إيطاليا، وهو اتحاد تكون من اندماج منظمات الإخوان المسلمين "جمعية الطلاب المسلمين" و"المركز الإسلامي في ميلانو" عام 1990م، ويعتبر الاتحاد أكبر منظمة إسلامية في إيطاليا، حث يضم اكبر عدد من المراكز الاسلامية التي قام بإنشائها ـ في الأعوام الأخيرةـ المهاجرون من بلاد المغرب العربي.

"اتحاد الهيئات الإسلامية في إيطاليا":

اتحاد الهيئات الإسلامية
يعتبر "اتحاد الهيئات الإسلامية في إيطاليا (UCOII) الممثل الرسمي للإخوان المسلمين في إيطاليا، ويرجع تاريخ تأسيسه إلى عام 1990، ويضم نحو 130 جمعية، ويتحكم في 80 % من مساجد إيطاليا، ويمتلك فرعا ثقافيّا وآخر نسائيّا وثالثًا شبابيّا، ويترأسه حالياً محمد نور داشان سوري الأصل. 
وتشكل الديانة الإسلامية في إيطاليا، الدين الثاني بعد الكاثوليكية، إذ زاد عدد المسلمين من أصل إيطالي على المائة ألف مسلم، إلى جانب المهاجرين من الدول الإسلامية الذين بلغ تعدادهم ـ حسب الإحصاءات الرسمية الأخيرة ـ أكثر من مليون مهاجر.
ولعب اتحاد المنظمات الإسلامية في إيطاليا على ضرورة التعامل مع زيادة أعداد المسلمين، فبدأت تتعاطى بشكل أكثر جدية مع الأشياء التي تعزز من الأشكال الثقافية والاجتماعية والقانونية التي تكفل لكل مسلم الحقوق التي ينص عليها الدستور الإيطالي، سواء كفرد أم كعضو في جالية دينية، بما في ذلك حق بناء المساجد وممارسة شعائر العبادة والدعوة إلى الله.
وباتت أوروبا في ستينيات القرن الماضي مِفرخة للفكر الإسلامي والتطور السياسي، خاصة مع انتقال أعضاء من الإخوان المسلمين والمتعاطفين معهم إلى أوروبا، بسبب التضيقات الأمنية التي تعرض لها قيادات الجماعة وقت حكم الرئيس المصري الأسبق جمال عبدالناصر، فبعد انتقالهم إلى أوربا أسسوا شبكة واسعة وحسنة التنظيم من المساجد، والجمعيات الخيرية والمنظمات الإسلامية، التي كان من بينها "اتحاد الجمعيات الإسلامية".
لتكن بذلك الغاية النهائية للإخوان المسلمين ليست مساعدة المسلمين كي يحققوا أفضل مواطنة يقدرون عليها، وإنما نشر فكرهم الإخواني في أوروبا والولايات المتحدة.

النشأة والتأسيس:

النشأة والتأسيس:
اتحاد الهيئات والجاليات الإسلامية في إيطاليا (Ucoii) تأسس رسميا في  1990، وهو الفرع الإيطالي لاتحاد المنظمات الإسلامية في أوروبا، والاتحاد منتشر في كل إيطاليا من صقلية أقصى الجنوب إلى أقصى شمال إيطاليا، ويدير حوالي 130 مسجداً ومركزا إسلاميا من جملة 500 مسجد، ومراكزه موزعه في كامل أنحاء إيطاليا.
وتقول بعض التقارير إن الحكومة الإيطالية تسعى إلى إنشاء كونفدرالية للمسلمين تكون الحكومة مسئولة عنها، وتسعى الحكومة إلى إقصاء اتحاد الجاليات والمنظمات الإسلامية لقربه من جماعة الإخوان المسلمين، وباعتباره الفرع الإيطالي لاتحاد المنظمات الإسلامية في أوروبا والذي يسيطر عليه تيار الإخوان المسلمين في أوروبا.
ما أثار حفيظة الحكومة الإيطالية هو ما يلقاه الاتحاد من تأييد واسع من قبل اتحاد الطلاب المسلمين في إيطاليا،  كونه أحد أقدم التشكيلات الإسلامية هناك.

نشأة الاتحاد الإسلامي العالمي للمنظمات الإسلامية:

يعتبر الاتحاد الإسلامي العالمي للمنظمات الإسلامية وليد الدعوة التي طرحتها "جمعية الطلبة المسلمين في نيجيريا" يوليو عام 1966، في جامعة "إبادن" وحضر اللقاء الجمعيات الطلابية في كل من السودان،  ونيجيريا،  سيراليون، وزامبيا، وغانا، وغينيا. 
اللقاء التحضيري للجنة عقد في ديسمبر 1966 في السودان، وحضرته وفود من: اتحاد الطلبة المسلمين في أوروبا، واتحاد الطلبة المسلمين في أمريكا وكندا، واتحاد طلاب جامعة أم درمان الإسلامية، وجمعية الطلبة المسلمين في نيجيريا، واتحاد عام الطلاب المسلمين التشاديين، واتحاد عام الطلاب الأرتيريين.
وأسفر الاجتماع عن إعلان الحضور قيام الاتحاد الإسلامي العالمي للمنظمات الإسلامية، في 1969.
وتقول بعض التقارير إن حضور بعض الشخصيات من أمثال الدكتور توفيق الشاوي والبروفسور  خورشيد أحمد والأستاذ عبد الله العقيل، كان له أثر واضح في نجاح المؤتمر.

خريطة اتحاد المنظمات الإسلامية:

خريطة اتحاد المنظمات
  في أوروبا: 
- منتدى المنظمات الطلابية والشباب المسلم في أوروبا (الفيمسوFEMYSO).
- منظمة ( fosis).
- اتحاد الرائد
وفي آسيا:
- حركة شباب من حزب (العدالة والرفاهية).
- الندوة العالمية للشباب الإسلامي.
- إسلامي جمعية طلبة.
- رابطة الطلاب المسلمين اللبنانية.
- منظمة الشباب الإسلامي.
- رابطة الطلاب المسلمين العراقية.
- جمعية اقرأ.
في إفريقيا:
- منظمة المستقبل لرعاية وتأهيل الشباب – السودان.
- جمعية الطلبة المسلمين في نيجيريا.
- منظمة التجديد الطلابي المغرب.
- الاتحاد العام للطلاب السودانيين.
- الاتحاد الوطني لطلبة المغرب.
- منظمة الخريجين السودانية.
- الإتحاد العام الطلابي الحر -الجزائر
وفي أمريكا:
- جمعية الطلبة المسلمين في الولايات المتحدة وكندا   MSA
- الاتحاد الوطني لطلبة موريتانيا  UNEM
في استراليا:
- الاتحاد الإسلامي.

أهداف اتحاد المنظمات الإسلامية في أوربا:

أهداف اتحاد المنظمات
ويمكن إجمال أهداف اتحاد المنظمات الإسلامية في أوربا بأنه يسعى إلى: 
- التحقيق المؤثر والقوي لقطاعات الطلاب والشباب المختلفة بشتى أصنافها، والعمل على خدمة المطالب الطلابية والدفاع عن حقوق الطلاب.
- تمثيل الصوت الطلابي والشبابي الإسلامي في المحافل العالمية.
- قيام المنظمات الطلابية بواجباتها وفق أولويات المرحلة لتحقيق النجاح لصالح المشروع الإسلامي.
- الاهتمام بالمجتمع الطلابي مادياً وعلمياً وفكرياُ وروحياً .
- توعية الآخر بطبيعة المشروع الإسلامي.
- توضيح صورة الإسلام النقية والتصدي لحملة التشويه التي تستهدفه.
- الحفاظ على دين الأمة ولغتها وتراثها وقيمها

أهداف اتحاد المنظمات الإسلامية في إيطاليا:

أهداف اتحاد المنظمات
يمكن إجمال الأهداف التي يسعى اتحاد المنظمات الإسلامية إلى تحقيقها في إيطاليا في وثيقة تضمنت تلك الأهداف كانت قد قدمتها للحكومة الايطالية، وكان من بين هذه المطالب:
1 ـ السماح ببناء مساجد لإقامة الشعائر الدينية وفقا لما تنص عليه المادة رقم 8 من الدستور.
2 ـ السماح ببناء مقابر للمسلمين ودفن موتاهم على شريعة الإسلام.
3 ـ السماح بإقامة مذابح إسلامية تكفل الذبح الحلال، وتقديم وجبات غذائية حلال وخالية من لحم الخنزير في المدارس والمستشفيات.
4 ـ قبول صور السيدات المحجبات في المستندات الرسمية.
5 ـ احترام أوقات الصلاة والسماح للعمال المسلمين بالتغيب عن العمل لأداء فريضة الصلاة في أوقاتها.
6 ـ الرعاية الدينية للمرضى والمجندين والمساجين.
7 ـ الاعتراف بالأعياد وإقرار يوم الجمعة إجازة رسمية للمسلمين.
8 ـ حق تعيين أئمة المساجد.
9 ـ الاعتراف بعقود الزواج.
10 ـ إدراج مادة الدين الإسلامي في المناهج الدراسية.
11 ـ السماح بفتح مدارس خاصة والاعتراف رسميا بمناهجها وشهاداتها.
وتوضح عدد من التقارير الصحافية أن عدداً من تلك المطالب وجدت حلولا عملية بعيداً عن تدخل الدوائر الحكومية ومن بين هذه المطالب:
1 ـ بنت الحكومة الإيطالية مقابر للمسلمين، في معظم البلديات ـ إسوة بمدينة تريستي التي خصصت مقابر للمسلمين.
2 ـ منذ عام 1980 وتسمح السلطات الإيطالية للمسلمين بالذبح على الطريقة الإسلامية، بموجب القانون الوزاري الصادر في 11 يونيه 1980، والمنشور في الصحيفة الرسمية رقم 168 الصادر في 20 يونيه 1980 م، والذي يسمح للجالية اليهودية بالذبح على نفس الطريقة، وقد قررت الإمارات التعليمية في كل المحافظات وكذا الإدارات الصحية، تقديم وجبات غذائية حلال وخالية من لحم الخنزير لطلبة المدارس والمرضى.
3 ـ أوصت وزارة الداخلية بمنشور رسمي أوفدته إلى كل الجهات المختصة بقبول صور المحجبات في المستندات الرسمية أسوة بالراهبات.
4 ـ خصصت السلطات الإيطالية ساحات للصلاة في الأماكن والمصالح العامة (بما فيها مطار ميلانو) وسط وشمال إيطاليا، فضلاً عن السماح للعمال المسلمين بتأدية الفريضة، بشرط ألا يحتسب وقت الصلاة المسموح به (ما يقرب من 15 دقيقة) من وقت عمل.
5 ـ تعترف الحكومة والسلطات المحلية بعقد النكاح الإسلامي.
6 ـ الاعتراف بأعياد المسلمين، وإقرار يوم الجمعة إجازة أسبوعية للمسلمين.
7 ـ إدراج مادة الدين الإسلامي في المناهج الدراسية.
8 ـ الحق في فتح مدارس خاصة.
وتبقى عدد من المطالب الأخرى التي يسعى اتحاد المنظمات الإسلامية إلى تحقيق أهداف أخرى بينها:
1 ـ العمل على السماح ببناء المساجد، لكن هذا لن يكون إلا بعد إلغاء القانون رقم 1159 الصادر في 24 يونيو 1929 والمقر بالفرمان الملكي رقم 289 في 28 فبراير 1930م، والذي مازال ساريا رغم تعارضه مع الدستور الجمهوري الصادر في 7 ديسمبر 1947م، وينص القانون على إحالة أمور الجاليات غير المعترف بدينها الى وزارة الداخلية، معتبرا أن مشاكل هذه الجاليات لا تتعدى المشاكل الأمنية، ولهذا فإن مسجد روما لا يمكن أن يسمى مسجدا، بل لا يزال يطلق عليه مركز ثقافي إسلامي رغم طول مئذنته.

الانتخابات الداخلية لاتحاد الجمعيات الإسلامية في إيطاليا:

الانتخابات الداخلية
أجرى اتحاد الجمعيات الإسلامية في إيطاليا، انتخابات على مستوى الهيكل الإداري لها في أواخر مارس 2010، حيث تجاهلت وسائل الإعلام الإيطالية نتائج الانتخابات، ولم تنشرها إلا في بعض الجرائد المحلية الصغيرة، ولعل السبب في هذا التجاهل هو ما أسفرت عنه هذه الانتخابات، حيث انتخب الفلسطينى "عز الدين الزير"، إمام مدينة "فيرينتسى" شمال إيطاليا، رئيسا جديدا للمنظمة خلفا لـ"محمد نور دشان"، أحد زعماء الإخوان المسلمين السوريين المتشددين، كما انتخبت خديجة باتريتسيا ديلمونتى نائبا لرئيس المنظمة كأول امرأة تحصل على منصب إداري في "أوكوى".
وهو ما جعل هذه الانتخابات تمثل نقطة تحول في توجهات المنظمة، التي سيطر عليها الفكر الإخواني المتشدد، ما جعلها عرضة لانتقادات شديدة من جانب الحكومة الإيطالية والرأي العام بسبب ارتباطها بالإخوان ومواقفها المتشددة من المرأة.
 وقد واجه دهشان اتهامات أمام القضاء الإيطالي بالتحريض على كراهية اليهود من خلال كتاباته كما ذكرت الصحف الإيطالية في 2007، وأُجري وقت ذاك تحقيق من قبل شرطة مكافحة الارهاب مع دهشان، ويلاحق محمد نور دشان بصفته ممثلا شرعيا لاتحاد الجاليات والمنظمات الاسلامية في ايطاليا على اعلان نشره الاتحاد في الصحف الايطالية ويشبه الاعتداءات الاسرائيلية ب"بمذابح" النازية.
 وقد نشر الإعلان في خضم الهجوم الإسرائيلي على جنوب لبنان ويقول "بالأمس مذابح النازية واليوم المذابح الإسرائيلية"، وأضاف أن "دولة إسرائيل تخوض عملية تطهير عرقي".
التحقيق جاء على إثر شكوى قدمها اثنان من نواب حزب فورتسا إيطاليا الذي يتزعمه سيلفيو برلوسكوني.

مخاوف من تنامي تنظيم الإخوان في إيطاليا:

الباحث الإيطالي لورينزو
الباحث الإيطالي لورينزو فيدينو
تغوُّل تنظيم الإخوان في كثير من قطاعات الحياة في إيطاليا، حذر منه الخبير والباحث الإيطالي لورينزو فيدينو، بعد ملاحظته تزايد نشاط الجماعات المتطرفة وخاصة الإخوان المسلمين في النمسا وإيطاليا، داعيا السلطات إلى توخي الحذر ومواجهة تحدي اتساع نشاط الحركات التكفيرية على أراضيها.
وقال فيدينو في حديث لصحيفة "كوريير النمساوية" "إن تلك الجماعات وخاصة حركة الإخوان المسلمين تجد في النمسا وإيطاليا قاعدة خصبة لممارسة نشاطاته".
واستشهد الخبير الإيطالي بنتائج بحوث سياسية واجتماعية أجراها في النمسا أظهرت أن تنظيم الإخوان يتمتع بنفوذ في أوروبا، وبعض عناصره يعمل سرا وبعضهم يمارس نشاطات وله ارتباطات واتصالات مع تنظيم الإخوان المسلمين في الدول العربية وخاصة مصر، ونبه فيدينو إلى أن استمرار نشاطات ممثلي تنظيم الإخوان المسلمين وآرائه ومواقفه تخالف مبادئ وقيم الدستور".
من جانبه، استعرض فيه الباحث سمير أمغار، المتخصص في شئون الحركات الإسلامية، بنية التنظيم الهرمي للجماعة في أوروبا، حيث أوضح في مقال له في جريدة "العرب اللندنية" أن العمل الدعوي للإخوان المسلمين في أوروبا مكَّنهم من تأسيس خمسمائة مؤسسة في ثمانية وعشرين بلدا أوروبيّا، وذلك عن طريق "اتحاد المنظمات الإسلامية في أوروبا" الذي يقع مقره في بروكسل.
وأشار إلى أن التنظيم قرر منذ أعوام نقل مقرهم من بريطانيا إلى بروكسل بهدف التقرب من المؤسسات الأوروبية وتشكيل جماعات ضغط.
ويبدو أن محاولات التظاهر التي واجهها الرئيس عبد الفتاح السيسي خلال زيارته إلى نيويورك للمشاركة في أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة في أكتوبر الماضي ستتواصل في جولاته الخارجية المرتقبة إلى إيطاليا وفرنسا.
ومن المنتظر أن يواجه الرئيس السيسي تظاهرات حاشدة ضده من جانب مؤيدي الرئيس المعزول محمد مرسي بالخارج، وقال أحمد عبدالقادر، القيادي بجماعة "الإخوان المسلمين" في تركيا، إن "الجاليات المصرية بالخارج ستستقبل السيسي بمظاهرات حاشدة خلال زيارتيه المرتقبتين إلى إيطاليا وفرنسا"، مشيرًا إلى أن هناك "تحضيرات قوية لمواجهة السيسي في الخارج والتأكيد على أن ما جرى في مصر اغتصاب للسلطة".

أبرز قيادات اتحاد المنظمات الإسلامية في إيطاليا:

عز الدين الزير
عز الدين الزير
1 - عز الدين الزير: 
- رئيس المنظمة، من مواليد 1971، فلسطيني الجنسية حاصل على شهادة جامعية من جامعة الخليل.
- مصمم أزياء في "الأكاديمية الايطالية للأزياء والتصميم" في فلورنسا.
- أساهم في تأسيس الجالية الإسلامية في منطقة توسكانا، أصبح عضو مجلس إدارتها حتى عام 1991، ثم مسئولً ثقافيًا فيها حتى عام 2001 والرئيس الحالي لها منذ عام 2000.
- إمام فلورنسا منذ عام 2001.
- المتحدث باسم المجلس التنفيذي للاتحاد منذ عام 2006 الى فبراير 2010.
- رئيس الاتحاد منذ عام 2010.
- عضو مجلس الأمناء للرابطة الإسلامية في إيطاليا.
- المسئول الثقافي للجالية الفلسطينية في توسكانا منذ عام 2000.
- عضو اللجنة العلمية لمؤسسة سيناكسيس.
- عضو مجلس الأجانب في بلدية مدينة فلورنسا.
- حاصل على جائزة دولية للسلام والثقافة والتضامن في عام 2004، من مركز الدراسات "جوزيف دوناتي".
- برنامجه الانتخابى في 2010 التزم فيه بالحوار بين الأديان، ويهدف إلى إعادة تنظيم الجماعات الإسلامية الإيطالية على أساس التعايش والاندماج في المجتمع المدني واحترام القانون الإيطالي، عن طريق استخدام اللغة الإيطالية في خطبة الجمعة، لأنها اللغة المشتركة الوحيدة بين الجماعات الإسلامية الإيطالية المختلفة. 
- أعلن الزير عن رغبته في أن يفتح حوارًا مع المسلمين المتطرفين المنتمين إلى "أوكوى" لإقناعهم بأنهم اختاروا طريقًا غير صحيح في التعامل مع المجتمع الإيطالي.
محمد نور دشان
محمد نور دشان
2 - محمد نور دهشان: الرئيس الفخري للمنظمة
- سوري الجنسية، وينتمي لجماعة الإخوان المسلمين وعرف عنه تشدده في الآراء.  

3 - يوسف السباعي: نائب الرئيس، مسئول الثقافة في الاتحاد.
4 - بتريزيا خديجة دل مونتي: نائبة الرئيس
5 - محمد إبراهيم: أمين مال
6 - حمزة روبيرتو بيكاردو: ممثل إدارة شئون الإعلام

شارك