عقب خطاب الحوثي... مخاوف من انقلاب سياسي علي الرئيس اليمني؟

الأربعاء 17/ديسمبر/2014 - 04:22 م
طباعة عقب خطاب الحوثي...
 
جاء خطاب  عبد الملك الحوثي، زعيم الحوثيين في اليمن، ليكشف عن صراع فقوي بين جماعة التي اسقطت حكومة الاخوان برئاسة محمد سالم ساندة  لتهدد الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي ، وسط مخاوف من وقوع انقلاب سياسي يطيح بالأخير من سلكة الحكم في صنعاء.

الحوثي يهدد

الحوثي يهدد
تصاعد التوتر بين الرئيس اليمني والحوثيين على نحو يزيد من احتمال اندلاع مواجهة مفتوحة بينهما بعد أشهر سعى خلالها عبد ربه منصور هادي إلى إرضاء الجماعة.
وفي خطوة ملفت خرج عبد الملك الحوثي الاثنين الماضي، مهاجما للسياسية الرئيس عبدربه منصور هادي، في خطوة وصفها السياسيون بانها مفاجأة وتنب عن تحركات حوثية ضد الرئيس اليمني.
وقال عبد الملك الحوثي، في كلمة له أمام حشد من أنصاره من قبائل مديرية خولان بمحافظة صنعاء الذين زاروه في صعدة، إن المعوقات الحالية في اليمن هو الدور السلبي للرئاسة اليمنية، وإن الرئيس هادي "كان خلال الثورة الشعبية والتصعيد الشعبي يتصدر قوى الفساد في الإساءة إلى الشعب اليمني وإلى التصعيد الثوري، وكان يتصدر القوى التي تتصدى للتصعيد الثوري وكان يجعل من نفسه هو مترسا ومظلة لقوى الفساد والفاسدين، وكنا نتمنى له أن يرشد.. أن يقف إلى جانب شعبه (ولكم)، فذلك هو خير له".
وأردف مخاطبا هادي: "أنا هنا أقول له: شعبنا اليمني صحيح شعب عظيم، ومتسامح وكريم، ولكنه لن يبقى متغاضيا إلى ما لا نهاية.. في نهاية المطاف من يريد أن يجعل من نفسه مترسا وعائقا أمام الاستحقاقات الثورية.. أمام مطالب شعبنا المشروعة.. من يصر على أن يحمي الفساد.. على أن يقف بوجه الشراكة.. على أن يكون جزءا من مشكلات هذا البلد يحرك مشكلة هنا ومشكلة هناك.. يجعل جزءا من الميزانية العامة لصالح تصرفات ابنه.. التصرفات الحمقى التي تثير المشاغبات هنا وهناك، وتحرك جزءا كبيرا من الإعلام بغير حق في اتجاه سلبي.. في نهاية المطاف شعبنا اليمني لن يبقى متغاضيا إلى ما لا نهاية".
وبلغة قوية قال الحوثي: "ويفترض أن يتنبه الرئيس هادي، لأنه إذا فقد شعبنا اليمني الأمل في أن ينتبه هذا الرجل جيدا ويتعاطى بمسؤولية ورشد ويكون حرصه وهمه الأول مصلحة شعبه فوق كل اعتبار، يكفي كل هذه العرقلة وكل هذا التأخير وكل هذه الالتفاتات منذ الحادي والعشرين من سبتمبر ويفترض التعاطي بجدية ومصداقية أمام شعبنا اليمني العظيم"، مهددا الحكومة اليمنية بما سماها "الخيارات المفتوحة"

صراع متصاعد

صراع متصاعد
الامور لم تقف عند الخطاب السياسيين بل ان هناك من يري ان جماعة الحوثي تسعي الي انقلاب سياسي علي الرئيس اهادي في ظل اتساع سيطرتهم  علي مقاليد الامور في اليمن.
ارتفاع وتير الصراع الخفي بين الحوثيين والرئيس هايد جاءت عقب طرد وزير الدفاع اليمني اللواء محمود الصبيحي لعناصر مليشيات الحوثي من وزارة الدفاع، والتي شهدت غضبا كبيرا من قبل قيادات الحوثي.
وجاء ذلك وسط تقارير اعلامية تفيد ان الرئيس هادي ابلغ الحوثيين انه يواجه ضغوطا من قبل الراعين للاتفاق ودول أوربية والولايات المتحدة لتصريح ان الحوثيين يعرقلون الاتفاقيات وعملية استقرار اليمن، وهو ما رفع من حدة غضب الحوثيين ضد الرئيس اليمني.
التقارير الاعلامية اشارت الي الحوثيين اكدوا علي المضي في طريقهم "الثورة" وهو الامر الذي اتبعه خطاب قوي يهاجم فيه عبدالملك الحوثي الرئيس اليمني.

الحوثيون يدير ون البلاد

الحوثيون يدير ون
الاوضاع المتصاعدة تشير ان اليمن مقبل علي احداث قد تغير من قواعد اللعبة في البلاد، في ظل اتهامات الرئيس اليمني لرئيس السابق علي عبدالله صالح بانه وراء عدم الاستقرار اليمن، خرج عبد الكريم الإرياني المستشار السياسي للرئيس اليمني هادي، قائلا إن “الدولة بهياكلها ووزاراتها ومؤسساتها لا تحكم البلاد، وجماعة أنصار الله “الحوثيين” هي من تحكم”، مضيفا في حوار نشره الموقع الإلكتروني الرسمي لوزارة الدفاع، إن “الدولة بهياكلها ووزاراتها ومؤسساتها لا تحكم البلاد وجماعة أنصار الله (الحوثيين ) كفئة سياسية جديدة على المسرح اليمني هي التي تتحكم”.
وتابع الإرياني، وهو رئيس أسبق للحكومة اليمنية ونائب رئيس مؤتمر الحوار الوطني السابق: “الحركة الحوثية تمثل حركة سياسية غير مدنية، تسعى إلى تحقيق أهدافها بالطرق والوسائل العسكرية”، وأشار إلى أنه “يصعب تشخيص ما يجري في البلاد بشكل دقيق؛ نظرًا لاختلاط الأوراق”، لافتًا إلى أن “الوضع الذي يعيشه اليمن اليوم هو وضع “شاذ” بكل ما في الكلمة من معنى”، ومضى قائلًا: “ما نراه في كل مؤسسة وفي كل وزارة تصرفات قوة سياسية طابعها عسكري لا يحكمها القانون، ويؤسفني أن أكون قاسيًا، لكن الكذب على الشعب محرم”، في إشارة إلى تدخلات الحوثيين في مؤسسات الدولة من عمليات اقتحام وفرض مطالب.
وحول أسباب سقوط صنعاء بيد الحوثيين أوضح الإرياني أن “ضعف القوات المسلحة، وربما تأثيرات عليها سهلت لهم المهمة”، من دون تفسير ما قصدة بالتأثيرات، ومضى بالقول “هم يتدخلون في شؤون الدولة (الحوثيون) ثم يسمعون عن مشكلة ويذهبون ليحلوها خارج القانون في إطار مكاتبهم وفي إطار لجان ثورية ولجان شعبية”، وعبر مستشار الرئيس اليمني عن رفضه لخوض الحوثيين معارك بذريعة “مكافحة الإرهاب”، قائلًا “الدولة ومؤسساتها هي المخولة بهذا الدور، وليس لأحد أن يقوم بذلك إلا إذا كان جزءًا منها”.

المشهد الان

المشهد الان
فيما يبدو ان الحوثيين يسيرون في طريق التصعيد ضد الرئيس هادي، في ظل فشل حكومة المهندس خالد بحاح الحصول على ثقة البرلمان اليمني، بعد رفض نواب حزب "المؤتمر الشعبي العام" التصويت، الامور التي تجعل عملية استقرار اليمن في الوقت الحالي صعبة، في ظل الصراع المشتعل بين الرئيس هادي والحوثيين والمؤتمر الشعبي العام مما يهدد العملية السياسية والامنية في اليمن.
مراقبون يرون ان تصاعد التصريحات وهجوم الحوثين وفشل الحكومة اليمنية في الحصول علي الثقة يمهد الي وجود انقلاب سياسي علي الرئيس منصور هادي، مع ارتفاع وتيرة الاغتيالات بين القادة السياسيين وفي ظل الصراع الدائر خلف الكواليس.. فهل سيقط الحوثيين الرئيس اليمني.. أم ان الاوضاع ستتجه الي الهدوء؟

شارك