حزب الله التركي

السبت 08/مارس/2014 - 06:38 م
طباعة حزب الله التركي
 

التاريخ والنشأة

التاريخ والنشأة
حزب الله التركي هو منظمة كردية سنية مسلحة تأسست في أواخر السبعينيات لمواجهة حزب العمال الكردي الشيوعي. وعرفت بتشددها وعنفها ليس فقط في المواجهات المسلحة التي تقوم بها ضد حزب العمال الكردي فحسب وإنما لكل من يخالفها في الفكر أيضا.
فبالإضافة للعمليات المسلحة التي كانت تشنها على حزب العمال الكردي الشيوعي ما بين الفينة والأخرى، قامت أيضا باغتيال عدد من الرموز الاسلامية المخالفة لها في الرأي مثل عز الدين يلديريم والذي كان رئيسا لإحدى الجمعيات الخيرية الإسلامية.
وقد يختلط على البعض وجود ارتباط بين حزب الله فى لبنان وحزب الله التركي، ويعتقد أن هناك علاقة بينهما، أو أن حزب الله اللبناني قد أنشأ "فرعاً" في تركيا على غير الحقيقة هذه المنظمة وإن تشابهت في الاسم مع منظمة حزب الله في لبنان إلا أنها تختلف اختلافا تاما ليس في الأهداف والعمل فقط وإنما لأبعد من ذلك، لتصل الى اختلافات جذرية في العقيدة؛ لأنها تصنف على أنها من المنظمات السلفية المتشددة، وحزب الله في لبنان تنظيم عقائدي شيعي صاحب أيديولوجية مختلفة. فلا توجد أي علاقة بينها لا فكريا ولا تنظيميا. 
وقد تم تأسيس جماعة حزب الله التركية بزعامة حسين ولي أوغلو عام 1979 في مدينة باطمان الواقعة جنوب شرق تركيا في إقليم كردستان، وتعود البدايات الأولى الى نشأة الحزب عندما التقت مجموعة من الأشخاص في مدينة ديار بكر التي تُعَدّ عاصمة الجنوب الشرقي؛ وعلى رأسهم حسين والي أوغلو، فيدان غونغور، عبد الله دالار، منصور جوزال سوي، وعبد الله ييغيت؛ ليؤسسوا "حركة الوحدة" التي بدءوا تحت مظلتها نشاط الدعوة لأفكار الحزب.
ففي مناطق جنوب شرقي الأناضول بتركيا، حيث تدور عليها  المعارك الطاحنة بين "حزب العمال الكردستاني" والجيش التركي، منذ انقلاب سبتمبر 1980 الذي تسلم على إثره الجنرال كنعان إفران السلطة في تركيا وحتى الآن فى ظل حكومة أردوغان.
جنوب شرقي الأناضول تلك المنطقة التي "لا يحلّق فيها عصفور إلا وترصد تحركاته"، على حد تعبير أحد الكتاب الأتراك وما بين 1981 إلى 1990  بدأ نشاط  النواة الأولى للحزب تحت اسم  "حركة الوحدة"  التي سرعان ما شهدت عملية نزيف للأعضاء بسبب الصراعات الداخلية. 
أوغلو
أوغلو
وفي عام 1989 انشق ممثل الحركة في إسطنبول حسن شان غول ومعه الرجل الثاني في المنظمة فيدان غونغور ليؤسسا "جماعة المنزل"، نسبة إلى مكتبة "منزل" التي يملكها فيدان غونغور. وقد التحق بهم فيما بعد إحسان يشيل أرماك ممثل جماعة العلم في مدينة باطمان الواقعة في الجنوب الشرقي لتركيا، والتي ستصبح لاحقًا المعقل الرئيس لمنظمة "حزب الله". وحدث الانشقاق على خلفية عدم التفاهم على صيغة الرد المناسب على اعتداء قام به عناصر "حزب العمال الكردستاني" ضد امرأتين متحجبتين، حيث صمّم حسين والي أوغلو على الرد بالسلاح إلا أن فيدان غونغور فضّل التريث قليلاً، محاولاً إقناع زملائه بأنه لم يَحن الوقت بعد لاستعمال السلاح. وعندما أصرّ حسين والي أوغلو على رأيه انشق عنه فيدان غونغور مع بعض مناصريه.
انشقاق أوغلو مهّد الطريق لمنافسة بين الجناحين (جناح المنزل وجناح العلم)؛ لتتحول هذه المنافسة فيما بعد إلى مواجهات دموية وعندما شهدت منطقة جنوب شرقي الأناضول عمليات عسكرية مكثفة ما بين عامي 1992 و1993 قادتها قوات الجيش ضد حزب العمال الكردستاني، أسفرت عن تصفية قواعد الحزب في المدن. وانسحاب عناصره الفاعلة إلى الجبال، وأتاح الفرصة أمام جناحي "العلم والمنزل" لتتمركز عناصرهما في مدينة باطمان والمدن الأخرى المجاورة: أهمها ديار بكر، سيلفان، مَرْدين، كيزيلتابا، وكذلك نُصَيْبِين، ومن ثَم أطلقا العنان لنشاطهما ضد "حزب العمال الكردستاني". 
رجب طيب أردوغان
رجب طيب أردوغان
لم يمر وقت طويل على ضربة الجيش التركي لحزب العمال الكردستاني حتى أتيح المجال واسعا لعمل الجماعات الجديدة، وعلى رأسها "العلم والمنزل" في منافسة الحزب الكردي ورحب الرأي العام بهم، ووجد في هذه الجماعات منقذًا له من أهوال عناصر "حزب العمال الكردستاني" التي كانت تثير الرعب وسط المواطنين والتجار. فأصبحوا يطلقون على هذه الجماعات الفتية "أنصار الله" و"حزب الله" وما شابهها من الأسماء، ومن هنا ظهر اسم حزب الله، ويبدو أن هذه الجماعات قد أعجبت باسم "حزب الله" ففضلت أن تنادى به واختارته لنفسها.
وبدأ حزب الله في اكتساب أهمية ابتداء من عام 1991 مع  بدء المواجهة الأولى بين حزب العمال الكردستاني وحزب الله الكردي، ففي 8 مارس 1991 قامت عناصر حزب العمال الكردستاني باقتحام منزل "شريف كارا أرسلان"، الذي يعتبر من أنشط العناصر في "جماعة العلم" وأردته قتيلاً. 
وكان "حزب العمال الكردستاني" قد بادر بالهجوم، بعد أن أيقن خطر الجماعة عليه. فقد ضعف نفوذه في المنطقة وأصبح التجار يمتنعون عن دفع الإتاوات (الخاوة)، فارتأى القيام بعملية تأديبية.
بعد هذه العملية التي اعتبرتها "جماعة العلم- حزب الله" التي يترأسها "حسين والي أوغلو" استفزازاً وإعلاناً للحرب، شرعت الجماعة في مهاجمة عناصر "حزب العمال الكردستاني"، وكذلك "حزب الشعب الديمقراطي" الكردي، ونفذت ضد عناصرهما العديد من المذابح بالأسلحة النارية والبيضاء. فأطلق "حزب العمال الكردستاني" على "حزب الله" اسم "أعداء الفدائيين"؛ ذلك الاسم الذي جعل الدولة تتغاضى عن الجرائم التي كان ينفذها "حزب الله" في وضح النهار. وفي المقابل واصل "حزب الله" حربه ضد "حزب العمال الكردستاني" تحت شعار "الإسلام ضد الكفر"، وبينما قبل لنفسه اسم "حزب الله"، فقد أطلق على حزب العمال الكردستاني "حزب الشيطان".
من جهة أخرى فتحت "جماعة العلم" جبهة أخرى ضد "جماعة المنزل"، بعد أن أصبحت هذه الجماعة تصدر البيانات المعادية لها وتطلق عليها اسم "حزب الظلم"، وتدعو المواطنين إلى مواجهتها بعد أن اتهمتها بأنها تعمل لصالح قوى خفية، فأدركت جماعة العلم أنه آن الأوان للتخلص من هذا المنافس الذي يتوارى تحت شعارات إسلامية مشابهة، فهاجمتها للمرة الأولى في مدينة "باطمان"، وتوالت الهجمات، فلم تصمد "جماعة المنزل"؛ مما أدى إلى تشتيت أعضائها وانتهاء أمرها تماماً بعد أن اختُطِف زعيمها فيدان غونغور من مدينة إسطنبول ليعثر على جثته فيما بعد في أحد أزقة "باطمان". 
وقد أثارت عملية الاختطاف الكثير من علامات الاستفهام؛ نظراً لبعد المسافة بين مدينة إسطنبول الواقعة في أقصى شمال غربي البلاد ومدينة باطمان في أقصى الجنوب الشرقي، حيث إن الطريق بينهما مليء بالعشرات من حواجز الشرطة والجيش.

ومن العوامل التى ساعدت على أنتشار نفوذ "حزب الله" في منطقة جنوب شرقي الأناضول

ومن العوامل التى
1- المعارك الطاحنة بين "حزب العمال الكردستاني" والجيش التركي والتى أدت إلى مقتل أكثر من ثلاثين ألف شخص وتشريد وتهجير سكان أربعة آلاف قرية.
2- هذه المنطقة تمثل تربة خصبة للعنف، فعندما تتجول فى أطراف المنطقة من المدن والقرى ترى أن المجتمع هناك يتقسم إلى طبقتين: إحداهما تملك الأموال وتعيش في ثراء فاحش، والأخرى تكاد تلتقط قوتها من أكياس القمامة وهذه الأخيرة هي الغالبية الساحقة. وإذا نظرت إلى البنية العائلية من بعيد فسيُخيّل إليك أن الروابط العائلية على أحسن ما يرام، ولكنك إذا اقتربت قليلاً وتمعنت فيها سيدهشك مدى التفكك الذي وصلت إليه.
3- التعصب الديني الشائع هناك نتيجة انتشار الخرافات  وتدنى المستوى الثقافى 
4- ضرورات الانتساب للعشيرة ووجوب طاعة "الأغا" الذي تفوق سلطته سلطة القانون في أحيان كثيرة فى هذة المناطق .
وهكذا بقي الأهالي تحت سيطرة الأغا، ومطرقة حزب العمال الكردستاني، وسندان "حزب الله" وقمع سلطات الحكم العسكري؛ لذا كان على كل شخص أن يختار أحد هذه الأطراف، يؤدي الجزية أو الخدمات أو كليهما معًا ثمنًا لحمايته، حتى أصبحت كل قرية وكل حارة من حارات المدن تسمى باسم "عرّابها" الذي يوفر لها الحماية، فهذه حارة "حزب العمال الكردستاني" وتلك حارة أو قرية "حزب الله".. حتى أن البعض أصبح عضوًا في هذه الأحزاب أو مناصرًا مرغمًا، إما اتقاءً للبطش أو طمعاً في مكافأة تبقيه على قيد الحياة.
وفي العام 1997 تم سجن مئات المُجنّدين من أعضاء الحزب والذي بلغ عدد أعضائه ما يقارب 20000 عضو، ويقال إن ثلاثة الآف جريمة قتل سُجلت على خانة حزب الله التركي، إلا أن هؤلاء السجناء غادروا السجن بعد مدة قصيرة، وذلك بناء على عفو عام أصدرته حكومة حزب العدالة والتنمية في ربيع هذا العام عني أساساً أعضاء حزب العمال الكردستاني الذين أعلنوا التوبة، فاستغلته كوادر حزب الله وخرجوا بموجبه من السجن.
وتتركز أغلب فعاليات ونشاطات المنظمات غير الحكومية التابعة لهذه الحركة في المناطق الفقيرة النائية وغير الخاضعة لأي عملية تنمية، حيث يقومون بمساعدة الفقراء وإقامة دورات تعليمية دينية كإجراء دورات لتعليم القرآن، كما أن إقامة مؤتمرات وإلقاء محاضرات حول الأمور الدينية من جملة نشاطات هذه الهيئات. وتلعب هذه المنظمة دور الوسيط في القضايا المحلية في المناطق الخاضعة لنفوذها وتسعى إلى حل مشكلاتها مثل: خلافات العائلات، الخلافات على الحدود والأراضي الزراعية وحق استخدام مياه الري والعداوات القديمة، وهذه بعض من نشاطاتها الاجتماعية. 
ويحاول  حزب الله "التركي" الاندماج في العمل السياسي حاليا؛ ليتحول إلى قوة سياسية بلاءات دينية، كما تولدت لديه رغبة في الانخراط في الحياة السياسية التركية، خصوصاً بعد النجاح الذي حققه حزب العدالة والتنمية، إذ تضاعفت مغرياته للعمل السياسي بصفته حركة إسلامية وهو ما دفعه الى الإعلان عن إجراءات تأسيس حزب سياسي باسم "الهدي" للمشاركة في الانتخابات التركية.
وليظهر قوته على الحشد قام في 22 أبريل عام 2012 بحشد عدد كبير من أعضائه في مدينة "ديار بكر" أكبر مدينة تركية يقطنها الأكراد وذلك للاحتفال بعيد المولد النبوي وكأن حزب الله التركي باستنفاره هذا الحشد الكبير من الناس يحاول إظهار قوته الاجتماعية والسياسية التي تضاعفت بشكل واضح للدخول في سباق الانتخابات التركية القادمة.

المرتكزات الفكرية

المرتكزات الفكرية
تشكل المرتكزات الفكرية لجماعة حزب الله التركي مزيجا من الأفكار الدينية المتشددة تختلط بالبواعث الوطنية لإحياء أفكار الأقليات والاستقلال الذاتي مع التمسح فى المنهج الإيماني وفكرة إعادة إحياء الدولة الإسلامية. 
وتتمثل هذة المرتكزات الفكرية فيما يلي: 
1- إنشاء دولة إسلامية  تعتمد على نصوص الإسلام وما يقتضيه العقل وتفرضه متطلبات العصر، مع التمسك بالمنهج النبوي الحكيم.
2- ضرورة بناء حركة إسلامية تحفظ المجتمع من تداعيات الحملات العدوانية، وتحول دون المخططات العدوانية للشعب المسلم.
3- التكاتف والتحمل والتضحية من أجل نشر الدعوة والإسلام. 
4- من يخدم دين الله ويجاهد في سبيله يأخذ أجره مرتين فله العزة والكرامة في الدنيا والجنة والرضى في الآخرة.
5- التضحية بالنفس والنفيس في سبيل هذا الدين المقدس.
6- الأنظمة السياسية الحالية فاشلة، ولم تفعل شيئا يؤمن العزة والكرامة للمواطن، وتذيق الناس شتى المرارات وتذلّ العباد والبلاد.
7- النظام التركي علماني وممارساته قمعية داخل البلاد. 
8- مشاريع الدولة التركية معادية للمسلمين ومخالفة تماما للمبادئ والأسس الإسلامية.
9- العمل على منع انتشار الأفكار الملحدة بين الأجيال الإسلامية. 
10- الإسلام قادر على إدارة الدولة والمجتمع، ولديه الموهبة لإيجاد حل للمشاكل الفردية والاجتماعية.
11- تشكيل حلقات دراسية ممنهجة متمسكة بخيار المقاومة على أساس الصبر والتقوى.
12- إجبار النساء على الحجاب ومنع الاختلاط فى الأماكن العامة والمدارس.
13- لا ترى جماعة حزب الله لنفسها عدوا إلا الأنظمة الطاغوتية. 
14- الاهتمام بالعلاقات الودية والأخوية بالجماعات والطوائف الإسلامية الأخرى.
15- تعتبر جماعة حزب الله كل جماعة وفرقة لا تخالف بأقوالها وأعمالها ما نص عليه الإسلام- وفقا لرؤيتها- ولا تتعامل مع قوى الشر العالمية، وتسعى لتأسيس إدارة إسلامية، ولا تعادي المسلمين، وتعادي الأنظمة الطاغية- فتعتبرها شقيقة لها بدون قيد ولا شرط وترى التعاون والعلاقة الأخوية معها واجبا إسلاميا. 
16- تتعامل جماعة حزب الله سواء في داخل كردستان أو في خارجها مع جميع الأنظمة والجماعات التي تسعى لتحقيق أهداف الشعوب المستضعفة وتجادل لأخذ حقوقها المغتصبة وفقا للمعايير الإسلامية.
17- تعتقد  أنه لا بد للمسلمين أن يجمعوا أمرهم، ويوحدوا شملهم وقدرتهم، ويجاهدوا مجاهدة رجل واحد ضدّ أعداء الإسلام والمسلمين. 
18- لا تصف جماعة حزب الله أي جماعة أو فرقة إسلامية أخرى "بالباطلة". 
19- لا ترحب بالجماعات والفئآت التي ترى نفسها على الحق فقط.. إن دستور الجماعة في هذه القضية هو أمر الله سبحانه: {واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا}.
20- لا ترى القضية الكردية قضية تخص الشعب الكردي فحسب، وإنما تراها قضية تهم الأمة الإسلامية بأسرها؛ لأن الشعب الكردي هو جزء من أسرة الأمة الإسلامية.
21- ترفض الجماعة رفضا قاطعا الضغوط التي يتعرض إليها الشعب الكردي وتحترم الجماعة حق تقرير المصير له، بما في ذلك الحل الدستوري أو الحكم الذاتي أو الاستقلال؛ شريطة أن يكون ذلك الحل موافقا لعقيدة وثقافة الشعب الكردي وتحت إدارة إسلامية.
22- كل فرد يرحب بمنهج الحركة النضالي، ويقبل هدف الجماعة وطموحاتها له أن يكون عضوا في الجماعة. 
23- الإيمان والتقوى والعمل الصالح والأخلاق والإخلاص والصبر والفداء والكفاءة والجدارة والموهبة والقدرة هذه هي العوامل المعينة والأساسية في توظيف أعضاء الجماعة. 
24- دعوة جميع المسلمين الغيورين للنضال تحت سقفها.
حزب الله التركي
ويؤكد على ذلك بالقول في بيانه التأسيسي: "ان انتشار الأفكار السامة والآراء الباطلة والأوهام النفسية واستمرار التخريب والفساد وتفجير البنية التحتية الأخلاقية وعجز الحركات والشخصيات الإسلامية في الحيلولة دون تدهور الأوضاع- كل ذلك أدى إلى تفعيل الغيرة الإيمانية لدى قائد الجماعة ورفقائه. وحثهم على القيام بالواجب الإسلامي وبدا لقائد الجماعة وزملائه بكل وضوح أنه ليس من الممكن التصدي لهذه المخاطر، والوقوف أمامها إلا بالجماعة ولا سبيل للسير قدما نحو تأمين عزة وكرامة الأمة إلا بالجماعة، ولا إمكان لتحقيق الأهداف إلا بجماعة إسلامية حكيمة تتحرك وفقا للمنهج النبوي القويم وتقتدي بالسنة النبوية.
وانطلاقا من هذه النقطة بدأت قيادة الجماعة بالعمل. ونتيجة لهذه الجهود المخلصة وبفضل هذا العزم والإيمان- تمكنت قيادة الجماعة فعلا برمي الخطوات اللازمة، ولكن قبل وضع حجر الأساس أولا، وقبل أن يتم تأسيس الحركة نهائيا قامت قيادة الجماعة بإجراء بحوثات علمية راسخة، ودراسات عملية واسعة، ومطالعات منهجية وتقنية دقيقة، خصوصا فيما يتعلق بتاريخ وكيان الحركات الإسلامية المحلية والإقليمية والعالمية وذاك للاطّلاع على نقاط ضعفها، التي أدت إلى إخفاقها وخاصرتها اللينة التي صارت سببا إلى تعرقلها في سيرها، كما لم تهمل النظر لما حققته هذه الجماعات والحركات من إنجازات، وما أحرزته من تقدمات وذلك للاستفادة من إيجابياتها وتجنب سلبياتها.
ولوضع حد للجدالات النظرية الجارية، وبدون فائدة، وللخروج من الدائرة الفاسدة التي كان المسلمون يسيرون عليها، ولتلبية مطالب وتوقعات وأشواق المسلمين- فقد قررت قادة الجماعة وعلى أساس الإخلاص والفداء والتقوى تأسيس هذه الجماعة التي تتحرك بموجب المعايير الإسلامية في جميع أنشطتها ومواقفها متخذة عصر السعادة- عهد الخلفاء الراشدين- نمطا أساسيا لها، معتمدة على المسلمين الذين تجمعوا طوعا وبروح الأخوة الإسلامية.
وسارت هذه النخبة على هذا النهج بالشوق والشغف دون أن تشعر بالسأم والتعب، كذلك وصل تراثها الغالي إلى يومنا هذا، وهو من ضمن هذه الآية الكريمة المبشرة: {كزرع أخرج شطأه فآزره فاستغلظ فاستوى على سوقه يعجب الزراع ليغيظ بهم الكفار وعد الله الذين آمنوا وعملوا الصالحات منهم مغفرة وأجرا عظيما} (الفتح: 29).

العلاقة بين حزب الله التركي والمخابرات التركية

العلاقة بين حزب الله
يتحدث العديد من الباحثين الأكراد التابعين لحزب العمال الكردستاني المنافس الرئيس لحزب الله التركي عن وجود علاقة وثيقة بين حزب الله التركي والمخابرات التركية، بل ويذهب البعض إلى أن الحزب صنعية من المخابرات التركية، فمنذ عام 1990 قامت السلطات العسكرية التركية بإرسال أعداد كبيرة من رجال الدين إلى منطقة جنوب شرقي الأناضول لإلقاء الخطب ودروس الوعظ المكثفة، خصوصاً التي تدور حول وجوب الابتعاد عن الملحدين والكفار واجتناب تقديم العون لهم وسائر الموضوعات التي تنفّر الأهالي من حزب العمال الكردستاني. لكن كل تلك الجهود لم تثمر أي نتيجة، فأدركت الدولة ضرورة مخاطبة حزب العمال الكردستاني باللغة التي فهمها، وبدأت في البحث عن منافس جديد له وكان  "حزب الله" التركي. 
ويقول المحامي التركي "الهان دمير": "نستطيع القول بأن أمر حزب العمال الكردستاني قد انتهى، أما زعيمه عبد الله أوجلان- بعد أن تخلت السي آي إيه والموساد عن مساندته- بدأ ينسج علاقاته مع أجهزة المخابرات الألمانية والبريطانية والفرنسية، يعني أنه لم يَعُد مفيدًا لأمريكا وإسرائيل. وبالتالي فإن "حزب الله الأمريكي" سيقضي عليه، ولسوف تتخلى عنه أمريكا واليونان وبقية الدول الغربية، ولربما ستغتاله أجهزتها المخابراتية أو تقوم بتسليمه لتركيا لمحاكمته".
 ففي الوقت الذي كان يكتب فيه المحامي التركي ما قاله سابقا، كان "حزب الله" التركي يترعرع وتشتد سواعده يومًا بعد يوم، بينما كانت الطائرات المروحية التابعة للجيش التركي تلقي المنشورات على أهالي المنطقة، وتقول فيها: "إن عبد الله أوجلان ملحد وغير مطهر".
وفي أوائل التسعينيات، عندما كان "حزب الله" يقوم بالاغتيالات والمذابح الجماعية ضد عناصر "حزب العمال الكردستاني" مستخدمًا الأسلحة البيضاء والأسلحة الرشاشة على حد سواء- وجه أحد الصحفيين سؤالاً واضحًا إلى "عصمت سِزْغين" وزير الداخلية آنذاك عما إذا كان حسين والي أوغلو مطلوب القبض عليه، فكان رد الوزير كالتالي: "اسمع يا هذا، لا أنت سألت ولا أنا سمعت".
وما أثار علامات الاستفهام أكثر، أن حسين والي أوغلو لم يطلب للعدالة إلا حين اغتياله بتاريخ 17 يناير 2000 ، عندما داهمت قوة كبيرة من الأمن في إسطنبول فيلا قيل إنها كانت معقلاً لحزب الله، ولم يكن حسين والي أوغلو هو الشخص المطلوب، فتفاجأت الشرطة بعد أن تعرفت إلى جثته.
عبد الله أوجلان
عبد الله أوجلان
ومن الدلائل التي يسوقها المروجين لهذ الحديث أنه وبعد اعتقال عبد الله أوجلان- "ظهور20 ألف قضية تراكمت على رفوف المحاكم التركية  ومصنفة في الأرشيف تحت بند "ضد مجهول"، وعندما وصلت المسألة إلى مجلس الشعب التركي كلّف لجنة للتحقيق في القضية، استمعت بدورها إلى مدير أمن مدينة باطمان، فأخبرها "بوجود معسكر تدريب لحزب الله في منطقة قونولو، وأكد للجنة بأن ثكنة الجيش المجاورة لمعسكر التدريب تزوّده بالذخائر والمؤن". وبعد هذا التصريح بأيام قليلة، تمت إقالة مدير الأمن من منصبه واستدعي إلى المركز في أنقرة ليمارس مهمة بسيطة.
وخلال الأعوام 1991 - 1992 اعترف الرجل الثاني في المنظمة محمود يلديريم (المدعو يشيل) بأن منظمته تلقت تدريبات على أيدي رجال المخابرات والعسكريين بتكليف من السلطات. وفي سنة 1993 نشرت معلومات حول وجود منظمة خاصة أطلق عليها اسم "جيتام"، وهي مجموعة تضم عناصر من الدرك والجيش والمخابرات وعناصر "حزب الله"، مهمتها تنفيذ عمليات الاغتيال والتصفية الجسدية. وتزامن ذلك مع حدوث العديد من الجرائم في العاصمة أنقرة؛ جرائم نفذت بدقة واحترافية فأثارت العديد من علامات الاستفهام.
وبعد الانقلاب ضد حكومة نجم الدين أربكان، أرسلت وزارة الداخلية لكل مديريات أمن القطر تطلب تعليمات بتزويد المركز بتقارير عن كل النشاطات والحركات "الرجعية". فكان التقرير الذي وصل من إسطنبول يؤكد وجود العديد من الحركات مثل "الجبهة الإسلامية لدولة الأناضول الكبرى"، "الحركة الإسلامية"، "الحزب الإسلامي الكردستاني"، وكذلك "حزب الله" ، إلا أن التقرير يفيد بأن هذه الجماعات لم تقم بنشاطات كبيرة عدا قيام "جماعة العلم" باختطاف زعيم "جماعة المنزل" فيدان غونغور، والذي وجد مقتولاً في مدينة "باطمان"؛ أما مساعده فقد عثر على جثته في إحدى غابات مدينة "أزميت" القريبة من إسطنبول. ولكن الغريب في التقرير أنه يورد أسماء أربع مجموعات تعمل جميعًا تحت اسم "حزب الله": وهي العلم، المنزل، الوحدة، والسلام.
أما الحكومة المركزية في أنقرة فإنها لم تكتف فقط بغض النظر عن الأعمال الإرهابية التي قام بها أنصار الحزب، بل قامت بتقديم دعم مباشر له. 
الجنرال كنعان
الجنرال كنعان
بالإضافة إلى ثناء قائد قوات الدرك التركية الأسبق، تيومان كومان، على مقاتلي حزب الله التركي، ووصفهم بأنهم "أشخاص مشبعون بروح الإيمان الديني وتحدوهم الإرادة في التصدي لأعمال العنف التي يقوم بها حزب العمال الكردستاني". 
وبالتالي يعتبر الباحثون الأكراد التابعون لحزب العمال الكردستاني أن كل الدلائل تشير إلى أنه لا يوجد شيء اسمه "حزب الله" في تركيا، فكل الأعمال الإجرامية التي حدثت في تركيا نسبت إلى ما أطلق عليه اسم "حزب الله"، وكل الجماعات التي تعمل في الظلام يشار إليها على أنها جماعات "حزب الله"، بينما الجماعات التي تمت تسميتها في تقارير الدوائر الأمنية لا يوجد بينها أي رابطة، فليس لها أهداف مشتركة، أو قيادة مشتركة، ولا يوجد بينها أي شكل من أشكال التنسيق، بل على العكس وجدناها تتصارع وتتقاتل، وهي مجموعات متفرقة: جماعة العلم، جماعة المنزل، جماعة الوحدة، جماعة الوسط، والحركة الإسلامية، والرابط الوحيد وحدها هو ادعاؤها حمل راية الإسلام الذي جعلت منه السلطات العسكرية والعلمانية شمّاعة تعلق عليها كل مآسي تركيا، والجرائم التي تسفر عنها صراعات القوى والمافيا السياسية والاقتصادية.
وقد أطلق عليه في تركيا على حسب الباحثين "حزب الشر" و"حزب الوحشية" و"حزب الشيطان" إدراكًا منها بأن هذه الجماعات ليست سوى جماعات شاذة صنعها النظام ليضرب عصفورين بحجر واحد: الأول هو مواجهة حزب العمال الكردستاني، والثاني هو تشويه الإسلام. 
فبعد أن انتهت مهمة الجماعات التي أسماها "حزب الله" في إضعاف حزب العمال الكردستاني، بدأت السلطات في شن حملة شرسة لا تزال فصولها متواصلة إلى يومنا هذا ضد ما يطلق عليه "الرجعية".
 أما السلطات التركية، فقد بدأت فجأة تكتشف آلاف الجثث المدفونة في المنازل، التي أطلق عليها مصطلح "حقول الموت" بعد أن ألقت بالمسئولية عن تلك الجرائم على عاتق صنيعتها "حزب الله". 

رد حزب الله التركي على هذه الاتهامات

رد حزب الله التركي
ويرد حزب الله التركي على هذه الاتهامات بعدة أسباب: 
1- أن الهيئة العليا للقضاء التركي قبلت دعوى تصنف "حزب الله" ضمن المنظمات الإرهابية الموجودة على الأرض التركية والحكومة تعتبره منظمة إرهابية محظورة. 
2- يوجه حزب الله التركي الانتقادات الدائمة للنظام التركي الحالي فكيف يتحالف معه. 
3- يعتبر أنه نظام يفرض سيطرة العلمانية على الدولة ويفرض هيمنته في البلاد ويقوم بتنفيذ مشاريعه المعادية للمسلمين. 
4- المخالفة تماما للمبادئ والأسس الإسلامية من النظام التركي بل ويبذل كل ما بوسعه لابتعاد الدين عن الدولة وسحبه عن الحياة الاجتماعية الواقعية بشكل كامل. 
5- يتهم النظام التركي بالسعي لفرض هيمنته على كافة الأطياف والأقوام أتراكا وأكرادا، وأذلّ العباد والبلاد واستعمل في سبيل ذالك كل أساليب القمع والإرهاب. 
6- ارتكاب النظام المجازر للنيل من المسلمين في مناطق الأكراد الجنوبية الذي يعد الحزب جزء منها. 
7- الحزب من الأكراد وهم من ذاقوا الويلات والمرارات ضعفين؛ لأنهم كانوا الأشد ضررا والأكبر خسارة في عهد الاستبداد الحالي للنظام التركي نتيجة حرمانهم، وبشكل بالغ من جميع حقوقهم الثقافية واللغوية بأسرها وتعرضهم لسياسة الاستيعاب بصورة منهجية.
8- عامل النظام الأتاتوركي الشعب المسلم على أساس عنصري وزرع بذور الفتنة والعداء في تركيا. 
9- دمر البنية التحتية لهذا المجتمع الإسلامي وفكك هيكلة الشعب المسلم لحد ما. 
10 – إن النظام التركي مسئول عن تشتت جموع الشعب الكردي وإفساد كيانه في آسيا الصغرى.
وبالإضافة إلى ما سبق فإن اتهامات العمل المسلح التي تشنها داخل الأراضي التركية ضد حزب العمال الكردي المتطرف واستخدام العنف مع المخالفين لفكر المنظمة وتصنيفها ضمن المنظمات الإرهابية المحظورة. والحكم بالسجن لمدة 15 عاما لمنتسبي هذه المنظمة واحتجاز السلطات التركية العديد من أفراد وقيادات المنظمة يؤكد على أنها تنظيم معاد للدولة التركية، حتى وإن تم استغلاله من قبلها في بعض الأحيان. 

حزب الله التركي وإيران

حزب الله التركي وإيران
تدعي إيران أن تشّكل التيار الإسلامي لحزب الله التركي كان متأثراً بالثورة الإسلامية الإيرانية، وأن هناك تطابقا كبيرا في الأيديولوجية والأفكار، ومع أن قيادات هذا التيار وهيكليته وأعضاءه هم من أهل السنة، لكنهم قاموا برسم مسيرهم وخطهم بإلهام من أفكار الخميني؛ ولذلك فإن هناك قنوات اتصال بينهم تهدف من خلالها إيران إلى ما يلي: 
1- يستطيع الحزب أن يضطلع بمهمة مواجهة الفكر الوهابي ثقافياً واجتماعياً، والذي يتمدد إلى حدود الدول الإسلامية؛ وذلك بإعادة تنظيم المجتمع الديني التركي وإعداده لخوض مواجهة مع التيار الوهابي المعادى لإيران.
 2- تستطيع هذه الحركة بعقيدتها الجهادية لعب دور مؤثر ومهم في مواجهة اشتراكية حزب العمال الكردستاني، الذي يهدد من خلال أعماله ونشاطاته بعض مواقع الأمن القومي الإيراني والتركي.
3- ضرورة  الاستفادة من هذه الحركة؛ من خلال اتخاذ إجراءات ملموسة للمتدينين في تركيا؛ من خلال الدعوة إلى التجمهر، وإقامة مظاهرات دينية.
4- دعم  هذه الحركة الإسلامية للحصول على القوة في المستقبل يمكن أن يؤمن مصالح كلً من إيران وتركيا على الصعيد الاجتماعي والثقافي والسياسي والأمني بصفتهما دولتين جارتين.
5- دعم هذا الحزب  ليقوم  بإيجاد حالة انسجام منظم على نطاق واسع تهدف لمواجهة الأفكار الاشتراكية لبعض التيارات والمجموعات الكردية مثل حزب العمال الكردستاني (ب.ك.ك) ، ليركز اهتمامه على عناصر المجموعات والمنظمات المرتبطة بها و يعمل على جذب واحتواء الأفراد ذوي الميول الدينية والإسلامية وبهذه الطريقة يوجد مانعاً أمام النشاطات والعمليات ذات الصبغة الاشتراكية.
6- توظيف قدرات هذه الحركة الإسلامية السنية المتأثرة بالأفكار الشيعية، والتي تعّد أرضية مناسبة لمنع ظهور أي تهديدات محتملة ضد المصالح القومية الإيرانية
7- قيام إيران بدعم هذه المنظمة الإسلامية مادياً ومعنوياً يساعدها على التطور والتعاظم وتستطيع ايران  أن تجعل منها ذراع ذو تأثير قوي على المجتمع التركي بصفتها حركة إسلامية وليست حركة كردية

أهم القيادات

أهم القيادات
حسين ولي أوغلو
حسين ولي أوغلو هو مؤسس جماعة حزب الله التركية.. ولد عام 1951 في قرية خرو الواقعة بمنطقة عشيرة حبزبني التابعة لمحافظة باطمان بجنوب شرق تركيا.. له 8 إخوة؛ 4 أشقاء و4 شقيقات.. يعود أصل عشيرة حبزبني إلى العباسيين أو الأيوبيين، واسم والد حسين الحاج عثمان، واسم جده ولي، ومن جده يأخذ لقبه "ولى أوغلو" أي "ابن الولي"  وجده وليّ استشهد عام 1877 في الحرب العثمانية الروسية.
درس العلوم السياسية بكلية السياسة بجامعة أنقرة، فضل الجهاد والعمل الإسلامي ليقوم في عام 1979 في مدينة باطمان الواقعة جنوب شرق تركيا في إقليم كردستان بتأسيس النواة الأولى للحزب، مع عدد من رفقائه في مدينة ديار بكر، وهم فيدان غونغور، وعبد الله دالار، ومنصور جوزال سوي، وعبد الله ييغيت؛ ليؤسسوا "حركة الوحدة" في البداية التي بدءوا تحت مظلتها نشاط الدعوة للحزب وأفكاره، والتي سرعان ما أصبحت حزب الله التركي.
قتل في 17 يناير عام 2000 في بعد حصار قوات الأمن لفيلا في إسطنبول، ولم يكن حسين ولي أوغلو هو الشخص المطلوب، فتفاجأت انه ولي أوغلو الشرطة بعد أن تعرفت إلى جثته. 
ليؤكد أديب كموش زعيم الحزب الجديد مواصلة الدرب، وعلى ضرورة وأهمية حمل الأمانة وثقته بشباب الجماعة في المضي قدماً نحو عزة وكرامة الأمة الإسلامية، مترحماً على الشهيد حسين ولي أوغلو وإخوانه الشهداء الآخرين. 
حزب الله التركي
عيسى ألتسوي
كردي مقيم في ألمانيا  يقود الحزب منذ عام2000 بعد مقتل أغلو في استانبول، ويسعى لتجنيد أعضاء جدد في الشتات الكردي إلى جانب الداخل الكردي أيضا، كما أنه ينشر كتبا ومجلات وتوجد لديه في ديار بكر مكتبات خاصة به 
ويرفض عيسى ألتسوي مسلك سلفه المبني على إكساب الحزب هيكلا ينطلق من مركزية العمل، ويحبذ كبديل لذلك إنشاء الاتحادات والمنظمات الصغيرة غير الحكومية باعتبار أن بالإمكان تعبئتها للعمل السريع الفعال في كل مكان  وفي هذا السياق أصبحت المنظمة غير الحكومية المسماة "مستظفلر" محط الاهتمام في مدينة ديار بكر وتدار وفق توجهات ألتسوي ويمتلك مكتبات خاصة لعرض وبيع هذه الكتب ويدير صحيفة أسبوعية ومحطة إذاعية وقناة فضائية تلفزيونية وعدد من المواقع الالكترونية
 ويعتقد بعض المحللون أن الزعيم الحالي للحزب عيسى ألتسوي مُختفي عن الأنظار، وبأنه توعد بالإنتقام من الدولة التركية، وخطط لضربات  بالإشتراك مع القاعدة، ويُعتقد أنه متواجد حالياً بشكل غير قانوني في ألمانيا وبأنه يتحرك بإسم مستعار.
حزب الله التركي
أديب كموش
يعد الزعيم المعلن للحزب.. اعتقل في عام 2000 بعد مقتل أوغلوا في إطار دعوى استمرت 10 أعوام بالمحاكم التركية وصدر عليه حكم من محكمة الجزاء عام 2009 بإسطنبول عقب جلسة دامت 12 ساعة بالسجن المؤبد بحقه مع 18 عضوا في منظمة حزب الله التركية من أصل 38، كما أصدرت عقوبة الحبس لمدة تتراوح بين (1ـ14) عاما بحق 13 متهما، فيما أطلقت سراح 2 منهم لعدم كفاية الأدلة وسراح 7 آخرين لقضائهم فترة العقوبة في السجن منذ عام 2000. 
ليطلق صراحه مؤخرا، ويؤكد في العديد من اللقاءات  على أن حزب الله التركي جماعة تجاهد من أجل حقوق شعبنا الإسلامية والإنسانية ولا تتحرك وفق تمنيات وتوقعات الآخرين، بل تجعل جميع خطواتها وفقاً للأسس والمبادئ الإسلامية، وإن دفاعهم عن حقوق الشعب الكردي الإنسانية لا يعني بأنهم قوميون.. وإن القرآن والسنة هي ما تحدد أهدافهم ومواقعم مواقعنا وليس سواهما. 
محمود يلديريم
يعد محمود يلديريم الملقب "بيشيل الأخضر" الرجل الثاني في منظمة حزب الله التركية.. اعتقل خلال عامي 1991 - 1992، بتهمة العمالة لجهاز المخابرات القومية التركي.. ارتكب العديد من الجرائم والسرقات المسجلة ضد مجهول في مدينة إدلب بسوريا، ويقال إنه موجود حاليا بها على حسب مصادر غربية. 

أهم العمليات الإرهابية

أهم العمليات الإرهابية
1- قتل مدير أمن مدينة ديار بكر  وخمسة من رجال الشرطة في 13 يناير عام  2000 إثر تعرضه إلى هجوم مسلح نفذته مجموعة مسلحة؛ أشارت الدلائل بأن عددها 16 شخص ووجِّه الاتهام " الى حزب الله" التركي.
2- اغتيال عزالدين يلديريم والذي كان رئيسا لإحدى الجمعيات الخيرية الاسلامية.  
3- أحداث العنف فى قرية "يولاج" في محافظة ديار بكر،   التى أدت  قتل مالا يقل عن 700-800 شخص.

انتقادات موجهة إلى الحزب

هناك العديد من الانتقادات الموجهة إلى حزب الله التركي على رأسها: 
1- أنه مجرد صناعة للآلة الإعلامية في تركيا التي تملكها وتسيطر عليها القوى العلمانية، وهدفها الأساسي هو محاربة واقتلاع العقيدة الإسلامية لدى الشعب التركي من خلال الحملات الدعائية المضادة المتواصلة.
2- ارتباطه بعلاقات مع ايران والثورة الإيرانية هناك. 
3- إقامة حكومة محمدية حسب قوانين الشريعة الإسلامية.
4- البنية الرئيسية لهذا الحزب تتألف من الأكراد، وتوجد الكتلة البشرية الداعمة له في المنطقة الجنوبية الشرقية من تركيا، وهو ما يتعارض مع فكرة الحزب الشامل وليس العنصري. 
5- طرح حزب الله الكردي نفسه منافساً قوياً لحزب العمال الكردستاني (ب.ك.ك)، وهو ما يعد تمزيقا للجبهة الكردية في مواجهة الدولة التركية. 
6- طرح نفسه منافساً لعدة تيارات وحركات إسلامية، مثل حركة "منزلجية" المنشقة عن حزب الله التركي، وحركة "أهل البيت" أيضاً، وهو ما يعد تناقضا مع أهدافه.

شارك

موضوعات ذات صلة