بالأرقام والبيانات: كتاب جديد عن مصر فى زمن الاخوان

السبت 10/يناير/2015 - 08:15 م
طباعة بالأرقام والبيانات:
 
ليس سهلا أن يصف الباحث مرحلة زمنية في تاريخ الشعوب بكلام مرسل، ولكن الصعب أن يؤرخ لهذه الحقبة بالأدلة والمستندات والأرقام، حتى تتحول إلى درما ملموسة، يمكن من خلالها أن يشعر القارئ بأنه يطلع على حقيقة ما دار على الساحة السياسية بتسلسل واضح وسهل، يمكنه من الحكم على الوقائع بعقلانية كبيرة.. هذا ما نجح فيه جمال محمد غيطاس الكاتب الصحفي، وكبير محرري تكنولوجيا الحاسب والاتصالات، عبر كتابه الجديد " مصر فى زمن الإخوان.. وصف بالبيانات والمعلومات"، الصادر عن المركز العربي للبحوث والدراسات مؤخرا.
الكتاب يضم أربعة أبواب، و11 فصلا، يمثلون 272 صفحة،  عبر توصيف موضوعي لحالة مصر لحظة ان تم تنصيب الدكتور محمد مرسي رئيسا في 30 يونيو 2012، وحالة مصر لحظة ان رحل عن السلطة مطلع يوليو 2013، من خلال رصد مستند إلى البيانات والمعلومات الأولية التي تقدم توصيفا لحالة مصر الاقتصادية والاجتماعية والأمنية خلال الفترة من 1 مايو 2012 إلى 2 يوليو 203 ، وكذلك اداء الرئيس السابق محمد مرسي ورئيس وزراؤه.
غيطاس في مقدمة الكتاب أكد على أن المنهجية التي اعتمد عليها تتلخص في القيام بمسوح موسعة للبيانات والمعلومات المتعلقة بحالة مصر، ثم تصنيف وتحليل وعرض لمضمون هذه البيانات والمعلومات، يتم من خلاله الوصول إلى نتائج ومعارف توثق أربع قضايا رئيسية، الأولى الوضاع الاقتصادية والاجتماعية لمصر تحت حكم الاخوان، وتم مناقشتها استنادا إلى 239 مؤشرا من مؤشرات قياس الوضع الاقتصادي والاجتماعي، جميع بياناتها مسقاة من تقارير ونشرات وقواعد بيانات مؤسسات الدولة المصرية الرسمية، 
أما القضية الثانية تتلخص في إعلام الاخوان، وتم مناقشتها من خلال تحليل لمضمون اثنين من خطابات محمد مرسي، وعينه من 3 آلاف عنوان لأخبار صادرة عن شبكة رصد الاخوانية على الانترنت والجزيرة مباشر مصر، ثم تحليل مضمون لنموذج من أبرز نماذج الدعايات الاخوانية في الصحافة المطبوعة بمصر.
أما القضية الثالثة، تتلخص في الأمن والعدالة في عهد الاخوان، وهذه تناقش من خلال تحليل لبيانات المصابين والمقبوض عليهم والمتوفين في عهد مرسي، من واقع قاعدة البيانات الاحصائية للثورة المصرية على الانترنت، وأيضا من خلال معالجة قرارات العفو الرئاسية التى أصدرها مرسي عن بعض السجناء، استنادا إلى نصوص هذه القرارات في الجريدة الرسمية.
وأخيرا القضية الرابعة، تتلخص في مشهد الفيس بوك المصري فى عهد الاخوان، وتم مناقشته من خلال مسوح احصائية لما كان يجري على الفيس بوك خلال الفترة من يناير 2013 وحتى أغسطس 2013، وهى الفترة التي شهدت ثلاث ظواهر رئيسية هى ظاهرة نقد الاخوان بالرسوم المصورة، ثم صراع حركتي تمرد وتجرد، ثم تصدر المجموعات الاخوانية للمشهد  من يونيو.
أشار الكاتب فى الفصل الاول الذى جاء تحت عنوان الوضع المالي.. من الاختناق إلى رعشة ما قبل الموت"، وفيه يوضح بالأرقام والإحصائيات الوضع المالي لمصر وقت تسلم مرسي السلطة، من حيث الاحتياطي من النقد الاجنبي، والودائع بالجهاز المصرفي، والتسهيلات البنكية والسيولة، وايرادات والمصروفات والعجز النقدي، الدون المحلية والخارجية، قيمة العملة المحلية والبورصة ودخل قناة السويس.
وفى الفصل الثاني الذى جاء تحت عنوان" الأوضاع الاقتصادية.. تراجعات فى معدلات النمو والاستثمارات المنفذة"، استعرض الكاتب بالأرقام والإحصائيات ايضا وضع مصر، من حيث متوسط نمو الاستثمارات، وقطاعات الخدمات الصحية، البترول والغاز الطبيعي والاتصالات والكهرباء وغيرها.
وفى الفصل الثالث الذى اختصه بالحديث حول الخدمات الجماهيرية، تطرق إلى الحالة التموينية، وازمة الكهرباء، والازمات الجماهيرية التي ظهرت فى حكمه، في حين ركز في الفصل الرابع بتلخيص اداء الرئيس ورئيس الوزراء، وعبر سلسلة من المعلومات المهمة خلص إلى أن الهدف الاول لدى مرسي وجماعته كان اعادة تهيئة الاوضاع داخل الدولة بما يجعل من السهل عليه ادارتها مضافا الى ذلك ادارة الصراع السيسي بما يخدم مرسي وجماعته، خاصة وأن تحليل القرارات التي اقدم عليها  خلت من من اطلاق عملية تنمية حقيقة.
ركز الباب الثاني من الكتاب على اعلام الاخوان، ومن خلال الفصل الخامس عمد على تحليل مضمون خطابات مرسي، وحواراته بالصحف، بينما تطرق إلى تحليل مضمون اخبار شبمة رصد وقناة الجزيرة مباشر مصر فى الفصل السادس، وكذلك القاء الضوء على الاعلام الاخوانى فى الفصل السابع.
وتطرق الكاتب التفصيل فى الباب االثالث إلى الأمن والقانون في زمن الاخوان، وتعرض فى الفصل الثامن إلى ضحايا الاخوان، سواء في التظاهرات السياسية، بينما اختص الفصل التاسع بالحديث حول سجناء طلقاء فى عهد مرسي بالأرقام، سواء المتهمون فى جرائم ارهاب أو حمل السلاح، وكذلك الحديثة حول صفقة سودانية غامضة لبعض المتهمين السودانين.
أما الباب الرابع، فكان من الابواب المهمة في الكتاب، وفيه أشار الكاتب إلى معارضة الاخوان بالصور والتعليقات، واستعراض هذا العالم الفسيح الذى يقدم سلسلة من النقد والسخرية لحكم مرسي وجماعته، وايضا الحرب المتبادلة بين حركة تمرد التي تحشد لعزل الرئيس وحركة تجرد التى تدافع عنه، وكل ذلك بالأرقام والاحصائيات بشكل واضح وبسيط وواقعي، ثم الفصل الاخير حول تنظيم الاخوان وحشده وتأثيره على الفيس، بالأرقام والمعلومات المهمة التى تكشف فى كل محافظة ماذا كان يحدث، والهجوم الذى اتبعته الجماعة ضد المجتمع.

شارك