بعد الغموض والمراوغة في محاربة جماعات التطرف.. سياسة أردوغان تهدد الأمن التركي

الأحد 11/يناير/2015 - 07:36 م
طباعة بعد الغموض والمراوغة
 
يرى مراقبون أن أنقرة تدفع ثمن السياسة المراوغة في محاربة الجماعات الإرهابية، بل ودعم بعضها بشكل غير مباشر، ويبدو أن العلاقة الغامضة بين الرئيس التركي رجب طيب أردوغان مع الجماعات الإرهابية في سوريا والعراق وعدد من الدول العربية، وعدم المشاركة في قوات التحالف الدولي للحرب ضد ما يُسمى بـ(تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام "داعش)، سيرتد على الأمن الداخلي التركي، في ظل وقوع عدد من التفجيرات بالمدن التركية.

12 ألف تركي في "داعش":

12  ألف تركي في داعش:
كشف البروفيسور أوميت أوزداغ، أحد أهم خبراء الأمن في تركيا، رئيس مركز القرن الحادي والعشرين للدراسات، أن عدد الأتراك الذين انضموا للقتال في سورية مع «داعش» و «النصرة» وغيرهما بلغ حوالى 12 ألفاً، وقال إن عائلات بأكملها هاجرت للقتال مع «داعش» واستوطنت في الرقة.
وكان استطلاع للرأي كشف الشهر الماضي تعاطُف نحو 13 % من الأتراك مع تنظيم «داعش»، ما يعني احتمال وجود ملايين من الأتراك الذي قد يتعاونون مع التنظيم داخل تركيا أو يسهّلون تحركه، وفق معطيات الاستطلاع.

اتهامات لأردوغان:

اتهامات لأردوغان:
خلال الأشهر الماضية كانت هناك اتهامات قوية للرئيس التركي رجب طيب أردوغان  بدعم الجماعات الإرهابية وعلى رأسها "داعش"، وقال رئيس "حزب الشعب الجمهوري" كمال كيليتشدار أوغلو، إن السلاح الذي كان يصل إلى "جبهة النصرة" كما تنظيم "داعش"، إنما هو الذي كان "أردوغان" يرسله عبر شاحنات النقل الخارجي الى سوريا لإسقاط الرئيس السوري بشار الأسد.
وأضاف زعيم أكبر حزب معارض في تركيا، أن "فاتورة تركيا بسبب سياستها الشرق أوسطية كانت ثقيلة جداً، المقاتلون الأجانب في سوريا كانوا يتحركون بسهولة من تركيا وإليها والسلاح الذي كان يرسله أردوغان انقلب الآن ليوجه الى صدور المواطنين الأتراك في القنصلية التركية في الموصل وقبلاً في الريحانية وغيرها".
وذكّر كيليتشدار أوغلو بأن طرح داود أوغلو، هو أن السبب في تصاعد قوة "داعش" في سوريا هو سكوت النظام السوري عنها، وفي العراق سياسات رئيس الحكومة نوري المالكي.
ونقلت الصحف التركية أن التوتر ساد اللقاء بين كيليتشدار أوغلو وداود أوغلو، وأن الأول قال للثاني إن أحداً يجب أن يدفع فاتورة السياسة التركية في سوريا والعراق وعلى داود أوغلو الاستقالة. فما كان من هذا إلا أن أجابه بأن الشعب هو الذي يحاسب.

تركيا تتذوق الإرهاب:

تركيا تتذوق الإرهاب:
تصريحات رئيس حزب الشعب الجمهوري المعارض، كانت استكشافا للواقع التركي والحالة الأمنية في البلاد، مع وقوع عدد من العمليات الإرهابية التي أدت إلى عشرات الضحايا من المدنيين ورجال الشرطة، وكان أبرزها تفجير انتحارية نفسها داخل مركز للشرطة في منطقة السلطان أحمد التاريخية في اسطنبول، ما أدى إلى مقتل ضابط شرطة وإصابة آخر.
وكشفت الأجهزة تفاصيل جديدة حول أن الانتحارية سيدة شيشانية، وربما أقدمت على فعلتها انتقامًا لخطيبها الذي كان يقاتل مع «داعش» في كوباني (عين العرب) وقُتِل هناك قبل شهر ونصف شهر.
ورجّحت أجهزة الأمن أن يكون الأخير درّبها على القتال، بعد اكتشاف زيارتهما معاً سورية مرتين العام الماضي عبر الحدود البرية التركية. 
كما أعلن الأمن التركي تفكيك قنبلة يدوية الصنع، رُبِطَت بعبوة غاز، أمام مركز تسوّق في منطقة باشاك شهير في إسطنبول، منوّهاً بمعلومات قدمتها الاستخبارات التركية.
وكانت أجهزة الأمن أكدت اعتقال ثلاثة أشخاص الجمعة، أثناء دخولهم مركز تسوُّق آخر وفي حوزتهم قنابل يدوية الصنع، وأشارت إلى أنهم ينتمون إلى جماعة كردية مسلّحة، مقرّبة من حزب العمال الكردستاني. لكن وسائل إعلام تركية نبّهت إلى أن الثلاثة أكراد ينتمون إلى "داعش".
وفي مايو الماضي تم تفجير سيارتين ملغومتين في بلدة ريحانلي التركية الحدودية أسفرا عن مقتل 46 شخصاً، وهو هجوم أنحى المسؤولون الأتراك باللائمة عنه على مقاتلين يرتبطون بصلات بإدارة الرئيس السوري بشار الأسد.
واعترف رئيس جهاز الاستخبارات هاكان فيدان باحتمال تعرّض مدن كبرى تركية لهجمات مماثلة لما شهدته باريس (المجزرة في مقر صحيفة شارلي إيبدو) مع ازدياد المنضمّين من تركيا إلى "داعش"، قائلا إن بلاده «معرّضة لهجمات إرهابية تشبه تلك التي وقعت في باريس، وتنظيم داعش قد يخطط لضرب مدن كبرى تركية وعلى الجميع اتخاذ الاحتياطات اللازمة".
وتواجه تركيا أيضا تهديدات محتملة من مقاتلين إسلاميين يتحركون عبر الحدود من سوريا والعراق ومن متمردين أكراد رغم هدنة في عملياتهم المسلحة التي بدأت قبل 30 عامًا.

المشهد الآن:

المشهد الآن:
هناك مخاوف داخل المجتمع التركي من أن تؤدي حالة الغموض التي يتعبها الرئيس رجب طيب أردوغان مع "داعش" إلى دفع ثمنه عبر زعزعة الأمن والاستقرار عقب العمليات التي شهدتها فرنسا، حيث يعود المنضمون لتنظيم "داعش" والجماعات الإرهابية ويحملون أفكارًا متشددة ومتطرفة تهدد أمن واستقرار البلاد مع وقوع عدد من العمليات الإرهابية داخل تركيا، فهل سيدفع "أردوغان " ثمن مماطلته ومراوغته في محاربة "داعش"؟!

شارك