"اللجان الشعبية" .. الحرس الثوري المنتظر للحوثيين

الجمعة 30/يناير/2015 - 12:46 م
طباعة اللجان الشعبية ..
 
في ظل حالة الترقب والحذر  في اليمن من قبل القوي السياسية والوطنية بالداخل، والدول ذات الاهتمام والمصالح في اليمن عقب سيطرة الحوثيين، علي مقاليد الأمور واستقالة الرئيس عبدربه منصور هادي وحكومته برئاسة المهندس خالد بحاح، يقوم الحوثيين بالتوغل في المؤسسات الأمنية والجيش، مع مهام متوسعة للمليشيات "اللجان الشعبية" والتي تدير الواقع الأمني في البلاد.

دمج الحوثيين

دمج الحوثيين
في ظل سيطرة الحوثيين، ومع الرقم المبهم حول عدد وقوة وتشكيلات مليشيات الحوثي "اللجان الشعبية"، وفي ظل اختراق الحوثيين لقوات الجيش والشرطة والمؤسسات الأمنية، بدأ تخوف عدد من المراقبين في أن تكون اللجان الشعبية، نواة الحرس الثوري  الخاص بجماعة الحوثيين، علي غرار الحرس الثوري الإيراني عقب ثورة الموسوي الخميني عام 1979 لتحقيق أهداف الثورة وهي العبارات التي يكرهها عبد الملك الحوثي زعيم أنصار الله "الحوثيين".
وكشفت مصادر إعلامية يمنية عن قبول 100 شخص من أعضاء اللجان الشعبية التابعة لجماعة أنصار الله في القوات الخاصة اليمنية والتي تعتبر أهم، وفقاً لتوجيهات سابقة من وزارة الدفاع وهيئة الأركان العامة، وبحسب اتفاق السلم والشراكة.
وقد تم دمج عدد كبير من جماعة أنصار الله في مختلف الوحدات العسكرية، وأن القوات الخاصة كانت آخر الوحدات التي انضم إليها عدد من الجماعة.

النفوذ في المؤسسات الأمنية

النفوذ في المؤسسات
لم يتوقف سعي الحوثيين إلى دمج الآلاف من عناصرها في قوات الجيش والشرطة، ليكون نواة الحرس الثوري، ولكن سعت إلى تعيين مقرب فتم تعيين اللواء زكريا يحيى محمد الشامي، المقرب من جماعة الحوثي نائبا لرئيس هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة اليمنية، بقرار رقم (62) لعام 2014م من الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي.
وعمل زكريا وهو نجل يحيى الشامي، محافظا لمحافظة صعدة ذات النفوذ الحوثي وهوما يوضح التقارب بين الحوثيين والشامي ومن المتوقع أن يتقلد منصب رئيس الأركان خلال المرحلة المقبلة بدعم حوثي.
كما تم تعيين العقيد أحمد عبد الولي الذهب "محسوب على الحوثيين" قائداً للواء الأول مشاة بحري، المتمركز في جزيرة سقطرى، خلفاً للعقيد حسين خيران، والذهب رشحته جماعة الحوثي لهذا المنصب.
وبناء علي طلب الحوثيين كما عين الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي، العميد الركن عبدالرزاق محمد إسماعيل المروني  قائداً لقوات الأمن الخاصة.
إضافة إلى تعيين العقيد ناصر محسن الشوذبي رئيسا لعمليات قوات الأمن الخاصة (الأمن المركزي سابقا).
وفي أكتوبر الماضي تم تكليف العقيد عبدالرزاق المؤيد- والذي تم ترقيته إلى رتبة عميد في وقت لاحق- مديراً لشرطة العاصمة صنعاء.
وفي 2 يناير الجاري، أصدر الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي، قرارًا، بتعيين وكيلين لجهاز الأمن السياسي "المخابرات"، اللواء عبدالقادر قاسم أحمد الشامي، وكيلا لجهاز لقطاع الأمن الداخلي.

التسليح

التسليح
تمتلك "الحوثيين"  كمية هائلة من السلاح، وبعض العتاد العسكري جاء غنائم من الحروب الستة التي خاضتها الحركة مع الحكومة اليمنية، والبعض الآخر من العتاد والسلاح، تم شراؤه من دول أجنبية، ودخول عبر ميناء ميدي في محافظه حجة.
فجماعة "الحوثيين" تمتلك 42 دبابة متنوعة، وتقول الجماعات، أنها سيطرت عليها خلال حربها مع الحكومة اليمنية، والجارة السعودية، منذ مطلع العام 2004 حتى 2010.
 يرى الخبراء العسكريون أن "هذا العدد التي تمتلكه الحركة، يُعد رقمًا كبيرًا مقارنةً بما تمتلكه الحكومة اليمنية من الدبابات، والتي تمتلك ما يقارب من 1161 دبابة مُوزَّعة على معسكرات الجمهورية كافة".
ويمتلك الحوثيين عددًا من المعسكرات للتدريب، داخل محافظة صعدة؛ في 3 مديريات، وهي؛ حرف سفيان، وشهارة، وحوث، وتمتلك فيها من العتاد والسلاح ما يقرب من 140 طقمًا عسكريًّا من نوع "شاص"، و12 عربة حامل صواريخ، "الكاتيوشا"، و46 عربة مُدرَّعة، و32 سيارة نوع "كامري" دوريات، تحمل شعارات الحركة، و12000 قنبلة يدوية متنوعة، و81 مدفع ثقيل وخفيف، و122 مضادًا للطيران، و9 آلاف طلقة "آر بي جي"، و3 آلاف مقذوف دبابة، و9 آلاف معدل متنوعة، بالإضافة إلى عدد كبير غير معروف من الأسلحة الخفيفة من نوع "كلاشنكوف". وتعد أهم  كتائب مليشيات الحوثي، كتيبة "الحسين" العسكرية المقاتلة والتي تم نقلها من  صعدة إلى صنعاء عقب نجاح احتجاجات 21 سبتمبر، وأسهمت في السيطرة على مقرات حكومية، ومواقع حساسة واستراتيجية في العاصمة (صنعاء).
كما يمتلك الحوثيون شبكة اتصال لاسلكية حديثة، داخل تلك المعسكرات، بالإضافة إلى ما يقارب  آلاف المجندين فقد طالب الحوثيين الرئيس اليمني هادي في وقت سابق بدمج 75 ألفاً من عناصرها في القوات المسلحة والأمن، لكن الرئيس هادي رفض هذا العدد، عارضاً عليها إدخال 20 ألفاً فقط في المؤسستين العسكرية والأمنية، غير أن الجماعة رفضت العرض، وهو ما يوضح أن عدد الحوثيين يزيد عن الـ100ألف عنصر  تم إعدادهم خلال الحروب الخمسة التي خاضتها مع الدولة اليمنية في وقت سابق قبل أن تسيطر علي مقاليد الأمور بها.

التمويل ومصادر

التمويل ومصادر
وعن حجم التمويل تشير الأرقام إلى أن المنتسبين إلى اللجان الشعبية "مليشيات الحوثي" يتقاضون رواتب شهرية قدرها 200 دولار أميركي ويمتلكون إلى جانب معسكراتهم في صعدة، 3 مباني كبيرة في قلب العاصمة صنعاء، بالقرب من مقرات سيادية تابعة للحكومة اليمنية.
و تؤكد البرقية (09SANAA2186 )، نقلاً عن دبلوماسي بريطاني، عن وجود العديد من التقارير الموثوق بها التي تفيد أن قادة عسكريين في الحكومة اليمنية، كانوا يبيعون أسلحة للحوثيين خلال الإعداد للحرب السادسة.
و أكد المستشار الرئاسي لشؤون صعدة، محمد عزان، لأحد الدبلوماسيين السياسيين في السفارة الأميركية بتاريخ 16 أغسطس، أن الحوثيين يحصلون بسهولة على أسلحة داخل اليمن، سواء ممّا يسيطرون عليه في ساحة المعركة، أو عن طريق شرائها من القادة العسكريين والجنود الفاسدين.
تضيف البرقية "المسؤولون في الحكومة اليمنية، يؤكدون أن امتلاك الحوثيين واستخدامهم صواريخ الكاتيوشا هما دليل على دعم من إيران وحزب الله، بحجة أن هذه الصواريخ ليست متوافرة في أسواق السلاح اليمنية أو في مخازن الحكومة اليمنية الاحتياطية، إلا أنه نظراً إلى نشاط سوق الأسلحة اليمنية، وخصوصاً في صعدة، فمن الممكن أن تكون صواريخ الكاتيوشا متوافرة في السوق السوداء حتى لو لم تكن موجودة في مخازن الحكومة اليمنية". وتؤكد أنه "وفقاً لتقارير حساسة، هناك على الأقل حادثة واحدة من المتطرفين الصوماليين، جرى خلالها شراء صواريخ كاتيوشا في اليمن في 2007".

الدور الإيراني

الدور الإيراني
لا يخفى على كل مطلع على مسار الحركة الحوثية فكرياً وعسكرياً ودولياً، دور إيران في تشكيل هذه الحركة،  ودعمها بالخبراء والعتاد  العسكري، والمعلومات.
وكانت الحرس الثوري الإيراني دورا في تدريب ودعم مسلحي الحوثي "اللجان الشعبية" منذ سنوات طويلة، سواء في صعدة منطقة نفوذ الحوثيين، أو في دول أفريقية، مثل  دولة إريتريا، لاستخدام أراضيها في عمليات تدريب لعناصر حوثية يمنية.
وذكرت تقارير إعلامية أن 3 مواقع شمال العاصمة الإرتيرية "أسمرة"، استخدمتها طهران، لإخضاع مجموعات من المقاتلين الحوثيين الذين يقدمون إليها لأغراض التدريبات العسكرية، قبل إعادتهم إلى الأراضي اليمنية مجددا، وتتميز بأنها غير مأهولة بالسكان.
وهذه المواقع التدريبية، أولها معسكر تدريبي يقع بالقرب من "مرسى بريطي" ويعتبر أقدم المراسي الإريترية، ويقع بالقرب من منطقة "رأس قصار" شمال إريتريا والتي تبعد عنه 6.5 كيلومترات تقريبا جنوبا.
أما ثاني المواقع، فهو مرسى "حسمت"، وهو مرسى قديم أيضاً، يبعد حوالي 31 كيلومترا جنوب منطقة رأس قصار. 
وثالث المواقع التي تشهد تدريب عناصر الحوثيين على يد مدربين إيرانيين على الأراضي الإريترية، منطقةٌ تعرف باسم "متر"، وهي منطقة - صحراوية جبلية - تبعد حوالي 44 كيلومترا جنوب منطقة رأس قصار.
تمركز عدد من تلك المعسكرات بالمناطق الساحلية لاعتباراتٍ عدة، أهمها "سهولة التنقل من وإلى اليمن عبر زوارق بحرية سريعة"، في الغالب لا يتم رصدها عبر أجهزة الرصد "الرادارات" البحرية اليمنية، نظرا لضعف الإمكانات التي تملكها البحرية اليمنية.
وثالث المواقع التي تشهد تدريب عناصر الحوثيين على يد مدربين إيرانيين على الأراضي الإريترية، منطقةٌ تعرف باسم "متر".
وتُطل تلك المواقع على معابر تعتبر رئيسيةً في عمليات تهريب "البشر والسلاح" من إريتريا إلى اليمن، مثل مرسى "برعصوليا"، ومنطقة ساحلية تعرف باسم "خور حمار"، ومرسى "طيعو"، يتم توظيفها كشريانٍ رئيسي لتغذية العناصر الخارجة عن القانون، وتأتي جماعة عبد الملك الحوثي على رأسها.
وفي نفس السياق، كشفت مصادر أمنية مطلعة عن وصول طيارين إيرانيين إلى مطار صنعاء الدولي عصر اليوم الجمعة، وكان في استقبالهم قيادات حوثية كبيرة.
وأوضحت المصادر لموقع “مأرب برس” مفضلة عدم الكشف عن اسمها، أن الهدف من استقدام جماعة الحوثي لطيارين ايرانيين، هو استخدام الطيران الحربي اليمني لشن غارات جوية على قبائل محافظة مأرب، خصوصا في ظل سيطرتهم على كل مفاصل الدولة.
ويواجه الحوثيون في مأرب استعدادا قبليا غير مسبوق صعب عليهم عملية اقتحام المحافظة التي فشلوا في السيطرة عليها منذ أكثر من شهر.

القادة العسكريين

عبد الملك الحوثي
عبد الملك الحوثي
يعتبر عبد الملك الحوثي، كقائد للثورة  والقائد الأعلى لأنصار الله، ولكن لا يمكن أن ننسى أو نتجاهل القائدين العسكريين الحوثيين عبد الخالق الحوثي وعبد الله يحيي الحكيم والذين يعتبران من أهم  القادة الميدانيين للجان الشعبية، وعقلها المدبر
وعبد الخالق الحوثي، هو الشقيق الأصغر لزعيم جماعة أنصار الله عبد الملك الحوثي، ويكنى في الجماعة بـ"أبو يونس" وينتمي إلى معقل الحركة محافظة صعدة، المعلومات عنه شحيحة، ومن أهم ما ذكر حول شخصيته أنه شاب في العقد الثاني، وهو من الصف الأول في جماعة الحوثيين، عرف عنه قيادته لمعركة دماج ضد السلفيين في صعدة شمال البلاد عام 2013، كما قاد ميليشياته للسيطرة على العاصمة صنعاء واقتحم مطار صنعاء الدولي، إضافة إلى مقر القيادة الجوية والدفاع الجوي (قاعدة الديلمي العسكرية).
وتناقلت وسائل إعلام يمنية عن مصادر وصفتها بالمؤكدة، أن عبدالملك الحوثي أصدر قرار بتعين شقيقه عبدالخالق بدر الدين الملقب ( أبو يونس ) قائد" ميدانيا خلفا ( للحاكم ), وكما قاما بتغير منصب (ابو علي الحاكم ) الى نائب له .
و عبدالله يحيى الحاكم، المعروف بأبو علي الحاكم هو القائد الميداني والعسكري لجماعة أنصار الله "الحوثيين" في اليمن، يُعتَبَر أبو علي الحاكم الرجل الثاني في جماعة الحوثيين بعد زعيمها عبدالملك الحوثي، اعتُقِل الحاكم في سجن البحث الجنائي في صنعاء إبان الحرب الأولى التي شنها الجيش اليمني على جماعة الحوثيين في العام 2004، ثم فر من السجن في وقت لاحق متنكراً إثر زيارة عائلية له، واتُهِم آنذاك عدد من حراسات السجن بالتواطؤ في عملية تهريبه.
وفي 7 نوفمبر 2014 , أدرجت لجنة العقوبات الأممية في مجلس الأمن اسم أبو علي الحاكم ضمن قائمة عقوبات طالت أيضاً الرئيس اليمني السابق علي عبدالله صالح، وعبدالخالق الحوثي.

المشهد اليمني

المشهد اليمني
لقد أصبحت الحركة الحوثية وقيادتها منذ 21 سبتمبر 2014، محط الأنظار باعتبارها الحركة الشيعية المسلحة التي سيطرت على عاصمة بلد وتمكنت خلال وقت قصير من تحقيق أهدافها بقوة السلاح، وقد ظهرت الحركة المدعومة من إيران، قبل 22 سنة على يد مؤسسها حسين الحوثي شقيق زعيم الحركة الحالي، اليوم بات واضحا أن الحركة تمتلك ما يشبه الحرس الثوري الإيراني وتنتظر اللحظة المناسبة للإعلان عن الحرس الثوري  لتحقيق مبادئ أهداف الثورة، كما حدث مع مشهد محاصرة ووضع الرئيس اليمني تحت الاقامة الجبرية،  حكومة المهندس خالد بحاح، بالإضافة الي احتجاز واعتقال أحمد عوض بن مبارك مدير مكتب الرئيس هادي ثم الإفراج عنه ،وهو ما يوضح القوة والخبرة والمعلوماتية التي يتحرك علي أساسها مليشيات الحوثي... فهل حان وقت ظهور الحرس الثوري اليمني؟!

شارك