الشيخ محمد عبد المقصود يفتي بردة إبراهيم عيسى

الأربعاء 18/مارس/2015 - 06:27 م
طباعة الشيخ محمد عبد المقصود
 
هل يعلم الشيخ "محمد عبد المقصود" خطورة ما قاله على إبراهيم عيسى، وحكمه عليه بالردة؟ وهل ننتظر لإبراهيم عيسى مصير فرج فودة الذي اغتالته أيدي هؤلاء المتأسلمين؟
لقد أصدر الشيخ "محمد عبد المقصود"  في حوار له على قناة "رابعة" الفضائية الأحد 15/3/2015، فتوى "ردة" ضد إبراهيم عيسى، ولا يعلم خطورة ما قاله "محمد عبد المقصود" إلا الله عز وجل، فمن الممكن وليس مستبعدا أن يتخذ بعض الموتورين أتباع هذا الشيخ، هذه الفتوى ذريعة لاغتيال "إبراهيم عيسى"، كما حدث لفرج فودة، ونجيب محفوظ وغيرهما. 
والسؤال الذي يتبادر الى الذهن فور سماعنا لمثل هذه الفتاوى، هل هناك حكم "ردة" في الإسلام؟ 

حد الردة:

ليس في القرآن حد الردة الذي اخترعوه في أواخر الدولة الأموية وأوائل الدولة العباسية ووضعوا له الأحاديث التي تُخالف القرآن الكريم. فيقول تعالى: {وَقُلِ الْحَقُّ مِن رَّبِّكُمْ فَمَن شَاء فَلْيُؤْمِن وَمَن شَاء فَلْيَكْفُرْ إِنَّا أَعْتَدْنَا لِلظَّالِمِينَ نَاراً أَحَاطَ بِهِمْ سُرَادِقُهَا وَإِن يَسْتَغِيثُوا يُغَاثُوا بِمَاء كَالْمُهْلِ يَشْوِي الْوُجُوهَ بِئْسَ الشَّرَابُ وَسَاءتْ مُرْتَفَقاً}. [الكهف: 29]. 
فعقاب الكفر بيد الخالق سبحانه وتعالى وليس بيد البشر!
ومن يظن أن الإسلام مصيدة من يدخلها لا يخرج منها فليُفكر ثانية، فسوف تكون نتيجة تطبيق حد الردة هو زيادة عدد المُنافقين الذين يدَّعون الإسلام.
يقول تعالى: {لاَ إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ قَد تَّبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنَ الْغَيِّ فَمَنْ يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَيُؤْمِن بِاللّهِ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَىَ لاَ انفِصَامَ لَهَا وَاللّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ}. [البقرة: 256].
وعقاب الردة هو مع ربنا الذي قال سبحانه: {...وَمَن يَرْتَدِدْ مِنكُمْ عَن دِينِهِ فَيَمُتْ وَهُوَ كَافِرٌ فَأُوْلَـئِكَ حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ وَأُوْلَـئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ} [البقرة: 217].
فمن ارتد ومات كافرا فقد تهدده الله بأن يحبط عمله وأنه سيكون من أصحاب النار ولا نجد أن الله جعل لنا أن نُعاقبه.

سنن النسائي 3990:

أَخْبَرَنَا مُؤَمَّلُ بْنُ إِهَابٍ قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: أَخْبَرَنِي ابْنُ جُرَيْجٍ عَنْ أَبِي النَّضْرِ، عَنْ بُسْرِ بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ، قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: "لَا يَحِلُّ دَمُ امْرِئٍ مُسْلِمٍ إِلَّا بِثَلَاثٍ أَنْ يَزْنِيَ بَعْدَ مَا أُحْصِنَ أَوْ يَقْتُلَ إِنْسَانًا فَيُقْتَلَ أَوْ يَكْفُرَ بَعْدَ إِسْلَامِهِ فَيُقْتَلَ".
في الحديث السابق نجد مُخالفتين للقرآن الكريم هما حد الرجم وحد الردة
موطأ مالك 1219 أخبرنا أبو سعيد بن أبي عمرو ثنا أبو العباس الأصم ثنا بحر بن نصر ثنا بن وهب حدثني مالك وداود بن قيس وهشام بن سعد ح وأخبرنا أبو زكريا بن أبي إسحاق وأبو بكر بن الحسن قالا ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب أنبأ الربيع أنبأ الشافعي أنبأ مالك عن زيد بن أسلم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال من غيَّر دينه فاضربوا عنقه.
وهذا الحديث مُخالف لكتاب الله، وهو كلام غير مُحكم فلا يليق نسبته إلى الرسول الكريم
فهل نقتل من غيَّر دينه من المسيحية أو اليهودية إلى الإسلام أيضا؟
فـ "يكفر بعد إسلامه فيُقتل" و "من غير دينه فاضربوا عنقه" تُخالفان أوامر الله: فَمَن شَاء فَلْيُؤْمِن وَمَن شَاء فَلْيَكْفُرْ، وقوله تعالى: لاَ إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ
ويستحيل أن يأمر الرسول صلى الله عليه وسلم بما يُخالف كلام الله في قرآنه الكريم
حدد الله تعالى المُستحقين للقتل في قوله تعالى: {مِنْ أَجْلِ ذَلِكَ كَتَبْنَا عَلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ أَنَّهُ مَن قَتَلَ نَفْساً بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعاً وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعاً وَلَقَدْ جَاءتْهُمْ رُسُلُنَا بِالبَيِّنَاتِ ثُمَّ إِنَّ كَثِيراً مِّنْهُم بَعْدَ ذَلِكَ فِي الأَرْضِ لَمُسْرِفُونَ }المائدة32
فالقتل يكون للقاتل وللمُفسد في الأرض فقط
ولنقرأ الآن قوله تعالى: {وَمَن يَبْتَغِ غَيْرَ الإِسْلاَمِ دِيناً فَلَن يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ{85} كَيْفَ يَهْدِي اللّهُ قَوْماً كَفَرُواْ بَعْدَ إِيمَانِهِمْ وَشَهِدُواْ أَنَّ الرَّسُولَ حَقٌّ وَجَاءهُمُ الْبَيِّنَاتُ وَاللّهُ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ{86} أُوْلَـئِكَ جَزَآؤُهُمْ أَنَّ عَلَيْهِمْ لَعْنَةَ اللّهِ وَالْمَلآئِكَةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ{87} خَالِدِينَ فِيهَا لاَ يُخَفَّفُ عَنْهُمُ الْعَذَابُ وَلاَ هُمْ يُنظَرُونَ{88} إِلاَّ الَّذِينَ تَابُواْ مِن بَعْدِ ذَلِكَ وَأَصْلَحُواْ فَإِنَّ الله غَفُورٌ رَّحِيمٌ{89} إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُواْ بَعْدَ إِيمَانِهِمْ ثُمَّ ازْدَادُواْ كُفْراً لَّن تُقْبَلَ تَوْبَتُهُمْ وَأُوْلَـئِكَ هُمُ الضَّآلُّونَ{90} آل عمران
لاحظ قوله تعالى: إِلاَّ الَّذِينَ تَابُواْ مِن بَعْدِ ذَلِكَ وَأَصْلَحُواْ فَإِنَّ الله غَفُورٌ رَّحِيمٌ
فإذا كان هناك حد للردة فكيف سيتوبون بعد ردتهم ويُصلحوا؟؟؟
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ مَن يَرْتَدَّ مِنكُمْ عَن دِينِهِ فَسَوْفَ يَأْتِي اللّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكَافِرِينَ يُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللّهِ وَلاَ يَخَافُونَ لَوْمَةَ لآئِمٍ ذَلِكَ فَضْلُ اللّهِ يُؤْتِيهِ مَن يَشَاءُ وَاللّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ }المائدة54
وهنا أيضا لا نجد حدا للردة فالله تهدد المُرتدين بأنه سوف يأتي بقوم بدلهم من المُؤمنين
الخلاصة: حد الردة من اختراع الدولة الأموية والعباسية للتخلص من مُعارضيها بتهمة الردة، ولا أصل له في كتاب الله  
هذا وقد أصدرت دائرة الإفتاء العام الأردنية يوم الثلاثاء 10 مارس 2015، فتوى بحثية بهذا الخصوص تقول بأنه ليس هناك "حكم ردة في الإسلام" فأين الشيخ "محمد عبد المقصود من آيات الله في كتابه وأحاديث رسوله والفتوى الأردنية. وهل يضع نفسه في مقام التقول على الله؟ ام ينصب نفسه وكيلا عن الله عز وجل؟ 
فيديو فتوى محمد عبد المقصود

شارك