عملية "الإعصار" تلاحق "عاصفة الحزم" في اليمن

السبت 28/مارس/2015 - 01:18 م
طباعة عملية الإعصار تلاحق
 
في خطوة سريعة منها وحفاظًا على أرواح الدبلوماسيين المتواجدين في عدن اليمنية، أجلت القوات البحرية السعودية 86 دبلوماسياً سعودياً وعربياً وغربياً من عدن، وذلك في عملية نوعية خاصة.
وقالت مصادر مسئولة، اليوم السبت 28 مارس 2015: إن المملكة انتهت من عملية أطلقت عليها اسم "الإعصار" لإجلاء عشرات الدبلوماسيين بينهم سعوديون من عدن، مشيرة إلى أن الدبلوماسيين وصلوا على متن سفينتين من جنوب اليمن عبر البحر الأحمر إلى مدينة جدة.

عملية الإعصار

عملية الإعصار
قامت المملكة بالعملية قبل يومين وذلك بمشاركة الطيران البحري ووحدات بحرية خاصة، حيث وصلت سفينتان تحملان 86 من الذين تم إجلاؤهم.
قام وزير الدفاع السعودي، الأمير محمد بن سلمان في وقت سابق بإرسال 3 طائرات لإجلاء بعثة الأمم المتحدة في صنعاء، إلا أن المتمردين الحوثيين منعوا البعثة الأممية التي يصل تعدادها إلى 140 شخصاً من مغادرة اليمن.
وكانت البعثة الأممية المتواجدة في صنعاء طالبت بفتح الأجواء للسماح لثلاث طائرات بتأمين مغادرتهم العاصمة اليمينة إلى إثيوبيا.
ووصل الدبلوماسيون إلى ميناء جدة على متن سفينتين للبحرية الملكية السعودية.
من المعروف أن عدن دخلت مرحلة خطيرة من الانفلات الأمني حيث تأوي عشرات من جنود الجيش والمقاتلين الحوثيين غير النظاميين، الذين تسللوا إلى المدينة في الأيام القليلة الماضية أو كانوا يتمركزون في ثكنات محلية، ووجدوا أنفسهم محاصرين بالضربات الجوية، فضلا عن انتشار خلايا نائمة من الحوثيين هناك.

الحوثيون يواصلون التدمير

الحوثيون يواصلون
من ناحية أخرى سيطرت قوات موالية لجماعة الحوثي وللرئيس المخلوع علي عبد الله صالح على مناطق جديدة في جنوب وشرق اليمن، واستمرت في محاولاتها التقدم باتجاه عدن رغم تكبدها خسائر في الأرواح في اشتباكات مع مسلحين مؤيدين للرئيس عبد ربه منصور هادي. وانتشر الحوثيون في محيط مقر جهاز الأمن السياسي بصنعاء، حيث طالبوا السكان بمغادرة الحي بحجة أنه سيتعرض للقصف، كما قاموا بتعزيزات عسكرية تابعة لهم وللرئيس السابق علي عبدالله صالح، تتجه نحو محافظة عدن قادمة من تعز.
ووضع الحوثيون ووحدات الجيش المتحالفة معهم أول موطئ قدم لهم على ساحل بحر العرب عندما سيطروا على ميناء شقرة على بعد 100 كيلومتر شرقي عدن.
وقد تمكنت قوات التحالف الخليجي الداعم للشرعية في اليمن من تدمير عدد كبير من الصواريخ الباليستية الحوثية. 
وكانت المملكة العربية السعودية أطلقت عملية "عاصفة الحزم" دعما للرئيس اليمني عبدربه منصور هادي الذي يحظى باعتراف المجتمع الدولي، وكاد يُجْبَر على ترك عدن بعد تقدم الحوثيين باتجاه هذه المدينة الجنوبية الكبيرة.

عاصفة الحزم تتصدى للحوثيين

عاصفة الحزم تتصدى
لليوم الثالث على التوالي نجحت "عاصفة الحزم"، من الهجوم على مواقع عسكرية تابعة للمتمردين الحوثيين حول العاصمة اليمنية وفي مناطق أخرى في جنوب البلاد.
على صعيد متصل، هناك مواجهات عنيفة بين اللجان الشعبية والحوثيين الذين حاولوا التسلل إلى حي دار سعد بمحافظة عدن جنوب اليمن، واستهدفت الغارات الجوية تحييد بطاريات صواريخ في مطار صنعاء ومواقع عسكرية موالية للحوثيين شرق صنعاء وغربها وجنوبها، وتعرض المجمع الرئاسي في صنعاء للقصف.
من جانبها كشفت عاصفة الحزم العسكرية المفاجئة في اليمن عن فقدان عميق للثقة لدى الدول العربية المشاركة في العملية تجاه الإدارة الأمريكية التي سمحت لإيران بالتمدد في المنطقة، إلى درجة جعلتها تطمح إلى تحويل هذا التمدد لهيمنة مباشرة على عدة عواصم عربية.
وتعتبر العمليات العسكرية التي تقودها السعودية وتستهدف ميليشيا "أنصار الله" الحوثية المحسوبة على إيران، هي رسالة واضحة لطهران بأن الدول العربية لن تسمح لها باستغلال المفاوضات حول ملفها النووي لبلورة هذه الهيمنة في اليمن بعد العراق وسوريا ولبنان.
ويرى مراقبون أن توقيت تنفيذ العملية، رسالة أخرى إلى واشنطن بأن العرب والخليجيين على وجه الخصوص، لم يعودوا قادرين على الاستمرار في التنسيق مع الإدارة الأمريكية الحالية التي يعتقدون أنها لا تهتم كثيرا بالمحاذير العربية تجاه الطموحات الإيرانية.
ووصل عدد القوات السعودية على الحدود الجنوبية مع اليمن أمس إلى أكثر من 150 ألف مقاتل، وطلب مسئولون سعوديون من باكستان إرسال 20 ألف جندي للمشاركة في التدخل البري المحتمل على الأراضي اليمنية.

التدخل العربي في اليمن

التدخل العربي في
قال وزير الخارجية البريطاني فيليب هاموند أمس الجمعة: إن السعودية شعرت بأنه يتعين عليها التدخل في اليمن لتفادي سيطرة نظام مدعوم من إيران على البلاد المتاخمة لحدودها الجنوبية.
من جانبه قال خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز: "إن واقعا مؤلما تعيشه دول عربية؛ نتيجة تحالف بين الإرهاب والطائفية، وإن التدخل الخارجي في اليمن دفع بالحوثيين للانقلاب على الشرعية"، موضحاً أن العدوان الحوثي على الحكومة الشرعية يشكل تهديداً للأمن والسلم الدولي.
وأضاف في كلمة له خلال افتتاح أعمال القمة العربية في شرم الشيخ "ودول الخليج استجابت لدعوة الرئيس اليمني، وميليشيا الحوثي المدعومة إقليميا هددت أمن المنطقة، ورفضت التحذيرات"، معلناً أن السعودية تفتح أبوابها للحوار أمام كافة الأطراف اليمنية، ومقدماً في الوقت ذاته شكر المملكة إلى كل المشاركين في عاصفة الحزم.
وأوضح: "على ميليشيا الحوثي إعادة الأسلحة إلى دولة اليمن، وأن الهدف من عاصفة الحزم هو أن ينعم الشعب اليمني بالاستقرار". 
من جانبه أعرب السيسي عن ترحيب بلاده، بل ومشاركة مصر في عمليات "عاصفة الحزم"، مؤكدا أنه كان لا بد من تدخل عربي لإنقاذ اليمن والحفاظ على وحدته وسلامة أراضيه وهويته العربية، بعدما فشلت كل وسائل الحوار السلمي وتربص قوى إقليمية ومحاولتها التعدي على الهوية العربية.
وقبيل انطلاق القمة العربية، عقد اجتماع جمع خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، والرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، والرئيس اليمني هادي.
ويشير التدخل في اليمن، الذي كان يقتصر في السابق على السعودية الإمارات والبحرين وبعض الدول الأخرى خارج مجلس التعاون الخليجي- إلى اتساع دائرة التحالف ضد خطط إيران التوسعية.

إيران تدعم الحوثيين

إيران تدعم الحوثيين
من جانبه اعتبر وزير الخارجية الفرنسي، لوران فابيوس، أنه لا يمكن لإيران أن تقدم نفسها على أنها "قوة سلام" لا تنوي على الإطلاق صنع قنبلة ذرية، وتقدم في الوقت نفسه الدعم لتمرد الحوثيين الشيعة في اليمن.
وأكد فابيوس أن المواضيع "المعارك في اليمن والمفاوضات حول النووي الإيراني" منفصلة من حيث المبدأ، إلا أنه من الملاحظ أن إيران تعلن من جهة أنها قوة سلام، ونرى من جهة ثانية ما يحصل في اليمن.
وتابع الوزير الفرنسي: "نرى أنه من غير المشروع أن تقدم إيران هذا الدعم للحوثيين، في حين أن هناك رئيساً قائماً لا يمكن طرده بهذه الطريقة". 
وقال فابيوس أيضاً: من الممكن أن يصل كل ذلك إلى مجلس الأمن؛ لذلك نقول إنه لا بد من إعادة الرئيس الشرعي، وإجراء محادثات للتوصل إلى حل.

إحباط الحوثيين

 إحباط الحوثيين
يقول محللون: إن كل الدول المشاركة في التحالف، والتي يصل عددها إلى 10، باتت على قناعة بأن التحالف مع الولايات المتحدة في ظل الإدارة الحالية أصعب من عدائها، وهي العبارة التي رددها أحد المسئولين العرب في اجتماع سابق مع عضو الكونجرس الأمريكي جون ماكين.
ورأى مراقبون أن الخطاب الأخير لزعيم الجماعة الحوثية هو تعبير جلي عن حالة الإحباط والصدمة التي شعر بها الحوثيون نتيجة الضربات الجوية.
وعبر عدد من قيادات الحوثيين عن خيبة الأمل من مواقف الدول التي كانت تراهن عليها على المستويين الإقليمي والدولي، وعلى رأسها مواقف روسيا والصين اللتين تعاملتا ببرود مع العملية العسكرية، فيما لم يتعد الموقف الإيراني التصريحات الباهتة التي أطلقتها قيادات تنتمي إلى الصف الثاني.

شارك