بداوة

الإثنين 15/يونيو/2015 - 04:39 م
طباعة بداوة
 
مصطلح يعبر عن أسلوب الحياة في البادية، حيث يتأثر الإنسان بالبيئة المحيطة به، وقوامها كثرة التنقل والترحال تبعًا لضرورات المعيشة التي تفرضها الطبيعة، وتتفاوت من فصل إلى آخر على مدار العام.
ترتبط أشكال البداوة ومراحل تطورها الاجتماعي بالشروط الاقتصادية التي يعيشها السكان، وغالبًا ما تسهم الأوضاع البيئية في تحديد الموارد الاقتصادية التي يعتمد عليها السكان، فمع انتشار المراعي والأعشاب الصالحة للرعي يظهر الاقتصاد الروعوي.
تعد مهنة الصيد والقنص من أقدم المهن التي تحدد الأساس الاقتصادي للبداوة في شكلها البدائي، وتأتي مهنة الزراعة المتنقلة في الموضع الثاني الأكثر تطورًا، ثم مهنة الرعي وتربية المواشي التي تضع البداوة في أعلى مراحل تطورها.
في الوطن العربي، يأخذ التنظيم الاجتماعي للبداوة شكلاً لا يختلف كثيرًا عن نظائره في المجتمعات الأخرى، ومن ذلك أنه يقوم على نظام القرابة ووحدة الدم والتقسيمات العشائرية، ويعتمد على الرعي وتربية الحيوان مصدرًا أساسيًّا للدخل.
يمكن القول إن أشكال البداوة آخذة في التراجع والاقتراب من التلاشي، فمع التوسع في استخدام التقنيات الحديثة وتطور المواصلات ووسائل الاتصال، يبدو التواصل مع المجتمعات الأخرى أقرب إلى الحتمية. لقد حافظت البداوة على استمرارها بفضل عاملين: العزلة، وغياب التعامل مع المجتمعات الأخرى، وهما عاملان يقتربان من النهاية.
لم يعد للعشائر في مناطق البداوة سلطتها القديمة الموروثة، فالدولة المركزية تبسط نفوذها وسلطانها على المناطق التي تقع ضمن حدودها، كما أن التنوع السكاني في التجمعات الحضرية والانفتاح نحو الآخر، من العوامل التي تقوض البداوة وتحدد مستقبلها.

شارك