جبهة النصرة وحزب الله.. صراع الطائفية على الأراضي السورية

الخميس 03/يوليو/2014 - 03:21 م
طباعة جبهة النصرة وحزب
 
جبهة النصرة وحزب
توعد تنظيم "جبهة النصرة لأهل الشام" في سوريا، على لسان أمير التنظيم في القلمون أبي مالك الشامي، حزب الله الذي تقاتل عناصره إلى جانب الجيش النظامي في أكثر من جبهة في الأراضي السورية، مؤكدا أن آلاف المقاتلين من التنظيم في لبنان على استعداد لمهاجمة حزب الله.
وأضاف الشامي في تسجيل صوتي نشر على موقع "يوتيوب" أن ذلك يأتي ردا على السياسة التي اتبعها حزب الله في سوريا، وأدت إلى تهجير الأهالي من نساء وأطفال وقتل الرجال وهدم البيوت وحصار القرى في لبنان.
وتابع: إن معركة التنظيم "جبهة النصرة" مع حزب الله لم تعد تقتصر على الحدود والجبال، إذ استطاعت "جبهة النصرة" اختراق الأطواق الأمنية في لبنان، مشيراً إلى أن الآلاف من مقاتلي التنظيم على استعداد لبدء المعركة مع حزب الله.
ويقاتل عناصر من "حزب الله" إلى جانب الجيش السوري ضد كتائب المعارضة المسلحة، في وقت أكد أمينه العام حسن نصر الله أن عناصر حزبه ستبقى في سوريا ما دام الوضع يتطلب ذلك، مجدداً تأكيده أن وجودهم في سوريا هو بهدف الدفاع عن لبنان وسوريا وفلسطين والمقاومة بمواجهة كل الأخطار التي تشكلها الهجمة عليها، لافتاً إلى أنه يقاتل "تكفيريين" في سوريا.
وأشاد أمير التنظيم في القلمون: "باستقبال اللبنانيين للاجئين السوريين ووقوفهم إلى جانبهم"، داعياً أهالي لبنان للوقوف إلى جانب "جبهة النصرة" في معركته مع حزب الله.
جبهة النصرة وحزب
وقال: "إلى أهالينا في القلمون وإلى المسلمين في كل مكان، والله لن يهنأ لنا بال ولن تقر لنا عين حتى نشفي صدوركم، منكّلين بهؤﻻ‌ء المجرمين، وسنردّ لهم الصاع بأضعاف مضاعفة".
كما توجه الشامي في كلمته إلى السجناء الإسلاميين في سجن رومية وباقي السجون الذين وصفهم بـ"الأسرى المسلمين" بالقول: "قلوبنا عندكم وما هي إلا أيام معدودات وتفرج بإذن الله الكربات".
وجاء في كلمة الشامي: "إلى أهلنا في لبنان لا بد أن تقوموا قومة رجل واحد، كفاكم ذﻻ‌ً وهواناً وكفانا انتظاراً لسكين الذبح بيد حزب الرافضة".
وتوعدت كتائب "عبد الله عزام" المرتبطة بالقاعدة أيضاً، يونيو الماضي حزب الله، بمزيد من العمليات التي تستهدف معاقله جراء قتاله في سوريا.
في المقابل كانت "داعش"، أعلنت عن نفسها كتنظيم مرتبط بالقاعدة وقالت: إن هدفها الأساسي مواجهة حزب الله، ويأتي توعد، جبهة النصرة، لحزب الله، ليصب في مصلحة "داعش".
جبهة النصرة وحزب
وقال أبو سيّاف الأنصاري: لم تنم عيننا على بغي حزب الشيطان على سُنّة لبنان، في إشارة إلى حزب الله، وقد سبق أن أعلن تنظيم "النصرة في لبنان" نقل المعارك ضد الحزب الشيعي من سوريا؛ حيث يقاتل مع الأسد إلى لبنان وبالذات الضاحية الجنوبية مقر سيطرته.
ويعتبر لبنان الأكثر عرضة إلى التأثر بتداعيات الأزمة السورية من بين الدول المجاورة كافة، حيث تأثر بالاشتباكات الحدودية، وعمليات الخطف، وتدفّق اللاجئين السوريين إليه بأعداد كبيرة، كما ضاعفت الأزمة السورية البطالة في لبنان، إضافة إلى تراجع معدلات نمو الاقتصاد جراء التدفق الهائل للسوريين.
وكانت تتواصل المعارك بين المعارضة السورية من جهة، وجيش النظام والميليشيات غير السورية المساندة له من جهة أخرى برز دور حزب الله كمساند لقوات النظام منذ بداية الثورة السورية ثم عنصرا حاسما في المعارك، وقد كشفت تقارير عن حجم مشاركة الحزب في الحرب السورية وسط تنوع الأبعاد العسكرية والسياسية والحقوقية.
 وبدأت هيمنة حزب الله المتنامية في لبنان بعد حادث الاغتيال الذي راح ضحيته في عام 2005 رئيس الوزراء الأسبق رفيق الحريري وهو ملياردير سني استخدم المال والنفوذ والعلاقات الدولية لكسب التأييد بين شتى طوائف المجتمع اللبناني المنقسم.
 واغتيل الحريري الذي كانت تربطه صلات وثيقة بالسعودية والغرب في انفجار شاحنة ملغومة في بيروت رأى فيه محققو الأمم المتحدة علامات تشير إلى أنه من تدبير سوريا، ووجهت بعد ذلك اتهامات رسمية إلى أربعة من أعضاء حزب الله بالضلوع فيه، ولم يلق القبض على أي منهم، وينفي الحزب أي دور له في الحادث.
وأثار اغتيال الحريري استنكارا دوليا أجبر سوريا حليفة حزب الله على وضع نهاية لوجودها العسكري الذي استمر 29 عاما في لبنان، لكنه أزال أيضا من الساحة الرجل الوحيد الذي كان بمقدوره أن يتحدى هيمنة حزب الله.
ووسع حزب الله انتشاره في سوريا ليشمل كل منطقة فيها مقاتلون للمعارضة، وعزز وجوده في شتى أنحاء العاصمة دمشق والمناطق الحدودية ومدينة حمص ذات الوضع الإستراتيجي على الطريق بين دمشق ومناطق الأقلية العلوية في الجبال المطلة على البحر المتوسط، ومهمته الأساسية هي منع مجموعات المعارضة المسلحة وأساسا الجهاديين السنة المرتبطين بالقاعدة مثل جبهة النصرة من دخول وسط العاصمة.
وقال مراقب عسكري: "إنها الآن في سوريا معركة بين حزب الله الشيعي، وجبهة النصرة وغيرها من الجهاديين "السنة".

جبهة النصرة وحزب
وقال المصدر الأمني الإقليمي في هذه الأماكن يتحصن حزب الله في مواقع ثابتة؛ لأنه يدرك أن القتال سيطول وسيشكل مصيره في لبنان، وتحركاته تتم بتنسيق كامل مع الجيش السوري ويزوده خبراء إيرانيون بالمساعدة العسكرية والتقنية".
وأضاف المصدر أن حزب الله يغرس أيضا جذورا في بصرى الشام جنوبي دمشق وفي أماكن أخرى على الجانب السوري من مرتفعات الجولان وهي هضبة إستراتيجية في جنوب غرب سوريا تحتلها إسرائيل.
 ويريد حزب الله منع إرسال أسلحة من لبنان إلى مقاتلي المعارضة المسلحة في سوريا ومنع المقاتلين من الحركة في الاتجاه المعاكس، ولتحقيق هذه الغاية يقول المصدر الأمني الإقليمي إن الحزب ينصب كمائن ويزرع ألغاما على طرق عبور الحدود.
وتدعم شبكة حزب الله من المصالح السياسية والتجارية في لبنان مقاتليه في سوريا. وللحزب الآن 12 مقعدا في البرلمان اللبناني ووزيران في حكومة تسيير الأعمال الحالية ومحطة إذاعة وقناة تلفزيونية فضائية وشبكة اجتماعية توفر كل شيء من الصحة والتعليم إلى معاشات التقاعد والإسكان.
وتقول مصادر سياسية وأمنية: إن الحزب بالإضافة إلى اختراقه للجيش والقوى الأمنية يزرع حلفاء في كل وزارة مهمة أو هيئة حكومية أو منشأة مملوكة للدولة والمؤسسات الأساسية.
 وتفرض الحرب تكاليف باهظة على حزب الله وإيران التي تخضع بالفعل لعقوبات دولية معوقة بسبب طموحاتها النووية.

جبهة النصرة وحزب
وقال مسئول أمني إقليمي مطلع على تقديرات المخابرات الحالية: إن دخل حزب الله السنوي يتراوح بين 800 مليون ومليار دولار، ويحصل من إيران على ما يتراوح بين 70 و90 % من هذا الدخل، ويتوقف المبلغ على عوامل من بينها سعر النفط. وقال المصدر: إن الجزء الباقي من دخل الحزب يتحقق عن طريق تبرعات الشيعة الأفراد "والإتاوات والحماية مقابل المال، بالإضافة إلى تكاليف التدخل في سوريا يدفع حزب الله مرتبات ما بين 60 إلى 80 ألف شخص يعملون في الأنشطة الخيرية والمدارس والعيادات وغيرها من المؤسسات التابعة له، بالإضافة إلى جهازه العسكري والأمني.
 وقالت مصادر أمنية أخرى: إن حزب الله يتلقى الآن أموالا إضافية مخصصة للحرب السورية.
 وقال مسئول أمني لبناني كبير: إن سوريا تستهلك احتياطيات إيران حيث تدفع الجمهورية الإسلامية ما بين 600 إلى 700 مليون دولار في الشهر لسداد تكاليف القتال في سوريا.
وعلى الرغم من ذلك فما زال معظم الشيعة اللبنانيين يؤيدون حزب الله. 
وقال الأمين: إن قطاعا ضخما من المجتمع يحتشد وراء حزب الله؛ لأنهم يعتبرون علاقتهم به وجودية ويقولون نحن معه سواء ذهب إلى الجحيم أم الجنة.
ويواجه حزب الله، الجبهات المعارضة له في لبنان مثل جبهة النصرة والتي توعدت له مرارا وتكرارا.

شارك