الإخوان .. والمصالحة

الثلاثاء 20/أكتوبر/2015 - 10:11 م
طباعة
 
لم يدع تيار الإسلام السياسي فرصة ولو بسيطة حتى يطالب بالمصالحة مع الفصيل الإرهابي المسمى "جماعة الإخوان" ورغم أن معظم العاملين في هذا الحقل إرهابيون بنسبة إلا أن حزب الوطن السلفي الداعم لجماعة الإخوان يستغل عزوف المواطنين عن المشاركة السياسية في الانتخابات البرلمانية الأخيرة في جولتها الأولى، ويطالب بمصالحة النظام مع الجماعة الإرهابية، خصوصا بعد فشل الدعوة السلفية وذراعها السياسية حزب النور في تحقيق مكسب واحد في هذه الانتخابات، ما يهدد وجود تيار الإسلام السياسي كافة، فرغم ضعف المشاركة الانتخابية إلا أن الشعب المصري قال كلمته لهذا التيار وهي الرفض التام لتيار الإسلام السياسي ولأحزابه المستترة بالدين والمتاجرة به، فقد دعا حزب "الوطن" السلفي إلى مصالحة وطنية، تجمع كل أبناء الوطن، واستثمار الأجواء الناجمة عن عزوف المواطنين عن الانتخابات البرلمانية التي جرت جولتها الأولى في 14محافظة يومي الأحد والاثنين. وطالب المتحدث الإعلامي باسم الحزب، أحمد السباعي، إلى استغلال هذا الحدث واستيعاب الرسالة والتكاتف لطرح الحلول الصعبة التي تحلحل الوضع القائم والغير مرض، داعيًا إلى "البعد عن التشنج والمواقف الإقصائية والمشيطنة للآخر لأن الجميع أبناء بلد واحد ومصير واحد"، وناشد الجميع التقاط الأنفاس وتلافي السلبيات التي تقف أمام انطلاق مسيرة المصالحة بين كل الأطياف دون إقصاء أو تهميش، وخلق مرحلة جديدة لوقف رسائل الكراهية الموجهة للآخرين، والبحث عن طاولة تجمع كل ألوان الطيف الوطني، وإعادة تضميد الجراح ومواساة المضارين، وبعث رسالة طمأنة لكل الأطراف، وتعيد من خلالها توظيف كل أبناء الوطن بما يتناسب مع تحقيق غاية هي رفعة هذا الوطن وأهله،. وتساءل السباعي: هل آن أوان المصالحة الوطنية؟، موضحًا أن "دعوة المصالحة الوطنية تُبنى على أسس من احترام الآخر والقبول بالخلاف الفكري والسياسي وتجنب مواطن الإثارة والنعرات الفردية". وأشار إلى أن "هذه الدعوة جاءت لمحاولة استيعاب الرسالة التي بعث بها عموم أبناء الوطن للجميع عبر صناديق الانتخاب تلك التي عبر فيها بقوة عن أنه غير راضٍ بل إن شئت فقل ساخط"، داعيًا للوقوف لحظة ومراجعة النفس بغية إعلاء مصلحة الوطن والمواطن عن أي مصالح أخرى فردية كانت أم حزبية، وأضاف المتحدث باسم حزب "الوطن"،" أن "الحزب دائمًا يدعو إلى المصالحة الوطنية والوئام لا الصدام"، مشيرًا إلى أن "العقلاء موجودون بين كل التيارات" متمنيًا أن تلقى دعوته استجابة وبذل الجهد في هذا الاتجاه. من جهته، رد أيمن صادق، عضو جماعة الإخوان المسلمين، على المبادرة قائلاً: "إن كان يقصد بالمصالحة الوطنية هنا دعوة كل فصائل وطوائف الثورة دون إقصاء أو تمييز للاصطفاف ضد "حكم العسكر"، فمرحبًا بها ونحن أول من يمد يده للتكاتف والتعاون في المساحات المشتركة بيننا على ألا يتم فرض شروط وقيود مسبقة، نتعاون فيما اتفقنا عليه ويعذر بعضنا بعضا فيما اختلفنا فيه" تلك هي القاعدة العامة". واستدرك قائلاً: "أما إذا كان يقصد مصالحة وطنية تضم في طياتها من وصفهم بـ"العسكر والانقلابيين"، فذلك مرفوض تماما فلا تصالح مع من غمست أيديهم بدماء الشهداء الطاهرة"، وتوقع صادق "انعدام استجابة الأطراف لهذه المبادرة، لأن الإقصاء والتمييز وشيطنة فصائل بعينها موجود حتى الآن، كما أن الأجهزة الأمنية مازالت تتحكم في اللعبة بما يضمن لهم عدم تحقق لحمة الصف الوطني ضد "الانقلاب"، من جهته، وصف الدكتور عز الكومي، القيادي بجماعة "الإخوان المسلمين"، دعوة المتحدث باسم "الوطن" بأنه "كلام عائم لا ينبني عليه، كما أن أي مصالحة ترقيعية دون عودة حق الشهداء وعودة الشرعية والمقصود بها 5 استحقاقات قال فيها الشعب كلمته ودهسها نظام 3 يوليو بالبيادة وألقوا باختياراته في سلة المهملات غير مقبولة"، وشدد الكومي على أنه "لابد من محاسبة النظام على جريمتهم التي اقترفوها في حق الشعب، كما حدث في بوركينا فاسو زعيم المحاولة الانقلابية الفاشلة يخضع للمحاكمة هذا من ناحية"،. وأكد أن "النظام ليس لديه إرادة في المصالحة؛ لأنهم يخضعون لإملاءات خارجية دولية وإقليمية سواء كانت الولايات المتحدة أو الاتحاد الأوروبي أو الصهاينة أو دولة الإمارات وهؤلاء هم الوكلاء الحصريون للنظام". وأردف القيادي الإخواني قائلاً: "من ناحية ثالثة إن السلطة تريد مصالحة بشروطها هي لنزع الشرعية المفقودة والاعتراف بالأمر الواقع ولذلك كانت السلطة هي العقبة التي أفشلت كل محاولات الإصلاح أو المصالحة".
هكذا يظل الصلف الإخواني والتعالي على الشعب المصري ومن يمثله، ويغيب عن تيار الإسلام السياسي بما فيهم جماعة الاخوان أن للشعب المصري شروطًا كثيرة للتصالح مع هذا التيار – الإسلام السياسي – وفي القلب منه جماعة الإخوان الإرهابية، وأول هذه الشروط الاعتراف بما ارتكبته الجماعة منذ 25 يناير وحتى الآن من عمليات ارهابية وتخابر مع الخارج ومحاولات بيع مصر والتخلي عن أجزاء من التراب المصري مرة لصالح حماس ومرة أخرى لصالح السودان، وكذلك الاعتراف بالممارسات التي كان الهدف منها أخونة مصر وجعلها ولاية اسلامية تابعة لأبي بكر البغدادي، وغير ذلك الكثير، وبعد ذلك محاكمتهم محاكمات عادلة والاعتذار للشعب المصري عن كل قطرة دم أُريقت بسبب تعنتهم وتعاليهم وأوهامهم بالشرعية التي أسقطها الشعب المصري، فكم من الأخطاء ارتكبتها الجماعة والموالين لهم وعلى رأسهم حزب الوطن السلفي المؤسس لما يسمى تحالف دعم الشرعية والمحرضين ضد الدولة المصرية والشعب المصري على منصة رابعة والنهضة. وقد أوضحت هذه الانتخابات رغم العزوف وقلة عدد المشاركين أنه ليس هناك قبول لتيار الإسلام السياسي على تنوع فصائله بين المواطنين، وأن فكرة المصالحة مرفوضة تماما خصوصا تلك الشروط غير العاقلة التي يضعها الإخوان.

شارك