هيئة منظمة يشكلها مجموعة من الأفراد الذين يتفقون في الإيمان بجملة من الأفكار السياسية والاجتماعية والاقتصادية، والهدف من التنظيم الذي يجمعهم هو الوصول إلى الحكم، أو التأثير في القرار الذي تتخذه السلطة الحاكمة.

يقترن ظهور الأحزاب السياسية في شكلها العصري بالقلاقل والاضطرابات الاجتماعية المصاحبة للثورة الصناعية في أوربا، وهو ما أسفر عن تباين واضح في المصالح الطبقية، بما يستدعي بروز الحاجة إلى الشكل المعبر عن هوية وأهداف ورؤى الحريصين على تقديم البدائل وتسييدها وفرضها بالطرق السلمية المشروعة، عبر استقطاب المزيد من المؤيدين والأنصار.

على الرغم من الاختلاف المنطقي المبرر بين الأحزاب من حيث برامجها وأساليب حركتها، فإن المشترك بينها يتجلى في طبيعة الوظائف العامة، وهو ما يتمثل في عدة عناصر، منها: التنشئة السياسية للأعضاء، السعي إلى ضم المزيد من الأنصار والمؤيدين الذين يعتنقون مبادئ الحزب، التطلع إلى المشاركة الإيجابية الفاعلة في صناعة القرار السياسي.

التمييز ضروري بين "الحزب السياسي" و"الحركة السياسية"؛ ذلك أن المصطلح الثاني يشير إلى تيار عام، يدفع بجملة أو فئة من المواطنين إلى الالتفاف حول قناعات بعينها، تتسم بقدر من العمومية التي لا تعرف الالتزام الحزبي الصارم، وتتمتع تبعًا لذلك بحظ أوفر من حرية العمل وطبيعة المطالب، وهو ما يتمثل في الحركات العمالية والنسائية والطلابية، فكلها ذات مرجعية سياسية مثل الأحزاب، لكنها تتسع لهامش أكبر من الاختلاف الجزئي الذي لا يوجد في الأحزاب التقليدية المتماسكة، ذات المنهج الواضح والبرنامج المحدد.