الصحف الأجنبية ترصد عودة الإسلاموفوبيا في الولايات المتحدة
السبت 19/ديسمبر/2015 - 09:52 م
طباعة

في ظل استمرار تصريحات المرشح المحتمل للرئاسة الأمريكية دونالد ترامب ضد الاسلام، رصد محللون استمرار الفزع من عودة الإسلاموفوبيا وما قد يترتب على ذلك من مزيد من الأفكار العدائية في المجتمع الأمريكي وخاصة قبل الانتخابات الرئاسية القادمة، وفى ظل الحرب على تنظيم داعش وغيره من الجماعات الارهابية.

من جانبها رصدت صحيفة الإندبندنت البريطانية تحت عنوان "فزع من الإسلام: أمريكا في حالة هستيريا ولكنها تفتقر إلى ساسة يمكنهم إعادتها إلى رشدها".، والاشارة إلى أن الولايات المتحدة تقف على حافة هاوية الخوف اللاعقلاني من الإسلام. وتضيف أنه بعد هجمات الشهر الماضي على باريس والهجوم على مركز للرعاية الاجتماعية في سان برنادينو في كاليفورنيا، ازدادت الحوادث ضد المسلمين في الولايات المتحدة بصورة كبيرة، وكان بعضها عنيفا، بينما كان البعض الآخر غريبا مثل قرار ضاحية في فرجينيا إغلاق مدارسها إثر غضب الآباء لأن معلمة طلبت منهم كتابة "الشهادة" باللغة العربية في تدريب على الخط.
شددت على أن الأوضاع في الولايات المتحدة تغيرت كثيرا عما كانت عليه عام 2001، فبعد هجمات 11 سبتمبر زار الرئيس الأمريكي آنذاك جورج بوش مركزا إسلاميا في العاصمة واشنطن محذرا من مغبة التمييز ضد المسلمين، وآنذاك قال بوش في زيارته للمركز الإسلامي "هؤلاء الذين يشعرون أنهم يستطيعون إثارة الخوف لدي أمريكيين يدينون بالإسلام لا يمثلون خير ما في أمريكا".
وأكدت الصحيفة على انه ليت الجمهوريين الذين يتنافسون لخلافة بوش في البيت الأبيض يقولون مثلما قال، ولكن دونالد ترامب احد المرشحين عن الحزب الجمهوري يأجج نيران كراهية المسلمين ويدعو لحظر هجرة المسلمين للولايات المتحدة، كما أن مرشحا جمهوريا آخر، وهو كريس كريستي، حاكم نيوجيرسي، يدعو لرفض أي مهاجرين من سوريا، حتى لو كان طفلا في الخامسة، وأن هذه مبالغات أمريكية ناجمة عن قلق غير عقلاني.
أكدت الصحيفة في تقرير لها أن الواقع يشير إلى أن التدقيقات الأمنية على الهجرة في الولايات المتحدة فعالة للغاية، حيث قبل 785 ألف مهاجر منذ عام 2001، وأتضح أن لنحو عشرة منهم فقط صلة بالإرهاب، إلا أن المسلمين في الولايات المتحدة أكثر اندماجا من المسلمين في بريطانيا وفرنسا، ولكن المسلمين في أمريكا أقل بكثير من المسلمين في أوروبا، ويعيشون في بلد أكثر إعلانا لمسيحيته، بعيدا عن العالم الإسلامي وفي ثقافة اقل تفهما للإسلام ومن يدينون به، وأن ما لم يفهمه ترمب هو أن عداء المسلمين والخوف منهم يخدم اغراض الإسلاميين المتطرفين بدلا من التصدي لهم.

من جانبها كشفت دراسة أجرتها جامعة كاليفورنيا عن ارتفاع جرائم الإسلاموفوبيا ضد الأمريكيين في عموم الولايات المتحدة، حيث بلغت 3 أضعاف ما كانت عليه، وذلك بعد الهجمات التي شنها متطرفون في "سان برنادينو" بولاية كاليفورنيا، وكذا العاصمة الفرنسية باريس، بعد أن شملت الدراسة اعتداءات على طالبات يرتدين الحجاب، وأعمال حرق وتخريب ضد مساجد، وإطلاق الرصاص، وتهديدات بالقتل ضد مصالح يمتلكها مسلمون.
ونقلت نيويورك تايمز عن برايان ليفين، رئيس المجموعة البحثية المختص في علم الجريمة، إن "الهجمات الإرهابية مصحوبة بالصور النمطية المعادية للمسلمين في كل مكان، وهي متسربة إلى الثقافة العامة، حيث شجعت الناس على التصرف بناءً على هذا الخوف والغضب، معربا عن شعوره بالحزن لما يقع، نافيا أن يكون قد فوجئ بما حصل من أفعال إسلاموفوبيّة.
ونقلت الصحيفة عنه "كلما وقع صراع بين جماعات إلا وتصدر ذلك العناوين الرئيسية لوسائل الاعلام، وبفعل ذلك نرى زيادة في جرائم الكراهية".
وكشفت الدراسة عن وقوع 38 هجوماً، يمكن تصنيفه على أنه "معادٍ للمسلمين"، منذ عمليات باريس، وجرى الاعتماد في هذا الرصد على ما أثير بتقارير إخبارية وأخرى اصدرتها تنظيمات حقوقية تدافع عن الحريات.

وسبق أن كشفت شبكة دويتشه فيله الالمانية أن هنا من يستغل معاناة اللاجئين الفارين من الحروب في بلادهم إلى ألمانيا تجدهم الجماعات الإسلامية المتطرفة لقمة سائغة أمامها. فالاستقطاب يبدأ بأسلوب مدروس يتمثل بتقديم النصح والإرشاد ودفعهم تدريجياً نحو تبني أفكارها المتطرفة، وانه مع تزايد أعداد اللاجئين القادمين إلى ألمانيا، تخشى السلطات الألمانية من تزايد أعداد المتطرفين الإسلاميين في أراضيها، خاصة وأن تقارير صحفية واستخباراتية تبين تواصل جمعيات سلفية متشددة مع اللاجئين السوريين والعراقيين، ما يهدد باستقطابهم.
ونقلت الشبكة عن صحيفة "فرانكفورتر روندشاو" الألمانية قولها أن جمعيات إسلامية سلفية تنشط في جمع التبرعات للاجئين، إذ رصدت الصحيفة الألمانية إعلانات على مواقع التواصل الاجتماعي تدعو إلى التبرع للاجئين، في حين أعلنت إحدى الجمعيات السلفية عن تلقيها أحد عشر طناً من المساعدات من مواطنين عرب وألمان، وحذرت التقارير الصحفية الألمانية من حملة كبيرة في الأوساط السلفية للاهتمام باللاجئين، إذ يريد السلفيون أن يمنعوا بقدر الإمكان اعتناق بعض اللاجئين المسلمين ديناً آخر، ففكرة أن يصبحوا مسيحيين تقلقهم، حيث يسعى السلفيون عبر المساعدات الإنسانية المفترضة إلى إيجاد صلة ارتباط باللاجئين، فتجدهم يقفون حاملين المواد الغذائية والملابس عند محطات القطار، تماماً كباقي المتطوعين الآخرين. كما تتم مناقشة مقترحات أخرى في الأوساط السلفية لتحقيق هذا الهدف، كأن تستضيف بعض الأسر لاجئين في بيوتها، مثل الأطفال السوريين الذين جاؤوا دون عائلاتهم.
وتمت الإشارة إلى أن السلفيين يسعون لاستغلال ظروف اللاجئين في مهمتهم الدعوية، النصح والإرشاد الأسلوب الأول ويؤكد الباحث في الجماعات الإسلامية، حامد عبد الصمد، في حوار مع دوتش فيليه عربية، أن "المتطرفين وبعض الجماعات السلفية المتشددة ترى في القادمين الجدد من اللاجئين فرصة لتعزيز أعدادها"، مضيفاً أن "هذه الجماعات تستغل جهل اللاجئين بالمجتمع الألماني وحاجتهم إلى المساعدة، فتقوم بالتقرب إليهم وإعطائهم النصائح المفيدة في حياتهم اليومية والهدايا البسيطة، لتوطيد العلاقات معهم وجذبهم وإقناعهم بالانضمام لهم".