تقدم لعناصر "داعش" في سوريا.. ومخاوف غربية من تزايد المقاتلين الأجانب

الأحد 21/سبتمبر/2014 - 11:02 م
طباعة تقدم مسحلو داعش داخل تقدم مسحلو داعش داخل سوريا
 
مسلحو تنظيم داعش
مسلحو تنظيم "داعش"
واصل مسلحو تنظيم "داعش" الإرهابي تقدمهم في القرى الكردية المحيطة ببلدة عين العرب شمالي سوريا، واقتربوا مسافة 10 كيلو مترات من البلدة الاستراتيجية التي تُعرف باللغة الكردية باسم "كوباني" والتي تسكنها أغلبية كردية، حيث تعد ثالث أكبر المدن الكردية في سوريا، وتتميز بموقعها الاستراتيجي على الحدود، وتحول دون تعزيز المتشددين الإسلاميين مواقعهم في شمالي سوريا.
يأتي ذلك في ظل تقارير إعلامية تشير إلى عبور أكثر من 7000 مواطن كردي من شمال سوريا الحدود إلى تركيا المجاورة فارين من "داعش".
المقاتلون الاجانب
المقاتلون الاجانب فى سوريا يثيرون فزع الغرب
على الجانب الآخر تجددت المخاوف من استهداف المقاتلين الأجانب العائدين من سوريا لمقرات المنظمات الدولية، حيث كشفت هيئة الإذاعة والتليفزيون الهولندية النقاب عن تقارير إعلامية تشير إلى أن مقر المفوضية الأوروبية في العاصمة البلجيكية بروكسل، من بين الأهداف المحتملة للجهاديين العائدين من القتال في سوريا، خاصة أن السلطات اعتقلت شخصين على الأقل قَدِما من لاهاي لمهاجمة مقر المفوضية التي تضم آلاف الموظفين. 
وقال متحدث باسم المفوضية الأوروبية "نحن على اطلاع على هذه المعلومات، وعلى ثقة بأن السلطات الوطنية تتابع هذه القضية بالطريقة المناسبة".
مقر المفوضية الأوروبية
مقر المفوضية الأوروبية
ويعمل في مباني المفوضية الأوروبية في بروكسل آلاف الموظفين بينهم كبار المسئولين عن تسيير الشئون اليومية للاتحاد ودوله الـ28، ويقع في بروكسل أيضا المقر العام لحلف شمال الأطلسي والعديد من الشركات والمنظمات الدولية، وتتسم الإجراءات الأمنية المشددة في العاصمة البلجيكية بأنها خفية.
ونقلت صحيفة ليكو البلجيكية، أن السلطات البلجيكية أحبطت العديد من الهجمات التي حاول شنها جهاديون عائدون من سوريا يتعاطفون مع تنظيم "داعش"، ونقلت ليكو عن مصدر لم تسمه أن حوالي 400 شخص من حملة الجنسية البلجيكية ذهبوا للقتال في سوريا بينهم 90 تقريبًا عادوا إلى بلجيكا.
وتماشيًا مع المخاوف الغربية، عبَرت بلجيكا عن قلقها من العدد المتزايد لمواطنيها الذين التحقوا بصفوف الجهاديين في كل من سوريا والعراق والذين تخشى أن يعودوا إليها أكثر تطرفًا ومتسلحين بخبرات عسكرية وقتالية أيضًا.
اللاجئين السوريين
اللاجئين السوريين
كذلك هناك مخاوف سويسرية من جرّاء المقاتلين الأجانب العائدين من سوريا والعراق، وبث موقع "سويس انفو" تقريرًا بثه التليفزيون السويسري العمومي الناطق بالألمانية، يشير فيه إلى أنه  كيف يمكن لشبان نشأوا في سويسرا أن يصبحوا متطرفين؟ في ظل تقارير مخابراتية رصدت سفر 15 مواطنا سويسريا إلى سوريا، وأن خمسة منهم تحولوا إلى مقاتلين في صفوف منظمات إرهابية، وهو ملف يثير القلق والريبة، وتداعياته خطيرة خلال الفترة المقبلة. 
وسبق أن شرعت الحكومة الكندية في إبطال جوازات سفر كنديين غادروا البلاد في وقت سابق من أجل الانضمام إلى القاعدة وتنظيم داعش في سوريا والعراق، وهو ما كشف عنه وزير المواطنة والهجرة الكندي، كريس الكسندر، حينما أكد على أنه تم إلغاء جوازات سفر العديد من الكنديين الذين لم يغادروا البلاد بعد، لكنهم كانوا ينوون السفر إلى هذه المنطقة المضطربة التي تجند المقاتلين، وذلك استناداً إلى تقارير من الاستخبارات الكندية، ولم يكشف الوزير عن عدد جوازات السفر والجنسية الكندية التي سحبت، لكنه قال إن هناك "حالات متعددة".
وأعلنت الحكومة الكندية أن هناك نحو ثلاثين كندياً انضموا إلى الجماعات المتطرفة في سوريا، وأكثر من 130 آخرين ينشطون في أماكن متفرقة.
قلعة الحصن
قلعة الحصن
من ناحية أخرى، لم تقتصر الخسائر في سوريا على الأرواح وسقوط بلدات في يد التنظيم الإرهابي، بل تم رصد صور التقطتها الاقمار الاصطناعية عن دمار خمسة من المواقع الأثرية السورية الستة المسجلة لدى منظمة يونسكو كمواقع أثرية عالمية جراء الحرب الدائرة في سوريا، حيث طال الدمار مواقع ومبانيَ أثرية في كل أرجاء سوريا، بما فيها مساجد تاريخية ومبانٍ حكومية وقصور، وقد استحالت بعضها إلى محض أنقاض حسبما يقول باحثون ومختصون لدى الجمعية الأمريكية لتطوير العلوم، الذين أضافوا أن الموقع الحضاري الوحيد الذي سلم من التدمير هو مدينة دمشق القديمة.
وقال بريان دانيلز، من متحف مدينة فيلاديلفيا الأمريكية، الذي شارك في البحث "من مصادرنا واتصالاتنا في سوريا تأكدنا أن الدمار قد حل بمواقع تراثية عالمية، ولكننا فوجئنا بنتائج هذا البحث الذي أظهر مدى هذا الدمار."
وكانت مدينة حلب التي تعتبر واحدة من أقدم مدن العالم المأهولة باستمرار من قديم الزمان، من أكثر المدن المتضررة جراء الحرب في سوريا، وخاصة مسجد حلب الكبير، والجزء الجنوبي لقلعة حلب، و مدينة بصرى القديمة، و المسرح الروماني، وقلعة الحصن.

شارك