صراع الفصائل الإسلامية مع جماعة الإخوان.. والانسحاب من التحالف

الإثنين 11/أبريل/2016 - 11:52 ص
طباعة صراع الفصائل الإسلامية
 
في سابقة هي الأولى من نوعها منذ إنشاء ما يسمى بالتحالف الوطني لدعم الشرعية أعلنت الجماعة الإسلامية، رسميًّا أنها ستنسحب من تحالف دعم الإخوان نهائيًّا حال عدم إقدام الجماعة على حل أزمتها الداخلية، وإعادة قراءة الواقع بشكل مغاير. وقالت الجماعة الإسلامية، في بيان لها منذ قليل: "في ظل تفاقم الأزمة داخل جماعة الإخوان والذي نتابعه منذ بدايته تؤكد الجماعة الإسلامية أنها تقدر خطورة هذا الخلاف وشدة البلاء الواقع على كاهل جماعة الإخوان، وفي ظل استغراق أطراف الخلاف في دوامة الأزمة وتعقيدات جذورها وفروعها؛ والذي ظهر مدى عمقه في البيان الأخير الصادر عن المكاتب الإدارية لجماعة الإخوان فإن الجماعة الإسلامية تلفت نظر الإخوان المسلمين إلى عدة نقاط". وتابعت: "نلفت لجماعة الإخوان خطورة الآثار المترتبة جراء هذا الخلاف وما يترتب عليه من نتائج سلبية على الدعوة الإسلامية في ظل الظروف الحرجة التي تمر بها الأمة، وخطورة ما تؤدي إليه هذه الأزمة من تصدعات في صفوف جماعة الإخوان وما يحمله ذلك من مخاطر قد تؤثر سلباً على المصالح العليا؛ ومن هنا؛ فإننا ندعو كل أطراف الأزمة إلى تغليب المصلحة الوطنية على المصالح الضيقة التي تشكل رؤية كل طرف من الأطراف المتنازع". وأوضحت الجماعة الإسلامية، أن هناك تداعيات لأزمة الإخوان على علاقة الإخوان بالتحالفات التي تجمعها مع غيرها من القوى، والتي قد تدفع هذه القوى إلى إعادة النظر ومراجعة مواقفها إزاء الاستمرار في تلك التحالفات. واستطرد بيان الجماعة الإسلامية: "لقد تحالفنا مع الإخوان ؛ فإذا تغافل الإخوان تلك المصالح فلن نتوانى آسفين عن نفض أيدينا من هذا التحالف محملين المتهاونين كامل المسئولية؛ لذا فإننا ندعو كل أطراف الخلاف إلى التفكير خارج صندوق المشكلة حتى يتمكنوا من رؤية أبعاد الأزمة وشرورها المستطيرة".
وهناك تأكيدات من أكثر من قيادة داخل صفوف التيار الإسلامي على أن قيادات إسلامية بارزة فقدت ثقتها بجماعة الإخوان، وتعمل على تشكيل تجمع فكري جديد وهدفه تطوير الحركة الإسلامية، ويضم مجموعة من رموز الحركة الإسلامية.
حيث فشلت جماعة الإخوان في المحافظة على حلفائها الإسلاميين، الذين فقدوا ثقتهم بالتنظيم وقياداته، ووجدوا أن لا مصلحة لهم في الانضواء معهم تحت مظلة واحدة.
محمد أبو سمرة القيادي
محمد أبو سمرة القيادي السابق في تنظيم الجهاد
وفي هذا السياق كشف محمد أبو سمرة القيادي السابق في تنظيم الجهاد، في تصريحات صحفية عن اتفاق بين الأحزاب المنسحبة من "تحالف دعم الشرعية"، لإطلاق تجمع جديد هدفه وقف سيطرة الإخوان على تيار الإسلام السياسي.
وتشكل تحالف دعم الشرعية عقب ثورة 30 يونيو 2013 والإطاحة بحكم الإخوان، وضم عددًا من الأحزاب وقوى إسلامية راديكالية، لكن التحالف تفكك بعد فشله في إحداث تغيير سياسي لصالحه.
وأكد أبو سمرة، الذي أفرج عنه حديثًا من سجن العقرب مشدد الحراسة، أن التحالف الجديد لن يكون سياسيًّا، وإنما "فكري وهدفه تطوير الحركة الإسلامية بعد فشل تجربة الإخوان في الحكم"، ويضم مجموعة من رموز الحركة الإسلامية.
أبو العلا ماضي رئيس
أبو العلا ماضي رئيس حزب الوسط
وتأتي تأكيدات أبو سمرة، رغم صدور بيان من أبو العلا ماضي رئيس حزب الوسط، المنتمي للتيار الإسلامي، نفى فيه ما تردد حول وجوده ضمن هذا التحالف مع آخرين.
وأشار إلى أنه سيجري الإعلان رسميًّا عنه بعد خروج منسقه العام من السجن، (رفض الإفصاح عن اسمه). لكن فكرة المصالحة "غير مطروحة داخل السجون، لأن قيادات الإخوان في السجون لا يملكون أمر أنفسهم، ولا مجال للتفاوض مع الآخرين". وأفرجت النيابة العامة، في 29 مارس، عن محمد علي أبو سمرة، رئيس الحزب الإسلامي والقيادي بما يسمى تنظيم الجهاد، بعد إلقاء القبض عليه في أبريل 2015، على خلفية اتهامه وآخرين، بالانتماء إلى تنظيم محظور والتحريض على العنف، في القضية المعروفة إعلاميا بـ "تحالف دعم الشرعية".
وتم الإفراج خلال الأيام الماضية عن عدد من رموز الحركة الإسلامية، بأطيافها غير الإخوانية؛ الأمر الذي أوحى إلى كثيرين بأن النظام المصري يمهد الطريق لمصالحة مجتمعية، أملًا في وقف أعمال العنف التي تقوم بها جماعات إسلامية متشددة، وتحجيم نشر أفكارها.
ويشير المراقبون إلى خطر حراك الإسلام السياسي في مصر خلال فترة الثمانينات، وانتشاره بكثافة في أوساط قطاع من الشباب، جراء سوء تعامل أجهزة الأمن معهم، واحتجاز الآلاف منهم في إجراءات احترازية، وصفها كثيرون بأنها مبالغ فيها، وهو ما يبدو أنه يتكرر اليوم.
وحذر أبو سمرة من انتشار الفكر التكفيري داخل سجن العقرب، وكشف أنه كان شاهدا على اعتناق الكثير من السجناء أفكار داعش، مشيرًا إلى أن نسبتهم ليست قليلة من بين المعتقلين بالسجن.
صراع الفصائل الإسلامية
يقع سجن العقرب واسمه الرسمي "سجن طرة شديد الحراسة 992"، على بعد كيلومترين من بوابة منطقة سجون طرة الرسمية، التي توجد في منطقة طرة الصناعية جنوبي القاهرة، بنحو ثلاثين كيلومترًا.
وزار وفد من المجلس القومي لحقوق الإنسان المصري السجن في يناير الماضي للبحث في شكاوى تلقاها من أهالي المعتقلين، لكن السجناء رفضوا مقابلة الوفد، ولم تسمح إدارة السجن لأفراده بتفقد الزنازين.
ويتهم سجناء العقرب الإخوان بأنهم من أضاعوا الدين والأمة، وأنهم مقصرون في إقامة شرع الله فاستحقوا العقاب، ووصل الأمر ببعض السجناء من أتباع التيارات الأكثر راديكالية إلى تكفير الإخوان والاعتداء عليهم بدنيًّا، ما دفع بالكثير من أفراد الجماعة إلى إعلان التبرؤ منها، في حين التزم الآخرون الصمت. بحسب أبوسمرة.
وأشار إلى أنه تحاور مع عدد من قيادات الإخوان داخل السجن ووجد أنهم "يرفضون الاعتراف بفشلهم الذي أرجعوه إلى المؤامرات الدولية والداخلية باعتبارها السبب في سقوطهم".
وخلص أبو سمرة "إن أزمة الإخوان مع الفصائل الإسلامية الأخرى داخل السجون؛ لأن الجميع اعتقلوا بسبب الإخوان وممارساتهم، ثم عندما التمسوا لديهم المخرج من الأزمة لم يجدوه؛ لأن قيادات الجماعة لا تملك الحل".
وشدد على أن "مبادئ الجهاديين وأفكارهم لم تتغير خلال فترة وجودهم بالعقرب، بل على العكس السجن والإجراءات الأمنية داخله ساهما في تعميق هذه الأفكار، وتأكيد فكرة أن ما حدث في مصر هو حرب على الإسلام".
وعودة إلى بيان الجماعة الإسلامية بخصوص الانسحاب من تحالف الإخوان فقد علق عدد من نشطاء الجماعة الإسلامية، على بيان الجماعة وطالبوا قيادات الجماعة الإسلامية بإعلان الانسحاب الكامل من التحالف. وقال أحد نشطاء الجماعة: "لذلك قررنا آسفين الانسحاب من هذا التحالف نهائيا، هذا ما نسيه بيان الجماعة". من جانبه قال الدكتور حسن البدري، القيادي بالجماعة الإسلامية، موجهًا حديثه لـ"قيادات الجماعة: "أقول للجماعة الإسلامية.. رأي الإخوان فيكم لم يتغير الخوف منكم وتجاهلكم ورميكم بالتطرف والجهادية القريبة من الإرهاب، فبلاش تتعلقوا في الأحبال العتيقة وحافظوا على مريديكم من الدخول في مهاترات الشرعية المثالية الاعتباطية". 

شارك