في اتجاهٍ معاكس.. أردوغان يدعم داعش ويفتح جبهةً جديدةً ضد الأكراد

الثلاثاء 14/أكتوبر/2014 - 08:17 م
طباعة في اتجاهٍ معاكس..
 
أصبح الأكراد يحاربون على ثلاث جبهات: الجبهة السورية والعراقية في مواجهة تنظيم "داعش" الإرهابي، والجبهة التركية التي بدأت مواجهاتها مساء الاثنين وفجر الثلاثاء في قصف جوي من مقاتلات الجيش التركي ضد مواقع عسكرية لقوات حزب العمال الكردستاني.

قصف تركي على مواقع الأكراد

قصف تركي علي مواقع
قصف تركي علي مواقع الاكراد
فقد قصفت مقاتلات تركية مساء الاثنين وفجر الثلاثاء مواقع لمقاتلي حزب العمال الكردستاني بجنوب شرق البلاد، للمرة الاولى منذ وقف اطلاق النار الذي اعلنه الحزب في 21 مارس 2013، حسبما افادت مصادر امنية.
واوضحت المصادر ان مقاتلات من سلاح الجو التركي قصفت مواقع للحزب في قرية دغليجا (جنوب شرق) في محافظة هكاري ذات الغالبية الكردية المحاذية للعراق.
وتأتي الغارات بعد أيام على أعمال عنف تخللت تظاهرات موالية للأكراد في كل أنحاء تركيا، وأوقعت 34 قتيلًا على الأقل ومئات الجرحى وأحدثت أضرارًا مادية جسيمة.
ونظمت التظاهرات احتجاجا على رفض حكومة أنقرة تقديم مساعدة عسكرية لمدينة كوباني (عين العرب) التي تسكنها أغلبية من الأكراد عند الحدود السورية والتي دخل ما يسمى بـ"تنظيم الدولة الإسلامية" إلى بعض مناطقها.
وعاد التوتر بين الجانبين فجأة منذ هجوم جهاديي التنظيم على مدينة عين العرب (كوباني بالكردية) الكردية السورية على الحدود التركية.

اتهام كردية لـ"أردوغان" بدعم "داعش"

اتهام كردية لـأردوغان
وجاء ضرب مواقع الأكراد في جنوب تركيا، في ظل الحرب التي يخوضها وحدات حماية الشعب الكردية في سوريا والبيشمركة الكردية في العراق ضد تنظيم "داعش" الإرهابي، ليشير إلى دعم حكومة أنقرة لتنظيم الدولة.
فقد اتهم المرشح السابق لانتخابات الرئاسية التركية صلاح الدين دميرتاش، رئيس حزب الشعوب الديمقراطي "كردي"، الدولة التركية برئاسة رجب طيب أردوغان بتمويل وإرسال السلاح لتنظيم الدولة الإسلامية "داعش" في سوريا والعراق.
وقال دميرتاش: "الدولة التركية أرسلت أكثر من 2000 قطعة سلاح إلى "داعش" داخل سوريا، وفى المقابل عندما حاولنا إيصال مساعدات إنسانية إلى كوباني فإن "أنقرة" رفضت ذلك".
وأضاف رئيس حزب الشعوب الديمقراطي، أن الدولة هي المسئولة عن تفاقم الأوضاع وليس حزب الشعوب الديمقراطي، مضيفا: مواقف الدولة التركية من المسألة السورية أثارت حفيظة الشعب الكردي وكذلك حفيظة العلويين.
وقال السياسي التركي: إن النظام التركي لم يستمع إلى صرخات الأهالي في برسوس منذ 25 يومًا، وطالبو الحكومة كثيرا بالكف عن دعم مرتزقة "داعش" ولكن النظام يصر على الاستمرار في دعم التنظيم الإرهابي، مضيفا أن رئيس الجمهورية قال على الحدود: إن كوباني سقطت، مما أثار غضب الجماهير.

الأكراد يعلنون الكفاح المسلح

الأكراد يعلنون الكفاح
الأكراد يعلنون الكفاح المسلح
وجاء رد الأكراد حاسما حيث أكدت القيادة العامة لقوات الدفاع الشعبي،  القيادة العسكرية لحزب العمال الكردستاني،  أن قوات الجيش التركي خرقت قرار وقف إطلاق النار الذي تم توقعيه في 21 مارس 2013، لافته إلى  أن قوات الجيش التركي شنت عمليات عسكرية للمرة الأولى منذ عامين على مواقع قوات الكريلا في ناحية كفر التابعة لجولميرك.
وشدد الجناح العسكري لحزب العمال الكردستاني، أنه عقب خرق اتفاق وقف إطلاق النار من الجيش التركي سيعتبر الاتفاق الموقع في مارس2013 غير موجود، وتعود القيادة العامة لقوات الدفاع الشعبي لمواصلة الكفاح المسلح ضد الحكومة التركية.
وقصفت مقاتلات تركية مساء أمس الاثنين مواقع لمقاتلي حزب العمال الكردستاني بجنوب شرق البلاد، للمرة الأولى منذ وقف إطلاق النار الذي أعلنه الحزب في مارس 2013، حسبما أفادت مصادر أمنية.
كما هدد  مسئول في حزب العمال الكردستاني، بانتفاضة كردية جديدة إذا أصر الرئيس التركي رجب طيب أردوغان على سياسته الحالية بعدم التدخل في المعركة التي تشهدها مدينة كوباني "عين العرب" محملا أنقرة مسئولية ما يحدث في المدينة.
وقال جميل بيك، أحد مؤسسي حزب العمال الكردستاني، أرفع مسئول فيه خارج السجن، لشبكة "إيه.آر.دي" الألمانية في أربيل بمنطقة كردستان العراق شبه المستقله "لقد أنذرنا تركيا، إذا استمرت على هذا النهج فعندئذ ستستأنف مجموعاتنا المقاتلة حربها الدفاعية ذودا عن شعبنا".
وأضاف "حزب العدالة والتنمية (الحاكم) هو المسئول عما يحدث حاليا في كوباني وفي تركيا"، موضحا: "أعدنا جميع مقاتلينا الذي كنا قد سحبناهم من تركيا إلى هناك لأن تركيا مستمرة في سياستها من دون أي تغيير".
وتقاتل وحدات حماية الشعب (أبرز الفصائل الكردية السورية المسلحة) المتحالفة مع حزب العمال الكردستاني تنظيم "الدولة الإسلامية" الذي يهاجم مقاتلوه مدينة كوباني التي تسكنها أغلبية كردية وتقع على مقربة من الحدود مع تركيا.

المشهد الآن

أردوغان
أردوغان
رغم كل النفي المتكرر الرئيس  رجب طيب أردوغان عن علاقته بتنظيم "داعش" الإرهابي وفي ظل رفضه الانضمام إلى قوات التحالف لضرب تنظيم الدولة، ومع عودة الدبلوماسيين المختطفين الأتراك سالمين دون أن يتم خدشهم رغم أن "داعش" ترتكب مجازر يوما قتل وذبح للأسرى وللمخالفين لها، وفي ظل صمود مقاتلي الأكراد أمام هجمات تنظيم "داعش" لسيطرة واحتلال كوباني "عين العرب" السورية ، لأكثر من 4 أسابيع.
 جاء توجيه مقاتلات التركية لمواقع الأكراد في جنوب تركيا بدلا من تنظيم "داعش" في سوريا ليفتح  جبهة جديدة للأكراد ويشتت تركيزهم في حربهم ضد "داعش" والصمود في كوباني، ويظل السؤال: من المستفيد من ضرب مقاتلات جيش أردوغان لمواقع الأكراد؟

شارك