(البطريرك السادس والثلاثون).. أنسطاسيوس.. من أكابر الإسكندرية

الخميس 08/سبتمبر/2016 - 12:41 م
طباعة (البطريرك السادس
 
تتناول هذه النافذة، تاريخ مشيخة الأزهر، وتاريخ بطاركة الكنيسة المصرية من خلال التسلسل الزمني.. بغرض التعرف عن قرب على تاريخ الأزهر الشريف والكنيسة المصرية، والأدوار الدينية والاجتماعية والسياسية والفكرية لهؤلاء الأعلام (المشايخ والبطاركة)... باعتبار ذلك جزءًا أصيلًا وفاعلًا من تاريخ مصر
الأب القديس أنسطاسيوس السادس والثلاثون من باباوات الأسكندرية. كان هذا الأب من أكابر الإسكندرية، وكان في أول أمره رئيسًا على الديوان، ثم صار فيما بعد قسًّا على كنيسة الثغر الإسكندري، وبعد قليل اختير للبطريركية، فاهتم بالكنائس اهتمامًا زائدًا، ورسم أساقفة وكهنة على الجهات الخالية، وشيد عدة كنائس، واستعاد من الملكيين ما كانوا قد اغتصبوه؛ لأنه كان محبوبًا منهم لعلمه وفضله وتقواه، وأرجع كثيرين منهم إلى الإيمان الأرثوذكسي، ولما مات ملك القسطنطينية، وشى بعض الأشرار إلى خليفته أن البطريرك +لما رسم حرم الملك وأمانته، فغضب الملك وأرسل إلى الإسكندرية أن يسلم إلى أولوجيوس بطريرك الروم كنيسة قزمان ودميان وأوقافها، فحزن الأب من ذلك كثيرًا، غير أن الرب عزاه من ناحية أخرى، وذلك أن بطرس المخالف بطريرك إنطاكية كان قد مات، وأقيم عِوضًا عنه راهب قديس عالم يسمى أثناسيوس قويم المعتقد، الذي بمجرد أن صار بطريركًا عمل على تجديد الاتحاد بين كنيستي الإسكندرية وإنطاكية، فكتب رسالة بالإيمان المستقيم، وأرسلها إلى الأب أنسطاسيوس ففرح بها جدًا وجمع بعضًا من الأساقفة والكهنة وقرأها عليهم، ثم رد على الأب أثناسيوس بأنه يتمنى من صميم قلبه أن يراه، فحضر الأب أثناسيوس إلى الإسكندرية ومعه الأساقفة والكهنة، فلما علم بقدومه الأب أنسطاسيوس، وكان بالأسقيط حضر إلى الإسكندرية وذهب إلى البحر مع الأساقفة والكهنة واستقبله بالتحية والإكرام، ثم عقدوا مجمعًا بأحد الأديرة التي على ساحل البحر استمر شهرًا وهم يتباحثون في أصول الدين، ثم عاد البطريرك الأنطاكي إلى كرسيه بسلام، وكان الأب أنسطاسيوس مداومًا على تعليم رعيته بنفسه وبكتبه، وكان من كثرة علمه وفصاحته يكتب كل سنة كتابًا، وقد ظل على الكرسي البطريركي اثنتي عشرة سنة وستة أشهر وعشرة أيام، كتب أثناءها اثني عشر كتابا رتبها على حروف الهجاء القبطية، أي أنه ابتداء في أول سنة بحرف A وفي الثانية بحرف B وهكذا إلى إن كتب الكتاب الثاني عشر ورسمه بحرف  L، ثم مات.

شارك