(البطريرك السابع والثلاثون).. أندرونيقوس.. شاهد على جرائم الفرس

الخميس 22/سبتمبر/2016 - 12:39 م
طباعة (البطريرك السابع
 
تتناول هذه النافذة، تاريخ مشيخة الأزهر، وتاريخ بطاركة الكنيسة المصرية من خلال التسلسل الزمني.. بغرض التعرف عن قرب على تاريخ الأزهر الشريف والكنيسة المصرية، والأدوار الدينية والاجتماعية والسياسية والفكرية لهؤلاء الأعلام (المشايخ والبطاركة).. باعتبار ذلك جزءًا أصيلًا وفاعلًا من تاريخ مصر
الأنبا أندرونيقوس بابا الإسكندرية السابع والثلاثون. 616 - 623 م.) كان هذ ا الأب من عائلة عريقة في المجد. وكان ابن عمه رئيسًا لديوان الإسكندرية، فتعلم وتهذب ودرس الكتب المقدسة وبرع في معرفة معانيها. ونظرًا لعلمه وتقواه وتصدقه على الفقراء رسموه شماسًا، ثم اتفق الرأي على اختياره بطريركًا. وإن لم يسكن الديارات كما فعل السلف الصالح، وظل في الإسكندرية طوال أيام رئاسته، غير مهتم بسطوة الملكيين. ولكن الجو لم يصفُ له؛ لأن الفرس قد غزوا بلاد الشرق وجازوا نهر الفرات، واستولوا على حلب وإنطاكية وأورشليم وغيرها، وقتلوا وأسروا من المسيحيين عددًا كبيرًا. ثم استولوا على مصر وجاءوا إلى الإسكندرية وكان حولها ستمائة دير عامرة بالرهبان فقتلوا من فيها ونهبوها وهدموها. فلما علم سكان الإسكندرية بما فعلوا فتحوا لهم أبواب المدينة ورأي قائد المعسكر في رؤيا الليل من يقول له قد سلمت لك هذه المدينة فلا تخربها، بل اقتل أبطالها لأنهم منافقون. فقبض على الوالي وقيده. ثم أمر أكابر المدينة أن يخرجوا إليه رجالها من ابن ثماني عشرة سنة إلى خمسين سنة، ليعطي كل واحد عشرين دينارا وبرتبهم جنودًا للمدينة. فخرج إليه ثمانون ألف رجل. فكتب أسماءهم ثم قتلهم جميعا بالسيف. وبعد ذلك قصد بجيشه الصعيد فمر في طريقه بمدينة نقيوس وسمع أن في المغائر التي حولها سبعمائة راهب فأرسل من قتلهم. وظل يعمل في القتل والتخريب إلى أن انتصر عليه هرقل وطرده من البلاد. أما الأب البطريرك فإنه سار سيرة فاضلة. وبعدما أكمل في الرئاسة ست سنين تنيَّح بسلام. 

شارك