صراعات الإخوان من أجل قيادة الجماعة والمصالحة مع النظام

السبت 20/مايو/2017 - 03:09 م
طباعة صراعات الإخوان من
 
اشتعلت الخلافات الداخلية بين أنصار الرئيس المعزول محمد مرسى، الهاربين في تركيا، بعد انتشار أنباء عن رغبة الجماعة في الصلح مع النظام المصري الحالي بقيادة الرئيس عبدالفتاح السيسي. 
صراعات الإخوان من
آخر تلك الخلافات كانت بين أيمن عبد الغنى صهر خيرت الشاطر نائب مرشد الإخوان وأمين شباب حزب الحرية والعدالة المنحل، ووليد شرابي رئيس ما يعرف باسم المجلس الثوري الإخوانى الموجود في تركيا، وذلك بعد تصريح «عبد الغنى» الذى هاجم فيه المجلس الثوري، وأدان هجومه على الإخوان بسبب وثيقة «نداء الوطن» التي أطلقت مؤخرا للمصالحة مع النظام، دون المطالبة بعودة «مرسى»، مؤكدا أن هذا المجلس كان أول من وافق عليها قبل أن يتراجع بشكل غامض.
وبسبب هذا التصريح، فتح وليد شرابي النار على صهر خيرت الشاطر، متهما إياه بالسعي للصلح مع النظام المصري والتنازل عن الشرعية المزعومة للرئيس المعزول محمد مرسى، من أجل مكاسب ومصالح شخصية.
بالتزامن مع ذلك، اشتعلت مؤخرا حرب شرسة بين اثنين من مؤيدي «مرسى»، وهما عصام تليمة الداعية الإخوانى البارز، وآيات عرابي، القيادية الإخوانية التي تقود التحريض ضد مصر في أوروبا، إذ وجه «تليمة» اتهاما لـ«عرابى» بالعمالة لأمريكا والانتماء لها أكثر من الانتماء لمصر، مؤكدا أنها تسعى لتشويه الإخوان في عيون الشعب المصري بسبب تصريحاتها المثيرة للجدل، ومنها الهجوم الدائم على الجيش المصري والمطالبة بتفكيكه.
ووجه «تليمة» سؤالا لـ«عرابى» حول سبب عدم هجومها على الجيش الأمريكي، في اتهام واضح لها بالعمالة لواشنطن، ما جعل «عرابي» تطلق بثا مباشرا تفتح فيه النار على «تليمة» وتتهمه بمحاولة شق صف الجماعة.
وفى ظل هذه الحروب الداخلية الشرسة، تحاول جماعة الإخوان الإرهابية تهدئة أنصارها، بعدما تسربت هذه الخلافات الكبيرة للإعلام، ما يسيء لشكل الجماعة.
ففضائح الإخوان لا تتوقف يوما عن الظهور على موقع الفيس بوك، وخلافاتهم أصبحت علنية وتبادل الشتائم صار "على عينك يا تاجر"، خصوصا كلما لاح في الأفق مبادرة مصالحة من أحد أطراف الجماعة أو واحد من قياداتها سواء في الداخل او في الخارج، وبداية هذا الصراع الاخواني عندما هاجم عصام تليمة، مدير مكتب يوسف القرضاوي السابق، وعضو مجلس شورى الإخوان، كل من آيات عرابى، أحد حلفاء الإخوان، وصابر مشهور الإعلامي الإخوانى، وقال تليمة في عبر صفحته الرسمية على "فيس بوك": نرفض أن يتكلم في الدين آيات عرابي وصابر مشهور فالمبدأ واحد لا يتجزأ".
آيات عرابي والمعروفة بسلاطة اللسان، ردت الهجوم بهجوم أكثر عنفا، فكتبت على صفحتها في رسالة وجهتها لمدير مكتب يوسف القرضاوي السابق:" كلمتين لعصام تليمة: "لو كان عصام تليمة عالماً لعرفنا له مقامه ولوضعناه فوق الرؤوس ولخاطبناه بما يليق به، لكنه يكذب فيما يعرفه بسطاء المسلمين أمثالي، فيقول إن أبا بكر رضى الله عنه حارب مانعى الزكاة من أجل الفقراء، وأنه من الممكن عرض الشريعة على الشعب في استفتاء، وهى مجموعة من الكوارث".
وأضافت عرابي في رسالتها: "البعض يلتمس العذر في هذه الكوارث تحت دعاوى" لأنه لا داعى لشق الصف، وهو مبرر شديد السطحية ، فما قيمة حياتك ذاتها إن عبث أحدهم بدينك، والبعض الآخر يقول يجب أن تكوني متخصصة لتتحدثي".
صراعات الإخوان من
وتابعت: "الفارق بين ما أقول وبين من يدعوننى إلى الدراسة هو أنهم أقل من المسلمين البسطاء في معلوماتهم، فهناك من عبث في مكونات الإسلام لديهم: المشكلة فيما رددت به على عصام تليمة ليست في أنه يحتاج لعالم ولا لأنه شقاً للصف كما يقول البعض، بل المشكلة أن عموم المسلمين الآن اختلفوا كثيراً عن عموم المسلمين منذ قرنين، فأصبحت الأكاذيب التي يقولها عصام تليمة وأمثاله من الطلاسم والأمور المعقدة بالنسبة لهم الدين أصبح غريبا كما قال الرسول صلى الله عليه وسلم، فالكذب والاعوجاج العقائدي الذى يمارسه عصام تليمة ليس أمراً هيناً ولن يمكن إمراره، وسأقف فى وجه عصام تليمة".
وتابعت: "أقول لعصام تليمة، الدين ليس فيه كهنوت حتى تمنع الناس من الرد على ما تقول بدعوى أنهم لا يرتدون عمامة، بل إن سقطاتك ليست مما يقع فيه عالم أصلاً، فلا تدعى لنفسك ما ليس لك واذهب وتعلم ولا تشوش على الناس دينها".
في المقابل رد عصام تليمة، على آيات عرابي ساخرا: "الأخت المناضلة الكبيرة: آيات عرابي، بما إن حضرتك عملتى بث حي عن شخصيتي، لذا قررت أن أستفيد ويستفيد المتابعين من علمك وشجاعتك النادرة، وهسأل حضرتك كل يوم سؤال يا ريت تعملي عنه بث حي، وده هيكون اختبار واضح لحضرتك هل مبادئك واحدة ولا متلونة".
وأضاف تليمة: "حضرتك مقيمة في أمريكا، أو بتحملي الجنسية الأمريكية، والجيش الأمريكي فعل في المسلمين في كل مكان أشياء سيئة في أفغانستان، والعراق، وغيرها، السؤال بقى: هل موقفك من الجيش الأمريكى معارض؟ وهل بتدعى لتفكيك الجيش الأمريكى؟".
على الخط دخل عمرو فراج، مؤسس شبكة رصد الإخوانية، مناصرا لعصام تليمة، وزاعما أنه سيكشف ما أسماه بالتاريخ الأسود لآيات عرابي، مضيفا: "الشيخ عصام تليمة لما يضع شخصا في دماغه يقول على نفسه يا رحمن يا رحيم".
وحول هذه الأزمة، علق طارق أبو السعد، الخبير في شئون الحركات الإسلامية، على هذا التلاسن قائلا، إن المعسكر الذى يتحرك منه عصام تليمة وهيثم أبو خليل القيادات وحلفاء الإخوان يختلف عن المعسكر الذى تتحدث منه آيات عرابى والمجلس الثوري التابع للإخوان.
وأضاف أبو السعد أن ما قام به عصام تليمة من طرح تساؤلات عليها لتجيبها بصدق، فضح أمر آيات عرابي، والمشكلة أن صف دعم الإخوان والمعادين للدولة المصرية كثيرين وأهدافهم مختلفة ومطالبهم مختلفة ومتناقضة، وكل له وجهة هو موليها، حيث تصر آيات عرابي على التهكم على عصام تليمة وعلى  هيثم أبو خليل، وهو ما سيزيد من ازمة الانقسامات في معسكر الإخوان.
وما بين الجانبين من قيادات الاخوان معارك كثيرة وليست معركة واحدة وكل هذه المعرك وان اختلفت اشكالها مردها الاستيلاء على قيادة الجماعة، فكل طرف من اطراف الصراع يحاول ان يهيمن على الجماعة ويسيطر عليها، ليس هذا فقط بل ايضا كل طرف من هذه الاطراف المتصارعة ينظر للدولة المصرية والشعب المصري من وجهة نظر مصالحه التي يريد تحقيقها وليس وجهة نظر وطنية تعلي من شأن الوطن.

شارك