رغم الاعتراف بمقتله في 2014.. "الشباب الصومالية" تعيد التعريف بقائدها غودان
الأحد 02/يوليو/2017 - 08:28 م
طباعة
على الرغم من أن التنظيم اغعترف بمقتله منذ 2014 بعدما أغارت طائرة امريكية بدون طيار على مقر إقامته في مقدشيو بعد التنسيق مع القوات الفرنسية، نشرت حركة الشباب الصومالية شريطا مصورا يعرض لأول مرة صورة زعيمها السابق أحمد عبدي غودان، المعروف باسم المختار أبي الزبير، ما أثار العديد من التساؤلات حول الهدف من خطوة التنظيم الإرهابي، في الوقت الذي يشهد فيه حالة واسعة من الانقسامات.
الشريط المصور مدته ساعة وأربعة وعشرون دقيقة، وفيه يظهر عدد من أعضاء حركة الشباب وهم يروون بدايات تأسيسها، وكيف تطورت من “الاعتصام” إلى أن أصبحت تدعى بهذا الاسم الجديد.
كما يقدم الشريط سيرة مختصرة عن أبي الزبير، حيث يقول إنه ولد عام 1970 للميلاد ودرس في مدرسة عمر بن الخطاب في العاصمة الصومالية قبل أن ينتقل إلى جيبوتي بعد نشوب الحرب الأهلية.
ويعرض الشريط فقرة من خطبة لعبدالله عزام يدعو فيها إلى اللحاق بأفغانستان للجهاد، ثم يتحدث عن هجرة أبي الزبير إلى أفغانستان تلبية لتلك الدعوة، حيث تلقى تدريبات عسكرية، ثم هجرته إلى باكستان لدراسة العلوم الشرعية، كل ذلك مرفقا بصور له وهو يطلق النار من بندقية.
بعد عودته إلى الصومال برفقة عدد من الذين قاتلوا في أفغانستان، بدأ التخطيط لإنشاء حركة جهادية صومالية، وفي عام 2003 هاجم هو ومن معه جمارك مدينة وجالي الحدودية، حيث استولوا على مبلغ كبير من المال انطلقوا منه لتأسيس نواة حركة مسلحة.
وبعد ثورة المحاكم الإسلامية والإطاحة بزعماء الحرب في مقديشو عام 2006 عيّن أبوالزبير أمينا عاما لمجالس المحاكم الإسلامية، غير أن الخلافات التي اندلعت داخل هذه الأخيرة دفعته وعددا من رفاقه إلى الانشقاق وتأسيس حركتهم المستقلة تحت اسم حركة الشباب الصومالي عام 2008 حيث اختير أميرا لها واتخذ له اسما جديدا هو مختار عبدالرحمن أبوالزبير، وأعلن الحرب على حكومة شيخ شريف بعد أن اتهمها بالردة عن الإسلام.
أبوالزبير عرف بأنه "جزار نيروبي"، بسبب وقوفه وراء تفجير المركز التجاري في نيروبي عاصمة كينيا عام 2013، وارتبط اسمه بتفجيرات كمبالا في أوغندا التي أودت بـ74 قتيلا. وبعد مقتله نعاه تنظيم قاعدة الجهاد في جزيرة العرب ووصفه بـ”المجاهد المهاجر المضحي الباذل معشار حقه" بحسب تنظيم الإرهابي.
وبايعت حركة الشباب الصومالي تنظيم القاعدة بقيادة أسامة بن لادن منذ تأسيسها، فقد أرادت أن تمنح لعملها المسلح في الصومال طابعا عالميا يجلب لها الأضواء كفرع للقاعدة في منطقة القرن الأفريقي. بيد أن ظهور تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام بقيادة أبي بكر البغدادي جعل أبا الزبير يتوجه نحوها ويمنحها ولاءه، الأمر الذي أدى إلى نشوب الخلافات داخل الحركة نتجت عنه عمليات لتصفية الحسابات بين الموالين لتنظيم القاعدة والموالين لداعش.
وأدت تلك الصراعات الداخلية إلى قتل أبي الزبير لعدد كبير من أبناء الحركة، واعتقال بعضهم الآخر، بسبب الخوف من فضحهم للانحرافات داخل الحركة وفضائح زعيمها. وفي عام 2013 نشرت بعض المواقع الجهادية الصومالية قائمة من 19 شخصا وصفتهم بأنهم “من قادة الجهاد” تمت تصفيتهم على يد أبي الزبير وأعوانه.
ودفعت الخلافات داخل الحركة حول الولاء للقاعدة أو داعش إلى انتصار الجناح المؤيد للقاعدة، خاصة بعد مقتل أبي الزبير الذي كان يميل إلى التحالف مع تنظيم البغدادي، وهو ما أدى إلى انقلاب موازين القوى داخل الحركة وسحق التيار المؤيد للبغدادي.
ويسعى تنظيم القاعدة اليوم إلى التمركز في الصومال واستعادة قوته بعد تراجع تنظيم داعش محليا ومركزيا، بسبب توالي الضربات ضده في معاقله في العراق وسوريا.