خبيرة ألمانية: أرى خطر تصعيد جديد للعنف في سوريا

الخميس 23/نوفمبر/2017 - 06:08 م
طباعة خبيرة ألمانية: أرى
 
في مقابلة مع دويتشه فيله تقيم خبيرة شؤون الشرق الأوسط مورييل أسيبورغ في شك كبير فرص نجاح مبادرة بوتين في إحلال نظام جديد في سوريا.
فلاديمير بوتين يقول إن التدخل العسكري الروسي "يقترب من النهاية". هل هذا يعني أيضا نهاية الحرب الأهلية في سوريا؟
لا أرى نهاية للحرب الأهلية. فالرئيس بوتين يحاول تحويل الهيمنة العسكرية والسياسية والدبلوماسية التي حصلت عليها روسيا في سوريا إلى حل للنزاع. وهذا لا يعني بأن المعارك انتهت فعلا. وهذا يقابله الكثير من المصالح العسكرية التي يريد النظام وكذلك بعض الفاعلين الإقليميين الآخرين فرضها.
فلاديمير بوتين يريد إدراج "عمليات سياسية". ماذا يعني بهذا؟
من ناحية هو يعني بذلك "عملية أستانا". فهذه المبادرة أطلقها في بداية هذا العام بالاشتراك مع تركيا وإيران. ومن هذه العملية انبثقت أربع ما يسمى "بمناطق خفض التوتر". وفي هذه المناطق تحاول الأطراف تهدئة الوضع بين النظام والمتمردين من خلال وقف لإطلاق النار مع أمل توسيع وقف إطلاق النار ليشمل كافة البلاد. ومن خلال عقد "مؤتمر الشعوب السورية" هو يريد إطلاق نوع من الحوار الوطني. وفي هذا الإطار يُراد الجمع بين مجموعات المعارضة والمجموعات المقربة من النظام. لكن يجب القول بأنه لم نسمع شيئا عن هذه المجموعات الكثيرة.
هل بهذا تكون سوريا في طريقها إلى الديمقراطية؟
لا يمكن التحدث عن الديمقراطية، لكن روسيا تحاول من أجل حل النزاع الحصول على أكبر قدر من الشرعية. وعلى هذا الأساس يجب الالتزام ببعض الأساليب: يجب اعتماد دستور، ويجب أيضا تنظيم انتخابات. وهل هذه الانتخابات ستكون متطابقة مع معايير مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، فهذا يبقى مشكوكا فيه. لا أعتقد بأنه ستكون هناك انتخابات حرة وعادلة تحت مراقبة دولية ولا أن يتم إشراك السوريين في المهجر.
من أجل شرعية المشروع يجب التشاور مع شركاء دوليين. ففي الثلاثاء تباحث فلاديمير بوتين هاتفيا مع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، والأربعاء يلتقي مع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان والرئيس الإيراني حسن روحاني. هل فلاديمير بوتين هو "خادم السلام" الجديد في المنطقة؟
أعتقد فعلا أن فلاديمير بوتين يريد البزوغ في هذا الوضع كخادم سلام ويريد المساهمة فعلا في حل هذا النزاع وتحقيق السلام. لكنني أشك كثيرا في أن ينجح في ذلك. فالوعي لدى القوى الإقليمية بأننا وصلنا إلى المرحلة الأخيرة لهذا النزاع أدت بقوة إلى أن تحاول هذه القوى فرض مصالحها أيضا عسكريا. إنني أرى خطر تصعيد جديد للعنف. فالنظام السوري سبق وأن أعلن مثلا أنه ينوي السيطرة مجددا على الرقة ومحافظة إدلب. ويضاف إلى ذلك خطر تصعيد إقليمي، لاسيما تركيا ستحاول تفادي أن تقوم منطقة حكم ذاتي كردية في شمال سوريا. وحتى إسرائيل ستحاول فرض مصالحها، ولاسيما تفادي وجود مواقع إيرانية وميليشيات تقودها إيران ـ مثلا حزب الله ـ في المنطقة الحدودية مع إسرائيل.
حوار لدويتشه فيله

شارك